|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
اطفال الشوارع ...قنبله موقوته
اذن يا احبه..... لا تتعجبوا فى يوم من الايام عندما تجدوا اشخاص يفتشون بكل اجتهاد وضمير فى صفائح القمامه على الاقل مجد الله ان هناك من يزال يسعى بضميره ((على فكره الموضوع منقول بس اطفال الشوارع من اكتر المواضيع اللى بتشدنى فى مشاكل مصر عموما ...متهيالى كده ياجماعه ان مصر بقا فيها المشاكل اشكال والوان من الفقر والرشوه ومشاكل الاقليات والجهل والتخلف والغلاء وسوء الصناعه وفساد الحكام والفتنه وغيرها كتيييير.)) اول مره احس ان مصر مش امى.......مصر مرات ابويا . |
#2
|
|||
|
|||
استعادة ضمير الأمة المصرية
http://www.nawalsaadawi.net/oldsite/...january1st.htm القاهرة أول يناير 2007 إستعادة ضمير الأمة المصرية ! بقلم د. نوال السعداوى لا أتحدث هنا عن ضميرنا الغائب فى الأمور السياسية الكبرى العالمية والمحلية , لا أتحدث عن جرائم الحرب وجرائم السلم وجرائم السوق الحرة وغير الحرة , لا أتحدث عن كيف تحكم القوة العسكرية والنووية عالميا , وكيف تهدر حقوق البلايين من البشر , من أجل ثراء حفنة من الحكام فى العالم والحكام فى بلادنا التابعين لهم , لا أتحدث عن الديموقراطية الزائفة التى تسمح بمعارضة شرعية لا تنجح فى شىء الا الكلام والكتابة فى الصحف والصراخ فى الفضائيات واشاعة الوهم أننا نعيش عصر الديموقراطية , هناك من اعتبروا أن الأديان هى أفيون الشعوب , لكن الأفيون فى عصرنا هو الديموقراطية وما تشمل من أحزاب وصحف للمعارضة , أو ما تسمى الصحف المستقلة , التى يمولها أصحاب البلايين , يتنافسون مع أصحاب الحكم على المال والسلطة , بالاضافة الى تسخير الأديان لخدمة التضليل وتحجيب العقول والوجوه , ألهذا السبب لم يكن ممكنا نشر هذا المقال فى أى مكان وأى صحيفة فى بلادنا ؟ الا أن عدم القدرة على النشر لا تعنى الصمت , فالصمت جريمة , وعلينا أن لا نكف عن كشف الزيف الاعلامى الحكومى وغير الحكومى , بأى طريقة ممكنة , دموع التماسيح على مذابح الأطفال واغتصابهم --------------------------------------------- كم من دموع ومقالات وصرخات حول ما تكشف فى بلادنا من عصابات الأطفال اغتصابهم جنسيا , ثم قتلهم بالذبح أو القذف فوق قضبان القطارات , أما البنات اللائى يحملن بعد الاغتصاب فهن كنز أى كنز, يتم حمايتهن حتى الولادة , ثم يذبحن , أو يدفن أحياء تحت الأرض , ويؤخذ المواليد إلى حيث يتم بيعهم بآلاف الدولارات واليوروهات للنساء الأجنبيات وغير الأجنبيات المحرومات من الإنجاب , بعض أراء تقترح حلولا لهذه المشكلة التى يروح ضحيتها أكثر من ثلاثة ملا يين طفل مصرى , يعيشون ويموتون فى الشوارع , منهم "اثنين مليون" مما يطلق عليهم الأطفال " اللقطاء" أو غير الشرعيين , وهم من جميع الطبقات الفقيرة والوسطى والعليا , جاءت إلى عيادتى النفسية منذ أيام طالبة فى الجامعة الأمريكية من طبقة عليا فى العشرين من عمرها , ترتدى الحجاب الأنيق , وجهها شاحب , غسلته من المساحيق , تعانى الاكتئاب