|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
لكل مسيحي مخلص...
ليلة العشاء الأخير كان عيسى وحواريُّوه الاثنا عشر يجلسون حول مائدة كبيرة مع مُضيفهم ، تلميذه الأثير ، الذي يتصادف أن اسمه يوحنا . وكانت أسماء يوحنا ويسوع أسماء شائعة بين اليهود ، حوالي عام 30 بعد الميلاد ، كما أن أسماء توم ، ديك ، جون ، جيمس شائعة الآن في القرن العشرين . كان هناك إذن أربعة عشر ( ) رجلاً ، يمكن لك أن تحصيهم حول المائدة . ولم يكونوا ثلاثة عشر رجلاً كما يصر المسيحيون على أنه كان عددهم ، مع أنه رقم شؤم لديهم . المجيء إلى أورشليم : لقد دخل عيسى عليه السلام مدينة أورشليم منتصراً انتصار الملوك وراءه حاشية فرحة متحمسة ، تساورها الآمال العريضة في إقامة " مملكة الله " ، جاء راكباً أتانا ليحقق النبوءة . " قولوا لابنة صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً على أتان .. والجمع الأكثر فرشوا ثيابهم في الطريق … والأغصان فرشوها على الطريق .. والجموع يصرخون ( أوصنا ) ( ) لابن داود .. مبارك الآتي باسم الرب . " أوصنا " في الأعالي " . ( إنجيل متى 21 : 5 – 9 ) . مملكة السماء : جاء بإنجيل لوقا : " أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى " . ( لوقا 19 : 27 ) ويقول أيضاً " .. مبارك الملك الآتي باسم الرب . سلام في السماء ومَجْدُ في الأعالي " . ( لوقا 19 : 38 ) ويضيف يوحنا إلى ذلك أن الجمع الفرحان صـرح قائلاً : " أوصنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيـل " . ( يوحنا 12 : 13 ) . ويقول أيضاً : " فقال الفريسيون .. انظروا إنكم لا تنفقون شيئاً . وهو ذا العالم قد ذهب وراءه " ( يوحنا 12 : 19 ) . ويقول أيضاً : " الآن دينونة هذا العالم . الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً " . ( يوحنا 14 : 31 ) . " منذا الذي سيقاوم هذا النصر الوشيك الذي يتلاعب كالخمر بالرءوس؟ لا غرو إذن أن يغري ذلك عيسى بأن يطرد أولئك الذين كانوا يبيعون ويشترون داخل المعبد ، وأن يقلب مناضد صيارفة النقـود وأن يطردهم خارجه ضرباً بالسوط كما روى يوحنا " ( يوحنا 2 : 15 ) . ضربة وقائية : كانت الإطاحة بسلطة اليهود على معبدهم حدثا ضخماً ، وكانت الإطاحة بالحكم الروماني لتحل محله مملكة الله أمراً إدّاً فياللأسى ! إن آماله الضخمة لن تتحقق . لقد انتهى العرض نهاية هزيلة ورغم هتافات " أوصنا " وهتافات التحية لابن داود " ملك إسرائيل " كان ذلك الأمل غير ناضج ، يلزم لنضوجه سنوات وسنوات . لم يستطع يسوع أن ينجو من تهديد الفريسيين بالقضاء على تطاول تلاميذه . لقد أخطأ حساب المعركة . ويجب أن يدفع ثمن الفشل . إن أتباعه لم يكونوا مستعدين لأي تضحية رغم كل صياحهم الحماسي . جدل يهودي : احتج زعماء اليهود بأن هذا الرجل بمفرده قد خرب دولة . ولذلك فإنه من الملائم أن يموت رجل واحد من أجل أن تعيش الأمة ( كما جاء بإنجيل يوحنا 11 : 50 ) . ولكن مع كل الصياح الهستيري المحيط به لم يكن من الملائم أن يتم اعتقال يسوع علنا . قرروا اعتقاله سراً ووجدوا في واحد من حوارييه هو يهوذا خائناً مستعداً أن يبيعه لهم في مقابل ثلاثين قطعة نقد فضية . كان يهوذا متذمراً : في نظر رجال الدين المسيحي ، أن الذهب هو الذي أغرى يهوذا لكي يقترف فعلته الوضيعة في الوشاية بيسوع . لكن حساسيته تجاه المال كانت بطبيعة الحال أكبر مما يصورها فيه رجال الدين المسيحي . وهو كمختص بالنواحي المالية للجماعة اليسوعية ، كانت لديه فرص بلا حصر لاختلاس بعض المال باستمرارية منتظمة . فلماذا إذن يجازف بكل هذا من أجل ثلاثين قطعة فضية ؟ وهناك ما هو أكثر من ذلك تلحظه العين . كان يهوذا مستاء من دخول يسوع المظفر إلى أورشليم ، تحيطه الصيحات الملتهبة تهتف حوله : " الآن حانت الساعة والآن يظهر ملك العالم – أنا سوف أحكم فيهم – أحضروهم هنا واسلخوا جلودهم أمامي " . ولقد غدا ليسوع الآن أقدام ثابتة . ولو تم استفزاز يسوع ، فإن رد فعله سيكون عبارة عن معجزات ، وسيجلب النار والحُمم من السماء على أعدائه وبالطبع سيستدعي كوكبة الملائكة ، التي كان يفخر بأنهم تحت تصرفه ليمكنوه وأتباعه من أن يحكموا العالم . ومن اتصاله الوثيق بمعلمه ، كان يهوذا قد عرف أن يسوع كان رقيقا عطوفاً محباً للناس . ولكنه لم يكن مرائياً ممالئاً للناس متملقاً لهم ، لكن يهوذا لم يفهم الضربات القوية الملفوفة بالحرير ، التي كان يجيدها يسوع . ولكن لو عورض يسوع ، وأمكن استفزازه فإنه سوف يأتي بكل ما كان عنده .. وذاك هو ما كان يخطط له يهوذا . وانكشف الخائن : كشفت النظرات القلقة ، وأظهر السلوك المريب يهوذا للمسيح عليه السلام . ولم يكن بحاجة إلى الوحي الإلهي ليعرف الترتيبات الخاطئة بذهن يهوذا . وحول المائدة في الحجرة التي كانت بالطابق العلوي ، حيث يسوع وتلاميذه يتناولون العشاء الأخير لاحق يسوع يهوذا بقوله : " ما أنت تعمله فأعمله بسرعة أكثر " كما ورد بإنجيل يوحنا ( يوحنا 13 : 27 ) وشرع يهوذا يضع اللمسات الأخيرة على طعنته الغادرة في الظهر . 5 الفصل الرابع الاسْتعداد للجهَاد تغيير في السياسة : لن يظل يسوع جالساً كبطة قابعة إزاء الاعتقال في الخفاء الذي كان يعد له اليهود . وها هو ذا يعد تلاميذه لتصفية الحساب التي لا مفر منها . وها هو ذا يثير يحذر غير مثير لمخاوفهم موضوع الدفاع . فيقول لهم : " حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء فقالوا لا . فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً ! " ( لوقا 22 : 35 – 36 ) . هذا استعداد للجهاد أو الحرب المقدسة يهود ضد يهود . لماذا ؟! لماذا هذا التحول في اتجاه الفكر ؟ أليس هو الذي كان قد نصح لهم من قبل أن " يديروا الخد الآخر " وأن يسامحوا سبعين سبعاً ( 7 × 70 = 490 ) ؟ ألم يكن هو الذي أوصى اثنى عشر حواريا بقوله لهم : " ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب ، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام " كما ورد بإنجيل متى ( متى 10 : 16 ) . |
#2
|
|||
|
|||
لكل مسيحي مخلص...2
هيا إلى السلاح ! .. إلى السلاح ! :
إن الموقف والظرف قد تغيَّرا وكما هو الحال بالنسبة لأي قائد مقتدر وحكيم ، فإن " الاستراتيجية " أيضاً يجب أن تتغير ، لم يكونوا قد غادروا الجليل صفر اليدين من السلاح . " فقالوا يا رب هوذا هنا هنا سيفان . فقال لهم يكفي " ( لوقا 22 : 38 ) . ولكي يستنقذ المبشرون صورة يسوع الوديعة المسالمة ، فإنه يصرخون بأن السيوف كانت سيوفاً روحية ! ولو كانت السيوف سيوفاً روحية ، فإن الملابس أيضاً كان ينبغي أن تكون ملابس روحية . ولو كان الحواريون سيبيعون ملابسهم الروحية لكي يشتروا بثمنها سيوفاً روحية ، فإنهم في هذه الحالة يكونون غزاة روحيين ! . وأكثر من هذا فإن الإنسان لا يستطيع أن يقطع آذان الناس الجسمية بسيوف روحية . فلقد جاء بإنجيل متى ما يلي : " وإذا واحدٌ من الذين مع يسوع مَدّ يده واستل سيفـه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطـع أذنه ( ) " ( إنجيل متى 26 : 51 ) . إن الغرض الوحيد للسيوف والبنادق هو أن تصمى وتقتل . ولم يكن الناس يحملون السيوف لنزع قشر التفاح والموز في أيام المسيح عليه السلام . لماذا ( وكيف ) يكفى سيفان ؟ لو كان هذا استعداداً للحرب فلماذا إذن يكون سيفان " كافيين " ؟ السبب في ذلك أن يسوع لم يكن يتوقع معركة مع جنود الحامية الرومانية . وحيث إن صديقه يهوذا كان وثيق الصلة بسلطات المعبد ، فإنه كان يتوقع عملية اعتقال في السر ( بعيداً عن علم الحاكم الروماني ) يقوم بها اليهود ليمسكوا به . وتكون المسألة بذلك مسألة يهود ضد يهود . وفي مثل هذه المعركة مع خدم المعبد من اليهود ومع حثالة المدينة فإن يسوع يمكن أن يسود المعركة منتصراً فيها . وكان على يقين من ذلك . لقد كان معه بطرس المعروف بالصخرة ، ويوحنا وجيمس المعروفان بأبناء الرعد ، مع ثمانية آخرين ، كل منهم مستعد أن يضحي بحريته أو بحياته من أجله . وكانوا جميعاً من بلدة الجليل وكانوا جميعاً معروفين بالبأس والإرهاب ، والقدرة على التمرد ضد الرومان . وهكذا متسلحين بالعصى والحجارة والسيفين وبروح التضحية والفداء التي كانوا قد أظهروها لسيدهم كان يسوع واثقاً من قدرته على أن يلقى إلى الجحيم أي **** من اليهود يعترضون سبيله . أسباب التكتيك : كأن يسوع قد جعل من نفسه بذلك مخططاً استراتيجياً بارعاً ، واثقاً من نفسه ، لم يكن ذلك وقت يقبع فيه كالبط مع تلاميذه في تلك الحجرة بالطابق العلوي ! وها هو ذا يقود أتباعه إلى البستان بين أشجار الزيتون في منتصف الليل ، وهو ساحة واسعة محاطة بأسوار على مبعدة خمسة أميال من المدينة . وفي الطريق يبين لهم خطورة الموقف الذي تكتنفه أحقاد واندفاعات تلك الطغمة من يهود المعبد الذي سقطوا . وعليه الآن أن يتحمل نتيجة تضعضع القوى ، وأن يدفع ثمن الإخفاق ! ولسْتَ بحاجة إلى عبقرية عسكرية ، لكي تدرك أن عيسى يوزع قواته كأستاذ في فن التكتيك بطريقة تُذكِّرنا بأي ضابط متخرج في كلية " ساند هيرست " الحربية البريطانية . إنه يعين لثمانية من الأحد عشر حواريا مكانهم في مدخل البستان وهو يقول لهم : " اجلسوا أنتم هنا بينما أذهب أنا لأصلي هناك " . والسؤال الذي يفرض نفسه على أي مفكر هو : لماذا ذهبوا جميعاً إلى ذلك البستان ؟ ألكي يصلوا ؟ ألم يكونوا يستطيعون الصلاة في تلك الحجرة العلوية ؟ ألم يكونوا يستطيعون الذهاب إلى هيكل سليمان ولقد كان على مرمى حجر منهم ، وذلك لو كانت الصلاة هـي هدفهم ؟ كلا ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنسبة لموضوع الدفاع عن أنفسهم ! ولاحظ أيضاً أن عيسى لم يأخذ الثمانية لكي يصلوا معه . أنه يضعهم بطريقة استراتيجية في مدخل البستان ، مدججين بالسلاح كما يقتضي موقف الدفاع والكفاح . يقول إنجيل القديس متى : " ثم أخذ معه بطرس وابنى زبدي .. فقال لهم .. امكثوا ههنَّا واسهروا معي " . ( إنجيل متى 26 : 37 – 38 ) إلى أين يأخذ بطرس ويوحنا وجيمس ؟ ليتوغل بهم في الحديقة ! لكي يصلي ؟ كلا لقد وزع ثمانية لدى مداخل البستان ، والآن على أولئك الشجعان الأشاوس الثلاثة مسلحين بالسيفين أن يتربصوا ويراقبوا وليقوموا بالحراسة ! الصورة هكذا مفعمة بالحيوية . إن يسوع لا يدع شيئاً نعمل فيه خيالنا . وها هو ذا وحده بمفرده يصلي ! يسوع يصلي طلباً للنجدة : يقول إنجيل متى : " وابتدأ يحزن ويكتئب . وقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت … " ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجهه ( بالضبط كما يفعل المسلم عند الصلاة ) وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكـن فلتعبر معي عني هذه الكأس . ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت " . ( إنجيل متى 26 : 37 – 39 ) ويقول إنجيل لوقا : " وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " ( لوقا 22 : 44 ) . |
#3
|
|||
|
|||
لكل مسيحي مخلص...3
المسيح يبكي من أجل شعبه :
لماذا كل هذا العويل والتباكي ؟ أيبكي لينجو بنفسه ؟ لوْ صحَّ ذلك ( وهو بالطبع غير صحيح ) لما كان لائقاً به أن يتباكى ! ألم ينصح للآخرين بقوله : " فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك . لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله فـي جهنم " . ( إنجيل متى 5 : 29 - 30 ) . إننا نغمط عيسى عليه السلام حقه لو صدقناه أنه كان يبكي كامرأة لينقذ جسده من عذاب بدني . سيقولون : كان يبكي من أجل شعبه وليس من أجل نفسه . نقول لهم : اليهود ؟ ( كان يبكي من أجلهم ؟ ) إنه لمنطق غريب . ذلك أنهم لو نجحوا في قتل أي مسيح لكان هذا ( إمكان قتله ) دليلاً على أنه دعيُّ دجال . لأن الله العلي القدير لم يكن ليسمح أبداً بقتل المسيح الحق ( ) كما ورد بسفر ( التثنية 18 : 20) ومن هنا ( أي لو صح قتل اليهود للمسيح فعلاً ) لصحَّ إدعاءُ اليهود بأن عيسى بن مريم ليس هو المسيح الذي وعدوا به وهو الرفض الخالد الدائم الذي لا يكفُّون عنه . نسج الخيال : هذه القصة المبكية ، وهذا النواح على الدم المسفوح سيحرك العطف والشجن في أقسى القلوب وأشدها غلظة . والمتعصبون للإنجيل ليسوا غافلين عن إمكان استغلالها . وها هم أولاء يقولون كان مُقدَّرا على يسوع أن يموت من أجل الخلاص من خطايا البشر ( ليمكن للمنتصرين أن يعيشوا في الآخرة وقد طهرتهم سلفا دماء المسيح من خطاياهم ) ولقد كان يسوع في نظرهم مهيأ لهذه التضحية المقدسة قبل بدء الخليقة . وحتى قبل البدء الفعلي المادي للخليقة كان ثمة اتفاق بينه الأب والابن ، وأنه في عام 4000 بعد خلق آدم ، فإن الله نفسه في شخص يسوع كأقنوم كان من أقانيم التثليث المسيحي قدر لنفسه أن يشنق ليخُلِّص الجنس البشري من خطيئته الأولى ( قبل نزول البشر إلى الأرض ) وكذا من خطايا الجنس البشري التي يقترفها أبناؤه بعد نزولهم إلى الأرض . هل كان يسوع غير واع بذلك الاتفاق السماوي ؟ من الدعوة إلى " امتشاق السلاح " بتلك الحجرة العلوية ، إلى الحنكة في توزيع القوات عند البستان ، والصلاة الدامية لله الرحيم طلباً للنجاة ، يبدو أن يسوع لم يكن يعلم شيئاً عن ذلك الاتفاق السماوي الذي كان يقضي بصلبه . إن هذا التصور ( الذي لا يمكن قبوله ) يذكرنا بأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وقد زعم الإنجيل أنه يأخذ ابنه إسماعيل عليه السلام لكي يذبحه ، وهو يعلم أن الله سيفديه بذبح عظيم . |
#4
|
|||
|
|||
مُضَحٍّ على الرغم منه :
لو كانت تلك ( بزعمهم ) هي خطة الله في التفكير عن خطايا البشر فإن الله – وحاشا لله – يكون ( وفق زعمهم ) قد تنكب الصواب . إن الممثل الشخصي ( لله ) قد كان حريصاً ألا يموت . يتسلح ! يتباكى ! يعرق ! يجأر بالشكوى . على النقيض من أشخاص مثل القائد الإنجليزي لورد نلسون ، بطل الحرب الذي قال لشبح الموت ( فيما يروى ) : " شكراً لله ، لقد أديت واجبي " . وهنالك في بريطانيا من يهنئون أنفسهم اليوم ( نتيجة شجاعة قائدهم نلسون ) ويقولون : " حمداً لله . لقد نصر الله الملكة ! " لقد كان يسوع – كما يصورونه هم أنفسهم ضحية راغبة عن التضحية . ولو كانت تلك هـي خطة الله أو مشيئته من أجل الخلاص ، فإنها إذن خطة أو مشيئة لا قلب لها ، كانت عملية اغتيال بالدرجة الأولى ولم تكن خلاصاً قائماً على أساس من تضحية تطوعية . ويصور الميجور ( رتبة عسكرية : رائد ) ييتس براون في كتابه " حياة قناص في البنغال " عقيدة الكفارة هذه في جملة واحدة عندما يقول في كتابه ذاك : " ولم تكن قبيلة من تلك القبائل الوثنية لتتفهم مثل هذه الفكرة الهائلة وفيها ما فيها من افتراض أن الإنسان كان قد جاء إلى الوجود ملطخاً بالخطيئة ، وأن هذه اللطخة ( التي لم يكن مسؤولاً عنها ) كانت بحاجة إلى من يُكَفِّر عنها: وأن خالق كل الأشياء كان عليه أن يضحي بابنه المولود من صلبه لكي يلاشي أثر هذه اللعنة الغامضة " . ( فكرة ) جيدة للتصدير : " قبيلة من تلك القبائل الوثنية " على حد قول ذلك البريطاني . لكن معظم أمم الغرب تعيش وتموت على هذه " الفرْية الوهمية " . وهي إن لم تَعُدْ صالحة ملائكة لتتقبَّلَها عقولُهم فهي جيدة للتصدير! وها هم أولاء أكثر من 62000 مبشر ، التبشير شاغلهم اليَوْميُّ الوحيد ( تتمثل فيهم الحملات الصليبية الحديثة ) يثيرون الغبار في كل أنحاء العالم . مقلقين " للوثنيين " كما يدعونهم . وأكثر من 40% من أولئك الذين ولدوا من جديد ( وهي التسمية التي يطلقونها على المبشرين ) إنما هم أمريكيون ! لكن الأمر العجيب في الرواية هو أن يسوع لدى فراغه من أية صلاة ، كان يجد حوارييه وقد أخلدوا للنوم في أماكنهم . وكان يصيح بهم مرة تلو أخرى : " لماذا لا ترقبون معي لساعة واحدة " ( كما جاء بإنجيل متى 26 : 40 ) ثم كان ينصرف مرة ثانية وكان يصلي ويقول نفس الكلمات . وعندما كان يعود كان يجدهم نياماً مرة ثانية كما يحدثنا إنجيل القديس مرقس ( 14 : 39 - 40 ) . لكن القديس مرقس يذهب إلى أن الحواريين لم يستطيعوا أن يقدموا سبباً لتراخيهم وتناومهم . وهو يسجل عليهم أنهم حتى " لم يستطيعوا أن يجيبوه " . لكن أكثرهم دقة ، وهو القديس لوقا يخمن سبباً لهذا التناوم فيقول : " ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن " . جدل غير طبيعي : والقديس لوقا على الرغم من أنه لم يكن من الحواريين الاثني عشر المختارين ، فإنه يتميز بوضوح أكثر لدى المسيحيين . وهو يُعدُّ بينهم الأكثر قدرة على التأريخ ، والمفسر لطبيعة البشر فإن نظريته عن نوم الرجال بتأثير الحزن إنما هي نظرية فريدة . إن البكاء والعويل والدموع والحسرات كانت من الكثرة بالنسبة لتلك المسافة الضئيلة فيما بين أورشليم وبستان جيشمين على شفتى المسيح عليه السلام بحيث توقظ حواس أي شخص غير مخمور . لماذا كانت الظروف المحزنة تسلم الحواريين إلى النوم ؟ هل كان تكوينهم النفسي مختلفاً عن التكوين النفسي لإنسان العصر الحديث ؟ إن أساتذة علم النفس يؤكدون أنه تحت تأثير الخوف والفزع والحزن ، فإن الغدة التي تفرز الأدرينالين وتدفعه إلى مجرى الدم على نحو طبيعي يطارد ويطرد تماماً النوم . أم أنه كان من المحتمل أن الحواريين كانوا قد أكلوا كثيراً وشربوا خموراً فأتخمتهم الأطعمة وأسكرتهم الخمر ، خصوصاً أن الطعام والخمر كانا هما – كما يقول الإنجليز – كل ما في البيت ؟ .. ومن ثم تكون واحدة بواحدة . |
#5
|
|||
|
|||
6 الفصل الخامس ذَكَاء أم شجَاعة
وخطأ ثان في الحساب : أخطأ يسوع في الحساب خطأ مزدوجا :- (1) الاعتداد والاعتماد على الحماس البادي على الحواريين بالحجرة التي بالطابق العلوي ، مما هيأ له الاعتقاد بأن عليه فقط أن يناضل اليهود بنجاح لو حاولوا أن يقبضوا عليه في الخفاء . (2) كان اليهود مكرة خبثاء ، أكثر مما كان يقدر ويحسب . لقد جاءوا في جانبهم بجنود الرومان . ودارسوا اللاهوت المسيحي ليسوا أقل مكراً وخبثاً في تفسيرهم للإنجيل . لقد حوّلوا عبارة " الجند الرومانيون " ببساطة إلى كلمة " الجنود " فقط ثم حرفوا كلمة " الجنود " إلى " مجموعة من الرجال " أو إلى " الحراس " . يقول إنجيل يوحنا " فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين . وجاء إلـى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح " ( يوحنا 18 : 3 ) . القبض عليهم نياماً : تم الإمساك بالحواريين في وضع غير ملائم ، كما يقول الإنجيل أو بالأصح كانوا نائمين . وداس عليهم عدوهم بأحذية ثقيلة . وكان هنالك جندي واحد من جنود يسوع كان من الصحو وتيقظ الذهن ، لدرجة أنه سأل " .. يا رب أنضرب بالسيف " ( لوقا 22 : 49 ) . ولكن قبل أن يتمكن المسيح من محاولة الإجابة كان بطرس قد ضرب بالسيف ليقطع الأذن اليمنى لواحد من الأعداء . لم يكن يسوع قد عمل حساب الجنود الرومان . وإذ تحقق أن منضدة استراتيجيته قد قُلِبَتْ رأساً على عقب ، فإن يسوع ينصح تلاميذه قائلاً : " ... رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون " . ( إنجيل متى 26 : 52 ) . تغيير في الاستراتيجية : ألم يْستَجْل المسيح وجه الحق في قوله السالف عندما كان قد أمر أتباعه أن يبيعوا ملابسهم ويشتروا السيوف ؟ بالتأكيد كان يعرف . لماذا التناقض الآن ؟ ليس هناك تناقض في الحقيقة ! إن الموقف قد تغيَّر فمن اللازم تبعاً لذلك أن تتغير الاستراتيجية . كان لديه من الإدراك ما يكفي لكي يتحقق أنه من الهلاك والانتحار بالنسبة لجنوده الناعسين أن يظهروا مجرد تظاهر بالمقاومة ضد جنود الرومان المسلحين المدرَّبين . … وأمير السلام ؟؟؟ لماذا لا يعطى المسيحيون المولعون بالجدل وثيقة تشريف ولماذا لا يمجدون " ربهم وإلههم " لهذا الفهم البسيط ؟ لأنهم كانوا مبرمجين لمدة تزيد على ألفي عام ، باعتبار أن يسوع في تصورهم إنما هو الحمل الوديع " أمير السلام " لا يمكن ان يؤذي ذبابة . وهم يتغاضون عن ذلك الجانب الآخر من طبيعته التي كانت تطلب الدم والنار ! ينسون أوامره إلى أتباعه أن يحضروا أعداءه الذين لا يقرون حُكمه ، لكي يتم ذبحهم قدَّامه . كما جاء بإنجيل لوقا ( 19 : 27 ) وكما جاء في إنجيل متى إذ يقول : " لا تظنوا أني جئت لألقى سلاماً على الأرض . ما جئت لألقى سلاماً بل سيفا " ( إنجيل متى 10 : 34 ) ويقول في إنجيل لوقا : " جئت لألقى ناراً على الأرض . فماذا أريد لـو اضطرمت – أتظنون أني جئت لأعطى سلاماً على الأرض . كلا أقول لكم بل انقساما " ( لوقا 12 : 49 ، 51 ) . ولو اعتمدنا هذه النصوص الموقرة ، وصدقنا ثوراته على علماء عصره ( من اليهود ) ولو ساد سيف بطرس ، لشهدنا مذبحة دون رحمة مشابهة لتلك التي قام بها سلفه جيهوفا ( يوشع ) الذي دمر تماماً كل ما كان في جريتشو أو كما جاء بسفر يوشع : " وحرموا كل ما في المدينة من رجل أو امرأة ، من طفل أو شيخ ، حتى البقر والغنم والحمير ، بحد السيف " ( سفر يوشع 6 :21 ) ولن يدخر كُتّاب الإنجيل وسعاً في اختلاق الكلمات على شفتيْ يسوع كلمة كلمة لتحقيق النبوءات ( إثر وقوع الأحداث ) كما كان مأثوراً عن " أبيه ؟ " داود . |
#6
|
|||
|
|||
الإخفاق والمحاكمة :
أخفقت المسيرة نحو أورشليم ، والاعتصام داخل البستان وَضُح عدم جدواه . وكما أن هنالك ثماراً للانتصار فإنَّ هناك ثمناً يلزم أن يُدْفع عند الاندحار . وكانت العواقب وخيمة ! فكانت المحاكمة ، وكانت المحنة ، وكان الاضطراب ، وكان العرق ، وكان الدم . وسحب الجنود الرومانيون عيسى عليه السلام من بستان جيشِمِين إلى آناس ، ومن آناس إلى كايفاس ، رئيس الكهنة ، ومن ثَمَّ إلى السنهدرين ( مجمع الأحبار ) الذي يباشره أحبار اليهود للمحاكمة وتنفيذ الحكم . بينما كانوا يتداولون يسوع بين أيديهم ويسوقونه نحو مصيره ، أين كان صناديده الأبطال الذين كانوا يدقون بأيديهم على صدورهم قائلين : نحن مستعدون يا سيد أن نموت من أجلك ، ومستعدون أن نذهب إلى السجن فداءً لك " . يقول القديس مرقس وهو من أوائل من دوّنوا الإنجيل ، دون خجل أو وجل يقول : " فتركه الجميع وهربوا " ( مرقس 14: 50 ) . ولم يستطع واضعو 27 إنجيلا تُكوِّن " العهد الجديد " أن يجدوا مثل هذا الغَدْر الجبان في كتاب اليهود المقدس ( التوراة أو العهد القديم ) لكي تتحقق النبوءة ، ولو كان لمثل هذا الغدر نظير لأسرعوا في استغلاله . الإعجاب بالهزيمة : وخلال مناظرة بين الإسلام والمسيحية مُذاعة بالتلفاز ، قال أحد المشتركين الذين يَدّعون أنهم وُلدوا من جديد ( لاشتغالهم بالتبشير ) : إنه يفخر بكلمة " أسلموه " وينطقها حرفاً حرفاً " أ س ل م و ه " مما يعني أنها كانت تعني الفخر والنصر عنده ، ولا تعني مرارة الهزيمة وعارها . أن الحرفيين من أصحاب الإنجيل ، قد ابتدعوا مرضاً جديداً هو الافتتان بالخسَّة والعار . وكُلُّ منهم ، ذكور وإناثاً ، لن تعُوزهم الحيلة كي ينسبوا خطاياهم وآثامهم وفُسوقهم وسُكْرهم وعربدتهم إلى هذا المشجب . ويبدو أن الإنسان يلزمه أن يكون من حثالة البشر ، ليكون عضواً في زمرة الذين ولُدوا من جديد . ( ثم يورد المؤلف ما نشرته جريدة " ديلي نيوز " بتاريخ 25 مارس عام 1975 ، من أن جثة سيدة عجوز تدعى سيكورسكي تغمز بعينها للحانوتي الذي تولَّى تجهيزها للدفن ، بعد صدور شهادة طبية لوفاتها ، مُقَدِّما صـورة فوتوغرافية للموضوع كما نشرته الجريدة المذكورة ) . 7 الفصل السَّادسْ وَقَائِع محاكمَة يَسُوع انصرفوا ساعة الحاجة إليهم :لا يوجد في تاريخ العالم مثل هذا الخُذْلان المتخاذل والخيانة . لقد لقى عيسى عليه السلام استجابة هي أضعف التجاوب من حوارييه . " كان تلاميذه المباشرون لا يفهمونه ولا يفهمون أعماله . كانوا يريدونه أن ينصِّب نفسه ملكاً لليهود . كانوا يريدونه أن يستنزل النار من السماء . كانوا يريدون أن يجلسوا عن يمينه وعن يساره في ملكوته . كانوا يريدونه أن يُريَهم أباه ، وأن يجعل الله مرئياً لعيونهم المجسمة ، كانوا يريدونه أن يعمل ، وكانوا يريدون هم أنفسهم أن يعملوا أي شيء وكل شيء يتعارض مع خطته الكبرى . تلك كانت الطريقة التي عاملوه بها حتى النهاية . وعندما حلَّت النهاية تركه الجميع وهربوا " . ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم أعظم رجل فـي التاريخ كما قال مايكل م . هارت . ولو كان محمد عليه السلام هو أكثر الشخصيات الدينية نجاحاً كما قررت الطبعة 11 من الإنسيكولوبيديا البريطانية . ولو كان محمد عليه السلام هو أعظم قائد في التاريخ على مَرِّ كل العصور كما يؤكد جولز ماسرمان بمجلة " تايم " . ولو كان محمد عليه السلام هو أعظم إنسان عاش على وجه الأرض كما أكد لامرتين في كتابه " تاريخ الترك " ، فإنه يمكن أن يزعُم من يشاء أن عيسى عليه السلام كان " أبأس الرسُل حَظّاً " . أساء حواريو المسيح عليه السلام فهمه . وحَرَّف اليهود دائماً ما يَنْطق به . وأتباعه الذين يزعمون أنهم أتباعه أساءوا دائماً تطبيق تعاليمه حتى اليوم . ولو كان يسوع يابانيّاً بَدَلَ أنْ يكون يهودياً ، لكان من المؤكد أن ينتحر بطريقة " الهارى كارى " بدلاً من أن يتحمل زيغ وعدم إخلاص أتباعه . حكم قضائي قبل نظر القضية :إن مصير عيسى عليه السلام قد تم حسمه بالفعل . إن " كايفاس " رئيس الكهنة على رأس السنهدرين ( وهي الهيئة الدينية لأحبار اليهود ) لا يمكن أن يكون له اعتبار بنظر أي محكمة للعدل متحضرة بسبب رأيه المسبق في المتهم . لقد كان بالفعل قد حكم على عيسى بالموْت دون استماع إليه ( وإلى دفاعه ) . كان قد أوصى مجلسه حتى قبْلَ نظرِ القضية بقوله " … ولا تفكرون ( ) أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها " ( يوحنا 11 : 50 ) . وتميَّعتْ قضية يسوع ! لابَحْثَ عن الصواب أو الخطأ ، أوْ عَنْ العدل أو الظلم ، كان الأمر مُبَيّتاً ! وكانت المحاكمة مهزلة . بطريقة أو بأخرى ، كانوا يريدون إدانة يسوع وانتهاء أمْرِه .. وفي منتصف الليل ، لو جاز لنا أن نعتبر الثانية صباحاً في منتصف الليل ، كان اليهود قد جهزوا شهود زور ليشهدوا ضد يسوع . وانعقاد المحكمة بعد منتصف الليل كان ضد معتقدات اليهود . لكن هذا الخروج عن الإجراءات لا يهم ورغم تشجيع وتعاطف المحققين والمحلفين للشهود فإن شهود الزور لم يستطيعوا أن يتفقوا في القرائن والوقائع التي يشهدون بها . كان الموضوع فوق احتمال يسوع . لم يستطع أن يحتفظ بسلامه . كان عليه أن يعترض ويَحْتج . قال في دفاعه عن نفسه : " .. أنا كَلَّمت العالَم علانية . أنا علَّمت كُلَّ حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً . وفي الخفاء لم أتحدث بشيء " ( يوحنا 18 : 20 ) . وفي جوهر أقواله أوضح أنه لم ينشر تعاليم سريَّة ولا عقائد خَفيَّة . لم يُعلِّم شيئاً في الخفاء لم يكن ليعلنه للجميع وهي القضية التي كان يمكن لليهود أن يجمعوا جيشاً من الشهود ليشهدوا ضده . ولكن يا لها من مهزلة ! إن اليهود لم يستطيعوا أن يجدوا اثنين من الشهود تتطابق شهادتهما . كما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 59 ) وكانت حجته قوية ، لدرجة أن ضابطاً متعصباً بلغت به القحة إلى حد أن يضربه في صمت . هل أوهن هذا من عزيمة يسوع ؟ كلا . بدلاً من أن تفل عزيمته توجه إلى متحديه قائلاً : " … إن كنت قد تكلمت رديّاً فاشهد على الردَّىَ وإنْ حسنا فلماذا تضربني " ( يوحنا 18 : 23 ) . كانت الضحيَّة تتفلت من بين أصابعهم . فرصتهم الآن أوْ لا فُرصة لهم على الإطلاق . من الناحية القانونية لم يستطيعوا أن يُجَرِّموه . الاختلاق المباشر كان ضرورياً . يتدخل الكاهن الأكبر في المحاكمة قائلاً " خَبّرنا إذن أأنت المسيح ابن المبارك فقال يسوع أنا هو .. " ( مرقس 14 : 61 – 62 ) ( تقول إنك ) " ابن الله " كفى تجديفاً ( ) . ولم يكن ثمة كُفْر ولا خطيئة في إفادة عيسى عليه السلام البسيطة . إن كلمة " كرايست " هـي الترجمة اليونانية للكلمة العبرية " مسيح " التي تعني الشخص الممسوح بالزيت . وهاهنا ها هي ذي كلمة " كرايست " يتم خلطها بالله ومزجها معه . ويجب أن تفْصِل هذا المعنى ( الذي انساق إليه اليهود أثناء محاكمة يسوع ) عن الإشراك في العقيدة المسيحية فيما يتعلق بالتجسيد ، حيث يتجسد الله في صورة إنسان . إن انتظار اليهود قدوم المسيح ، لم يكن يُوحِّد بين المسيح والله . حقاً إن طبيعة التوحيد اليهودي كانت تتسع لكثير من أسباب الشرك . فتعبير " ابن الله " تعبيرٌ كان جائزاً في الديانة اليهودية . ويبدو أن الله كان عنده أطنان من الأبناء في كتاب اليهود المقدس ولكن لو كان المراد هو البحث في مأزق فلا حاجة إلى الذهاب بعيداً . ستجده عند أقرب حَنْية . كان رئيس الكهنة فرحان تغمره النشوة . شَعَر أنَّ سؤاله المباغت قد فتح الثغرات في دفاع يسوع . ولكي يُضْفي طابعاً مسرحياً على نصره الذي انتزعه من براثن الهزيمة أخذ يشق ثوبه وهو يقول حسب رواية مرقس : " … وما حاجتنا بَعْدُ إلى شهود … فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت " ( مرقس 14 : 63 - 64 ) . |
#7
|
|||
|
|||
مُذنباً أو غير مذنب – " يجب أن يموت يسوع ! " حكم اليهود بغير حق ، أن يسوع قَدْ جدّف على الله وهو ما يشبه الخيانة العظمى فيما يتعلق بالناحية الروحية .. وموقف المسيحيين يتّحد مع موقف اليهود في هذا الصدد معتبرين أنه لأنه إله فمن حقه أن يُجدِّف على الله ولا يكون ثمة تجديف . كلا الفريقين يهوداً ومسيحيين يريدون يسوع المسكين أن يموت . يريده الفريق الأول ( اليهود ) أن يموت للتخلص منه ( باعتبار أنه يدعي أنه المسيح كذباً ) ويريده الفريق الثاني ( المسيحيون ) أن يموت ليتحقق لهم " أحلى خلاص " من الخطايا والآثام .
كان الحكم سريعاً وبالإجماع . وكان مُعَدّاً وجاهزاً . ولكن دونما مساندة من الرومان ، لم يكن اليهود ليستطيعوا أن يشنقوه . أخذوا ضحيتهم في الصباح إلى يونتيوس بيلاطس لأنهم حسب قولهم : " لا يحق لنا قانوناً أن نقتل أحداً " ( يوحنا 18 : 31 ) . وبيلاطس يجيز اللعبة :وعندما اكتشف بيلاطس أن يسوع من أهل الجليل ، وهم أكثر طوائف الشعب شغباً ، شعر بيلاطس أنه مـن الحكمة أن يجيز اللعبة فأحال قضية اليهود مع يسوع إلى مساعدة هيرود . وأنتم تعرفون اللعبة الأزلية التي بدأت في الجنة ، كما تقول كتابات المسيحية . لكن اللعبة لم تفلح . وبعد محاولة عقيم من هيرود للحصول على تعاون يسوع ( مع الحكم الروماني ) أعاد هيرود القضية إلى بيلاطس . كان اليهود قد أدانوا " يسوع " بالتجديف على الله . ادعوا أنه رجل يزعم أنه إله . لكن هذا لم يكن يهم بيلاطس . كان لديه في بلاده الأصلية ( روما ) الكثير من الرجال المتألهين عنده : جوبيتر وبلوتو وفلكان وإيروس ومارس ونبتون وأبولو وزيوس كأسماء قليلة لبعض آلهة البنثيون ( ) . وزيادة أو نقصان واحد لا يشكل أهمية لَدَيْه . وكان اليهود يعرفون هذا جيداً . ولذلك غَيّروا اتهامهم من التجديف إلى الخيانة . وبدأوا اتهامهم بقولهم : " إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تُعطَي جزْيةٌ لقيصر قائلاً إنه مسيح ملك " ( لوقا 23 : 2 ) . وتهمة زائفة أخرى :كانت التهمة زائفة تمام الزيف . وفي مواجهة اتهامهم المزعوم قال فيما يتعلق بموضوع الضرائب : " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " . ( متى 22 : 21 ) . أي ضَيرْ في هذا ؟ كان اليهود مثلهم في ذلك مثل المسيحيين اخترعوا معنى جديداً لكلمة " المسيح " إذ جعلوها تعني " الملك " لكي يبدو بسهولة كمعارض لسلطان مَلِك الرومان . وابتلع بيلاطس الطعم . لكن هذا الرجل المسكين البائس اليائس ، كان يبدو غير مُسبِّب لأيِّ خَطَر . إنه لم يكن يبدو مثل زيلوت المشاغب السياسي والإرهابي المعادي للنظام . دفاع محكم وحكم عادل : يسأل بيلاطس " يسوع " غير مصدق فيقول حسب رواية القديس يوحنا : " أنت ملك اليهود . أجابه يسوع .. مملكتي ليست من هذا العالم . ولو كانت مملكتي من هذا العالم ، لكان خُداَّمي يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود . ولكن الآن ليست مملكتي من هنا " ( يوحنا 18 : 33 -36 ) . دفاع مقنع لا يستطيع مستشار الملك القانوني في بريطانيا العظمى أن يقدم أبرع منه . لم ينكر موقفه الديني . لكن مملكته كانت مملكة روحية وكانت رياسته لها كي ينقذ أمته من الرذيلة والانحلال . ولم يكن هذا الاعتبار يهم الحاكم الروماني . فيمضي بيلاطس إلى اليهود المنتظرين بالخارج ليُردَّ لهم المتهم الذي لم يثبت عليه الاتهام وهو يقول " أنا لم أجِدْ له عِلَّة واحدة " ( يوحنا 18 : 38 ) . ورغم أنه من المفروض أن متى ومرقس ولوقا ويوحنا قد دوَّنوا سجلات مستقلة ، كل منهم عن الآخر – في موضوع حياة السيد المسيح عليه السلام فإنه لأمْرُ مدهش أنْ نجد تلك الرؤية لأنصاف وأجزاء من الأمور ، دون رؤية النصف الآخر أو الأجزاء الأخرى . إن الثلاثة الأول ( متى ومرقس ولوقا ) لم يكونوا قد سمعوا كلمات ( المسيح عليه السلام التي تقول ) " مملكتي ليست من هذا العالم " على الإطلاق . لو أن الله ( سبحانه ) قد أملى هذه الكلمات على يوحنا وحده على وجه القصر والإفراد ، أو لو كان أحد الشهود قد أخبره بها ، فمن اللازم أن هذه الكلمات قد تحركت بها شفتا " يسوع " . إنها وجه دفع وبراءة هام جداً في دفاعه البارع ضد اتهام اليهود الزائف له . كيف وصلت هذه الكلمات إلى أيّ أذن ، دون أن يكون يسوع قد فتح فمه ؟ . … أم تكلم مغلق الفم ؟ لقد بُحَّ صوت المتحمسين للإنجيل يتغنون ويصيحون بأن يسوع اقتيد إلى الصليب " ولم يفتح فاه كشاة تُساقُ إلـى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازريها فلم يفتح فاه " . ( أشعياء 53 : 7 ) فيا للأرواح المسكينة المضللة . والآن ها هو ذا واحد من الذين ولدوا من جديد ( المبشرين ) ينضم إلى الجوقة بتكرار نفس الهراء . ولنقتبس شيئاً مما يقول حرفياً بكتابه لنجده يقول : إن أشعياء يخبرنا عن يسوع المسيح : 1- إن يسوع لم يشأ أن يدافع عن نفسه أثناء محاكمته " لم يفتح فمه " . وعندما تصادف شخصاً واحداً من هؤلاء المغالطين سله : " هل تكلم عيسى مغلق الفم ؟ " وهو يقول : أ- أمام بونتياس بلاتوس " مملكتي ليست من هذا العالم " . ( يوحنا : 18 : 36 ) . ب- أمام السنهدرين ( عندما قال للحارس الذي بادره بالضرب : " إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسناً فلماذا تضربني " . ( يوحنا 18 : 23 ) . ج- أما الله عندما كان في البستان إذ قال : " يا أبتاه إن أمكن فلتعبر معي عني هذه الكأس " . ( متى 26 : 39 ) . ونحن – المسلمين – نؤمن بالكثير الكثير من معجزات عيسى عليه السلام ، ولكننا نحاذر أن نصدِّق أنه عليه السلام قد انغمس في لعبة " الكلام مع خفاء مصدر الصوت " لقد فتح عيسى عليه السلام فمه مرَّة إثْر مرة أثناء محاكمته وفقاً " للوثائق المكتوبة " . أما فيما يتعلق بأولئك الذين يرفضون أن يروا أو أن يسمعوا نستطيع أن نقول إن عزاءنا في إنكارهم الحق ينبع من أقوال السيد المسيح عليه السلام إذ يقول : " لأنهم مبصرون لا يبصرون وسامعون لا يسمعون ولا يفهمون " ( متى 13 : 13 ) . الابتزاز : في القضية موضع الدراسة يجد بيلاطس أن يسوع ليس مذنباً ! لكن أعداء يسوع الحاقدين يلجأون إلى المساومة والابتزاز مع بيلاطس فيقولون : " إن أطلقت هذا فلست بمحباً لقيصر . كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر " ( يوحنا 19 : 12 ) . وأثناء إجراء المحاكمة ترسل زوجة بيلاطس إليه رسالة تقول " إياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله " ( متى 27 : 19 ) . ومع أن بيلاطس كان يحاذر أن يصدق على حكم الإعدام على أحد الرعايا الأبرياء غير الضارين ، ورغم توسل زوجته العزيزة ، فإنه لم يستطع أن يتغلب على ضغط اليهود . وأجبر على أن يستسلم لصياح اليهود خارج القصر صارخين : " ليصلب .. " " أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني برئ من دم هذا البار " ( متى 27 : 24 ) وقال لهم أنتم أبصر بهذا الاتهام الظالم . وأسلم إليهم يسوع لكي يصلب . |
#8
|
|||
|
|||
الفصل السَّابع طَرائِقَ الصَّلبْ
أدوات الصلب : كان الصلب طريقة مألوفة للتخلص من المجرمين السياسيين ، والقتلة والمتمردين . ومنذ زمن طويل قبل مولد المسيح عليه السلام ، كان الفينيقيون قد جربوا طرقاً مختلفة للتخلص من الشخصيات المعارضة في المجتمع . كانوا قد جربوا الشنق واستخدام الخازوق والرجم والإغراق .. إلخ . لكن كل هذه الطرق كانت سريعة في تأثيرها ، وكان المتهمون يتخلصون ( من آلامهم ) وفق ما يشتهون . ولذا ابتدعوا الصلب نظاماً يفضي إلى موت بطيء طويل المدى . طريقتان للصلب : اقتبس الرومان ( عن الفينيقيين ) نظام الصلب وأضافوا إليه . طوّروا نظاماً للصلب يحقق الموت السريع ، ونظاماً آخر يحقق الموت البطيء للتخلص من المحكومين . ولقد احتار فنانو عصر النهضة الكبار ( مثل مايكل آنجلو ) ، لدى محاولتهم إنشاء لوحاتهم الفنية عن هذا المشهد الرهيب . وهم قد رسموا اللصين اللذين صُلبا مع يسوع كزميلي صلب معه ، أحدهم عن يمينه والآخر عن يساره ، كما لو كان قد نفذ فيهما حكم الصلب بالطريقة السريعة ، بينما رسموا يسوع نفسه كما لو كانت قد نفذت فيه طريقة الصلب البطيئة . ولم يكن الرومان يخلطون أبداً بين طريقتي الصلب ، ولم يكن يختلط عليهم الأمر كما اختلط على الرسامين المسيحيين فيما بين الصلب السريع والبطيء . إن أساتذة الفن القدامى رسموا هجيناً من طريقتي الصلب وخليطاً منهماً في لوحاتهم عن جسد يسوع على الصليب . وعلى سبيل المثال ( اختلفوا فيما يتعلق بوضع مسند أو عدم وضعه ، كمسند للرأس والجسم . واختلفوا أيضاً فيما يتعلق بوسيلة تثبيت جسد يسوع على الصليب ، بين المسامير أو الأربطة الجلدية ، كما اختلفوا بشأن وسيلة تثبيت الساقين ، بين استخدام دعامة خشبية ، أو الرزة ، أو المسمار الكبير . الإنجيل والبعد عن الحقيقة : على العكس من العقيدة السائدة ، لم يُسَمّر يسوع إلى الصليب مثل رفيقيه ، بل رُبط إليه ، وفي ضوء المعلومات المتاحة يجب أن نعتبر أن سلسلة " ارتياب توماس " اختلافاً أثيماً في الإنجيل ، كتأثيمنا لإِمرأة متلبسة بالزنا . أنظر الصفحة رقم 32 من إحدى طبعات الإنجيل الحديثة ، لتلاحظ الفصل الثامن الخاص بيوحنا يبدأ بالجملة رقم 12 . هل يمكن أن تتصور أي فصل من فصول أي كتاب مقدس يبدأ بالجملة رقم 12 كأول جملة ؟ والجمل من 1 – إلى 11 قد حُذِفت على اعتبار أنها مدخولة مُلَفَّقة ، بنظر ورأي 32 من أكبر أساتذة المسيحية ، وأعظمهم اعتباراً يؤازرهم 50 تنظيماً تابعاً ، وذلك بالنسبة لأحدث طبعات الإنجيل الذي يُرمَز له بالحروف : .r.s.n . وكان تسرعهم نعمة مقنعة : كان اليهود يتعجلون أقصى استعجال للتخلص من يسوع . ولنتذكر عقد المحكمة بعد منتصف الليل . وفي الصباح الباكر يجرونه إلى بيلاطس . ومن بيلاطس إلى هيرود . ومن هيرود إلى بيلاطس مرة ثانية . ووفقاً لما ذكره المبشر الأمريكي المغامر ، كانت هنالك ست محاكمات خلال اثنتي عشرة ساعة . وفي غضون هذا الوقت المشحون في مدينة أورشليم أيام عيد الفصح لدى اليهود ، نعرف من رواة الإنجيل أن وجوه القوم كانت تتحرق شوقاً إلى ملاقاة يسوع ، بالضبط كما يحدث خلال فيلم مثير تعلو خلاله صيحات : هيا .. أسرع .. أسرع . ( ويورد المؤلف في صدر الصفحة الثانية والثلاثين من كتابه صورة فوتوجرافية كمستند لصحة ما أورده بشأن الحذف الذي أشاروا إليه في الطبعة الحديثة من الإنجيل – المترجم ) . ويستطرد المؤلف بعدها سياق حديثة كما يلي : ووفقاً لما أورده كُتَّاب الإنجيل المختصون ، فإن اليهود والرومان قد نجحوا في وضع يسوع على الصليب الساعة 6 وهي تعني 12 ظهراً . وعند الساعة 9 وهي تقابل الساعة 3 كان قد أسلم الروح ؟ فيا لغرابة أولئك اليهود كما أنهم كانوا متسرعين في تعليق يسوع على الصليب ، ها هم أولاء متسرعون في إنزاله عن الصليب . هل يمكن لك أن تتصور السبب ؟ إنها طقوسهم الدينية المتعلقة بيوم السبت . كانوا قد حذَّروا في اللوح الخامس من ألواح موسى كما جاء بسفر التثنية تحذيراً هذا نصه : " وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته بل تدفنه في ذلك اليوم . لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيباً " ( التثنية 21 : 23 ) . ولمسايرة الطقوس اليهودية ( أو لأي سبب آخر ) وللتعجيل بالموت على الصليب ، فإن الجلاد يستخدم آلة تسمى " كرورى فراجيوم " وهي تشبه هراوة فظيعة تقطع بها الرجلان فيموت المحكوم عليه بالإعدام ( من جراء النزف ) في غضون ساعة . كانت تلك هي الطريقة السريعة من طريقتي الموت صلباً . ( وعلى الصفحة الثالثة والثلاثين يثبت المؤلف لوحة مرسومة للفنان تشارلز بيكارد . عليها تعليق جهة اليسار يلفت النظر إلى أن سيور الجلد هـي التي استخدمت وليست المسامير . وجهة اليمين حذفت الدعامة التي تحفظ توازن الجسم من الخلف ) . ( المترجم ) |
#9
|
|||
|
|||
9 الفصْل الثامِنْ أسَالِيبْ اللهِ غَيْر أسَاليْبنَا
