مشايخ الكآبة يحرِّمون التليفزيون ويحتلون شاشته 24 ساعة
حصار من نوع غريب فى القنوات الفضائية وفى سيارات الميكروباص والتاكسى وبالميادين العامة وفى بعض المساجد يفرضه علينا مجموعة من المشايخ تخصصوا فى نشر الإحباط بين الناس وخلق حالة من اليأس، وبأن الجميع فى نار جهنم وبئس المصير، وأن الثعبان الأقرع ينتظرهم فى القبر، وأن فرعون وهامان ينتظرانهم فى نار جهنم يوم القيامة.
الغريب أن بعضهم قال: لا إسلام بدون لحية ولا أمل فى القضاء على الغلاء إلا بجلوس المرأة فى المنزل والتزامها بالنقاب!! وغيرها من الأفكار المتطرفة يخرجون بها علينا جوا وبرا، لتأصيل اليأس والإحباط رغم أن الإسلام دين تسامح وتفاؤل ودعوة للعمل .
الأغرب أن مظاهر التطرف وعدم الفهم السليم وصلت لدرجة أن يعلن أحد المشايخ على الهواء للناس وفى علانية بإحدى القنوات الفضائية أن السبب الرئيسى وراء انتشار مرض أنفلونزا الطيور هو انتقام من الله لانتشار المعاصى وخروج الناس عن طاعته، وهو لايدرى حقيقة المرض نفسه ولماذا انتشر فى الصين وكيف انتقل بعدها للعديد من الدول.
عشرات المشايخ فى الفضائيات منهم على سبيل المثال محمد حسين يعقوب ومحمد حسان ومحمد العريف ووحيد عبدالسلام ومحمود المصرى وصفوت حجازى وأبوإسحاق الحوينى وسيد حسين تحولوا إلى نجوم فى القنوات الفضائية وأصبح لا هم لهم إلا إحباط الناس وخلق جو من الكآبة لديهم، فقد حرموا كل شىء وجعلوا فاعل المعصية كافرا وغير المنقبة خارجة على الإسلام وحالق اللحية عاصيا ولن تقبل منه عبادة أو عمل صالح، بخلاف عشرات الخطب التى تتكلم عن عذاب القبر والثعبان الأقرع الذى ينتظر الموتى، والملائكة الذين يحملون فى أيديهم «مرزبة» كجبل أحد يضربون بها الموتى فيخسفون بهم الأرض حتى الأرض السابعة، ثم يعودون مرة أخرى حتى يضربوهم ثانية وغيرها من الخطب المحبطة.
حتى إن أحدهم سُئل على الهواء مباشرة من شاب مقبل على الزواج ويريد أن يشترى أثاث منزله بالتقسيط من أحد المحال فأجابه الشيخ بأن هذا الزواج لن يبارك الله فيه لأن الشراء بالتقسيط حرام إلا فى حالات الضرورة القصوى مثل انتشار المجاعة أو لمرض مزمن وإن حالته لاتدخل فى بنود الحالات القصوى ولاتقبل استثناء، بالإضافة إلى تفسيرهم للأحلام والرؤى مثل الشيخ سالم الذى تخصص فى تفسير الأحلام فى خلق جو من التشاؤم بين السائلين، خاصة من السيدات والمشهد أو الحوار المتكرر للسائلة قبل أن يجيب عليها هو: هل أنت منتقبة فإذا أجابته بنعم كان جوابه متفائلا ومفرحا لها، وإذا أجابته بـ «لا» حتى لو كانت محجبة أجابها بما يصدمها ثم يطلب منها أن ترتدى النقاب حتى تتغير الرؤى ويبتعد عنها الهم والكرب.
ومن الفتاوى الفضائية إلى الفتاوى الأرضية التى تصدرها شرائط الكاسيت والتى تنتجها جهات فى الغالب غامضة ومعظمها تتكلم عن عذاب القبر وحياة البرزخ بعد الموت والمصير الذى ينتظرنا بعد الموت وخروج المسيخ الدجال ثم نزول المسيح إلى الأرض وغيرها من الموضوعات حول مصائر البشر فى هذه الشرائط الدينية التى تباع بأسعار لاتزيد على ثلاثة جنيهات للشريط الواحد، وكذلك أسطوانات الـ«سى. دى» والتى لاتزيد هى الأخرى على 4 جنيهات
للتكملة
مجلة روزاليوسف
|