|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
ماذا تنتظر مصر من الصحف القومية؟
ننتظر الكثير من مؤسساتنا الصحفية القومية، فهى ليست مجرد صحف، أو هيئات لها اصدارات صحفية بل هى أكبر من ذلك. ننتظر من صحفنا الخبر الصادق والصحيح، و أن تنتهى ظاهرة أن نذهب كمصريين لمصادر اعلامية مختلفة غير مصرية، لنعرف ماذا يحدث فى مصر، فالصحافة المصرية حسب علمى قادرة على نقل أخبار تحدث فى مصر، ومصر لن تهتز اذا عرف المواطن أخبار بلده الصحيحة من داخلها. ننتظر من الصحف القومية أن تكون صحف كل المصريين وكل الأحزاب، وليست صحف الحزب الوطنى فقط، و أن تلتزم الحياد التام فيما يتعلق بأى انتخابات سياسية. ننتظر من الصحف القومية أن تستدعى الكتاب و المفكرين الذين "طفشوا" بكتابتهم خارج مصر، و أصبح على أى قارىء يريد أن يلتقى بهم أن يذهب لمواقع الصحف العربية على الشبكة الدولية التى تنشر لهم. ننتظر من الصحف القومية أن تعمل على نهضة المواطن المصرى فكريا، حتى لا يخرج علينا رئيس وزراء بعد ربع قرن من الآن ليعاير الشعب المصرى بأنه غير ناضج بالشكل الكافى لممارسة الديموقراطية. ننتظر من الصحف القومية أن تتوقف عن مساندة الأصولية الاخوانية، و أن تكف عن المزايدة على تيار الاسلام السياسى، و هو ما يلاحظه أى متابع فى ازدياد الجرعة الدينية الاسلامية بصورة غير مسبوقة بخط تصاعدى فى الثلاثة عقود السابقة، أو عندما استدعت جريدة الأهرام زغلول النجار ليبشر بمفاهيم صاحب الظلال سيد قطب فى الحاكمية(2005الأهرام يناير 24 )، أو عندما أعطت جريدة الأهرام فهمى هويدى صفحة كاملة ليكون بوق دعاية لتيار الاسلام السياسى و دولة الخلافة لأكثر من عقدين من الزمن،و جريدة الأخبار التى استدعت محمد عمارة ليروج لمشروع وهمى (مشابه لمشاريع توظيف الأموال) عن الدولة الاسلامية، وعندما يكتب أحد الكتاب لتصحيح بعض المفاهيم أو بعض المعلومات الخاطئة التى تستغل لترويج مشروع تيار الاسلام السياسى لا ينشر له مثلما حدث مع الشهيد فرج فودة أو شافعى مصر المستشار سعيد العشماوى، ننتظر أن يتوقف كل ذلك، فالمزايدة على هذا التيار لن توقفه،والاكثار من المواد الدينية الاسلامية لن يوقف زحف تيار الاسلام السياسى، و منع كبار الكتاب من الرد لن يوقف زحف تيار الاسلام السياسى و اللعب على وتر النعرة الدينية لن يوقف زحف تيار الاسلام السياسى بل العكس هو الصحيح. ننتظر من الصحف القومية أن تكون منبر تنوير، و ألا يكتب شخص على صفحاتها فى القرن الحادى و العشرين أن "محاولة نسبة البراكين أو الزلازل الي الطبيعه هي صوره من صور الشرك الخفي الذي نعوذ بالله من الوقوع فيه"(زغلول النجار الأهرام يناير 24 - 2005)، أو أن مكة المكرمة مركز اليابسة(2005زغلول النجار يناير 17- 2005)..الخ، على المسئولين فى الصحف القومية أن يدركوا أن العالم تحول الى قرية صغيرة، و أن الصحف القومية ستتحمل وزر الاساءة الى سمعة مصر و العرب و المسلمين اذا تمت ترجمة هذا الكلام الى لغات أخرى، كم أنها تتحمل مسئولية تخريب العقل المصرى و العربى بنشر هذا الكلام. ننتظر من الصحف القومية أن تكون أبعد نظرا و أرقى فكريا من ال**** و الغوغاء، و أن تصف الأمور بأوصافها الصحيحة، فالذى يفجر نفسه فى مقهى وسط عزل و أطفال ورجال و نساء ليس له الا وصف واحد و هو مجرم، ولا يصح بأن يوصف بأنه مقاوم أو شهيد أو أى وصف من هذه الأوصاف التى يتم استخدامها لامساك العصا من المنتصف أو للمزايدة على تيار النعرة الأصولية فى الشارع المصرى، كل هذا لا يليق و لا يصح! عندما تفعله جريدة حزب الوفد أو جريدة أى حزب نعراوى أو أى جريدة نعراوية نتعجب، و لكن عندما تفعله الصحف القومية نحزن ونتحسر ونفقد كل أمل فى أى نهضة فكرية تقود مصر للأمام، و هو كذلك أمر يرتد الينا فى صورة عمليات اجرامية مثل فجيعة شرم الشيخ.. ننتظر من الصحف القومية أن تراعى أن هناك غير مسلمين، و شيعة و ملحدين لا ملة لهم يعيشون فى مصر، وأن زيادة الجرعات الدينية، ان كان حتما وفرضا و قضاء لا بد منه، لا بد أن يراعى التركيبة السكانية للشعب المصرى، كأن يراعى أن هناك أقباط يعيشون فى مصر من حقهم أن يوجه لهم الخطاب الاعلامى ومن حقهم أن ينالوا مساحة اعلامية متساوية، وان هناك شيعة من حقهم أن يكون لهم نصيبهم من المواد الاعلامية.. الخ ننتظر من الصحف القومية أن تحترم الأقليات، خاصة الأقباط، و أن توقف المهزلة التى تدور أحداثها من حين لآخر على صفحاتها، خاصة جريدة الأهرام يوم الآثنين على يد زغلول النجار عندما يكيل السباب المكرر لمعتقدات الأقباط،و جريدة الأخبار على يد الكاتب محمد عمارة، أوعندما تنشر مادة - عفوا فى الكلمة - هابطة تهين معتقدات الأقباط، على سبيل المثال ما نشر فى صفحة الفكر الدينى فى الأهرام بتاريخ 5-7-2005 والذى يصف المتحولين للاسلام بأنهم اهتدوا و أنهم اقتنعوا بتحريف كتب الديانات الأخرى..،وأن تقف ضد الموضة المنتشرة بكثرة فى الاعلام العربى و التى تؤمن بأن سب التوراة والكتاب المقدس سيحل قضية فلسطين، على الصحف القومية أن تواجه العنصرية لا أن تمارسها، و على الصحف القومية أن تمنع ازدراء الأديان لا أن تمارسه، وعلى الصحف القومية أن تمنع اضطهاد الأقليات، لا أن تمارسه! ننتظر من الصحف القومية أن ترفع المواطن المصرى لمكانة يستحقها، بأن تعامله كما تعامل الصحف الكبرى فى العالم قرائها، بعرض الخبر الصحيح، بطرد المواد العنصرية،والمواد المتخلفة، بتقديس حرية الفكر (و ليست حرية اللعب على وترالنعرات)، بالتعبير عن المواطن الغلبان، بكشف الفساد و التسيب و الاهمال، وبتحليل و عرض و متابعة أوجه القصور فى سائر المؤسسات التى تعيق عملية التنمية مثل التعليم.. الخ.. ننتظر من الصحف القومية الكثير..، ونرجو أن يكون رؤساء مجالس الادارة و رؤساء التحرير الجدد موفقون فى تحقيق ما نرجوه، فهو ليس أمنية لجريدة ما، بل هو تقدم لكل مصر، فهذه هى الصحف القومية التى نريدها.. صوت ونبض مصر. http://wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=2905 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|