كِيف «حرمة» تقف أمام «الردّالة»

[abomeret]

كِيف «حرمة» تقف أمام «الردّالة»

بقلم حمدى رزق ٢/١٢/٢٠٠٧
رفقاً بالقوارير، لا أعتقد أن الحصانة أو القبة تسمح للنائب الراجل أن يقاطع الوزيرة الست بهذه الفجاجة، أو يأمرها أن تكلمه وقوفاً أو من وضع كسوف علي طريقة «قوم اقف وانت بتكلمني»، أو أن يتفاصح النائب الراجل بلفظ جارح في وجه الوزيرة الست، محتمياً بمختار الصحاح، كم من الألفاظ الفصيحة ماتت في الكتب الصفراء، لا تُنطق (بضم التاء) لصراحتها الجارحة. لمرتين في أسبوع واحد تتعرض وزيرة القوي العاملة عائشة عبدالهادي لحالة استرجال نيابي في مجلس الشعب، النواب بيسترجلوا عليها، باعتبارها واحدة ست، والنواب دُكرة (جمع دكر)، المجلس كله دُكرة إلا قليلاً.

النائب الصعيدي مصطفي بكري، كاد يخرج عن طوده لمجرد أن الوزيرة اعترضت علي استخدامه لفظ (نسوان) تحت القبة، غير مبال أنه جارح لسيدة لم تملك أمام نظراته الغاضبة المهددة، إلا أن تطلب شطب كلمة (نسوان) من المضبطة، واستجاب الدكتور سرور.

كلمة (نسوان) فصيحة مثل (الحرمة) تمام، يستخدم البعض (الحرمة والنسوان) لتقزيم المرأة، (النسوان) كلمة دارجة في الخطاب الصعيدي، ومصطفي صعيدي، يلقبونه بالصعيدي الفصيح، والفصاحة في الصعيد ألا تكون جارحا.

النائب البحراوي محمد عبدالعليم داود (نائب فوه - كفر الشيخ) كفر سيئات الوزيرة، وخاطبها بلغة فظة مستغلاً رخصته البرلمانية، النائب الكفراوي أغلظ للوزيرة وكال لها: «الشباب هاجروا لأن أياً منهم لم يتزوج وزيرة ولم ينهب مالاً عاماً...»، لا أعرف ما علاقة هجرة الشباب بالزواج من الوزيرات، كم شاباً متزوجاً من كام وزيرة في مصر، كل ما نملك من حطام الوزارة وزيرتان، عائشة عبدالهادي وفايزة أبوالنجا، لا أتصور أن (عاطف) زوج الوزيرة عائشة، كان ناوي يهاجر، وصرف نظر بعد أن أصبح زوج الوزيرة!

مثول الوزيرة أمام مجلس الشعب، لا يعني أنها متهمة بتسفير النسوان إلي الخليج، أو بإغراق الردّالة في البحر، ليس من قبيل العقل أن تزوج الوزيرة الشباب جماعياً لتمنعهم من السفر، تربطهم جنب زوجاتهم بالعيال، الوزيرة ذهبت إلي المجلس لترد وتوضح وتعرض ما لديها، وهناك طرق برلمانية لرفض طروحات الوزيرة، ليس منها أبداً الشخط والنطر والتشويح والتبريق للوزيرة من النواب (الردّالة) باعتبارها (حرمة) كِيف «حرمة» تقف أمام «الردّالة» وترد عليهم؟

مثول الوزيرة أمام ردّالة مجلس الشعب صار مخاطرة غير مأمونة العواقب، فالنواب بيشدوا في العريض، ويتعمدون إحراج الست بألفاظ جارحة، وبخطاب خارج علي القواعد النيابية في مواجهة الوزراء، كل ذلك وسيدات مجلس الشعب يتفرجن علي مسرحية «نسوان وردّالة» يتغامزن علي الكوميديا السوداء.

مصطفي بكري بيفكرني بمندور بيه بتاع الغولة، هناك استرجال واضح في مجلس الشعب، ليس علي رجال الحكومة، بل علي سيداتها، أحياناً تلح علي النواب كل موروثات الشوفونية الذكورية، لا أعرف ماذا تقول اللائحة في خطاب الوزراء والمسؤولين، خاصة السيدات منهم، لكن الأهم هو سيادة لغة خطاب، تحترم المرأة وتحافظ علي مكانتها وتوقر الوزيرة- بعد حذف تاء النسوة- وتعمل علي حمايتها، فالوزيرة في البرلمان ضيف، وعلي المضيف أن يكرم وفادة ضيفه، حتي لو كان واحدة ست بدون شنب.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=84890