وزير الأوقاف المصري: مستمرون في مشروع توحيد الأذان

[boulos]

الفاتيكان يشارك في مؤتمر «الشؤون الإسلامية» ودعوة اليهود مؤجلة

القاهرة: محمد خليل
أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، رفضه لارتداء المرشدات الدينيات اللاتي تم تعيينهن بمساجد وزارته للنقاب قائلا: «لن أسمح لأي مرشدة دينية تعمل في وزارة الأوقاف بارتداء النقاب، لأنه ليس فرضا وليس من الدين، وإنما هو عادة ومن تتمسك به سوف نحيلها لعمل آخر». فيما أعلن الوزير الذي كان يتحدث أمس في مؤتمر صحافي عقده بمكتبه حول المؤتمر السنوي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن المجلس سيعيد طبع الكتاب المثير للجدل «فتنة التكفير» للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة بعد تنقيته من العبارات التي أساءت للمسيحيين واليهود، مشيرا إلى أن «عمارة» قدم اعتذارا مناسبا، وتم قبوله وتقرر تصحيح الوضع.
وردا على سؤال حول مشروع القانون الذي تقدمت به الوزارة إلى مجلس الدولة لحظر التظاهرات بالمساجد أكد الوزير: «أن هذا القانون هدفه الحفاظ على قدسية المسجد ورسالته فهو ليس مكان لتجمع الأحزاب أو التجمعات السياسية».

وعن الجدل الدائر حول موضوع توحيد الأذان أوضح زقزوق «ان العمل مستمر فى مشروع توحيد الأذان، ولم يتوقف وإنما التأخير كان لأسباب فنية»، مؤكدا «أن هذا المشروع سيقضي على العشوائية والأصوات المزعجة في الأذان»، متوقعاً «أن يلمس جمهور المواطنين في القاهرة ذلك»، وقال «سيشعرون بعودة قدسية وجلال وروحانية الأذان»، موضحا «أن لجنة مشكلة من خبراء الأصوات في إذاعة القرآن الكريم وعلماء وزارة الأوقاف، هي التي اختارت المؤذنين الجدد الـ25 من بين 400 تقدموا إليها»، وأوضح «أن عشرة مؤذنين سيتولون رفع الأذان للصلوات الخمس يومياً بواقع مؤذن أصلي وآخر احتياطي لكل صلاة».

وأضاف «أن توحيد الأذان من الناحية الشرعية ليس بدعة، وأن جميع العلماء والفقهاء متفقون على توحيد الأذان، باعتباره مسألة تنظيمية»، مستشهداً على ذلك بفتاوى رسمية صدرت بهذا الشأن من دار الإفتاء المصرية.

وقال الوزير: إنه لا صحة لما تردد عن وجود تعليمات لإلغاء الأذان في بعض المساجد بالأحياء الراقية، خاصة «أذان الفجر»، مشيراً إلى «أن الهدف من توحيد الأذان هو هدف تنظيمي بحت لراحة الناس، وإظهار المسجد بمظهر حضاري يتناسب مع قدسية بيوت الله التي بنيت للعبادة، وأنه سيتم تحديد مسجد رئيسي في القاهرة ربما يكون الجامع الأزهر أو إذاعة القرآن الكريم يذاع منه الأذان في المساجد، ولكن لن يذاع من الزوايا الصغيرة التي تبنى أسفل البنايات السكنية، لأن الأذان هو إعلام بدخول وقت الصلاة».

وأشار إلى «أن توحيد الأذان لن يؤثر أبداً على عمل المؤذنين»، موضحاً «أنه سيتم تحويلهم إلى مقيمي شعائر بالمساجد، ولن تقوم الوزارة بفصلهم من عملهم».

إلى ذلك نفى الدكتور زقزوق الذي يترأس كذلك المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بشدة، ما تردد عن دعوة حاخامات يهود للمشاركة في المؤتمر السنوي للمجلس، الذي ينعقد بالقاهرة نهاية شهر مارس (آذار) القادم، تحت شعار (مشكلات العالم الإسلامي في ظل العولمة)، مؤكدا أن هذه الدعوة مؤجلة، فضلا عن أن المؤتمر يناقش قضايا العالم الاسلامي وليس لحوار الاديان والدعوات، إنما وجهت الدعوة فقط لنحو 31 شخصية يمثلون الطوائف المسيحية، ومن بينها الفاتيكان الذي يرسل لنا مندوبا كل عام لحضور المؤتمر. وقال «نحن نرحب بالحوار مع الفاتيكان، وليس لدي أي حساسية في هذا الموضوع، مشيرا إلى «أنه تلقى دعوة من البابا بنديكت السادس عشر لزيارة الفاتيكان وإلقاء محاضرة هناك حول حوار الأديان». وأضاف «وجهنا دعوات إلى كل الدول العربية والاسلامية من بينها إيران والعراق، وخاصة وزير الثقافة الإيراني وآية الله احمد جنتي رئيس لجنة صياغة الدستور هناك، والشيخ محمد علي التسخيري مستشار الرئيس الإيراني، رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في طهران».

وأوضح أن المؤتمر يناقش أربعة محاور أساسية، تتناول عددا من القضايا الفرعية، يتناول المحور الاول موضوع الإسلام وحوار الأديان، أما المحور الثاني فيناقش مخاطر العولمة على الهوية الثقافية للعالم الإسلامي، فيما يتطرق المحور الثالث للأبعاد الاجتماعية للعولمة، بينما يناقش المحور الرابع، مشكلات الأسرة المسلمة في ظل العولمة.
http://www.asharqalawsat.com/details...article=401725