تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-01-2012
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
لا العلمانية المتطرفة .. ولا الدينية المتطرفة

لا العلمانية المتطرفة .. ولا الدينية المتطرفة

بقلم د. يحيى الجمل - المصرى اليوم

أعرف منصف المرزوقى رئيس الجمهورية التونسية الجديد منذ وقت بعيد عندما كانت تجمعنا جلسات المعهد العربى لحقوق الإنسان ولعلى- وإن كنت غير متأكد- ترافعت عنه فى قضية سياسية كانت مرفوعة ضده فى المحاكم التونسية. واقعة أنى حضرت محاكمة من هذا النوع صحيحة ولكن مع من من السياسيين التونسيين لست أذكر الآن على وجه التحديد. كانت أمى- رحمها الله- تقول «ياما دقت على الراس طبول» أى ما أكثر ما حضرت من محاكمات مع مناضلين سياسيين فى أكثر من بلد عربى، وبالذات فى تونس ومصر.

وقد سارت التجربة التونسية فى المسار الطبيعى الذى بدأ بجمعية تأسيسية لوضع مشروع الدستور، ولذلك انتهت هذه التجربة إلى هذه النهاية الموفقة التى انتهت إليها.

هناك دستور وهناك برلمان وهناك رئيس جمهورية وبدأت الحياة السياسية تتجه الاتجاه الطبيعى مع بعض العقبات التى لابد أن تصادف التجارب الثورية الجديدة.

وكان طبيعياً أن أتابع هذه التجربة العربية الرائدة بالاهتمام الذى تستحقه وبحكم العلاقات القديمة التى ربطت بينى وبين كثير من الزعامات والقيادات التونسية.

ومن هنا جاء حرصى على متابعة البيانات والقرارات والتصريحات التى تصدر عن مسؤولين تونسيين وفى مقدمتها بطبيعة الحال تصريحات منصف المرزوقى رئيس الجمهورية التونسية المؤقت.

قرأت له حديثاً مطولاً فى جريدة «الشرق الأوسط» التى تصدر من لندن وتوزع فى أنحاء الوطن العربى وشاهدت له أكثر من حوار على عدد من القنوات التليفزيونية الفضائية.

ومنصف المرزوقى ينتمى إلى اليسار السياسى غير المتطرف ويؤمن إيماناً عميقاً بحقوق الإنسان وبالحريات العامة وناضل طويلاً من أجل ذلك.

والسمة العامة التى لاحظتها فى تصريحاته هى سمة الاعتدال والبعد عن التطرف والمغالاة. ومن الطبيعى أن مسؤولية المنصف تفرض عليه ما لم يكن يشعر به وهو سياسى طليق من أعباء المناصب، خاصة فى الظروف التوافقية التى تعيشها تونس والتى تؤمن بها كل التيارات السياسية الرئيسية وفى مقدمتها حزب النهضة ذو التوجه الإسلامى الواضح والذى يتزعمه راشد الغنوشى. وقد جمعت المنافى والسجون بين راشد الغنوشى ومنصف المرزوقى مرات عديدة، ومن شأن زمالة الكفاح أن تقرب الفرقاء من بعضهم. وهذا هو الذى كان.

جاءت الانتخابات التأسيسية بأغلبية معقولة- وإن لم تكن أغلبية مطلقة، إذ حصل الحزب على أكثر من أربعين فى المائة من المقاعد بقليل فى أول انتخابات حرة ونزيهة تجرى فى أعقاب الثورة التونسية.

وحزب النهضة التونسى إسلامى التوجه، وإن كان أكثر استنارة من كثير من التجمعات الإسلامية فى عدد من البلاد العربية، وإن كان لم يصل إلى المستوى الذى وصل إليه حزب العدالة والتنمية التركى الذى يقترب كثيراً من التوجه العلمانى والذى يعتبر أنه لا تناقض بين العلمانية والإسلام، ذلك أن الإسلام دين يدعو إلى العلم والعقل والتفكير، والعلمانية فى أصل تعريفها لا تنكر الأديان ولا ترفضها. وتصريحات الغنوشى فى هذا العدد واضحة حيث قال صراحة «لا للعلمانية المتطرفة ولا للدينية المتطرفة».

والتطرف مرفوض فى كل الأحوال. التطرف قرين التعصب. والتعصب قرين ضيق الأفق. وضيق الأفق يؤدى إلى عدم الاعتراف بالآخر والنتيجة الطبيعية لعدم الاعتراف بالآخر هى التنابذ وما ينجم عن التنابذ من تشرذم وما يؤدى إليه التشرذم من انقسام المجتمع إلى فئات متناحرة غير متوافقة. ومجتمع متناحر متشرذم لا يستطيع أن يبنى دولة على أسس سليمة.