والرغبة فى الانتحار , لقد حملت من ابن عمها ( فى بيتها أثناء غياب أفراد أسرتها فى النادى ) , قالت لى : توقعت أن أنزف فى عملية الإجهاض فتعانى أسرتى الفضيحة بعد موتى , لم يكن أمامى حل ( أنا وابن عمى ) إلا التخفى أيام الولادة , ثم لف الطفلة المولودة فى بطانية صوف وتركها فى ظلمة الليل فى حى السيدة زينب بجوار الجامع . وأين ذهبت الطفلة المولودة : --------------------------- تبكى الفتاة الطالبة وعيناها شاردتان فى الخواء وتقول : شفت عينيها وأنا ألفها بالبطانية , بنتى المولودة , وأنا أتركها على أرض الشارع , فى الهوا والبرد , شفت عنيها مليانة دموع و ساكته خالص , ما أقدرتش أمشى , عينيها فى عينى , وصوابعها الخمسة ماسكة فى صباعى الصغير ده ! لولا ابن عمى شدنى وأخدنى بعيد كنت بقيت لحد ما يمسكونى , وياريت بقيت جنبها , على الأقل كنت أعيش معاها فى الشوارع وأحميها من عصابات الأطفال , يا ترى انت فين يا بنتى ؟! السؤال أين ذهبت هذه الطفلة ؟! اكتشفنا من خلا ل الصحف أن عصابات الأطفال هى مؤسسات كاملة محلية ودولية لجمع اللقطاء والأطفال السفاح , وأطفال الشوارع الشرعيين الهاربين من الفقر أو قسوة الأب أو زوجة الأب , أو قسوة العم الذى يتولى الولاية بعد موت الأب , أو قسوة الأم ذاتها التى تدفعها الظروف القاسية للتخلى عن فلذة كبدها . يشتغل فى مؤسسات عصابات الأطفال نساء مدربات على توليد الأم الطفلة بطريقة سليمة , حتى لا تتعرض للخطر , وعلى انتزاع المولود من أمه بعد لحظة خروجه من الرحم , وقبل أن تلتقى عينى الأم بعينى طفلها , لماذا ؟ لأن الأم وإن كانت طفلة فى الرابعة عشر من عمرها , لا يمكن أن تنسى عينى طفلها , وقد تدافع عنه بقوة خارقة قد تسبب المشاكل لهذه العصابات , لهذا ينزعون المولود بسرعة فائقة , ويحملون الأم الوالدة وهى لا تزال تنزف إلى حفرة فى الأرض ثم يوارون عليها الطوب والتراب , ويرشونها بالماء , ويزرعون عليها الجرجير والبصل والخس والخيار . لمجرد التعمية , لا توجد إحصاءات بهذه الأمهات الصغيرات الموؤدات فى مصر , ولا توجد إحصاءات بعدد عصابات الأطفال , وكل يوم نكتشف وكرا جديدا لعصابة كاملة . عصابات معلومة ومجهولة : ------------------------------ قرأنا فى صحف 28ديسمبر 2006 أن أجهزة الأمن اقتحمت فى الإسكندرية المسرح المهجور فى الإبراهيمية , وقد حولته عصابة من عصابات الأطفال إلى قلعة مسلحة , كما توجهت قوة إلى وكر " أم رشا " التى تتاجر فى أعراض بنات الشوارع وتقوم ببيع الأطفال " السفاح " الناتجة عن اغتصاب هؤلاء البنات بواسطة رجال العصابة , لكن المتهمة تمكنت من الهروب والاختفاء . كيف هربت ؟ هل هناك من يتستر عليها فى البوليس ؟ كما ألقى القبض على سيدة معروفة باسم "أم ياسر" تمارس نشاطا واسعا فى جمع أطفال الشوارع من البنات الهاربات ( من أسرهن خوفا من الفضائح ), تتولى "أم ياسر " رعايتهن والتكسب منهن بالطرق الثلاثة : 1- المتاجرة بأجساد البنات فى موسم البغاء الأكبر خلال فترات الصيف لرواد المصايف من الرجال الأجانب وبلاد النفط . 