هل أجاب الله دعاء عيسى عليه السلام ؟ كان قد تضرع إلى الأب المحب في السماء طلباً للنجدة مع البكاء بالدموع . " وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " . ( لوقا 22 : 44 ) . ماذا يمكن أن نتوقعه بالنسبة لهذه الصلاة النابعة من القلب والتوسل ؟ يُذكرنا أحد إخوته الأربعة أن " الصلاة بصدق وحماس لرجل صالح تحيي الكثير " ( جيمس 5 : 16 ) . مثل هذه الصلوات النابعة من القلب ، ومثل هذه الصيحات المخضبة بالدماء ، ومثل هذه اللوعة ، ومثل ذلك الأسى ، تكاد تنادي الله فوق عرشه أن تحل عنايته . ويستجيب الله لدعاء يسوع : يؤكد القديس بولس ، أن الدعاء لم يقع على آذان صماء : " الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له ( ) من أجل تقواه " . ( العبرانيين 5 : 7 ) . ماذا يعني قوله : " وسمع له " ! يعني أن الله قد قبل دعاءه . إن الله جلت قدرته هو السميع دوماً . لقد سمع ( أي أنه استجاب ) لدعوات يسوع كما سمع ( واستجاب ) لدعوات أبيه إبراهيم عليه السلام . .. كان سيدنا إبراهيم عليه السلام – وقد تقدمت به السن – قد دعا أن يرزقه الله بغلام ، فوهب الله له سيدنا إسماعيل عليه السلام ، فولد له . أصبحت كلمات سيدنا إبراهيم لحماً ودماً ( أي تحقق له الدعاء ) وتعني كلمة " إسماعيل " حرفياً في اللغة العبرية أن الله قد سمع . وزكريا أيضاً – عليه السلام – دعا الله في سن متقدمة أن يهبه غلاماً ، وسمع الله دعاءه ( استجاب له ) وولد له يوحنا المعمدان ( سيدنا يحيى عليه السلام ) . والآن ها هو ذا يسوع يجأر بالدعاء طلباً للنجاة " وقد سمع الله " ( أي استجاب لدعائه ) وجاء بإنجيل لوقا ما يلي : " وظهر له ملاك من السماء يقويه " ( لوقا 22 : 43 ) . نعم . يقويه إيماناً وأملاً في أنه سينقذه . وهذا بالفعل هو ما يسأل عيسى الله أن يتمه له . متى وكيف يستقر وحده بين يدي الله . إن أساليب وكيفيات قدرة الله غير أساليبنا نحن البشر . ولنحص بركات الله ( خلال محنة عيسى عليه السلام ) لنجده : (أ) التوكيد المطمئن من السماء . (ب) يجده بيلاطس غير مذنب . (ج) رؤيا زوجة بيلاطس وفيها تُنبأ بأن عيسى يجب ألا يمسه أذى . (د) لم تقطع ساقاه . (هـ) اليهود يتعجلون إنزاله عن الصليب . ماذا أبقى للعظام : الملحوظة الرابعة فيما ورد أعلاه التي تشير إلى أنهم " لم يقطعوا ساقيه " إنما كانت تحقيقاً لنبوءة ، وردت بالمزمور الرابع والثلاثين تقول : " يحفظ جميع عظامه . واحد منها لا ينكس " ( المزامير 34 : 20 ) . ولو حفظت عظام الضحية من الأذى ، فإنها تكون نافعة له فحسب لو ظل حياً ! وبالنسبة لشخص مات فعلاً ، فإن سلامة عظامه لا تفيده بشيء . وسواء كانت قد قطعت أو هشمت ، فهي لن تفيد الجسم الذي مات صاحبه . لن تفيد روحه . ولكن بالنسبة لأشخاص أحياء على الصليب فإن تقطيع الرجلين يعني كل الفرق بين الموت والحياة . ولم يكن الرومان الوثنيون معنيين بكفالة تحقيق أي نبوءة . فهم كما يقول القديس يوحنا : " وأما يسـوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قـد مات " ( يوحنا 19 : 33 ) . " رأوا " كلمة بسيطة جداً . ولكن لنا أن نسأل : ماذا رأوا ؟ هل لنا أن نتخيل أن ما حدث كان تحقيقاً لقول المسيح : " ومبصرون تبصرون ولا تنظرون " ( متى 13 : 14 ) وعندما يقول يوحنا الجنود " رأوه " فإنه يقصد أنهم " قدروه " لأنه لم يكن لديهم جهاز " استيذوسكوب " حديث للتحقق من الوفاة ولا كان أحدهم قد لمس جسده أو قاس ضغط دمه أو نبضه لكي يخلص إلى النتيجة أنه كان " قد مات فعلاً " . إنني أرى في كلمة " رأوه " علامة أخرى من علامات مشيئة الله في إنقاذه . ( ثم يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما تم نشره بجريدة " ويك إند وورلد " ، وقد علق على الرسم بقوله هذا الرجل لا يصلب ، لكنه يمثل دور المصلوب . وتحت الصورة يوجد تعليق يقول إن السيد بيتر فان دير برج ينزل إلى الأرض ( معنى ذلك أنه لم يفارق الحياة ) بعد أن علق على صليب لمدة عشرين دقيقة . والسيد فان دير برج يعمل في حانة للخمر ( بارمان ) فـي مدينة نيوكاسل بنيتال سمح بأن يُسَمّر إلى الصليب في الأسبوع الماضي ، ليبرهن على أن الإنسان يمكن أن يسيطر على جسمه . 10 الفصْل التاسع عَودَة مِنَ الموْتِ إلى الحَياةِ يَومياً بكل أوجه التقدم في مجال الطب منذ المسيح عليه السلام ، ومع كل الوسائل العلمية الحديثة المتاحة لنا ، فإن مئات الناس تحرر لهم شهادات وفاة يومياً في كل أنحاء العالم . وبينما أنا مشغول بكتابة هذه السطور أجد انتباهي يشد نحو حادثة القتل القريبة العهد التي تعـرض لها السيد : بارناباس ، الذي حمل إلى مستودع الجثث بعـد أن " أعلنت وفاته إكلينيكيا " . ولم يكن هذا الإعلان من قبل الجنود الرومان في العصر القديم ، ولكن هذا الإعلان قد تم من قبل رجال مؤهلين طبياً على أعلى مستوى . وتناولت الصحف هذا الحدث باعتباره أنه صدمة عام 84 ( ) وثمة أمر مدهش آخر تحت عنوان " صدق أو لا تصدق " تجده على ص 81 من هذا الكتاب عن صحفي يتتبع الناس الذين عادوا من بين الموتى مع تقديم نبذة عن تاريخ حياتهم لتحقيق أعلى نسبة توزيع . وهاك قائمة كمجـرد بداية لتقول رأيك : بعث بعد موت أم مجرد انتعاش ؟ . (1) بنت صغيرة " ماتت " تحكي كيف عادت إلى الحياة بعد 4 أيام . ( ديلي نيوز 15 / 11 / 55 ) . (2) مات رجل لمدة ساعتين : لا يزال يعيش . معجزة تحير الأطباء . ( ساندي تربيون 27 / 3 / 60 ) . (3) مات لمدة 4 دقائق – توقف قلب الرجل لكنه يستمر في الحياة – ( سنداي اكسبرس 23 / 7 / 61 ) . (4) لا يعرف أنه مات لمدة 60 ثانية . ( كيب آرجوس 16 / 3 / 61 ) . (5) دكتور هتج عاد من بين الموتى . ( كيب آرجوس 4 / 5 / 61 ) . (6) وتحرك الكفن – أفلت الشاب من الدفن حياً . ( سنداي تربيون 13 / 5 / 62 ) . (7) عودة من عالم الموتى – بعد الاعتقاد بوفاته بيومين ( بوست 25 / 7 / 65 ) . (8) الجثة تغمز بعينها لمتعهد الدفن – وكتب الطبيب شهادة الوفاة – ( ديلي نيوز 25 / 3 / 75 ) . (9) ميت إكلينيكيا – لا يزال " تودلر " حياً بعد معركة لمدة ساعة لإنقاذه . ( ناتال مر كوري 25 / 12 / 82 ) . (10) هل كان ميتاً أم كان حياً ؟ المعضلة التي تواجه زرع الأعضاء . ( سنداي تربيون 17 / 7 / 83 ) . (11) يهز فيتحرك – بعد الإعلان عن وفاته إكلينيكيا " بسبب كثرة الشرب في عيد الكريسماس ( ديلي نيور 3 / 1 / 84 ) هذه القائمة المحزنة لا تكتمل إلا إذا قام ناد أو جمعية يكون الشرط الوحيد للعضوية هو الموت والعودة من بين الموتى . ونقول لو أن كل شيء حدث " كما تقول الكتب المقدسة لدى المسيحيين " فإن يسوع يمكن أن يكون رئيس هذا النادي أو تلك الجمعية ! . وفي بقية الصفحة الثامنة والثلاثين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لناد للعائدين من بين الموتى يضم أحد اجتماعاتهم بفندق سافوي بلندن سبعة أشخاص .. إلخ .. ) . ( المترجم ) |
#10
|
|||
|
|||
11 الفصْل العَاشِر التعَاطف مَعَ يَسُوع
يُعمل الله مشيئته بطريقة لا نعرفها . يبث في روع الجنود أن الضحية قد " مات بالفعل " كي لا يقطعوا ساقيه ، ولكنه في نفس الوقت يجعل جندياً آخر يغزه بالرمح ( للتأكد من الوفاة ) في جنبه و .. " للوقت خرج دم وماء " ( يوحنا 19 : 34 ) . من أفضال الله سبحانه وتعالى ، أن الجسم الإنساني عندما لا يتحمل الألم والتعب أكثر من طاقته فإنه يدخل عالم اللاشعور . لكن انعدام الحركة والتعب ووضع الجسم بشكل مغاير لطبيعته ولراحته على الصليب ، كل ذلك جعل الدورة الدموية تبطئ . وغزة الرمح إنما جاءت لتنقذ . وبخروج شيء من الدم استطاعت الدورة الدموية أن تستعيد مسارها وعملها وإيقاعه . وتؤكد لنا دائرة معارف الإنجيل تحت " مادة الصليب " بالعامود رقم 960 أن " يسوع كان حياً عندما وُجِّه إليه الرمح " . وهذا أيضاً يؤكد قول يوحنا فيما يتعلق " بالماء والدم " وأنهما انبعثا على الفور . إذ أنه يقول " وعلى الفور ، أو : وفي الحال " مما يعد دليلاً مؤكداً أن يسوع كان حياً . ولكن لماذا " الماء والدم " ؟ لقد أدلى الدكتور و . ب . بريمروز أخصائي التخدير بمستشفى جلاسجو الملكي الملكي برأيه من واقع خبرته كما أورده في دورية تنكرز دايجست الصادرة بلندن في شتاء عام 1949 عندما قال : " كان الماء ناتجاً عن الإرهاق العصبي الواقع على الأوعية الدموية الذي يرجع تحديداً إلى التأثير فوق الطاقة للضرب بالهروات " وعندما كان يسوع قابعاً ببستان جيشمين تؤكد المصادر الطبية أيضاً أن العناء الذي كابده يؤيد أيضاً التفسير السابق . البروتستانت لهم رأي آخر : ليس كتّاب الإنجيل متفقين فيما يتعلق بوقت وضع يسوع على الصليب . لكن يوحنا يخبرنا أن عيسى عليه السلام كان موجوداً في حضرة بيلاطس في مقر حكمه عند الساعة 12 ظهراً " وعند الساعة السادسة ( بالتوقيت العبري ) قال " خذوا ملككم " . كما جاء بإنجيل يوحنا ( 19 : 14 ) . وبعد جدل وشد وجذب ، تم تسليمه ليصلب . تخيل التحرك المضطرب والصليب الثقيل الذي فرض على يسوع أن يحمله بنفسه . والصعود الطويل إلى جبل جلجوثة ( مكان الصلب ) لا يمكن أن يتم في دقائق قليلة . وتجهيز القوائم الخشبية والربط والرفع يلزم أن يستغرق هذا وذاك كله بعض الوقت . ربما يعرضه البث التلفزيوني في 30 ثانية ، ولكن في الواقع الفعلي لا ينجز كلَّ ذلك بسرعة . ولم يوفق إنجيل يوحنا في تحديد وقت رؤية يسوع للملاك ( الذي جاء ليشجعه ويشد أزره ) ، ولكن الشراح يتفقون أن ذلك إنما تم في ( الساعة التاسعة " أي 3 بعد الظهر . ويقول دين فارار بالصفحة 421 من كتابه " حياة المسيح " " كان يسوع على الصليب لمدة ثلاث ساعات ثم أنزل عنه " . بونتياس بيلاطس يتعجب : تحكى لنا كتب الإنجيل في مختلف الصيغ ، أنه بين الساعة السادسة والساعة التاسعة ( 12 ظهراً حتى 3 بعد الظهر ) كان هنالك رعد وكسوف شمس وزلزال ! – هكذا دون قصد ؟ كلا . كان ذلك لتفريق الغوغاء بعد استمتاعهم بيوم عطلة رومانية . وكان ذلك لإطلاق يدي الرحمة المتمثلة في أتباعه المخلصين المسرين لاتجاهاتهم كي يهبوا لنجدته . وذهب يوسف الذي كان من أريماتا في معية أحد جنود الرومان ( قائد مئة ) كان متعاطفاً مع يسوع ، وكان قد قال : " حقاً كان هذا الإنسان ابن الله " كما ورد بإنجيل مرقس ( 15 : 39 ) ذهبا إلى بيلاطس وطلب يوسف جسد يسوع . " فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعاً فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات " ( مرقس 15 : 44 ) . ماذا كان سبب تعجب بيلاطس ؟ كان يعرف بحكم تجربته وخبرته أن أي رجل لا يمكن أن يموت على الصلب في غضون ثلاث ساعات ما لم تكن " الكوريفراحيوم " معدة لذلك وهو ما لم يحدث في حالة يسوع ، وهو ما حدث بالنسبة لرفيقيه في الصلب اللذين بقيا أحياء . سبب العجب :من المعقول أن يواجه رجل جماعة إطلاق النار ( عند تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص ) وأن تصيب الطلقات جسمه فيموت ، ولا يكون ثمة داع للعجب . ولو أخذ شخص إلى المقصلة وشُنق ومات لا يكون ثمة داع للعجب . ولكن عندما يبقون على قيد الحياة حيث نتوقع بإدراكنا العام أن يموتوا ، فلا مناص من بالغ العجب . وعلى العكس من ذلك نجد بيلاطس يتوقع أن يكون عيسى حياً على الصليب ( لم يمت بعد ) كما ينبئونه فإن تعجبه أيضاً طبيعي . ولم يكن لديه سبب يجعله يتحقق من أن يسوع ميت أم حي . ولماذا يهتم لو كان يسوع حياً ؟ ألم يجده بريئاً من التهم الموجهة إليه من اليهود ؟ ألم تُحذِّره زوجته من إلحاق أي أذى بهذا الرجل العادل ؟ ألم يضطر إلى الاستسلام لضغط اليهود عليه ؟ فلو كان يسوع حياً فما أجدره بحظ حسن ! ويصرح بيلاطس ليوسف أن يأخذ الجسمان . وهكذا كان له أتباع مستترون : إن أتباع يسوع ، أولئك الذين أطلق عليهم قوله " إنهم أمي وإخوتي " ليُصوِّر منزلتهم في قلبه – اختفوا عن ناظريه ، عندما كان في مسيس الحاجة إليهم . وكان ثمة أتباع آخرون – مثل يوسف الأريماتي ومثل نيكوديموس – لم يرد لهم من قبل ذكر حتى حان وقت شدة يسوع وحاجته إلى النجدة والمساعدة . كانا وحدهما هما اللذين تداولا جثمان يسوع بالإضافة إلى مريم المجدلية وأخريات متفرجات . ونزولاً على مقتضيات الطقوس الدينية لدى اليهود ، فإن عملية غسل الميت والمسح عليه وتكفينه يلزم أن تكون قد استغرقت أكثر من ساعتين . ولو كانت هنالك أية آثار للحياة في أي عضو من أعضاء الجسد الملفوف فلم يكن أحد من المحيطين به من الحماقة بحيث يصيح في الجموع المتطفلة إنه حي . إنه حي . لقد كانوا يعرفون أن اليهود سيعاودون التأكد من أن روحه قد انتزعت من جسد |
#11
|
|||
|
|||
12 الفصْل الحادي عشر لِماذَا عَلامَتَا التَنْصِيصْ ؟؟ .. " .. "
ارتياب اليهود وقلقهم : ليس لنا بحال أن نفترض أن يسوع تم دفنه على عمق ستة أقدام . كان قبر يسوع ضخماً كحجرة جيدة التهوية وليس قبراً . ويعطى " جيم بيشوب " ( وهو عالم من كبار علماء المسيحية ) في كتابه " يوم مات المسيح " مواصفات قبر المسيح كما يلي : الاتساع خمسة أقدام . الارتفاع سبعة أقدام . العمق خمسة عشر قدماً . مع نتوء أو نتوءات بالداخل . ومأوى بهذه المواصفات يسعد أي واحد من سكان الأحياء الشعبية للإقامة فيه كمسكن له . وارتاب اليهود . كان كل شيء يدعو للارتياب . (أ) كان طريق الاقتراب من المقبرة سهلاً متاحاً . (ب) زميلاه على الصليب لا يزالان أحياء . (ج) لم تقطع ساقاه بينما قطعت ساقا كل من رفيقيه على الصليب . (د) التصريح السهل السريع الذي منحه بيلاطس للحصول على جثمان يسوع . ولهذه الأسباب ، ولأسباب أخرى كانت لليهود شكوكهم . شعروا أنهم كانوا قد خُدعوا . ( وتساءلوا ) : هل ما يزال يسوع " على قيد الحياة " ! وهرعوا إلى بيلاطس . أخطاء اليهود : يقول القديس متى : " وفي الغد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال .. فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا .. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى " ( متى 27 : 2 – 64 ) . وهكذا يتحدث اليهود عن " الأولى " و " الأخيرة " غير مدركين أنهم في تعجلهم العصبي كانوا قد وقعوا في غلطة أو سقطة أخرى . كانوا قد ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم التالي فحسب . كانوا يريدون غلق الحظيرة على الحصان بعد أن نجحوا في إدخاله إليها . وكان بيلاطس قد طفح به الكيل منهم ولذا قال لهم : " عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون " ( متى 27 : 65 ) ولم يكن بيلاطس ليندفع مع هواهم . كان لديه أكثر من سبب لكي يكرههم . هَوَس : لا يهم ما فعله أو ما لم يفعله اليهود بعد رد بيلاطس الجاف عليهم . لقد كانوا قد فقدوا بالفعل يوماً كاملاً ! لكن المسيحيين المتعلقين بأوهى الأسباب يحرفون تعبير " حرس المعبد " إلى " الجنود " ويجعلون هؤلاء الجنود " جنوداً للرومان " . ثم يملأون الصفحات مبالغين في كفاءة آلة الحرب الرومانية ، ليخلصوا إلى إنها لا يمكن أبداً أن تضبط غافية غافلة أو تاركة لمكان الحراسة ! والنتائج محتومة لمن يساق إلى هذا المنزلق . هل يعني ما كتبوه ( عن عظمة وقوة آلة الحرب الرومانية ) أن الجندي الروماني معصوم من الخطأ ؟ وبينما يستغرق القارئ المسالم في مطالعة التفاصيل المتشعبة ، يكون مستعداً مهيأ أن يبلع الطعم والسنارة . وهو خداع طوروه ليصبح فناً من الفنون ! . ما هو الخطأ الأول الذي وقع فيه اليهود في محاولاتهم التخلص من يسوع ؟ كان الخطأ الأول أنهم سمحوا بإنزال يسوع عن الصليب دون كسر ساقيه تحت زعم أنه كان قد مات . وكان الخطأ الأخير لهم أنهم مكَّنوا لأتباع يسوع غير المعروفين علناً أن يقدموا المساعدة لرجلهم الجريح بعدم غلق المقبرة غلقاً محكماً . وأيضاً وفي نفس الوقت بتأجيلهم الذهاب إلى بيلاطس إلى اليوم " التالي " الذي كان وقتاً متأخراً لدرجة أن … ! يعمل الله قدرته بطريقة لا يعرفها البشر . إن أساليبه في إعمال قدرته غير أساليبنا وهو سبحانه وتعالى يقول وهو أعز القائلين في القرآن الكريم : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [ آل عمران : 54 ] . وصباح يوم الأحد : كان ذلك صباح يوم الأحد ، أول أيام الأسبوع حسب التقويم اليهودي الذي يعتبر يوم السبت هو اليوم السابع في الأسبوع ، عندما زارت مريم المجدلية بمفردها مقبرة يسوع ( مرقس 16 : 9 ) ويوحنا 20 : 1 ) . والسؤال هو " لماذا ذهبت هنالك ؟ " هل ذهبت هنالك كي تمسح عليه بالزيت ، كما يخبرنا القديس مرقس ( 16 : 1 ) . والسؤال الثاني هو : هل جرى العرف بين اليهود أن يمسحوا جسد المتوفى بالزيت في اليوم الثالث لوفاته ؟ الإجابة هي : " لا ! " إذن لماذا أرادت المرأة اليهودية ( مريم المجدلية ) أن تدلك جسد المسيح بعد 3 أيام من إعلان وفاته ؟ ونحن نعلم أنه خلال 3 ساعات يغدو الجسم متصلباً صلابة الأجساد الميتة . وفي غضون ثلاثة أيام يتحلل الجسم من الداخل . تنشطر وتتحلل خلايا الجسم . ولو حكَّ أي شخص مثل هذا الجسد يتفتت أجزاء صغيرة . فهل يكون لتدليك الجسم إذن معنى ؟ الإجابة هي : لا ! . لكن هنالك معنى ، ( ومعنى كبير ومفهوم ) لو كانت مريم المجدلية تبحث عن شخص حي . وأنت أيها القارئ الكريم تدرك أنها كانت بالقرب من الشخصين الوحيدين اللذين قاما بالطقوس الأخيرة لجثمان يسوع وهما يوسف الآريماتي ونيكوديموس . ولو كانت قد شاهدت أي دليل على وجود دبيب للحياة في أي عضو من أعضاء جسد يسوع لما كان معقولاً أن تصيح إنه حي ! إنها تعود بعد ليلتين ويوم عندما كان سبت اليهود قد انقضى لكي تعنى بيسوع . الكفن خال من الجسد – بعد إزاحة الحجر : وعند وصولها إلى المقبرة استبدت بها الدهشة إذ وجدت أن شخصاً ما كان قد سبقها بالفعل وأزاح الحجر ( الذي يسد مدخل المقبرة ) وبالدخول إليها تجد أن الملاءة التي يلف بها جسد الميت مطوية ملفوفة مكومة بالداخل . ( بدل أن تكون ملفوفة حول الجسد الميت ) هل ثمة مجال لأمثلة أكثر ؟ نعم يثور ثمة سؤال يقول : لماذا أزيح الحجر ( من باب المقبرة ؟ ) الجواب على ذلك أنه بالنسبة لشخص يعود إلى الحياة ( بقدرة الله ) شخص كان قد قهر الموت ( بإرادة الله ) ليس من الضروري أن يتزحزح الحجر كي يخرج ( من المقبرة ) كما لم يكن ضرورياً للملاءة الملفوف بها جسده أن تلف لكي يخرج منها . الجواب على ذلك أنه بالنسبة للروح لا تشكل جدران الحجارة سجناً ، ولا تحد قضبان الحديد قفصاً . إن تزحزح الحجر وانفلات الملاءة الملفوف فيها الجسد من ضرورات ( تحرير ) جسم مادي . كانت المقبرة الخالية تشكل قمة الإثارة التي لم تكن ( مريم المجدلية ) تتوقعها . ولذا فإن المرأة التي أصابتها الهستيريا ( لدرجة أن القديس مرقس يقول إن يسوع كان عليه أن يخرج منها سبعة شياطين – 16 : 9 ) تنهار وتبكي . وكان يسوع يرقبها من مكان مجاور – ليس من السماء ، ولكن من الأرض . كانت المقبرة من ممتلكات يوسف الآريماتي الخاصة وكان واحداً من أثرياء اليهود ذوي النفوذ . وحول هذه المقبرة كانت ثمة مزرعة للخضراوات . وكان لمثل هذا الرجل اليهودي الموسر أن يجعل من مثل هذه المزرعة أو الحديثة أشبه ما يكون بالمنتجع الترويحي لنفسه ولأسرته لقضاء فترات من الراحة ! . مفارقة مضحكة : كان يسوع هناك ! وكان يرقب مريم المجدلية إنه يعرف من تكون ، ويعرف لماذا هي موجودة بالمكان . يقترب خلفها ويجدها تبكي أو تصرخ . ولذلك فإنه يسألها : " … يا امرأة لماذا تبكين . من تطلبين " ( يوحنا 20 : 15 ) وقبل أن تجيب ( مريم المجدلية ) دعني أتدخل فأثير سؤالاً : " لماذا يسأل يسوع أسئلة لا لزوم لها ؟ ألا يعـرف الأسباب الظاهرة ؟ بالطبع – يعرف ! إذن لماذا يسأل ؟ " . الجواب على ذلك أنها كانت أسئلة لها ما يبررها . نعم ، إنه يعرف أنها كانت تبحث عنه ، لكن خاب أملها ( إلى حد الصدمة ) بعدم عثورها عليه . ومن ثم كان نحيبها . لكنه أيضاً يعرف أنها لن تتعرف عليه بسبب تنكره التام المتقن . ولذا فهو – على نحو معقول – يستدرجها ( إلى حالة السواء والاعتدال بالكلام إليها ) . وعند وصف هذه الجزئية يقول القديس يوحنا : " وهي إذ اعتقدت أنه البستاني قالت له " : والآن ، لماذا تعتقد مريم أنه البستاني ؟ هل العائدون من بين الموتى يلزم بالضرورة أن يشبهوا عمال البساتين ؟ كلا !! إذن لماذا تعتقد أنه البستاني ؟ الجواب : لأنه خائف من اليهود ! ولماذا يخاف من اليهود ؟ لأنه لم يمت ولم يهزم الموت ! لو كان قد مات أو لو كان قد هزم الموت لما كان ثمة داع للخوف . ولم لا ؟ لأن الجسم لا يموت مرتين ! من القائل بهذا ؟ الكتاب المقدس يقول به . أين ؟ في الرسالة إلى العبرانيين 9 : 27 يقول : " .. وكما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " . |
#12
|
|||
|
|||
العودة من بين الموتى :
