|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
السلام الداخلي
عندما كنت أعيش لفترة عامين في المملكة العربية السعودية <بعاصمتها الرياض> وكنت أعمل هناك ..وطوال تلك الفترة من عمري كنت الوحيد المسيحي في وسط مسلمين من جنسيات مختلفة ...بل وللحق ..من أشنع الجنسيات الإسلامية على الإطلاق كان معي الباكستاني والأفغاني والهندي ....وبالطبع المصري ....ولم يكن بيني وبينهم إلا القليل من الكلمات ...وكنت أشعر بالضيق والغربة ببعدي عن وطني ..فكنت وقتها صغير بعض الشيء عن اليوم..وكنت لأول مرة في حياتي ..أخرج من مصر..أو حتى لم أكن أخرج من القاهرة لأي محافظة إلا للنزهة بضع أيام..المهم أحسست بثقل الوقت ..وبطيء الساعات ...ولن تمحي من ذاكرتي تلك النظرات التي كنت أشاهدها في رؤسائي المصريين. كأنني بيني وبينهم تار بايت!! ولم ولن تمحي من ذاكرتي أيضاً يوم أن مشيت وحدي ليلاً والدموع تغرق عيناي ..شفقة على ذاتي ...فها أنا غريب في أرض غريبة جداً على أو قل هي على النقيض مني ..وها أنا وسط غرباء وجنسيات متعصبة ..لا تتواني عن سبك كلما تراك أمامها ...ولكن في ذلك الوقت عندما عدت ليلاً..وصعدت لروف السكن حتي أشاهد النجوم لاشعر بتحسن أو أستلهم هذا التحسن من الهدوء الليلي ..الا وأجد أمامي شخصان..فأقتربتمنهم وأنا أدعوا لله الا يكون من هؤلاء المتعصبين.. ووجدت أنهم شخصان هنديان ..بابو ودانيال..تلك أسماهما ووجدت في يد أحدهم كتاب أسود ..فدققت النظر ..لأجده النسخة الإنجليزية للكتاب المقدس..يلا بلاهتي..!! كل هذه الشهور وأنا لا أعلم أن هاذين الشخصين مسيحيان مثلي؟؟؟ فتكلمت معهم ..وللحق كانوا هم من كنت أحس في اختلاف من قبلها في طريقة تعاملهم للأخريين وبالطبع معي أيضاً..و بدأت أستمع وأناقشهم في الإنجيل .. ووجدتهم أكثر مني أيماناًً..ووجدت داخلهم شعور عجيب بالسلام لم أكن أحسه في ذلك الوقت...ذلك الشعور الذي سقط مني وأنا في طريقي للسعودية. كان الخوف ..والرهبة من المجهول...وللحق الكره أيضاً لمن كنت أعيش معهم بالعمل....لقد كنت قبلها بالقوات المسلحة وذهبت لحفر الباطن في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت فلم يسقط مني سلامي ...ولم أكن أهتم لشيء ...ولكن لماذا وأنا هنا أحسست بالضياع لضياع السلام داخلي؟ بابو هذا ودانيال كانوا من النوع المبتسم دائماً أبداً.. لماذا؟ كنت لا أعلم..فلا هما يحصلان على نصف راتبي..ولا هما يعرفان من اللغة العربية إلا القليل..ولكن كانوا في سلام بمعني الكلمة..سلام لا يحصل عليه أقوي الرجال. سلام داخلي عجيب...وكأن دانيال كان يحس بما أريد أن أقوله وللعلم هما كانوا أكبر مني بمراحل...يكفي شارب دانيال هذا وكأنه عشماوي بشوا ربة الثقيلة وعضلاته المفتولة..والأخر بابو كان عكسه....وجه كالممثل أميتاب بتشان..وجه سينمائي فعلاً.. نظر لي دانيال قائلاً: لماذا أنت حزين يا صديك..<هم يتكلمون هكذا..