|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
لماذا ينظر مينا إلى محمد بريبة.. والعكس؟
بقلم عبداللطيف المناوى - المصرى اليوم «إذا أردت أن تنهى أزمة فعليك أن تواجهها».. لست أذكر من قال هذه الجملة، ولكننى أظن أن هناك الكثير من الحقائق التى اعتدنا تاريخيا أن نتجاهلها، واعتمدنا دائما المسكنات والالتفاف حول الأزمات، وفى بعض الأحيان البحث لها عن أسماء «دلع» للتخفيف من وقعها وحقيقتها علينا. ومن بين هذه الأزمات المطلة دائما برأسها العلاقة بين المصريين المسلمين والأقباط، وهى مشكلة حقيقية تعودنا دائما أن نناقشها عند انفجار أزمة، ونتجاهلها، ليس عن عمد ولكن بحكم الطبيعة، حتى تبدو الأمور كأنها هادئة، والحل الحاضر دائما هو تقبيل العمائم واللحى، سوداء أو بيضاء، وهذا ما حدث فى الأزمة الأخيرة عندما تفتق ذهن السيد رئيس مجلس الوزراء عن فكرة عبقرية لحل المشكلة بإنشاء بيت العائلة المصرية برئاسة مشتركة بين الإمام الأكبر والبابا، غير مدرك أنه أعاد اختراع العجلة القديمة ذاتها. عندما شاهدت رئيس مجلس الوزراء الحالى جالسا مع البابا شنودة فى القاعة الرئيسية للكاتدرائية، تذكرت القاعة ذاتها التى استقبل فيها البابا العزاء أيضا فى مطلع هذا العام عقب حادث كنيسة القديسين، وهى الجريمة التى هزتنا جميعا، وكانت دافعا لحدوث توتر كبير كان ينذر بأن يتطور إلى اندلاع أعمال طائفية. وما شاهدته من مقدمات كان دافعا لى بأن أبادر بالتحرك إلى الكاتدرائية، ذهبت أملا فى أن أنجح فى إقناع البابا بالتدخل لتهدئة الأقباط ووقف التصعيد، وعندما وصلت وجدت البابا شنودة فى القاعة الرئيسية ذاتها، التى استقبل فيها رئيس مجلس الوزراء الحالى، يستقبل المعزين، وكان معه عدد من الأساقفة، وكبار رجال الدين المسيحى، وعدد من الشخصيات العامة القبطية من رجال أعمال ومثقفين ومسؤولين، وأيضا ستة من وزراء الحكومة المصرية السابقة، وجدت الجميع صامتا فى مجلس العزاء، وبدأت نقاشا مع البابا شنودة الذى تربطنى به علاقة جيدة وقديمة، بدأت الحديث وسط الصمت الذى كان مطبقا، فتحه لى الأنبا يوأنس والأنبا أرميا امتد لحوالى ساعة ونصف الساعة فى حضور كل هؤلاء، نجحت فيها فى إقناع البابا بأن يتحدث ليهدأ الأقباط وينزع فتيل الأزمة، وهو الأمر الذى تم يوم ٣ يناير ٢٠١١. رغم شعورى بالارتياح النسبى وقتها للنجاح فى نزع فتيل الأزمة، إلا أن قلقى كان قويا لأن ما حدث هو نزع لفتيل أزمة مازالت حاضرة، فقبلها بشهور كانت تلك الأزمة الكبيرة بسبب التصريحات المتبادلة بين الأنبا بيشوى ود. محمد سليم العوا، وهدأتُ عندما تحدث معى البابا شنودة، وفى كل مرة كان ذلك يتم بمبادرة شخصية منى وليس انعكاسا لسياسة دولة، وهذه مشكلة أخرى مازالت قائمة. حتى اللحظة مازلنا نتعامل مع أعراض الأزمة دون أن نواجهها، مازلنا نتمسك بالتعبيرات التى كانت حقيقية، أول طريق لحل الأزمة، أى أزمة، أن نواجه حقيقتها. الكلام الجميل عن مينا ومحمد اللذين تربيا معا كأخوين فى الرضاعة، وإفطار المسيحى مع المسلم فى رمضان، وشراكة التاجر القبطى مع التاجر المسلم، وكل هذه القصص الحقيقية كانت موجودة، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا بحق: لماذا أصبح الآن مينا فى هذا الجيل يشعر بالقلق من محمد؟ ولماذا ينظر إليه محمد بريبة؟.. هل مازال التاجر المسلم الشاب يفضل الشراكة مع القبطى؟ ولماذا يكون السؤال الأول بين الأطفال فى المدرسة قبل أن يبدأوا اللعب معا «انت مسلم ولا مسيحى؟».. هناك تغييرات مهمة حدثت فى مجتمعنا علينا أن نتوقف لنعترف بها ونفهمها لنصل إلى علاج لها. كل الحكايات الجميلة عن علاقة المصريين «مسلم ومسيحى» كانت حقيقية، ولكى تعود كما كانت علينا أن نعترف أولا بأنها لم تعد كما كانت بين أبناء الجيل الجديد، كل هذا أكثر أهمية من تقبيل اللحى وزيارات المجاملة وإعادة اكتشاف العجلة. ما يحدث إعادة إنتاج للأزمات والأخطاء ذاتها لأننا، حتى الآن، لم نجرؤ على أن نواجه أنفسنا بالحقيقة باحثين عن مزيل سريع للألم، حتى لو كان مخدراً وقتياً. menawy@gmail.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
عواء المسلمين و صراخ المضطهدين | el chife | المنتدى العام | 0 | 22-06-2011 05:06 PM |
يوسف بطرس غالى و آخرة خدمة المسلمين علقة | just_jo | المنتدى العام | 1 | 31-03-2011 06:31 PM |