القربان..

[abomeret]

القربان..

بقلم حمدي رزق ١٠/٧/٢٠٠٨
السيد اللواء الوزير محافظ أسيوط

بعد التحية.. نرجو من سيادتكم التكرم بالموافقة علي صرف حصة شهرية من الدقيق البلدي المدعم لسد احتياجات الكنائس بمدينة أسيوط لإقامة الشعائر الدينية، وايضا تستخدم في المجالات الآتية:

١ ـ دير العذراء بجبل أسيوط لإعالة الرهبان والراهبات وخدمة الزائرين من أسيوط والمحافظات المجاورة.

٢ ـ احتياجات الكنائس بمدينة أسيوط.

٣ ـ احتياجات بيوت المسنين والمسنات.

٤ ـ خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولسيادتكم وافر الشكر والاحترام.. والله الموفق، وكل عام وانتم بخير. والتوقيع: سكرتير المطرانية القس زكا لبيب، ومختومة بخاتم المطرانية.

علي ورقة الطلب نفسها جاءت تأشيرة اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط كالتالي: نوافق علي صرف ثلاثة «طن» لمرة كحصة إضافية مؤقتة.

سكرتير مطرانية الأقباط الأرثوذكس في أسيوط القس زكا لبيب يلح في طلب تخصيص حصة شهرية من الدقيق البلدي المدعم لتغطية احتياجات المطرانية، كل شهر يتقدم بطلب تحريري، يصرفها المحافظ ـ أحياناً ـ وبشكل استثنائي في الأعياد المسيحية، صرفها في أزمة الخبز الأخيرة.

أقرب للسير علي الرمال المتحركة، يسير الطرفان الهوينا كالعادة إلي مشاحنة طائفية، تؤشر اليها المراسلات والتأشيرات «بعضاً منها وصلنا» ورق مكرر بالصيغة نفسها من سكرتارية المطرانية الأرثوذكسية إلي المحافظ، أحياناً يستجيب المحافظ «استجاب في ٣٠ ـ١٢ـ٢٠٠٧ »

ووافق علي صرف خمسة أطنان دقيق بمناسبة الأعياد، رداً علي تهنئة القس زكا للمحافظ بسلامة العودة المباركة من رحلة الحج وعيد الأضحي المبارك.. وكما جاء في تهنئة زكا إلي المحافظ «حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً بإذن الله تعالي». وأحيانا لايستجيب «أمام اللواء نبيل العزبي طلب من المطرانية ينتظر الموافقة بتاريخ ١٩ - ٥ -٢٠٠٨».

المطرانية مصممة علي المطلوب إثباته دقيقا كحصة شهرية «علي هامش أزمة الدقيق»، أيضا تجهز لإنشاء مخبز بلدي نصف آلي بدير العذراء بجبل أسيوط لتغطية احتياجات الرهبان المقيمين، وزوار الدير والبيوت التي ترعاها، وتطلب من وزير التضامن الدكتور علي المصيلحي الترخيص، ومن المحافظ حصة دقيق بلدي ٨٢ % لإنتاج خبز للإعاشة.

والمحافظ يعلق الصرف علي موافقة الوزارة علي ترخيص المخبز، ويرفض ابتداء ـ كما قال ـ تديين الخبز، ويضيف: «لن أصرف أي دقيق استثنائي تحت أي ستار ديني، لا أقباط ولا إخوان، الخبز للجميع، لن أخص مسيحياً برغيف خبز لأنه مسيحي، لن ينتج في أسيوط خبز مختوم بخاتم الكنيسة، ولا منقوش عليه السيفان المتقاطعان».

كلاهما علي موقفه، الأول يطلب الدقيق لخبز القربان «البركة»، والمحافظ يقطع: أسيوط لا تعاني مشكلة خبز حتي تصير هناك مشكلة قربان، ويعد بتلبية حاجة الأقباط من القربان بأي كمية وبسعر الطباقي.

المشكلة لا أحد يريد أن يتدخل لحلحلة الموقف، لماذا لا يضطلع المجلس الشعبي المحلي بواجبه، ويدرس حاجة دير العذراء للدقيق، وبالأحري حاجته للمخبز؟

تحريا شفافا وعلي رءوس الأشهاد، تحريا أمينا لاتحركه تعليمات المحافظ، ولا تفرضه ضغوطات المطرانية، وإذا كانت المطرانية علي حق فليضطلع المجلس بدوره مرة أخري في انجاز المخبز والتوصية لدي المحافظ بصرف الدقيق، وإذا كان العكس فليكف القس زكا لبيب عن طلباته الشهرية التي تؤشر إلي غبن طائفي، الفتنة خبز لعن الله من عجن دقيقها.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=112649