ولكن ماذا عن مئات الناس الذين عادوا من بين الموتى ؟ إننا نقرأ عنهم يومياً على صفحات الصحف . أولئك الناس الذين صدرت شهادة طبية بوفاتهم بواسطة رجال لهم وظائف رسمية في مجال العمل بالصحة وعادوا بالصدفة إلى الحياة ، لم يكونوا قد حضرتهم الوفاة في حقيقة الأمر بالمعنى المعروف للوفاة والبعث بعد الوفاة . إن أطباءنا قد أخطأوا وسوف يستمرون في ارتكاب الأخطاء . ولا سبيل إلى تجنب ذلك . ولكنني أريدك أن تلحظ كلمة ميت الموجودة بصفحة 63 وكلمة " الجثة " الموجودة بصفحة 22 . وكلمة " الصلب " الموجودة بصفحة 58 كل هذه الكلمة بين علامتي تنصيص أي شولات . وبهاتين العلامتين يوضح لنا رجل الصحافة الماهر أن " الميت " ليس بميت وأن " الجثة " ليست جثة ميت وأن عمليات " الصلب " ليست عمليات صلب فعلي ولكن عمليات تشبه الصلب وتمثله ( كما في المسرح ) لكنه ليس صلباً حقيقياً ( كذاك الذي كان يمارسه الرومان تنفيذاً لأحكام الإعدام ) إنهم كانوا موتى " زُعم موتهم " وكانوا " جثثاً مزعومة " وكانوا " ممثلي عملية صلب " . ولكن من وجهة نظر العاملين بالصحافة ، فإن تعبير " مزعوم " يقلل من مبيعات الصحف . ( أي أنهم ينشرون الخبر على أساس أنه حقيقة ثم ليكتشف القارئ بعد ذلك ما يشاء ) لكن الشغل شغل ! ولذلك يستخدمون " … " الشولات . وفي حقيقة الأمر ، لا يموت الإنسان مرتين . ولا يهم – إزاء هذه الحقيقة – عدد شهادات الوفاة التي تحرر له . وتستمر الرواية : وإذ تظن مريم المجدلية يسوع في تنكره ، تظنه البستاني ، فإنها تقول : " يا سيد إن كنت أنت حملته فقل لي أين وضعته .. " ( يوحنا 20 : 15 ) .إنها لا تبحث عن جثة . ( لو كانت تبحث عن جثة لاستخدمت ضمير غير العاقل it في الإنجليزية ولكنها استخدمت ضمير العاقل him ) وهي إذن تبحث عن إنسان حي . وهي تريد أن تعرف أين " أرقده " ( وفعل يرقد شخصاً ليستريح لا ليستخدم لغير الأحياء ) وهي لم تقل له " أين دفنته ؟ " ( يوحنا 20 : 15 ) . تأخذه معها ؟ أين ؟ ماذا تفعل بميت ( عندما تأخذه معها ) ؟ كانت تستطيع فقط أن " تدفن " الميت . من يحفر القبر ؟ إن حمل جثة قد يكون في مقدور امرأة أمريكية متحررة متجبرة ، لكنه ليس في مقدور يهودية مرفهة كي تحمل جسماً ميتاً يزن ما لا يقل عن مائة وستين رطلاً . إن هذا الثقل بالإضافة إلى 100 رطل من المواد المصاحبة يصل إلى ثقل 260 رطلاً . وحمل هذا الثقل شيء ودفنه شيء آخر . إن محاولة يسوع مداورة هذه المرأة قد ذهب إلى حد بعيد . ولم تكن المرأة قد استطاعت أن تكتشف التنكر بعد . وكان يسوع في موقف يسمح له أن يضحك ( لو شاء الضحك ) لكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه أكثر من ذلك . يندفع قائلاً : " مَرْيَمْ ! " كلمة واحدة ! لكنها كانت كافية . فعلت كلمة مريم ما لم تفعله كل الكلمات السابقة . مكَّنت مريم من أن تتعرف على " سَيِّدِهَا " ولكل امرئ طريقته في نداء الأقربين إليه . إن طريقة نطقه للحروف جعلت مريم تجيب " سيدي . سيدي " وتتقدم وقد أطار صوابها الفرح لتمسك بسيدها وتقدم بين يديه فروض تبجيلها له . لكن عيسى يقول لها : " لا تلمسيني " . أسئلة مطمئنة : ولم لا ؟ هل هو حزمة مكهربة ، أو مُولِّد كهربي لو تلمسه تصعق ؟ كلا ! " لا تلمسيني ! " لأنها ستسبب له ألماً . ورغم أنه كان يبدو على ما يُرام من كل الوجوه إلا أنه كان قد خرج تواً من تعامل جسمي وروحي عنيف . وربما يكون مؤلماً إلى حد يفوق احتماله لو سمح لها ( أن تتعامل مع المناسبة بكل عنفها مما ينعكس على طريقتها معه ) ( ) . ويستطرد يسوع في كلامه إلى مريم ويقول : " … لأني لم أصعد بعد إلى أبي " ( يوحنا 20 : 17 ) . ولم تكن مريم المجدلية عمياء .. كانت تستطيع أن ترى الرجل واقفاً أمامها . فماذا يعني بقوله : " لم أصعد بعد " – يصعد إلى أعلى – عندما كان واقفاً " على الأرض " أمامها بالضبط ؟ إنه في الحقيقة يقول لها إنه لم يبعث من بين الموتى وبلغة اليهود ، وباستخدام تعبير اليهود : " لم أمت حتى الآن " إنه يقول : " إنني حي " . " فلما سمع أولئك ( الحواريون ) أنه حي وقد نظرته ( أي مريم المجدلية ) لم يصدقوا " . ( مرقس 16 : 11 ) . 13 الفصْل الثاني عشرْ وَلَمْ يُصَدِّق الحَواريُّون رحلة إلى عمواس : وفي نفس ذلك اليوم في الطريق إلى بلدة عمواس ، يرافق يسوع اثنين من تلاميذه ويتسامر معهم لمسافة خمسة أميال دون أن يتعرفوا عليه ! يا له من فن متقن ! وعندما وصلوا غاية طريقهم يقنعون السيد أن يتناول معهم الطعام . يقول القديس لوقا : " فلما ( ) اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما " ( لوقا 24 : 30 ) . ومن طريقته في تناول وكسر الخبز ( أي الطريقة التي بارك بها الخبز ) " تفتحت عيونهم " فهل كانوا قد مشوا من أورشليم إلى عمواس مغمضي العيون ؟ كلا ! إننا نعلم من حيث يخبروننا أنهما تعرفا عليه فحسب من هذه البادرة ( طريقته في مباركة الخبز ) . ويستمر لوقا في قصته وأنه عندما تعرفوا عليه " اختفى عن أنظارهم " فهل لعب يسوع لعبة الحاوي الهندي بالحبل ؟ ومن فضلك لا تأخذ الأمر مأخذ الهزل والدعاية ! ماذا يعني أنه انصرف . يعني أنه توارى عن أنظارهم . تشكك غير معقول : مضى رفيقاً " يسوع " في الرحلة إلى " عمواس " ، مضيا إلى تلك الحجرة العلوية حيث كان الحواريون " وذهب هذان وأخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذان " ( مرقس 16 : 13 ) . ماذا دها أولئك الحواريين ؟ لماذا يحاذرون أن يصدقوا ؟ ما مشكلتهم ؟ المشكلة أنهم يواجهون بالدليل على أن يسوع حي ! وأنه لم يبعث من موت . ( هو إذن في وجوده ليس ذا طبيعة روحية ) ولكن الدليل على أنه هو هو نفس يسوع بجسمه الحي ( الذي لم يمت ) بلحمه وعظمه كأي منهم ! يأكل الطعام متنكراً – لكنه ليس ذا طبيعة روحية ، ولا هو شبح من الأشباح . ( وذلك بالتحديد ) هو ما لم يصدقوه . ولو كانوا قد خبِّروا أن مريم المجدلية كانت قد شاهدت شبح يسوع ، لكانوا قد صدقوا . ولو كان رفيقا يسوع قد أخبرا أنهما شاهداه كشبح ليسوع لكانوا بالتأكيد قد صدقوا ذلك . كانوا أناساً من أولئك الذين يزعمون أنهم شاهدوا الأشباح تتلبس الخنازير ، وتحول ألفين منها إلى حطام . ( مرقس 5 : 13 ) كانوا يزعمون أنهم كانوا قد رأوا الأشباح تدخل الأشجار وتصيبها بالجفاف من جذورها في غضون ليلة واحدة . ( مرقس 11 : 20 ) كانوا وكأنهم قد شاهدوا " سبعة شياطين " تخرج من مريم المجدلية ( مرقس 16 : 9 ) كل ذلك كان طبيعياً فـي عصرهم : الأرواح والأشباح والشياطين ! كانوا يستطيعون أن يصدقوا ما كان شائع القبول في ذلك الوقت وذلك العصر . ولكن يسوع على قيد الحياة ؟ يسوع ذو طبيعة بشرية ؟ كرجل هرب من أربطة الموت ؟ كان ذلك أثقل مما يمكن أن يتحمله ضعيف إيمانهم . (أ) مريم المجدلية تشهد أن يسوع حي ! . (ب) التابعان رفيقا الطريق إلى عمواس يشهدان أنه حي ! . (ج) تقول الملائكة أن يسوع حي . ( لوقا : 24 – 23 ) . (د) رجلان كانا يقفان ( قرب النسوة في صحبة مريم المجدلية ) يقولان لهن " لماذا تبحثن عن الحي بين الموتى ؟ " ومعنى ذلك أنه حي . ( لوقا 24 : 4 - 5 ) . ومع كل ذلك لن يصدقوا !! فهيا لنرى ماذا كانوا سيصدقون قول " ربهم وسيدهم " الخاص بهم في الفصل التالي . 14 الفصْل الثالِث عشر وَلَمْ يَكن يَسُوع شَبَحاً |
#13
|
|||
|
|||
لُغْز حسابي :
" العمواسيان ( ) قاما … ورجعا إلى أورشليم ووجدا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم – " ( لوقا 24 : 33 ) أي " أحد عشر " ؟ وجدا " الأحد عشر " . هل اعتبر الرجلان اللذان من بلدة عمواس شخصيهما ضمن الموجودين ؟ حتى لو افترضنا ذلك فإن الحواريين المختارين حول يسوع لم يكن ممكناً أبداً أن يزيدوا عن 10 في مجموعهم لأنه في الزيارة الأولى من قبل يسوع إلى تلك الحجرة العلوية لم يكن يهوذا ولا توما بين الحاضرين . لكن لوقا لم يكن شاهد عيان لهذا المنظر . إنه ببساطة ينقل حرفياً عن مرقس 16 : 14 الذي قال : " … ظهر للأحد عشر وهم متكئون .. " ( ) . ولنستمع الآن للقديس بولس الذي نصب نفسه حوارياً ثالث عشر ليسوع . إنه يقول إنه في اليوم الثالث بعد يوم السبت " إنه ظهر " لصفا " ثم للإثني عشر . " ( الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15 : 5 ) أي اثنى عشر ؟ كلمة " ثم " هنا تستبعد بطرس ! ولكن لو أضفته إليهم مع تمنيات حسن الحظ فإنك لا تصل إلى " الإثني عشر " مجتمعين ليشاهدوا " يسوع " ، لأن يهوذا الخائن كان قد انتحر شنقاً ( متى 27 : 5 ) قبل وقت طويل من ادعاء بعث يسوع بعد الموت المزعوم . إننا نتعامل هنا مع عقلية غريبة حيث أحد عشر لا يعني أحد عشراً . واثنا عشر لا تعني اثني عشرا وثلاثة بالإضافة إلى ثلاثة تعني اثنين وواحداً ! ويسوع سيواسينا بصدق عندما يقول لنا فـي أعمال الرسل ( 9 : 5 ) " .. صعب عليك أن ترفس مناخس " ( وهو جبل ) . وإذ يدخل يسوع : وبينما كانا يخبران المستمعين المتشككين أنهما قد قابلا يسوع بجسمه الحي ( كواحد يأكل الطعام معهما ) يدخل يسوع . وتقفل الأبواب خوفاً من اليهود . سيقول الجدليون المسيحيون : " كلا ! إن وثائقنا تشير فحسب إلى أنه وقف في بينهم " " إنه لم يمش داخلاً إليهم " . كانت المسالة مسألة الاختفاء من عمواس ومعاودة الظهور في أورشليم . مثل الرجل الخفي . مثل ساحر الحبل الهندي . أو كلعبة التنقل بين النجوم ( من سفن الفضاء إلى النجوم وبالعكس ) وأنت تستطيع أن تصادف بالفعل أناساً يعتقدون أن أناساً ( من أهل الخطوة ) يمكن أن تشاهدهم في مكان ويكونون موجودين بأجسامهم في مكان آخر في ذات الوقت . وأمثال هؤلاء الناس ضحايا هلوستهم ( وأمراضهم النفسية ) ( ربما ) نتيجة مشاهدتهم أفلام السينما والتلفاز . الأرنب والسلحفاة : ولكن لماذا استغرق عيسى عليه السلام وقتاً طويلاً جداً لكي يصل إلى الحجرة العلوية . كان قد تلاشى قبل أن بدأ رفيقا رحلة إلى عمواس رحلتهما إلى أورشليم . ومع ذلك لم يسبقهما يسوع . تأخر في المجيء . وهذا يذكرنا بحكاية الأرنب والسلحفاة . هل كان من الممكن أن يكون يداوي جراحه في الطريق ؟ أنهم يتصورون يسوع كان طافياً فوق الأرض يهيم من مكان إلى مكان ( لا يمشي على قدميه ) يظهر ويختفي حسب المشيئة . ولقد أبدى جيفري هنتر وهو ممثل شاب كان يقوم بدور يسوع في فيلم " ملك الملوك " أبدى ملاحظة معقولة جداً بعد صعوده جبل صهيون لتمثيل مشهد " إغراء " الشيطان ليسوع . وبعد صعود وتعلق بالصخور مع تصبب العرق بشق النفس أثناء تسلق الجبل قال الممثل الشاب : " لأول مرة في حياتي تحققت كم كان يسوع ككائن بشري ! " . ولم يستطع لوقا ولا يوحنا ممن سجلوا وقت زيارة يسوع لتلك الحجرة العلوية أن يقولا إنه ببساطة تسرب من ثقب المفتاح أو من شقوق الجدار . ولكن لماذا يضنان علينا بمثل هذه المعلومة الحيوية ؟ السبب في ذلك أنه لم يحدث تسرب . ولكن تبقى المشكلة : كيف دخل بينما كانت " الأبواب مغلقة " . ومن المدهش أن لوقا أيضاً وهو يسجل هذا الحدث لم يفكر جيداً وهو يضيف أن الأبواب " كانت مغلقة " ( 24 : 36 ) لم يكن من المهم بالنسبة له أن يدقق . لماذا ؟ لأن التدقيق لم يكن متصلاً بالموضوع ! الحجرة العلوية : هذا المسكن موضوع البحث كان يشار إليه بـ " حجرة الضيوف " أو " الحجرة العلوية الضخمة " . إنه ليس كل البيت . إنه جزء من المنزل ، هل ينبغي لي أن أبرهن لكم على ذلك ؟ هل كان يمكن أن تكون هذه هي الحجرة الوحيدة بالدور العلوي ؟ ولنأخذ في اعتبارنا أن هذه الحجرة كانت تحوي منضدة ضخمة تكفي لجلوس 14 شخصاً على كراسي بدائية . ويسوع مع 12 من الحواريين يشكلون رقم 13 ويوحنا ، التابع الذي كان يسوع يحبه كان يكمل الأربعة عشر . |
#14
|
|||
|
|||
هل يمكن أن تتخيل حجم حجرة الضيوف هذه ؟ بمخزن المؤن اللازم لها مع المطبخ . وغير ذلك من كماليات . وفي الطابق الأرضي حيث كان يقيم أفراد أسرة المالك وخدمه . كانت كقصر صغير ! وكان يسوع يألف هذا البيت . كان يزور أورشليم كثيراً لحضور عيد الفصح . ولنتذكر كيف وجه تلاميذه ليصلوا إلى المكان . ( لوقا : 22 : 10 ) .
إن مسكني الخاص له أربعة مداخل . وربما كانت حجرة الضيوف لدى يوحنا كان لها باب رئيسي من ناحيتين . ولكن هل كانت ثمة ضرورة لجعله مستقلاً عن بقية البيت ؟ بالنسبة لأي زائر كانت الأبواب الرئيسية كافية – دخولاً وخروجاً . والضيوف الشرقيون لا يدققون ويحملقون في الممرات والحجرات لمضيفيهم ! وهم في العادة شاكرون لكل مظهر من مظاهر إكرامهم . لكن يسوع لم يكن غريباً على المنزل . كان كواحد مـن أهل منزل تلميذه الذي يحبه . ولم يكن بحاجة إلى أن يقرع الباب ويزعج أناسه . وكانت هناك أكثر من طريقة للدخول . ولو كانت هناك صعوبة لدى الحواريين في تقبل ظهوره المفاجئ بينهم فما كان أسرع ما يستطيع تبديده . " قال لهم سلام عليكم … فجزعوا وخافوا " ( لوقا 24 : 36 - 37 ) . ردود فعل عكسية لدى التعرف عليه : فلنتذكر تلك المرأة الوحيدة ، مريم المجدلية في ذلك الصباح تكاد تجن من الفرحة عند التعرف عليه قرب المقبرة . كان من الضروري إيقافها عن احتضانه لكن هؤلاء الأبطال الذين كانوا كالسيوف المشرعة في نفس الحجرة كانوا هلعين عند التعرف على سيدهم . لماذا كان هنالك رد فعـل متعارض بين الرجال وبين المرأة ؟ الرجال مرتاعون والمرأة غير خائفة ؟ السبب هو أن المرأة كانت شاهدة عيان لكل الأحداث التي وقعت في مكان الصلب بينما لم يكن الرجال في مكان يسمح لهم بالرؤية . وبناء عليه ذهبت المرأة إلى المقبرة بقصد رؤية يسوع حيّاً فكان فرحها عند رؤيته . لكن العشرة لم يكونوا من شهود الأحداث ومن ثم كانت مزاعمهم عن مشاهدة شبح . كانوا جسماً وعاطفة على وشك الانهيار . يصف لوقا حالتهم بقوله : " فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً " . ( لوقا 24 : 37 ) . سبب الخوف : سبب ذعرهم هو أنهم ظنوا أن الرجل الواقف في وسطهم لم يكن هو يسوع نفسه ولكن شبحه . سل المبشرين الذين يريدونك أن تقاسمهم مجد السماء : هل كان يبدو كشبح ؟ ورغم كل شيء ستسمع إجابتهم : كلا : إذن لماذا ظن حواريو يسوع أنه كان شبحاً مع أن يسوع يستحيل أن تكون له ( ) ملامح الشبح ؟ لن تجد إجابة . لا ينطقون . ساعدهم بالله عليك . حررهم من تحريفهم . وإلا سيرهقوننا ويرهقون أهلنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها . سيسرقون أبناءنا ( ) على شكل إطعام الأطفال الجوعى وأحياناً بأموالنا . هل رأيت الجماعة التبشيرية المسماة باسم " وورلد فجن " وأمثالها ؟ الحملات الصليبية مرة أخرى بغير أسلحة مرئية . السبب في أن تلامذة يسوع كانوا خائفين ، هو أنهم قد علموا سماعاً أن سيدهم قتل بتثبيته على الصليب – أي أنه كان قد صلب . وعرفوا عن طريق السماع ، أنه كان قد أسلم الروح ، وأنه قد توفي . كانوا قد علموا عن طريق السماع أنه " مات ودفن " لمدة ثلاثة أيام ، ورجل عرف عنه كل ذلك كان من المتوقع أن يكون جثمانه قد تحلل في قبره . لأن كل معرفتهم كانت " معرفة سماع " – معرفة ناتجة عما كانوا قد سمعوه ! لأن واحداً منهم لم يكن هنالك ليشاهد ويشهد ما كان يحدث في الحقيقة ليسوع في جلجوثه . في أكثر منحنيات حياة يسوع حرجاً كانوا " جميعاً قد خذلوه وهربوا " ( مرقس 14 : 50 ) . الأتباع العباقرة : يتحدث مرقس عن " الاثني عشر " المختارين كصفوة . وهو لا يتحدث عن الأشياع المخلصين " المتخفين " أمثال يوحنا الآخر ، ذلك الذي أخذ مريم أم المسيح ( عليهما السلام ) إلى المنزل ونيكوديموس ويوسف الآريماتي وأمثالهم . وبالنظر إلى التملص أو الهروب الجبان من جانب " الاثني عشر " فإنني أتحرج من تسمية أولئك بتلاميذ أو حواريي أو أتباع السيد المسيح عليه السلام . أم مرقس يكذب ؟ عندما قال " كل " ألم يكن يعني " كل " ؟ لم تكن ثمة رجعة إلى مسرح الأحداث من أولئك الأبطال . ومؤلف الإنجيل الرابع يذكر قائمة بأسماء النساء المنتمين والمشايعين ليسوع . وكان بينهن ثلاثة يحملن اسم مريم " التلميذ الذي أحبه يسوع " وهو يكرر هذه العبارة دون تحديد فعلي له باعتبار أنه يوحنا المتفضل عليهم بكرمه في أورشليم . لماذا ؟ لو كان ذلك " اليوحنا " هو المؤلف نفسه ، فلماذا إذن لا يصرح بذلك . هل هو خجول متواضع جداً ؟ لم يخجل عندما طلب من يسوع أن يجلسه وأخاه " أحدهما على يمينه والآخر على يساره في مملكته " . السبب في إبهامه وعدم إيضاحه وإفصاحه ذاك هو أن " التلميذ المحبب إلى يسوع هو سميُّه ! وباقي التلاميذ أو الحواريين لم يعثر لهم على أثر عندما كان يسوع في مسيس الحاجة إلى المساعدة . كانوا جميعاً كما قال عنهم مرقس " قد خذلوه وهربوا " ( مرقس 14 : 50 ) . ( وعلى بقية الصفحة السادسة والخمسين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشرته صحيفة ( ويك إند سنداي ) بتاريخ 3 أغسطس 1969 تحت عنوان ماذا تسمي ذلك – صلب أم إيهام بالصلب ؟ - الرجل المصلوب معلق على الصليب ) . ( المترجم ) ( وعلى الصفحة السابعة والخمسين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشرته صحيفة " صنداي تربيون " بتاريخ 17 يوليو 1983 ، بعنوان " هل كان حياً أم ميتاً ؟ – المعضلة التي تواجه الأطباء بعد الحالة الغريبة للمدعو دنور أنطوني " . ( وعلى جزء آخر من الصفحة يورد المؤلف صورة فوتوغرافية أخرى لما نشرته نفس الصحيفة بتاريخ 27 مارس 1960 بعنوان : " مات رجل لمدة ساعتين ولا يزال يعيش . معجزة تحير الأطباء " ) . |
#15
|
|||
|
|||
15 الفصْل الرابع عشر لَمْ يُبْعَثْ يَسُوع بَعْدَ مَوْتْ
يسوع حيّ جسمانيا : ( ) بعد تحية " شالوم " المتوجبة يبدأ يسوع في تهدئة خوف تلاميذه لحسبانهم إياه شبحاً . ويقول : " أنظروا يديَّ ورجليَّ إني أنا هو ( أي أنني نفس الشخص ، نفس الرجل ) جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي . وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه . ( لوقا 24 : 39 - 40 ) . ماذا كان الرجل يحاول أن يثبت ؟ هل كان يحاول أن يثبت أنه كان قد بُعث من بين الموتى ؟ – وأنه كان شبحاً ؟ وماذا كانت علاقة اليدين والرجلين بالبعث ؟ " إنه أنا نفسي " وأي شبح من الأشباح " لا يكون له لحم وعظام كما أنتم ترونه لي " . هذه حقيقة مطلقة الصدق وواضحة بذاتها . وأنت لا تحتاج جهداً لتقنع بها أي شخص سواء كان هندوسياً أو مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً أو غنوسيا . إن أي شخص سوف يعرف دونما أي دليل أن الشبح ليس له لحم ولا عظام . لماذا توضيح الواضح ؟ لماذا يحتاج يسوع إلى توضيح الواضح ؟ السبب في ذلك ببساطة أن الحواريين كانوا يعتقدون أن يسوع كان قد عاد من بين الموتى ، وأنه كان قد بعث ، ولو صح ذلك فقد كان من اللازم أن يكون في صورة روحية – أي يكون شبحاً ! وها هو ذا يسوع يقول لهم أنه ليس كذلك – ليس شبحاً – لم يبعث من بين الموتى ! وأقوال النصوص المقتبسة أعلاه من مصدرها الأصلي ، في كل لغة ، حيوية جداً ، بسيطة جداً ، وواضحة جداً لدرجة أنك لا تحتاج قاموساً ليفسرها لك . ولم لا تتذكر أيها القارئ الكريم نصاً واحداً فحسب من هذه النصوص ، في لغتك الأصلية – سواء الإنجليزية ، أو العربية ، أو لغة الزولو ، أو اللغة الأفريكانية ، وبمثل هذا النص وحده تستطيع أن تسحب الهواء الذي يملأ أشرعة المبشرين . وتستطيع أن " تكسر جمجمته " بالضبط كما فعل داود عليه السلام مع جولياث بحجر صغير . وستكون أنت المسرور . إن الله يعطيك الفرصة في هذا اليوم في هذا العصر أن تخلص الذهن المسيحي من أوهامه ! ولقد سألت عمالقة علماء المسيحية أن يخبروني ما إذا كان قول ( الإنجيل على لسان المسيح عليه السلام ) " الروح ليس لها لحم ولا عظام " يعني أن للروح لحماً وعظاماً في لغتهم ! وفي مناظرات كنت طرفاً فيها لم يجرؤ أي خصم من خصوم المناظرة أن يتعامل مع السؤال . كما لو كانوا يتظاهرون بأن كلمات السؤال لم تقل ولم ينطق بها أحد . حيوية … أنا حيّ ! لو قلت لك باللغة الإنجليزية ( ما معناه ) : " لأنني لي لحم وعظام ، إذن أنا لست شبحاً أو عفريتاً ! " – فهل هذا المعنى مفيد صحيح مستقيم في لغتك ؟ تقول : " نعم ! " ( وهذا الحوار صحيح في أي لغة في العالم تحت الشمس ) وبكلمات أخرى نقول إن يسوع كان يخبر تلاميذه عندما قال لهم " أنظروا يديّ ورجليّ " أنه كان يريد لهم أن يروا الجسم . والإحساس باللمس لا يكون لجسم روحاني أو ذي طبيعة متغيرة أو ممكنة التغير أو الجسم بُعث حياً بعد موتة ، لأن الجسم الذي يبعث حياً يصبح روحياً . من القائل بهذا ؟ سيقول الصليبي المجادل " من الذي يقول إن الأشخاص الذين يبعثون من الموت سيكونون أرواحاً ؟ " وأنا أقول له : " يسوع ! " فيسأل : " أين ؟ " وأنا أقول له : " في إنجيل لوقا . ارجع إلى الوراء أربعة إصحاحات من حيث قال يسوع " ليس للروح لحم ولا عظام " ، ارجع إلى لوقا 20 : 27 - 36 وسترى … كان اليهود يعاودون يسوع المرة تلو الأخرى بالأسئلة والأحاجي مثل : (أ) يا معلم ، هل ندفع الجزية لقيصر أم لا ؟ " ( متى : 22 : 17 ) . (ب) " يا معلم هذه المرأة أُمْسكت وهي تزني في ذات المرة " ( يوحنا 8 : 4 ) . (ج) " يا معلم أية وصية هي أول الكل " ( مرقس 12 : 28 ) وها هم أولاء اليهود يأتون إليه الآن بشأن امرأة يهودية كان لها سبعة أزواج . وحسب شرعة اليهود – لو أن رجلاً مات بلا عقب فإن الأخ التالي للزوج يتخذها زوجة له ، لتلد له . ولو أخفق في ذلك ومات يتزوج منها الثالث وهكذا دواليك . وفي القضية المعروضة أمام يسوع ، تداول سبعة أخوة – على النحو المشار إليه – هذه المرأة نفسها الواحد منهم تلو الآخر . وبمرور الوقت مات كل الإخوة السبعة . وبمرور الوقت أيضاً ماتت المرأة . لم تكن ثمة مشكلة عندما كان كل منهم يحاول أن يؤدي مهمته . كان كل منهم ( يتزوجها ) بعد ( أن يموت عنها ) الآخر . ولكن سؤال اليهود كان يتلخص فيما يلي : عند البعث ، مَنْ منهم سينالها لأن كلا منهم قد حظى بها هنا ( في الحياة الدنيا ) ؟! والصورة التي أراد أن يستحضرها اليهود أمام نظر يسوع هي : لو بُعث الرجال السبعة دفعة واحدة عند البعث ، وبُعثت المرأة أيضاً ، فستكون ثمة حرب في السماء بين الإخوة السبعة فكل منهم يطلب المرأة أيضاً كزوجة له وحده لأنهم جميعاً قد حظوا بالزواج منها " . باختصار من منهم سيحظى بهذه المرأة كزوجة في السماء ؟ وكإجابة على ذلك يقول يسوع : " لن يموتوا أكثر مما ماتوا " يقصد أن الناس المبعوثين من الموت سيكونون غير معرضين للموت لا حاجة بهم إلى طعام أو ملبس أو إشباع للحاجة الجنسية أو راحة " لأنهم سيكونون مثل الملائكة " بمعنى أن طبيعتهم ستماثل طبيعة الملائكة متحولين إلى طبيعة روحية ، كائنات روحية ! وفيما يتعلق به هو نفسه يقول " ليس للروح لحم وعظام كما ترونه لي " . – أنا لست روحاً . أنا لست شبحاً أنا لست عفريتاً أنا لم أبعث بعد موت أنا نفس يسوع . حي . " وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه " ( لوقا 24 : 40 ) . عندما زال خوف الحواريين : ابتهج الحواريون وعجبوا . ماذا عساه أن يكون قد حدث ؟ كانوا قد ظنوه ميتاً مضى . ولكن ها هو ذا " معلمهم " يقف بينهم بلحمه وعظمه – بخصائص 100% للرجل الحي ! وليؤكد لهم أكثر ، وليهدئ أعصابهم المهتزة يسأل : " هل عندكم ها هنا شيء مـن اللحم ؟ " أو أي شيء يؤكل ؟ " وأعطوه شيئاً من لحم سمك وعسل وأخذه وأكله بالفعل أمامهم " ليثبت ماذا ؟ ( هل ليثبت ) أنه قد بعث إلى الحياة بعد وفاة ؟ لماذا لم يقل لهم ذلك بدل أن يفعل ما من شأنه أن يثبت عكس ذلك ؟ يقدم لهم جسمه ذا الطبيعة الجسمانية المادية للفحص ، آكلا ماضغا " لحم السمك والعسل " . هل هذا فصل تمثيلي ؟ تظاهر ؟ محاولة في الإيحاء بغير الحقيقة ؟ " كلا ! " كما يقول شليليير ماخر منذ مئة وخمسة وستين عاماً مضت . ويقتبس عنه ألبرت شفايزر في كتابه " البحث عن يسوع تاريخياً " في صفحة 64 ما نصه كما يلي : " لو كان يسوع قد أكل ليثبت أنه كان يستطيع أن يأكل فحسب ، بينما لم يكن بحاجة إلى التغذية فعلاً ، لكان الأمر خدعة وتظاهراً ، وشيئاً للملاطفة " . الخلاص السهل ( من الآثام ) : ماذا دها إخوتنا المسيحيين ؟ يقول يسوع إنه ليس للروح لحم وعظام ، ويقولون للروح لحم وعظام ! سل بالله عليك أصدقاءك منهم أي الطرفين كاذب ؟ المسيح أم أنتم أيها البليون من أتباعه المزعومين ؟ إن هذه نتيجة ألفي عام من غسل المخ أو البرمجة ، كما يقول الأمريكيون . الخلاص من الآثام رخيص الثمن في المسيحية ! لا يتعين على المسيحي أن يصوم ويصلي ويستقيم في حياته كما يُلزم بذلك المسلم . على المسيحي فقط أن يؤمن والخلاص من الذنوب مضمون له . أما بالنسبة لنا – غير المسيحيين- فجميع أعمالنا كثياب خلقة كما يسميها المسيحي . ومن الأفضل أن " تعيد برمجته " وإلا فإنه سيبرمجك هو . إنه لن يرضى عنا . ولن يأبه لمدى جهدنا لهدايته . يقول عز وجل في القرآن الكريم : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) [ سورة البقرة : 120 ] . لا يخرج الأمر إذن عن إحد اثنين : إما أن تغيرهم أو يغيرونك ! ولو شئت السلام السلام ، فعليك بالإسلام ! ( وفي بقية الصفحة يورد المؤلف صورة فوتوغرافية مما نشرته إحدى الصحف بجنوب إفريقيا فيما يبدو والعنوان الرئيسي يقول : هذا الرجل من جنوب إفريقيا ، أتى بأحسن مما يأتي به الفلبينيون . في الصورة السفلى تعريف يقول : مسمار طوله أربع بوصات ( 15 سم ) يدق في يد السيد فان دربرج لم يسبب خروج دم ، بينما كان يدق في صليب خشبي . وفي الصورة العليا يتدلى المذكور على الصليب ) . ( المترجم ) . ( يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشر بجريد " الصنداي اكسبرس " يوم 23 يوليو 1961 بعنوان: " توقف قلب الرجل لكنه يظل يحيا " . وفي الجزء السفلي يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشر بجريدة " ناتال مر كوري " الصادرة بمدينة ديربان بجنون إفريقيا يوم الأربعاء 10 ديسمبر 1982 والعنوان الرئيسي يقول : " ميت إكلينيكيا " – تودلر حي بعد ساعة طويلة في معركة لإنقاذ حياته ) . ( المترجم ) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|