من مينا موحد القطرين .. الى ... غزو خادم الحرمين

[AleXawy]

من مينا موحد القطرين .. الى ... غزو خادم الحرمين

بقلم: كمال لطيف

latif_kamal@yahoo.com

3 كيهك 1723 للشهداء - 12 ديسمبر 2006 ميلادية



ان من ينظر الى سير الأمور في مصر (ذات الـ 7000 سنة حضارة) لا يملك الا أن يتعجب. فمصر صاحبة الحضارة العريقة التي علمت العالم الكتابة والكيمياء وكانت دولة بها أجهزة ري وقضاء ودواوين حكومية ووزراء وبرعت في فنون النسيج والتصوير والنحت والكثير من مناحي التقدم والرقي كالعمارة والتجارة الدولية والحفاظ على البيئة .. الى آخره. ومن نبع هذه الحضارة الفرعونية، نهلت الحضارات الاغريقية والرومانية وغيرها.

مصر الآن شئ آخر مختلف تماماً. فقد بدأ الانحدار بعد الغزو العربي الاسلامي حيث تم تدمير هذه الحضارة. ويزداد الموقف سوءا مع تصاعد حدة التطرف والخضوع للغزو الوهابي لمصر. فتتلاشى الحضارة والعلوم والفنون ليصبح شغل مصر الشاغل أمور أخرى مثل الحجاب والجلباب واللحية والمسواك وآداب دخول الحمام وما يجب قوله داخل الحمامات والاعجاز في الطب النبوي وكل أنواع الاعجاز الأخرى. حيث وصلنا ألى أسوأ مستويات الانحدار بوصول الغزو الوهابي لمصر الى أقصى مداه في فترة حكم السيد/ مبارك.

والحقيقة فالقبطي لا يمانع أبدا في المعتقدات الدينية الخاصة لكل انسان. فكل شخص حر طالما أن هذه الحرية لا تجور على حرية الآخرين. فمثلا ما الذي يضير القبطي من أن يتعوذ المسلم من الخبث والخبائث اذا دخل الحمام؟؟؟ أو أن يكون الحجاب أو النقاب "من المعلوم من الدين " ولا يجوز المساس بهما ولا أن يتطرق الحديث اليهما. بالطبع لا توجد مشكلة فكل انسان حر في معتقداته. ولكن عندما تكون معتقدات المسلم هي أن يضطهد الاخر أو أن يميز ضده في بناء الكنائس والوظائف حيث أن هذه أمور تتعلق بأمور فقهية اسلامية لا ناقة للقبطي فيها ولا جمل. وعندما تتبنى الدولة بكل قوتها سياسة التمييز ضد القبطي، فهنا يجب الوقوف وايجاد آلية عادلة لاعطاء كل ذي حق حقه.

ان ما يطالب به الأقباط ليس أكثر من العدل والمساواة.. أن يتركوا القبطي في حاله بدون اضطهاد وبدون أن يتم خطف بناته لأسلمتهن وبدون أن يكون عرضة للمذابح ولا عرضة للسب والشتم في الشارع وفي الجرائد المصرية وفي مناهج التعليم وفي وسائل الاعلام. وبدون تمييز ضده بأن يأخذ حقه في الوظائف وحقه في التمثيل السياسي وحقه في المشاركة في ادارة بلاده وحقه في بناء الكنائس في أرضه دون أن ينظر على أقدس مقدساته على أنها "دار معصية". ان الوضع الحالي محزن الى أقصى درجة حيث أنه لا يمكن تبرير جريمة اضطهاد الأقباط ولا يمكن تبرير السكوت على هذه الجريمة أيضا.

ان السيد/ مبارك بصفته رئيس الجمهورية هو المسئول الأول عن حالة التردي الرهيبة التي تتعرض لها مصر في العصر الحالي. ففي خلال فترة حكمة الطويلة والمملة والمخزية والتي تعدت الربع قرن حتى الآن لم يتحقق خلالها الا الفشل الذريع والانحدار من سئ الى أسوأ.

ما الحكمة في تنفيذ سياسات دول أحادية الدين لا تتوافق ولا تناسب مصر بأي حال من الأحوال. يجب أن تتخلص مصر من الغزو الوهابي الوافد والدخيل على بلادنا. فهل لنا بأحمس ليطرد الهكسوس ويعيد مصر الى كل أولادها؟

يا مبارك ارحل ... فنحن لا نريدك بل نريد مينا موحد القطرين ليزيح عنا غمة غزو خادم الحرمين؟؟؟؟