صديك وليس صديق> فقلت له ما أشعر به أو مالا أشعر به من سلام وراحة هنا. قال كلمة واحدة.:.ما تخاف <لا تخف> نظرت له لا أفهم..فأكمل جوه الإنسان يوجد هرموني...سيستم ..نظام..لازم تلاقي هذا النظام .و.الهرموني. فأكمل بابو و:كأنهم متفقين على كل كلمة . الهرموني يا صديك لازم يجي من هدوء النفس..والهدوء النفس يجي من الحب.. لازم تحب اللي حوليك حتى لو هما مش كده. أكمل دانيال: وتحب اللي حوليك لما تقرأ الكتاب كل ليله وتصلي من قلبك..وترنم كمان حتى لو بصوت واطي...ولما الحب يجي جوه قلبك ...هتقبل وجودك مع الناس اللي معاك...ولما تقبلهم هتحس أنك حر..وفي الوقت ده هيكون سلام يسوع جاه جوه قلبك من تاني ومش هتخاف تاني . وفعلاً..وكأن تلك الكلمات كانت كإكسير السلام داخل نفسي..فعندما وجدت الحب لكل الناس..وجدت سلام الرب الذي يفوق كل سلام...وبعدها حصل تغير رهيب في كل علاقاتي بالأخريين..أصبح الكل يحب أن يتكلم معي....أصبحت علاقاتي بالآخرين أقوي وأعمق ... وياما ناس تشحن ذاتها بالغل والحقد والحرب..داخلهم هتلر لا يهدأ أبداً ...داخل ذواتهم نيرون يريد أن يشعل نار الغضب في المجتمع من حوله...هذا لأنه ينظر من شباك ضيق للعالم..شباك من الأنانية وحب الذاتي وعبادتها لأقصي حد ياما فيه ناس بتنام من غير عشاء كلام صدق وليس تهويل...ولكن إذا نظرت إليهم تجد السلام الداخلي يفرد أجنحته عليهم بلا معاهدة سلام مشروط ولأغيره.. تجد هؤلاء لا يدخلون مكان الا ويحل السلام على المكان من حولهم ..يستمتعون بكل لحظة في عمرهم وحياتهم الأرضية ..ليس كما يستمتع الآخرين..بل هم و حتى في وسط الضيقات يستمتعون بترنيمة أو صلاة أو حتي ابتسامة رضاء . أنا أعلم بل ومتأكد بأن هذا السلام هو ما فقد من العالم بكل طوائفه وأجناسه وشعوبه فقد بسبب الإنسان و شروره وأطماعه ....ولكن مهما حدث ويحدث من حولي وبرغم ما قد أكون فيه الآن وأنا أكتب تلك الكلمات من مشاكل وصعاب ..بل وأخطار أنتظرها في أي وقت تدق على باب حياتي...فلا زلت أشعر وأعيش هذا السلام الذي عرفته ..وعايشته . يا ليتكم تشعرون بتلك الهيبة التي لا تدنيها أي هيبة أو جائزة أو ثروة عندما تشعر وتعيش السلام يكون هو الكابح لجمح فرسك الذي يجري غضباً...لأقل الأسباب عندما تكون متناغماً مع ذاتك ومصالحاً لها تكون أنت ملك كل العالم...تملك لأنك تملك السلام الداخلي آخر تعديل بواسطة صائد الذباب ، 18-06-2008 الساعة 10:09 PM |
#2
|
|||
|
|||
مشاركة: السلام الداخلي
اللللللللللللللللللللللله ياصياد موضوعك حقيقى هايل
ياريت كل الناس تحب بعضها لبعض ولا كان يبقى حقد وغل وشر وكراهيه من الأنسان لأخيه الأنسان الزمن ده ياصياد لابد وان ينتهي بكل شروره علامات الساعه واضحة وباينه قدمنا وبأسم الرب كل من يحب الخير وفعل الخير سيبعث من جديد فى عالم جديد يملؤه الوحب والسلام |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|