القتل شعارهم وأسلوبهم

[Zagal]

يرفض أتباع التيار الديني اتهام الآخرين لهم بالارهاب, في حين ان كثيراً من فتاواهم ضد خصومهم الذين تتهمهم بالردة تنص صراحة على القتل أو بحد أدنى الأذى بأي شكل كان. وها هي عصبة القتل في منطقة صباح السالم تتخذ لها من المسدس والرصاصات شعاراً لتهديد كل من تسول له نفسه التعرض للفتيات أو العكس, بدلا من أن يعالجوا هذه المشكلة المستفحلة لديهم بالحكمة والقانون, وما كان لهم مثل هذه الاستباحة لو لم يجدوا النصرة من الحكومة ووزارة الداخلية التي تتغاضى عن نفسهم الاجرامي.

والآن يقدم لنا صاحبهم محمد العوضي دليلاً آخر على عقلية الاجرام المترسخة لديهم بما سطرته أصابعه في مقال يوم السبت 16/8/2003 في »الرأي العام« حول مذكرة »الباحث في جواز قتل المباحث«!! يا سبحان الله, حتى في القتل يبحثون عن السجع!! طيب ما رأيهم في بعض من هذه العناوين اللطيفة:»الورد في قتل المرتد«, و»الولهان في تأييد طالبان«, و»فتح الباب في جواز ايذاء أهل الكتاب«, وعد وخربط من هذه العناوين والمسميات التافهة. وما يهمنا حول الموضوع وجود عنصر القتل في هذه المذكرة الاسلامية التي لابد وان تكون قد استمدت افكارها المشروعية من النص الديني من قرآن أو سنة أو آراء فقهاء الدم. والمبررات الشرعية لاستخدام العنف لا حصر لها في الفكر الديني الاسلامي لدى هذه الجماعات. وقد يرى البعض ان شدة التعذيب الذي تعرض له هؤلاء الشباب مبرر كاف للجوء الى العنف لانهم لم يجدوا من ينصفهم, علما بأن مقالة العوضي لا تشير الى لجوئهم الى القضاء بحثا عن الانصاف باعتبار اننا دولة قانون, ولكنهم بدلا من اللجوء الى القانون, لجأوا الى احد فقهاء الدم ليحصلوا منه على فتوى تجيز القتل, هكذا مباشرة دون حتى التفكير باللجوء الى القانون.

وحيث ان العوضي لا يهتم كثيرا بما يكتب ما كان يهتم بالتضخيم الوارد في مقاله حيث قال (وانتشرت مذكرة »الباحث في جواز قتل المباحث« وكادت الفاس تقع في الراس. دخل الدكتوران طارق الطوارئ وعادل الصبيح على الشيخ صباح ومعهما أدلة وصور ومذكرات خطيرة تنذر بخطر وفتنة, تمزق الدولة بسبب (ممارسات أمن الدولة). وقبل ان نحلل هذا الكلام غير المنطقي اشار العوضي الى ان الذي اعطى فتوى الارهاب بجواز قتل المباحث هم بعض اساتذة الشريعة!! يعني لم نكن مخطئين حين قلنا اكثر من مرة ان التعليم الديني في هذه الكلية لا يخلو من الارهاب.
المهم نعود الى ما قاله العوضي ان الدكتورين الطوارئ والصبيح كان معهما (ادلة وصور ومذكرات خطيرة) حول ممارسات أمن الدولة!! طيب لماذا اخذاها الى الشيخ صباح وليس الى النيابة اذا كانا صادقين? أليس هذا دليلاً على تواطؤ التيار الديني مع الحكومة? مع ملاحظة قول العوضي ان هذه الادلة والصور والمذكرات التي لا نعلم كيف حصل عليها هذان الدكتوران من خلال جهاز امن الدولة, (تنذر بخطر وفتنة وتمزق الدولة) هكذا, تمزق الدولة!! والله لو كانت دولة الكويت من ورق كلينكس لما حدث ذلك!! وانظر الى لغة التخويف وصيغة المبالغة الزائفة وتضخيم الامور. تمزق الدولة .. بالله عليكم هل يوجد عاقل يقبل هذا الكلام.

لكن من الواضح ان تحرك الذين يتهمون امن الدولة بالتعذيب بالتوجه الى القانون وليس المذكرات الخطيرة والصور, هو الذي دفع الرئيس الجديد لامن الدولة للاعتذار والطلب منهم طي صفحة الماضي, والشهادة لله ان التيار الديني يخوف الحكومة, لان هذه هي المرة الاولى الذي يعتذر فيها جهاز امن دول عربية لمواطنين!! وتجب ملاحظة ان هذا الجهاز السيء لم يعتذر للآخرين.

الملاحظة الاخيرة على مقال العوضي ما قاله حول ان هذا الجهاز استغل الظروف الحرجة لفترة ما قبل بدء الحرب على العراق (فأطلق يديه في ابناء الكويت تعذيباً وتنكيلاً وإهانة وتعميماً وتوسعاً في التقاط ابناء الاسر). هذه التهم إن صحت فإن العوضي والتيار الديني ونوابه متهمون بالتستر على هذا الجهاز والتواطؤ مع وزير الداخلية السابق. لماذا سكتوا طوال هذه المدة وهم يعلمون بما يقوم به هذا الجهاز من تعذيب وتنكيل واهانة وتوسع في التقاط ابناء الاسر? بل لماذا سكت نواب واعضاء التيار الديني عن هذا الجهاز وهم ولا شك لديهم الكثير من المعلومات كما يتبين من مقال العوضي, طوال السنين الماضية? اتدرون لماذا? لان التيار الديني صاحب دنيا وليس صاحب دين, ولان مصلحته مع النظام السياسي تقتضي السكوت على تجاوزاته اللاقانونية في مثل هذه الاجهزة, فسكت حتى اصابت النار اطراف ثيابه من الارهابيين المنتمين اليه الذين يحاكم بعضهم الآن وفقا للقانون.

اللطيف في مقال العوضي قوله ان نسخة من المذكرة اعطيت لوزير الاوقاف الحالي قبل ان يكون وزيراً!! لنقضها كما يقوم د. الطوارئ بتفنيدها. يعني النص الديني عند بعض اساتذة الشريعة يجيز العنف وقتل المباحث, وعند آخرين يمكن نقض هذه الادلة الشرعية?! ويمكن لاي عاقل ان يفهم ما يريد من مثل هذه التناقضات. مع ملاحظة انه لم يتم تفنيد المذكرة!




اما ما كتبه العوضي في جريدة »الشرق« القطرية بتشبيهه رجال المباحث الكويتيين برجال البعث إبان الغزو العراقي فقد قام الاستاذ طلال عبدالكريم العرب بالتعليق عليه في »القبس« 17/8/.2003


http://www.alseyassah.com/alseyassah...uthor=البغدادي