من هنا توافقت أغلبية الأطراف السياسية الرئيسية فى تونس على نبذ التطرف وعلى مزيد من التوافق بين هذه الأطراف من أجل إنقاذ تونس والوصول بها إلى بر السلامة.

وتولى رئاسة الحكومة الانتقالية أحد قيادات حزب النهضة الإسلامى وهو حمادى الجبالى. وفى مشهد حضارى نشرته صحافة العالم استقبل قائد السبسى رئيس الحكومة التى تولت بعد هروب زين العابدين بن على.. استقبله رئيس الحكومة الجديد حمادى الجبالى فى مقر رئاسة الوزراء.

واشترك فى الوزارة الجديدة أربعة وزراء من حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» وخمسة وزراء من حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» بالإضافة إلى ثمانية وزراء من المستقلين. وهكذا لم يحاول حزب النهضة- وكان يستطيع- أن يحوز النصيب الأكبر من الوزارات المختلفة ولكن من أجل تأكيد النزعة التوافقية التى تسود تونس الآن من أجل الخروج بها من تحديات ما بعد الثورة إلى مرحلة الاستقرار.

وفى أول رسالة وجهها حمادى الجبالى إلى الشعب بعد أن فازت حكومته بثقة المجلس التأسيسى بغالبية ١٥٦ صوتاً مقابل ٣٨ عارضوا تشكيل الحكومة الجديدة، أكد رئيس الوزراء أن التوافقية هى الأصل وأنه لا مبالغة ولا تطرف.

رغم هذه الأغلبية الكبيرة والثقة الواضحة فإن حزب النهضة آثر عدم الاستئثار بكل شىء، وإقصاء الآخرين عن كل شىء. كما كان متبعاً فى ظل الأنظمة الاستبدادية التى أسقطتها وستسقطها الشعوب.

البداية السليمة فى تونس انتهت إلى اقتلاع النظام السابق من جذوره وإحلال نظام جديد مختلف تماماً محله. وعندنا أسقطنا رأس النظام- وهذا شىء رائع- وكسرنا حاجز الخوف لدى الشعب وهذا شىء أكثر روعة، ولكننا لم نستطع أن نجتث جذور النظام السابق وبقيت هياكله الأساسية معششة فى كل مؤسسات الدولة وتحول دون الثورة وأن تبلغ مداها الطبيعى الذى وصلته ثورة تونس.

والأمل كبير أن يدرك الحزب الذى فاز بأغلبية مقاعد مجلس الشعب- حزب الحرية والعدالة- أن هذا الفوز يحمله المسؤولية الكبرى فى مواجهة هذا البلد وفى مواجهة مستقبله الذى تحف به المخاطر من كل جانب. من الداخل ومن الخارج.

لابد أن ندرك جميعاً أن مصر توشك أن تكون على حافة «جرف هار» وأنه لا سبيل إلى إنقاذها من وهدتها ولا سبيل إلى اجتثاث جذور الفساد والاستبداد الذى عشش لسنين طويلة إلا بأن نضع أيدينا جميعاً فى أيدى بعضنا البعض من أجل إنقاذ مصر. فى الوقت الذى تستعد فيه تونس للانطلاق فإن مصر توشك أن تغرق نتيجة أخطاء متعددة متراكمة من كل الأطراف. مصر تستحق منا جميعاً أكثر من مجرد الكلام. مصر تريد عملاً وبناء وتعميراً. مصر تحتاج إلى توافق حقيقى ولا تحتاج إلى مداهنة أو كلام معسول.

اللهم أنقذ مصر من كبوتها، وأتمم على خير ثورتها وخطواتها.

والله المستعان.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
علمانى وافتخر abomeret المنتدى العام 0 01-10-2011 04:37 PM
الدولة الدينية تصب فى مطلب الحماية الدولية abomeret المنتدى العام 1 05-08-2011 10:35 AM
ماذا صنعت العلمانية بأوروبا؟ abomeret المنتدى العام 0 30-07-2011 12:28 PM
العلمانية الحارس الأمين للاديان makakola المنتدى العام 0 31-03-2011 04:27 AM
التقرير السنوي السادس لوزارة الخارجية حول الحرية الدينية في العالم لسنة 2004 Pharo Of Egypt المنتدى العام 13 12-03-2005 02:21 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 07:40 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط