الحوار المتمدن - العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17
ماركوس عياد جورجى
لم يكن ما يحدث فى محافظة قنا من مظاهرات ضد المحافظ القبطى الجديد عماد شحاته ميخائيل وليد الصدفة فكل ما كان مكتوما سابقا فى القلوب بدأ يطفو على السطح وما ظهر فى العلن لم يأت من فراغ بل هو موروث أبا عن جد منذ قرون طويلة كرست الطائفية والعنصرية ومرت صعودا وهبوطا على مر العصور حتى جاء السادات وتبعه تلميذه النجيب مبارك وكرسا الفاشية الدينية المقنّعة (بتشديد وفتح النون) كوسيلة لتثبيت كرسى الرئاسة تحتهما فدولة مبارك كانت تسيطر على ثلاث مؤسسات المؤسسة الدينية والمؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية استخدمت الدولة تلك المؤسسات لتبث الفرقة وتلهب النار الطائفية وكان دور النظام بعد ذلك هو التعامل الأمنى لإطفاء ألسنة النار الظاهرة حتى لا تمتد لتحرقه على أن تبقى النار تحت الرماد يستخدمها حسب مصالحه أما بعد الثورة وتغييب مبارك فظهرت نتائج ما زرعه النظام فى عقل وقلب المواطن المصرى الذى شرب العنصرية حتى الثمالة وها هو اليوم يكشف عن وجه قبيح طالما كان النظام البائد ستر وغطى عليه لقد رفعت الثورة الحجر عن مغارة النظام وخرجت منه الحيات والعقارب التى أشرف النظام على رعايتها
شكرا لتلك الثورة الرائعة فلو لم يكن لها مزايا يكفى أنها أزاحت النفاق وكشفت المرض الذى ينبغى أن نعالجه بجدية إن كنا فعلا نريد الخير لمصر
شكرا لشعب مصر الذى أعلن صراحة أنه مريض بالفاشية الدينية وعليه الآن أن يقرر إن كان يريد العلاج أم لا
شكرا لشعب مصر الذى أبكم الكتاب المنافقين الذين دأبوا على إنكار المشاكل الطائفية وغنوا علينا بشعارات زائفة من أننا نسيج واحد ولا فرق بين مسيحى ومسلم ومسرحية "المحشى بتاع أم جرجس والملوخية بتاعت جارتها أم محمد" لقد بح صوتنا وجفت أقلامنا ونحن نكشف عن مشاكلنا الطائفية وكنا نجد الأقلام المأجورة للنظام السابق تنكر ما نكتب وتوزع علينا صكوك التخوين والآن نحن لسنا فى حاجة لأدلة فالصور لا تكذب ولا تتجمل والفيديوهات سيد الأدلة