2- بعد أن تحمل البنت منهم , وتلد طفلها , يتم انتزاعه منها بالقوة أو بالخداع , ويتم بيع الطفل للأجانب وغير الأجانب من الرجال والنساء فى سوق بيع الأطفال التى أصبحت منتشرة فى مصر خلال السنين الثلاثين الأخيرة , ( وقد سبق لى الكتابة عنها خلال الثمانينات فى مجلة تضامن المرأة العربية , التى أغلقت دون أى سند قانونى , ) 3- تؤخذ الأم الوالدة الصغيرة , فتدفن فى الحفرة المعدة لها , لكنها قبل أن تدفن يستأصلون منها الكليتين والقرنية والكبد وغيرها وذلك لبيعها فى الأسواق المتزايدة للتجارة فى الأعضاء البشرية . معلومات معروفة للجميع : ----------------------------- هذه المعلومات جميعا نشرت على مدى السنين الماضية , وأخيرا انفجر الدمل المزمن الملئ بالصديد , وخرجت الرؤوس من تحت الرمال , وصاحوا : ما الحل لمشكلة أطفال الشوارع المزمنة , ومنهم 2 مليون طفل غير شرعى , بعضهم من عائلات عالية مثل تلك الطالبة فى الجامعة الأمريكية التى جاءت إلى قبل أن تشرب السم وتنتحر . ما هو الحل ؟ --------------- ليس الحل هو جمع هؤلاء الأطفال ( 3 مليون على الأقل شرعيين وغير شرعيين ) ووضعهم فى الملا جئ أو تحت رعاية الجمعيات الخيرية أو الأهلية أو الحكومية , فلم يحدث فى العالم غربا وشرقا أن استطاعت هذه المؤسسات حكومية و غير حكومية ( وإن زاد عددها وزاد تمويلها ) أن تستوعب هذا العدد الهائل المتزايد من أطفال الشوارع , اهتدت بلاد العالم فى الغرب والشرق , ومن مختلف الأديان , بما فيهم أندونيسيا( ويسكنها 300 مليون مسلم ) إلى أن الحل ليس رعاية أطفال الشوارع فى الملاجئ والمؤسسات , بل الحل الوحيد هو : ----------------------------------- القضاء على الأسباب التى تدفع بالأطفال إلى الشوارع . ---------------------------------- الأمة الأندونيسية المسلمة عندها ضمير : ------------------------- دعيت إلى أندونيسيا لافتتاح المؤتمر الدولى لكاتبات المسرح يوم 19 نوفمبر 2006 , والتقيت بكاتبة مسرحية معروفة فى جاكارتا , إسمها راتنا سارومبايت , كانت رئيسة المؤتمر , وشاركت إبنتها فى المؤتمر , فتاة ممشوقة , تلمع عيناها بالذكاء , سألتها ما إسمك ؟ قالت : إسمى " Atiqua Hasi Holan " تصورت أن هذا هو إسمها الثلاثى الذى يحمل إسم أبيها وجدها لأبيها , لكنها قالت لى : اسمي باللغة الأندونيسية يعنى : أنا أحب الحرية , اندهشت : هل هذا اسم ؟ هل هذا اسمك الثلاثى فى شهادة ميلادك ؟ قالت : نعم انه اسمى الثلاثى , وشرحت لى والدتها الأستاذة رئيسة المؤتمر والكاتبة المسرحية المعروفة فى أندونيسيا . قالت : القانون فى بلادنا يعطى الطفل المولود الإسم الذى تختاره الأم أو الأب أو شخص آخر فى الأسرة أو خارجها , وينص القانون على أن جميع المواليد يتمتعون بالشرعية والشرف وجميع الحقوق التى يتمتع بها أى مواطن فى الدولة , بصرف النظر عن الطريقة التى جاؤا بها العالم , إشتدت دهشتى , وسالتها : ألا يوجد عندكم مشكلة أطفال سفاح أو غير شرعيين؟ قالت : جميع الأطفال فى بلادنا شرعيون , وقد استطعنا بالقضاء على مشكلة الأطفال غير الشرعيين انقاذ 75% من أطفال الشوارع فى بلادنا , وأغلبهم بنات كن يلدن فى الشوارع تستغلهن مؤسسات تتاجر فى البشر وأعضائهم , عصابات الرقيق الدولية المعروفة , التى تتخذ أسماء انسانية خادعة , وتتخفى تحت حماية قوى سياسية ودينية فى معظم البلاد , ( تعليق ) هذه العصابات موجودة أيضاً في بلادنا وبهذا الشكل عينهِ وهي تقوم بالمتاجرة باطفال الملاجئ وبجميع الأشكال ومنها تجارة الأعضاء . وتابعت الكاتبة الأندونيسية كلامها : أصبح أمامنا 25% من اطفال الشوارع الذين يدفعهم الفقر أو قسوة الأهل للهروب من البيت , وهذه مشكلة لها خطط طويلة الأجل , لأن القضاء عليها يلزمه القضاء على الفقر والبطالة المتزايدة , وهذا يلزمه القضاء على الاستعمار الخارجى وأعوانه فى الحكومة المحلية , وهى شروط لتحقيق التنمية الاقتصادية , وزيادة الإنتاج الوطنى , ورفع الوعى , وكلها تحتاج الى تغيير كامل للنظام الحاكم , أما قسوة الأب أو الأم , فهى مشكلة ربما أصعب من القضاء على الفقر أو المشكلة الاقتصادية , لأن تغيير عقلية الأب ليفهم معنى الأبوة الحقيقية , أى المسؤلية تجاه أطفاله , وعدم التخلى عن هذه المسؤلية أبدا لإشباع رغباته الجنسية بالزواج بأخريات , أو بإنفاق أمواله على نفسه ومتعه المتعددة , وكذلك تغيير عقلية الأم لتفهم حقوقها كأم وحقوق أطفالها ولا تتخلى عن هذه المسؤلية أبدا , وتفرض على أبيهم الالتزام بمسؤلية الأبوة , وكذلك تغيير عقلية المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والأخلاقية , بحيث لا يعاقب أى طفل لأى جريمة يقترفها الأب أو الأم , فالطفل المولود مواطن مستقل عن أبيه وأمه , له حقوق الموطنة كاملة , وبحيث لا تعاقب الفتاة اجتماعيا أو أخلاقيا إن خدعها رجل وحملت دون عقد زواج موثق , ويكون لها جميع حقوق المواطنة هى وطفلها أو طفلتها التى تولد من غير أب , هل يمكن أن يصدق أحد أن القوانين فى أندونيسيا أكثر انسانية وعدالة من القوانين فى بلادنا ؟ بل قوانين أغلب بلاد العالم , فى الشرق والغرب , من شمال أمريكا إلى جنوب أفريفيا , ومن استراليا وأندونيسيا شرقا إلى فرنسا وأسبانيا غربا , أصبحت هذه القوانين لا تعاقب الطفل لأن الأب ندل ( بلغة نزار قبانى ) الأب الندل هو من يمارس الجنس مع امرأة ثم يرفض اعطاء اسمه للمولود , لمجرد أنه لم يوقع على ورقة ! أهناك ندالة أكثر من هذا ؟ وماذا نقول عن أمة بكاملها تتواطأ مع هذا الأب الندل ضد المولود البرىء الذى لا حول له ولا قوة , الأب غير الشرعى الهارب : -------------------- هل نرفع رؤوسنا من الرمال ونواجه مشاكل أطفال الشوارع وعلى رأسهم الأطفال ضحايا الأندال من الرجال , متزوجين أو عزاب , شباب أو كهول , يخدعون البنات باسم الحب أو الزواج , أو التهديد , أو الإغراء , ثم يهربون من مسؤليات الأبوة , القانون فى مصر يحمى الأب الندل لأنه رجل وإن كان زانيا ! ألم يعترف أحد الممثلين فى مصر أنه مارس الجنس مع فتاة ثم رفض أن يعطى اسمه للطفلة المولودة , ورفض كل الطرق لإثبات أبوته بما فيها تحليل الشفرة الوراثية (D N A ) , ولولا كفاح الأم المهندسة وأبيها الأستاذ الدكتور على مدى العامين الكاملين لما خرجت القضية إلى المحاكم والرأى العام , ولولا نزاهة القاضى وضميره الحى لأصبحت هذه الطفلة البريئة ضمن الأطفال السفاح أو غير الشرعيين , وليس لها حق فى القانون , سوى أن تحمل اسم أمها وتحمل معه لقب " ابنة الزنا " , وتحرم من كثير من الحقوق الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التى يحظى بها من يحملون اسم الأب ويتمتعون بالشرعية الأب الهارب الشرعى : ---------------- جاءتنى منذ أيام امرأة فقيرة تشتغل فى البيوت بأجرة يومية , حكت لى قصتها , تزوجت وأنجبت بنتين أرسلتهما إلى المدرسة , ودفعت مصاريفهما من أجرتها لأن الأب ترك أسرته وتزوج امرأة أخرى , ثم طلق زوجته الأولى أم البنتين , حاولت الأم أن ترفع على مطلقها قضية نفقة دون جدوى , لقد اختفى الأب من الحى كله ولم تعرف له عنوانا , اضطرت الأم أن تترك شقتها , وتسكن فى غرفة فى حى شبرا الفقير , وكان لابد لها أن تحاول نقل أوراق ابنتيها من المدرسة الابتدائية بالمعادى إلى مدرسة فى حى شبرا الخيمة , إلا أن إدارة المدرسة رفضت تسليم الأم الأوراق , رغم إثبات الأم أنها الحاضنة الرسمية لابنتيها , قالت لها المديرة : الأم الحاضنة أو الأم الوصية ليس لها حق الولاية على أطفالها , ولابد من ولى أمرها( وهو الأب ) كى يتسلم أوراقها بنفسه حسب القانون . تعذبت الأم عامين كاملين , تبحث عن الأب دون جدوى , وبحث المحامى ( الذى دفعت أجره إحدى الأسر التى تشتغل عندها ) عن أى ثغرة فى القانون تسمح للأم بسحب أوراق ابنتيها من المدرسة , دون جدوى , وصلت الأم (عن طريق مخدوميها من الأسر الكبيرة) إلى بعض المسئولين الكبار فى وزارة التعليم , على رأسهم الوزير , لحل مشكلتها دون جدوى وحصلت على وساطات حكومية وغير حكومية , دون جدوى , لم تتمكن الأم من نقل ابنتيها إلى مدرسة قريبة من غرفتها فى شبرا , وظلت تتكبد كل يوم فى سبيل مرافقتهما إلى مدرستهما من شبرا إلى المعادى , ما يساوى نصف أجرتها اليومية , وأخيرا بعد عامين من الشقاء , تمكنت من الوصول إلى أم زوجها , أو جدة الابنتين , وأخذت تتوسل إليها بالدموع (مع دموع حفيدتيها الطفلتين ) أن توصلهما إلى الأب الهارب , وذهبت الجدة العجوز , توسلت إلى ابنها أن يرحم طفلتيه ويذهب إلى المدرسة ويسحب أوراقهما لنقلهما إلى المدرسة الابتدائية بشبرا , ووافق الأب أخيرا بشرط أن تتنازل مطلقته , أم الطفلتين , عن قضية النفقة فى المحكمة , تنازلت الأم عن القضية واستلمت أوراق طفلتيها . هذا مثل واحد على أن النظام الأبوى السائد لم يعد صالحا ولا بد من تغييره ان كان عندنا ضمير , لإحياء الضمير فى بلادنا : ------------------------ القانون فى بلادنا يجب أن يتغير , فلا يكون للأب وحده الولاية على أطفاله , بل يكون من حق الأم الحاضنة والوصية على أطفالها ( أو إخوتها الصغار ) حق الولاية أيضا , لأن الأم الحاضنة تعيش مع أطفالها وتنفق عليهم ( أغلب الآباء يتهربون من النفقة وإن حكمت المحكمة يزيفون الأوراق , ومنابع الدخل حتى تنخفض قيمة النفقة إلى أقل ما يمكن ) , تعيش الطفلة فى حضانة أمها حتى تبلغ سن الرابعة عشر , ( والطفل الولد حتى الثانية عشر ) فكيف يمكن أن يظل الأب الهارب من المسؤلية هو صاحب الولاية , وليس الأم التى تعمل وتكد وتشقى من أجل أطفالها .؟ والابن الذى انتحر بسبب أبيه الهارب : وهل قرأنا ما نشر فى صحف يوم 28/12/2006 عن الابن الذى انتحر لأن الأب هرب من البيت تخلصا من مسئولية الانفاق على أولاده وبناته , وكم قرأنا هذه القصص , وغيرها , عن أولاد وبنات ينتحرون , يأسا من الحصول على الرزق , مع تزايد البطالة , وبسبب الحرمان من الأبوة , وكم من آباء يشجعهم القانون على تشريد الأم وأطفالها , تحت اسم تعدد الزوجات , وحق الرجل فى اشباع نزواته الجنسية على حساب مصلحة أطفاله , المطلوب منا الشجاعة للتغيير : ------------------------ إننا فى حاجة إلى استعادة ضمير الأمة المصرية الغائب , وإذا كان ضميرنا موجود ويتألم من أجل عقاب الأطفال الأبرياء وأمهاتهم , فكيف نصمت ؟ كيف تمر السنين والعقود دون أن نغير شيئا فى القانون أو القيم الأبوية السائدة ؟ علينا أن نطالب بشجاعة بالآتى : ------------------------- 1- أن نحذف من القانون المصرى كلمات من نوع " إبن الزنا " " أولاد الحرام " ,اللقطاء , أطفال السفاح , أطفال غير شرعيين , هذه الكلمات لا تصدر عن أمة لديها ضمير حى , أو قيم أخلاقية عادلة تعاقب المذنب الحقيقى ( وإن كان رجلا ) وليس الضحية ( وإن كانت طفلة ) . 2- حين يتهرب الأب من المسؤلية سواء كان شرعيا أو غير شرعى ( لم يعترف بالأبوة ) تصبح الأم الحاضنة أو الوصية هى صاحبة الولاية على أطفالها حتى يكبرون , ويصبح من حقهم أن يختاروا الولى أو الولية , إن كان الأب أو الأم , حسب مصلحة الأبناء والبنات , 3- ويصبح لاسم الأم الشرف ذاته الذى يكون لاسم الأب , ومن يحمل إسم أمه يكون طفلا شريفا له جميع حقوق المواطنة مثل الأطفال الآخرين , وليس ابن زنا , 4- تتغير المناهج التعليمية والإعلامية والدينية والثقافية بحيث يتعلم الإنسان المصرى احترام الأم مثل احترام الأب , و تتولى الأحزاب السياسية والجمعيات غير الحكومية والحكومية مهمة الثقافة والتنوير ومنع الظلم تحت مسميات مسميات سياسية أو دينية أو أخلاقية مزيفة , هذه هى البداية لتستعيد أمتنا المصرية ضميرها الغائب , ----------------------------------------- وبدون هذه التغيرات الأولية علينا أن نشعر بالخزى كلما سمعنا شيئا عن مآسى أطفال الشوارع , ولا نتهم هؤلاء الأطفال بانعدام الأخلاق , أو نعطيهم لقب أولاد الزنا , ونفرض عليهم الخزى والعار , فالعار هو عارنا نحن الأمة المصرية , وعلينا أن نمسح عارنا , وأن نستعيد ضميرنا والا فليس أمامنا الا الانقراض , فلا شىء يؤدى الى انقراض الأمم أو المجتمعات الانسانية الا غياب الانسانية والضمير الحى , د . نوال السعداوى القاهرة أول يناير 2007 منقول |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|