انتقد الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، لجوء بعض الأقباط لأمريكا، للاحتماء بها. وقال: لابد أن يدرك الأقباط في مصر أن «المتغطي بأمريكا عريان»، لافتاً إلي أن السادات حبس كلاً من الإخوان والوفديين والاشتراكيين وعزل البابا، ولم تحرك أمريكا ساكناً، ولم تنظر إلي الأقباط أو غيرهم، لأن السادات كان الصديق المدلل لأمريكا، وقال خلال ندوة روتاري حورس برئاسة السفير محمود مرتضي،
التي عقدت مساء أمس الأول، إن أي حاكم يستطيع أن يستبد ويرضي واشنطن «هيعمل اللي هو عاوزه»، وعلي الجميع أن يعرف هذه الحقيقة، فالولايات المتحدة ليست لديها قضايا أخلاقية ولا معايير حقوق إنسان حقيقية، وإنما هي مجرد مواقف مصلحية بدليل أننا لا نستمع اليوم لنغمة الإصلاح في المنطقة «لأنها متنفعش»، وأضاف: إن الأمريكان تنبهوا أخيراً إلي مبدأ «أن تكون موالياً لي أحسن من أن تكون ديمقراطياً».
وأوضح: أنه لو تمت الديمقراطيات في العالم العربي، فكلها ستفرز أنظمة معادية للولايات المتحدة، ولفت إلي أن هذا هو ما جعل الأمريكان يحجمون عن الكلام في هذا الأمر، وقالوا «مش هنلاقي أحسن من هؤلاء الناس نتفاهم معاهم».
وكشف الفقي عن أن الأقباط طالبوا بضرورة المشاركة في وضع ملامح التعديلات الدستورية، وطرحوا مفهوم المواطنة باعتباره تعبيراً ذكياً، ومنظومة اقتصادية وثقافية، ولها دلالة قانونية قريبة من مفهوم العولمة.. فهي لا تحكم الدين، وكان طلبهم أن تكون هي المادة الأولي من الدستور، وعندما وصل الأمر لسمع الرئيس مبارك، وافق عليها وجعلها تسبق مادة الشريعة الإسلامية، بحيث ترفع كلمة «تحالف قوي الشعب العاملة»، ويوضع مكانها «مصر دولة ديمقراطية تقوم علي مبدأ المواطنة التي لا تفرق بين المصريين بسبب دين أو جنس أو أصل».
وأضاف أن السياق الأساسي لهذه المادة هو قضية المسلم والمسيحي، فهي لإراحة الأقباط نسبياً كمرحلة، كما أنها تعد أهم تطور وتحول دخل علي الدستور الجديد.
وأشار الفقي إلي مطالب عاقلة ومسؤولة مثل طلب الدكتور بطرس غالي، بإضافة الوجود المسيحي إلي الإسلام دين الدولة الرسمي، مشيراً إلي أن الإسلام دعا إلي ذلك، واعترف بأهل الذمة، وقال: إنني أري أن الإسلام تتم ترجمته أمام الناس الآن بشكل مختلف تماماً عما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم.