|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
البابا شنودة
بقلم د. عمرو الشوبكى - المصرى اليوم رحل الباب شنودة عن عمر ناهز الـ ٨٨ عاماً، وغاب عن المشهد المصرى رجل اتسم بالحكمة والوطنية والولاء لمصر وشعبها، دافع عن حقوق الأقباط من منظور وطنى ولم يفصل بين همومهم وهموم الوطن. البابا شنودة شخصية ثرية، فهو رجل دين من طراز رفيع، وقارئ للفلسفة، وكاتب للشعر، وهو وجه مصرى أصيل، اتسمت شخصيته بالقوة، وحافظ دائما على شعرة معاوية مع الأطراف السياسية التى اختلفت معه، وحتى مع بعض من أساءوا له. لقد نجح الراحل فى أن يعمق من دورى الكنيسة الروحى والاجتماعى بين المسيحيين، وربط أقباط المهجر بالكنيسة الأم بعد أن بنى فى عهده ٧٠ كنيسة خارج مصر، وجعل لها دوراً سياسياً كان مثار تحفظ البعض، إلا أنه جاء فى أعقاب غياب الدولة، وبعد أن قامت قوى كثيرة بواجباتها من جماعات سلفية ودعوية، ومن كنيسة تحدثت باسم الأقباط ودافعت عن حقوقهم، وأحيانا اختصرتهم فى شخص البابا. وجاءت ثورة ٢٥ يناير، التى فاجأت الكثيرين، وعلى رأسهم رجال الدينين الإسلامى والمسيحى، فلم يؤيدها البابا، لكنه لم يقف أمامها، إلا أنها أثمرت وبسرعة عن فتح الباب أمام نمط جديد من الاحتجاجات المسيحية التى خرجت من عباءة الكنيسة، فظهر اتحاد شباب ماسبيرو، وخرج المسيحيون لأول مرة فى احتجاجات نحو دار القضاء العالى وأمام مبنى التليفزيون، «بعيدا عن العنف الذى صاحبها»، ومجلس الشعب، ولم تعد الكنيسة هى مقصد الاحتجاجات القبطية كما كانت قبل الثورة. إن التحدى الذى ستواجهه الكنيسة المصرية فى مرحلة ما بعد البابا شنودة، هو فى قدرتها على الاحتفاظ بهذا المزج السحرى بين هموم الأقباط ومشاكلهم، وبين هموم الوطن وأوجاعه، صحيح أن هذا الأمر جزء من تراث الكنيسة المصرية العريقة، ولكنه أيضا جزء من موهبة البابا شنودة ووطنيته الصادقة. إن الاستحقاقات الجديدة التى ستواجهها مصر، سواء فيما يتعلق بتحدى كتابة دستور توافقى يعبر عن كل المصريين، ويحترم قواعد الديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية، يحتاج دوراً للكنيسة، مثل الأزهر فى عصره الجديد، وهو أمر سيجعل البابا الجديد أمام مهمة قد تكون أكثر صعوبة من البابا الراحل، وهى المساهمة فى صناعة توافق وطنى والتنسيق مع الأزهر من أجل الدفاع عن قيم الدولة الحديثة، وهى كلها مهام وطنية وليست حزبية، على المؤسسات الدينية أن تساهم فى ترسيخها، لأننا لو أسسنا دولة قانون وكتبنا دستوراً لكل المصريين، فستتراجع مشكلات الأقباط ولا نقول ستختفى. رحل البابا شنودة فى لحظة فارقة من تاريخ مصر، وشهدنا، بعد عقود طويلة، جنازة زعيم شعبى خرج المواطنون ليلقوا نظرة وداع على جثمانه دون أى قيود أمنية، ودون وجود رئيس أو مسؤول كبير يقصى الناس من المشهد ليظهر هو، وعبر المسيحيون والمسلمون عن مشاعرهم بصدق، بعد أن كادت تنسى الجنازات الشعبية مثل جنازات سعد زغلول وعبدالمنعم رياض وعبدالناصر وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وآخرين، وبعدها جاء عصر مبارك، فلا يتذكر الناس جنازة شعبية واحدة، فقد كان وجوده كفيلاً بتحويل جنازة أى رمز شعبى إلى أمر رتيب، تخنقه القيود الأمنية، فى حين أن رحيل البابا شنودة فى هذا التوقيت جعل الجميع يشاهدون مشاعر حب وتقدير صادقة. رحم الله فقيد مصر الكبير. amr.elshobaki@gmail.co
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
مصر تنعى البابا شنودة | abomeret | المنتدى العام | 0 | 19-03-2012 06:10 AM |
روزاليوسف من جديد تهاجم البابا شنودة و القمص مرقص عزيز | abomeret | المنتدى العام | 0 | 03-07-2011 02:27 PM |
البابا مع الثورة ولا ضدها ..؟؟ | princepino | المنتدى العام | 0 | 22-02-2011 04:46 AM |
عندما يتحدث البابا شنودة كلنا ننفذ يا قبط...ادخل ضرورى | just_jo | المنتدى العام | 15 | 08-02-2011 06:57 AM |