تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-03-2012
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
رحيل رمز وطنى ودينى كبير

رحيل رمز وطنى ودينى كبير

بقلم د.حسن نافعة - المصرى اليوم

برحيل البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تطوى مصر صفحة مهمة من تاريخها الطويل والممتد، بما لها وما عليها، وتبدأ صفحة جديدة، نأمل أن تحمل الخير لكل المصريين، الأقباط منهم والمسلمين.

حين يتولى أى شخص مثل هذا الموقع المهم والحساس على رأس الكنيسة القبطية لأكثر من أربعين عاما متواصلة، من الطبيعى أن يترك أثراً ملموساً فى حياة المصريين جميعاً، أقباطاً كانوا أم مسلمين، وأن يدور جدل كبير حول سياساته، وأن يكون له خصوم ومريدون. غير أن البابا شنودة لم يكن مجرد رجل عادى شغل موقعا مهماً وحساساً لعقود طويلة، وإنما كان شخصية فريدة وعميقة ومتعددة الأبعاد. فإلى جانب كونه فقيها فى شؤون دينه، كان البابا شنودة مثقفاً مطلعاً وملماً بتاريخ بلاده والعالم، وكان أديبا يتقن اللغة العربية ويقرض الشعر، وكان كاتباً صحفياً يشارك بقلمه فى الحوار الدائر حول الشأن المصرى والعربى العام بمقالات منتظمة فى صحيفة الأهرام، وقبل هذا وذاك كان إنساناً مصرياً خفيف الظل يحب القفشات ويتذوق النكات ويقال إنه كان يجيد تأليفها وإلقاءها أيضاً، ولأن المقادير شاءت أن تضع هذا الرجل على رأس موقع دينى وسياسى حساس فى مرحلة شديدة الاضطراب على جميع الصعد المحلية والإقليمية والعالمية، فقد مكنته سماته الشخصية الفريدة من قيادة السفينة بإحساس الوطنى الغيور، وبحنكة السياسى المخضرم، وبعمق العالم المثقف. وسواء اتفقنا مع جميع جوانب سياساته أم اختلفنا مع بعضها، فسوف يظل البابا شنودة الثالث موضع احترام وتقدير من جانب الكثيرين.

تزامن تنصيب شنودة الثالث فى موقعه البابوى مع بداية حكم الرئيس السادات، بفارق شهور قليلة، ولأن الرئيس الجديد للدولة رأى فى التيارات اليسارية والقومية خصومه الرئيسيين، خاصة بعد حرب أكتوبر ورغبته فى إحداث تحولات عميقة فى سياسات مصر الناصرية على الصعيدين الداخلى والخارجى، فقد قاده تفكيره إلى الاستعانة بالجماعات الإسلامية للحد من نفوذ التيارات المناوئة له، ولم يكتف بإطلاق سراحهم من السجون وإتاحة حرية العمل السياسى أمامهم، وإنما صرح لأجهزة الأمن بالتعاون معهم داخل الجامعات، وقد أدت التوجهات الجديدة للنظام إلى تفشى ظاهرة التطرف الدينى وتفاقم أحداث «الفتنة الطائفية» وتصاعد الشعور العام بالقلق لدى عموم المصريين، خاصة لدى الأقباط.

فى هذه الأجواء المحتقنة داخلياً، قرر الرئيس السادات زيارة القدس عام ٧٧، وأبرم اتفاقية كامب ديفيد عام ٧٨، ثم «معاهدة سلام» مع إسرائيل عام ٧٩، ولأن السادات احتاج دعم البابا شنودة لتمرير سياساته الجديدة، فقد كان بوسع البابا ابتزازه للحصول على مزايا طائفية، غير أنه فضل ترجيح كفة الشعور الوطنى على كفة الشعور الطائفى، فتجلت حنكته السياسية وصواب رؤيته الاستراتيجية على أروع ما يكون. فقد رفض البابا شنودة مرافقة الرئيس السادات فى زيارته للقدس، وقاوم ضغوطه للتصريح لأقباط مصر بزيارة القدس لأداء فريضة الحج كوسيلة لفرض التطبيع مع إسرائيل، وأصر على عدم زيارة الأقباط للقدس إلا بعد تحريرها من الاحتلال الصهيونى.

أدرك أن لبعض الأقباط، من داخل وخارج الكنيسة الأرثوذكسية، كما لبعض المسلمين، من داخل وخارج تيارات الإسلام السياسى، تحفظات على جوانب عديدة من السياسات التى انتهجها البابا شنودة، وبالتالى فمن الطبيعى أيضاً أن تكون لى شخصيا تحفظات على هذا الجانب أو ذاك من تلك السياسات، لكن ذلك لا ينتقص بحال من الأحوال من قيمة ودور رجل ظل يردد طوال حياته تلك العبارة الجميلة التى صكها بنفسه وحفظها كل المصريين عن ظهر قلب: «مصر ليست مجرد وطن نعيش فيه، بل هى وطن يعيش فينا». رجل رفض التطبيع مع إسرائيل التى زارها السادات وباعها مبارك الغاز بأبخس الأثمان.

عزائى لكل المصريين، خاصة الأقباط منهم، فى رحيل البابا شنودة الثالث.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
وحدوى من شبرا abomeret المنتدى العام 0 19-03-2012 06:19 AM
البابا يناقش مستقبل أبراشية الجيزة بعد رحيل الأنبا دوماديوس abomeret المنتدى العام 0 21-09-2011 04:54 PM
صدع كبير يهدد وحدة صف الإخوان المسلمين في مصر makakola المنتدى العام 3 08-04-2011 06:35 AM
هل حسني مبارك وطنى elmahalla المنتدى العام 2 30-03-2011 07:04 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 11:09 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط