تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-03-2011
HOOK HOOK غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
المشاركات: 141
HOOK is on a distinguished road
مقالات هامه لوحيد حامد

وحيد حامد يكتب: الثورة تحتاج إلى ثورة!!

٥/ ٣/ ٢٠١١
ثورة الشباب التى أجهزت على النظام المستبد السابق أمرها واضح ومحسوم وتحظى بأغلبية كاسحة تحميها وتدفع عنها التراجع أو الانكسار. صحيح أن هذه الثورة أصابها شىء من الفتور، وضربها الملل بسبب عدم معقولية ما يجرى ويدور.. رغم أن هذه الثورة كانت فى بدايتها وبكارتها وجسارتها من أهم الانتصارات التى حققها الشعب المصرى، ويكفى أنها انتشلته من كل صنوف الهوان والخضوع وانطلقت به إلى أعلى حيث عالم الحرية والكبرياء، وأن يسترد المواطن المصرى، سواء شارك فى الثورة أو لم يشارك، إنسانيته التى تم تدميرها خلال سنوات الحكم الزائل، فهذا شىء عظيم ومدهش كان يجب أن نحافظ عليه ونعض عليه بالنواجذ، وهذا ما فشلنا فيه مع سبق الإصرار.

تتحول الثورة الآن إلى «مسخ فوضوى» يفرض سطوته وجبروت القوة التى يملكها على كل إرادة واعية وعاقلة تأمل وترجو ألا تجهض هذه الثورة نفسها بنفسها.. فلن يصبر الشعب المصرى بكل طوائفه على الحياة القلقة المزعجة المحاطة بالخوف وانعدام الأمان.. لن يصبر على حالة الجمود والركود التى أصابت سوق العمل والتجارة والصناعة.. لن يصبر على حالة الاكتئاب التى فرضت نفسها على الجميع، فضاقت النفوس وخنقت، وكأن هذه الثورة استكثرت على نفسها النجاح أو وجدت أنها ليست أهلاً له فقررت أن تحرقه، ثورة لم تسمح لأحد بأن يفرح بها فى ظل حالة الركود والعوز والفوضى.. أعلم تماماً أن هناك من يحذرنا من عودة فلول النظام الزائل، وهذا أمر غير مستبعد ولكن فى حالة واحدة فقط هى استمرار الأوضاع الحالية والبالغة السوء والانهيار على ما هى عليه..

أما أن يعود النظام حتى ولو بحرب فهذا أمر مستحيل.. النظام السابق ليست لديه القدرة على العودة حتى لو تحالف مع الشيطان نفسه، وحتى لو تخفى وأرتدى كل أقنعة الزيف والخداع والتآمر والأسباب عديدة.. منها الشيخوخة التى أصابته فتمكن منه الوهن وفسد حتى أكله العفن.. لقد سقط النظام كأنه بيت من طين أكله النمل الأبيض وظل قائماً ومع أول هزة ريح تحول إلى كومة تراب.. نظام ترك السلطة مرغماً ومفضوحاً وخائناً لشعبه وسارقاً وناهباً لثرواته فكيف يعود بالله عليكم وهو الذى يسعى إلى الفرار بكامل أفراده؟؟

ولكن هناك من يروج لهذا الأمر بكل قوته ومازال يحذرنا من بلطجية النظام الذين يحركهم رجال الأعمال الذين ابتلعوا ثروات مصر وأكلوها ناراً فى بطونهم.. الحقيقة أن هؤلاء قد تراجعوا وتواروا بعد ضربات العدالة القوية التى تلاحقهم بإعمال القانون، فى ذات الوقت حل محلهم بلطجية من نوع آخر، بلطجية لا تعنيهم الثورة من قريب أو بعيد.. إنهم يستهدفون المواطن المصرى بمختلف الجرائم، السطو والسرقة والنهب وقطع الطريق وتخريب المنشآت.. لقد تسلم المجلس العسكرى أمور البلاد، أى أننا نعيش فى ظل حكم عسكرى، وهو غير مرغوب فيه، ولا أحد يرحب به لأن الجيوش لا تحكم الشعوب وإنما تدافع عنها، الشعوب تُحكم مدنياً بواسطة قوانين ودساتير وقواعد وشروط وأيضاً شرعية.. والقبول بالحكم العسكرى الأصل فيه القبضة القوية التى تمسك بزمام الأمور وتحول دون انفلاتها كما هو حادث فى مصر الآن..

صحيح أن القوات المسلحة تعاملت بأعلى قدر من ضبط النفس والحكمة حتى إنها فقدت الشهداء وكأنها تريد عبور النهر دون أن تبتل ثيابها وتحرص على تسليم السلطة ملفوفة فى ورق سلوفان، وأهل مصر العقلاء المسلحون بالوعى يقدرون ذلك ويعرفون قيمته؟.. ولكن الغوغاء والأشرار لا يعرفون ولا يقدرون فانطلقوا فى ربوع مصر نهباً وسلباً وترويعاً فى غياب أجهزة الشرطة التى غابت عن الساحة بعد أن فقدت مواقعها وأصبحت شريدة وبلا مأوى وبلا هيبة وبلا فاعلية عملت أجهزة الإعلام بكل أشكالها على تأكيدها وصورت كل رجال الشرطة على أنهم الأعداء.. فتحول البلطجى السارق والناهب إلى ثورى ومناضل، والشرطى خائن ومدحور..

وحقيقة الأمر أن فى جهاز الشرطة من يستحق المساءلة والخضوع للعدالة فقد حدثت منهم تجاوزات مرعبة.. ولكن فساد البعض لا يجب أن يدفعنا إلى تكسير عظام رجال الشرطة لصالح شيوع الجريمة ونشر الفوضى وترويع الناس والاعتداء على الحقوق.. وأنا فى أشد حالات الدهشة والعجب من النهج الإعلامى السائد الآن حيث أشد حالات التشفى و«فرش الملاية وفتح صفائح الزبالة» دون حذر.. ويكون هذا الأمر واجباً ومنطقياً ومطلوباً فى حالة ثبوت الاتهام، لأن الثورة هدفها إقامة العدل.

الحالة الثانية أن يكون رجال الإعلام هؤلاء بلا تاريخ مشبع بالعفن فى خدمة وتلميع عناصر الحكم الزائل بالكذب والنفاق الممجوج والرياء والمداهنة.. والحمد لله أن المقالات مازالت موجودة.. وشرائط برامج التليفزيون محفوظة.. وفى استطاعة أى إعلامى أن يرى نفسه قبل وبعد ٢٥ يناير ويرى ما يراه فى نفسه أولاً.. يجب أن يتوجه الإعلام إلى الغد.. يجب أن يدعم الاستقرار.. يجب أن يعمل على إدارة دولاب العمل.. يجب أن يتعامل مع الأحداث بقدر تأثيرها، ليس الوقت وقت تصفية حسابات.. ولكنه وقت إقامة العدل.. وقت البناء.. لا وقت الهدم.. ويجب أن يعلم الجميع أن ثمن هذا الانتصار الذى جاءت به ثورة الشباب كان باهظاً.. تذكروا الشهداء وكلهم من البراعم التى كانت بصدد النمو والانطلاق. تذكروا شهداء الجيش والشرطة.. تذكروا أن حريق القاهرة الثانى كاد أن يحدث.. عليكم بحصر الخسائر المادية والعقارية والأثرية.. المتأمل يجد أنها خسائر حرب كبيرة.. لهذا كله لا نريد أن يحصد ثمار هذه الثورة الطغاة الذين يرتدون ثياب البراءة، أو أهل الفساد الذين تعودوا على النهش فى جسد الوطن..

ولا أبالغ إذا قلت إن كل شىء فى مصر أثناء فترة الحكم الزائل كان يشبه الحكم نفسه، وكان يحاكيه ويسعى إلى كسب رضائه، وكلنا أو أغلبنا يعرف أن يزيد بن معاوية كان مغرماً بملاعبة القرود وكان يهتف له كل من حوله حتى العلماء الأجلاء، ومنهم من بالغ وعندما تلقى عتاباً قال قولته الشهيرة «ارقص للقرد فى دولته» وعندنا كان الكل يرقص فى دولة القهر مرغماً أو بإرادته.. ولأننا لا نريد لأى قرد دولة فى مصر فيجب علينا أن نفيق من غفلتنا ونسأل أنفسنا بكل وضوح.. من هو صاحب المصلحة فى بقاء هذا الوضع المحزن؟ إلى متى تبقى المدارس مغلقة.. والمصالح معطلة وسبل الرزق مغلقة والفوضى ترقص فى الشوارع المخنوقة والأمان المفقود؟!

لقد أصبح الخط المستقيم متعرجاً وملتوياً، شباب الثورة مع حماسهم وفرحتهم بالنصر أصبحت مطالبهم بلا سقف.. فإذا افترضنا سلامة القصد وهذا هو الأكيد، عليهم أن يعلموا أن كونهم ثواراً لا يعنى أنهم على صواب فى كل ما يطرحونه.. ولا يجوز أن يفرضوا على الناس رغباتهم بالقوة والإرهاب فهذا هو الاستبداد بعينه والديكتاتورية بشحمها ولحمها، ويوم أغبر وملعون الذى نستبدل فيه استبدادا باستبداد آخر أكثر حدة وقسوة.. إن الذين يبذلون أقصى جهدهم لمسخ هذه الثورة وتحويلها إلى «هوجة» لا تفضى إلى شىء هم الذين لم يشاركوا فيها أصلاً والآن يبحثون عن دور وزعامة.. ليس كل من تواجد فى ميدان التحرير لمدة ساعة أو ساعتين تجول خلالها فى أنحاء الميدان وسط الحشود الغاضبة بالزعيم الثورى صاحب المبدأ والقضية حتى ينصّب نفسه زعيماً ومخططاً ومنظراً بعد انتهاء المعركة الضارية، وأكثر هؤلاء الانتهازيين لم تتسخ ثيابهم ولم يصابوا بخدش والآن يتاجرون بالثورة ودم الشهداء.. أيضاً يحرص فريق لا يستهان به على بقاء الوضع على ما هو عليه لأسباب سياسية فهو يحرص على أن يظهر ضعف وهوان الحكومة الحالية وعجزها عن إدارة البلاد حتى يتقدم ويتولى زمام الأمور.. ثم يأتى دور أعداء المجتمع فى كل زمان ومكان وهم الخارجون على القانون من اللصوص بكل فئاتهم ونوعياتهم والذين تسهل لهم حالة الفوضى أعمالهم الإجرامية، أما وقد رحلت حكومة الفريق شفيق التى كانت سبباً مباشراً وذريعة كبرى لاستمرار التظاهرات واحتلال ميدان التحرير فإننا ننتظر الأسباب الجديدة والمطالب التى سوف تسقط على رأس الحكومة الجديدة.

الآن الثورة تحتاج إلى ثورة..

شعار الثورة الأساسى هو الشعب يريد إسقاط النظام.. وقد سقط النظام.. وما يحدث الآن هو محاولة لإسقاط الدولة ذاتها وبكل منشآتها فى وقت عصيب وشديد القتامة دون النظر إلى ما يحيط بمصر من أخطار.. هل حاول المتاجرون بالثورة نجوم الإعلام الشرس الذى يبحث عن الجنازات ليأخذ دور «المعددة» دون وعى.. هل حاول هؤلاء مجرد التفكير فى مصير مليون ونصف مواطن مصرى فروا من الجحيم الذى يفرضه القذافى على الشعب الليبى، لقد عادوا بالملابس التى على أجسادهم فقط بعد أن فقدوا كل شىء، وهم أرباب أسر، والعناية بأمرهم واجب على الدولة ولا جدال فى ذلك، والدولة منهكة وعليلة وتسعى إلى التعافى، تريد أن تخطو خطوة إلى الأمام، ولكن هناك من يكبلها بالقيود والأصفاد وها هى المشاكل التى تسوقنا إلى الحرب قد اقتربت منا بعد الاعتداء على مصالح مصر الحيوية وماذا بعد اغتصاب ماء النهر الذى يروينا؟.. ألا تعقلون؟.. ألا تبصرون؟.. هل هذا وقت الجدل والنقاش غير المجدى.. الحصان أمام العربة أم العربة خلف الحصان؟! والوطن يعيش المحن و...

إن مصر الآن فى أمس الحاجة إلى القبضة القوية الحازمة، لا القبضة المستبدة الطاغية.. القبضة التى تعيد الأمن والاستقرار وتحمى مكاسب الثورة قبل أن تتهاوى الثورة نفسها وتأخذنا معها.. وهذه مسؤولية المجلس العسكرى الذى لا يقبل بهذه الفوضى التى تحرقنا.

■ السطور الأخيرة ...

- الزعيم الإخوانى الشهير الذى أرسل لى رسالة تقول (الرجوع إلى الحق فضيلة والإصرار على الخطأ خطيئة) أقول له اتق الله يا رجل فى هذا الوطن اعمل على إطفاء النار بدلاً من إشعالها فى هذا الوقت العصيب، ثم بأى حق تمنح الصواب لنفسك والخطأ لغيرك.. ليس هذا وقت المزايدة والمتاجرة وانتهاز الفرص.

- شاهدت - للأسف - ما أطلق عليه ندوة فى قناة Otv المصرية، وفى حياتى التى تجاوزت الستين عاماً لم أشهد هذا الانحدار والتدنى والسوقية التى سادت وسيطرت على حوار عقيم وسقيم ومكرر ومشبع بالغلظة والادعاء.. ما هذا الذى فعله الروائى علاء الأسوانى وأى شخصية كان يتقمص؟ وأى بضاعة كان يريد بيعها أو بالمعنى الأدق يريد تصديرها؟.. ولماذا كل هذه العدوانية والاستحواذ بشراسة قبيحة وفجة وبلا منطق أثناء النقاش الذى لم يفض إلى شىء ألبتة.. وما هذه الفوضى حيث الكل يتكلم فى آن واحد والكل يقاطع الكل.. لقد كان الفريق شفيق شديد الأدب.. شديد الصبر.. وكان الأجدر به أن يغادر. حتى الأستاذ الحصيف حمدى قنديل كان همه الأول تصفية الحسابات مع وزير الخارجية.. لقد أراد الرجلان حمدى وعلاء الجرى بأقصى سرعة نحو الزعامة، ولكن كان تحت قدم كل منهما قشرة موز.. فكان السقوط.. أما نجيب ساويرس فهكذا يكون المواطن المصرى.


http://www.almasry-alyoum.com/articl...3&IssueID=2065
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 06-03-2011
HOOK HOOK غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
المشاركات: 141
HOOK is on a distinguished road
مشاركة: مقالات هامه لوحيد حامد

وحيد حامد يكتب: الخوف يزحف..!!

٢٢/ ٢/ ٢٠١١
حكماء الشر قالوا.. إذا عجزت عن إطفاء النار المشتعلة فاتركها تأكل نفسها وتموت وتصبح رماداً.. وحتى كتابة هذه السطور لم يتحقق شىء يذكر من مطالب الثوار التى تحدث تغييراً حقيقياً وفعلياً. صحيح أن الرئيس السابق حسنى مبارك قد رحل مبكراً عن الموعد الذى حدده لرحيله وأن يستمر فى موقعه كرئيس للجمهورية حتى نهاية المدة، إلا أن هذا الرحيل المبكر لا يُعد انتصاراً مجيداً ولا هو من الغنائم الكبيرة إذا قدرنا الأمور بقدرها، وأعتقد أن رحيله المبكر هذا أفضل له شخصياً من الاستمرار والبقاء..

فقد أكدت الثورة، وهى بمثابة استفتاء شعبى مُعلن، سقوط شرعية الرئيس داخلياً وخارجياً، كما أن الرجل بعد هذا الطوفان الثائر فقد هيبة الرئيس، ولا شك أنه أحس بالإهانة والمهانة وكلها أمور تجعل تواجده على كرسى الحكم بلا قيمة.. والثابت للجميع حتى الآن أن الرئيس سقط وتوارى إلا أن النظام مازال قائماً إما عن قصد أو دون قصد..

فلا يمكن أن يتغير جهاز الدولة بين يوم وليلة، لاسيما بعد ثلاثين عاماً تمكن خلالها النظام السابق من تأصيل كل الشرور التى جعلت الناس تسخط وتضج وتثور فى النهاية.. فمثلاً الفساد الذى ساد البلاد لم يكن مجرد حلقة واحدة تشمل الكبار وحدهم وإنما مجموعة حلقات منها الكبيرة ومنها الصغيرة، والفاسد الكبير لا يمكن أن يستمر فى فساده إلا بمساعدة الفاسدين الصغار أو الحلقات الأصغر، وكل أهل الفساد رتبوا أحوالهم وأوضاعهم وصاغوا حياتهم بنفس منطق المنظومة السابقة، وهم متواجدون حتى الآن فى الوزارات والمحافظات والمصالح والهيئات..

صحيح أن الثورات تطيح بالأشخاص لكن الأهم والأشمل أن تطيح بكل السلبيات والمفاسد التى ثار الناس من أجل زوالها، وهذا الأمر لم يحدث حتى الآن بشكل قاطع، وإلى أن يحدث ذلك تظل نتائج هذه الثورة سطحية أو منقوصة وغير كاملة النمو.. هناك وعود تجلب الطمأنينة ولكن سير الأمور يدعو إلى القلق والريبة.. والدفع بعدد من الكبار جداً والذين يسخط عليهم الرأى العام ويعتبرهم رؤوس الفساد إلى النائب العام لن يلهى الناس عن المطالب الحقيقية التى من شأنها أن تعيد بناء المجتمع المصرى على أسس سليمة وقوية ونظيفة.. والإعلام الحالى بكل سطوته وجبروته يركز على فساد الأشخاص وليس فساد المنظومة، وهذا هو الخطأ الفادح لأننا لو أهملنا المنظومة فسوف تفرز لنا أشخاصاً بنفس السوء وربما أشد وأعتى..

والغريب جداً والمؤسف هذا الانقسام الذى يريد البعض فرضه على المجتمع المصرى بأن يكون هناك المؤيدون للثورة وهؤلاء هم الأبرار والأطهار، وهناك المعارضون للثورة وهؤلاء هم الأشرار وأهل العار، ومهما كانت الأسباب لدى كل طرف فإعمال العقل وتطبيق العدالة وإعمالاً بمبادئ الديمقراطية الأولية على كل طرف احترام اختيار الطرف الآخر فى حالة الانتماء إلى مصلحة الوطن فقط.

أما الانتهازيون أصحاب المصالح والمنافع سواء كانوا مع الثورة أو ضدها فهؤلاء هم الأشرار ولا خير فيهم جميعاً سواء كانوا هنا أم هناك.. وهذه الفئة رخيصة ومفضوحة وجميعهم من آكلى الجيف، وتحضرنى فى هذا الشأن طرفة رغم أنها مبتذلة إلا أنها تحمل معنى لا يخفى على أى فطن لبيب.. حيث قال الأول للثانى وهو يكيد له..

- أمى شافت أمك فى بيت الدعارة..

فقال الثانى بكل هدوء:

- مش هكدبك.. بس قول لى انت أمك كانت فى بيت الدعارة بتعمل إيه؟

وعليه يجب على الذين تلوثوا فعلاً أن يكفوا وأن يتواروا لأنهم خارج الساحة الساخنة، ومن حق الشرفاء فى هذا الوطن أن يتفقوا وأن يختلفوا وأيضاً يتعاركوا وفى النهاية سيفوز الصالح العام للوطن.

ويسيطر علينا الخوف والفزع عند تأمل وقائع يوم الجمعة الماضى الذى أطلق عليه يوم الاحتفال بالنصر- والحقيقة أن النصر لم يتحقق- كان يوم الجمعة هذا هو يوم الإخوان.. أو يوم ضرب الثورة فى مقتل.. فالثابت أن جموع الشباب من مختلف الفئات وأكثرهم بلا انتماءات حزبية أو دينية أو سياسية وإنما هم ثائرون بالفطرة الإنسانية التى تسعى دائماً وأبداً إلى الحرية والحق والعدل والمستقبل الأفضل..

صحيح أن الإخوان شاركوا دون أن يرفعوا شعاراتهم المكتوبة أو الهتافية، ونقل لى من أثق به أن فريق الجماعة المتواجد فى ميدان التحرير قد استبسل فى الدفاع عن جموع الشباب عندما تم الهجوم الغادر من البلطجية على الميدان فى يوم الأربعاء الحزين، وهذا أمر يحسب لهم لا عليهم، على اعتبار أن معركة طلب الحرية تخص المسلم والمسيحى.. الإخوانى والعلمانى.. وهناك هدف قومى واحد وكل الأطياف متفقة عليه.. إلا أن جماعة الإخوان يبدو أنها استعجلت عملية السطو على هذه الثورة دون أن تنتظر اكتمالاً وقررت الاستيلاء عليها أو إفشالها، وهى التى مازالت فى المهد..

سيطرت الجماعة تماماً على مخارج ومداخل الميدان وقال لى من أثق به أيضاً وهو من سكان الأقاليم أنه تم استدعاء الإخوان فى قريته إلى الميدان، فى ذلك اليوم وكان تواجدهم كثيفاً وظاهراً وحضر بعض القادة مثل الدكتور البلتاجى، الذى تولى الإدارة أو القيادة، وانتشرت الكتائب فى أنحاء الميدان توجه وتقود حتى بدت الثورة وكأنها ثوة إخوانية خالصة.. ولأن هناك صلاة جمع وصلاة على أرواح الشهداء فقد كان الإمام هو الرمز الإسلامى الإخوانى الشيخ يوسف القرضاوى، الذى خطب فى الناس خطبة معقولة ولكنها حرصت على أسلمة هذه الثورة.. وأنا أعرف أن بعض المتشددين من جماعة الإخوان عندهم اتهام جاهز لى بأننى عدو للإسلام كلما اقتربت من الجماعة..

والشيخ القرضاوى الذى يعيش الحياة الراغدة فى قطر منذ سنوات والذى حضر على عجل بعد أول إنجاز للثورة، ليكون خطيب الميدان ولأنه القطب الإخوانى، فقد أوحى للجميع بأنها ثورة إخوانية وليست ثورة شبابية شعبية وأسأل الشيخ الجليل هل لا قدر الله لو أن هذه الثورة قد أحبطت فهل كان سيأتى إلينا أمام هذا الحشد الإخوانى المنظم والمرتب ويعلن عن نفسه.

أصاب الخوف قطاعات عريضة من أهل مصر وهم أهل تقوى وورع وحرصهم على الإسلام شديد.. وهناك الإخوة الأقباط الذين شاركوا فى هذه الثورة، والذين لم يشاركوا جميعهم أصابهم الرعب.. وبالمناسبة شهد ميدان التحرير قداساً مهيباً أقامه الأقباط على أرواح الشهداء.. إلا أن الإعلام الرسمى الغبى والمأفون لم يبث للناس فى مصر إلا نشاط جماعة الإخوان المحموم داخل الميدان..

فإذا كان الإخوان بهذه الأفعال يريدون سرقة هذه الثورة فهم لم يحسنوا التفكير ولا التقدير، لأن هذه الثورة لا تسرق بسهولة مهما تكاثر عليها الإخوان.. أما إذا كان هدفهم إفشالها فيمكن لهم أن يحققوا هذا الهدف بإحداث حالة انقسام وتصدع عندما يختلف الثوار فى تحديد الأهداف.. أيضاً نزع التأييد الشعبى الذى يساند الثوار عندما يتيقن للناس أن الحدأة خطفت الطائر الوليد.. ولا شك أن دور شاب مثل وائل غنيم كان أهم بكثير من دور السيد «البلتاجى»، الذى اعتلى المنصة، محصناً بكتائب الإخوان، الذين نزلوا إلى الميدان للسيطرة عليه.. بالنسبة للعالم الخارجى حدثت هزة عنيفة أصابته بالإحباط!!

هل أراد الإخوان إحراق ثورة سلمية حققت بعضاً من النجاح، بينما فشلوا هم فى إحداث أى تغيير طوال تاريخهم؟! على كل حال هذا حديث مؤجل فى الوقت الراهن.

ومازال الخوف يزحف نحونا.. حيث إن الخطوة التى تحققت بعد رحيل الرئيس هى تشكيل اللجنة التى ستتولى تعديل بعض مواد الدستور.. والحقيقة أنه تم تشكيل لجنة فى الأيام الأخيرة لحكم الرئيس مبارك حظيت بقبول واسع، إلا أن المجلس العسكرى، لأمر لا نعلمه، شكل لجنة أخرى مغايرة تماماً، استقبلت بفتور، رغم أن جميع أعضائها لا غبار عليهم، إلا أن اللجنة الأولى كانت مرضية أكثر..

لكن البعض برر ذلك بالزعم بأن من اختارهم الرئيس السابق قد يكون محل استنكار من البعض.. وهذا زعم باطل، بدليل أن الحكومة التى تحكم البلاد الآن هى من اختيار الرئيس السابق، وكل الأمور بيدها.. والثابت أن لجنة الدستور التى تباشر عملها الآن لا تشمل الاتجاهات المتنوعة التى تشملها اللجنة الأولى.. وهذا الأمر من الأمور التى تجعلنا نخاف.

وعندما نأتى إلى الحكومة فإن الخوف يستولى علينا أكثر وأكثر.. فهذه الحكومة تعلم علم اليقين المحنة الشديدة التى يعيشها الاقتصاد المصرى، وهى محنة لن تخلصنا منها المسكنات.. الحكومة تكاد تكون مفلسة تماماً.. أقول الحكومة ولا أقول الدولة.. والحكومة تتعرض للنهش بالأسنان والأظافر من جميع العاملين بالدولة، الذين لم يحصلوا على حقوقهم طوال سنوات وسنوات..

وهذه الحكومة ليس لديها شىء تقدمه لهؤلاء سوى «الطبطبة»، وأجدر برئيسها الفريق أحمد شفيق أن يخرج إلى الناس، وهو الرجل الذى لا تنقصه الشجاعة ويصارح الجميع بالحقيقة الأليمة، ويطالب الناس بتأجيل مطالبهم حتى تخرج البلاد من عثرتها، خاصة أن موارد الدولة معطلة وفاقد الشىء لا يعطيه، وعليهم بالصبر كما صبروا طوال السنوات الفائتة.. أما الوعود التى نعلم كلنا أنها لن تتحقق فإنها ستكون السبب فى ثورات وقلاقل من نوع آخر.. هذه الحكومة أيضاً تماطل وتمشى الهوينى فى قضية «البلطجة» الدامية وحرب زجاجات الملوتوف والجمال والبغال الذين امتطوها..

ونحن نعرف السبب فى هذه المماطلة.. أكثر من جهة وأكثر من شخص لهم مكانتهم حتى هذه اللحظة، ويخشى الاقتراب منهم وبعضهم يحتل مناصب فى الحزب الوطنى، وأيضاً وظائف حكومية ورجال أعمال، وهم معروفون بالاسم والصورة، ولكن الحكومة حولت الأمر إلى لغز يصعب حله بينما الأمر عبارة عن فزورة سهلة مثل أسئلة مسابقات التليفزيون، التى تستنزف أموال البسطاء مثل ما هو اسم الشهر، الذى يصوم فيه المسلمون ١- رجب ٢- رمضان ٣- شعبان.. وهناك من يزعم بأن فى هذه الحكومة من شارك بطريقة أو بأخرى.. لهذا كله نخاف.. ومازالت أبواب ونوافذ الخوف مفتوحة.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...0&IssueID=2054
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 06-03-2011
HOOK HOOK غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
المشاركات: 141
HOOK is on a distinguished road
مشاركة: مقالات هامه لوحيد حامد

وحيد حامد يكتب: الموت بالفوضى..!!

٢٦/ ٢/ ٢٠١١
عاجلاً أو آجلاً سيأتى الوقت الذى نعرف فيه حقيقة ما جرى..!!

فلا يمكن أن تكون الفوضى والهمجية التى تسيطر على الوطن الآن من صنع ثورة الشباب التى انطلقت وهى ترفع شعارات ومطالب وطنية خالصة اتفق عليها غالبية الشعب المصرى الذى شارك وساند ودعم حتى تحققت غالبية المطالب، وعلى رأسها رحيل الرئيس مبارك وتولى الجيش أمور البلاد، ولأن الثقة أصيلة وحقيقية بين الشعب والجيش فإن ما أقدم عليه أثبت أنه مع الشعب وليس مع النظام وأن ولاءه الكامل للوطن وليس لشخص الرئيس وأركان نظامه.. فى المقابل كان يجب الكف وإنهاء أى أعمال من شأنها إحداث قلاقل تؤثر سلباً على سير الحياة العادية ودوران حركة الإنتاج والعمل بشكل طبيعى حتى يعود الاستقرار الذى هو ضرورة أساسية فى حياة الشعوب..

ومع الإيمان القاطع بعدالة المطالب وشدة الحاجة إليها إلا أن تنفيذها لا يمكن أن يكون فى التو واللحظة، الله وحده الذى يستطيع أن يقول للشىء كن فيكون، والمجلس العسكرى الذى يتولى زمام الأمور هم بشر مثلنا وليسوا من الآلهة ولا حتى من السحرة حتى نطلب منهم ما ليس فى استطاعتهم، وعلينا أن ندرك أننا بصدد دولة كبيرة وليس ناد رياضى أو اجتماعى أو شركة ضربها الفساد.. إنها دولة والتصدى لإدارتها خاصة أثناء المحنة يحتاج أولاً إلى المعرفة والمعلومات الصادقة والحقائق الثابتة ويكون فى هذه الحالة التشخيص السليم، ثم يأتى العلاج السليم.. البعض يتصور أن الأمور ستجرى على طريقة «افتح يا سمسم» أو بلمسة على جهاز كمبيوتر فإذا كنا نعلم جميعاً أن مهمة المجلس العسكرى مؤقتة ومحددة المدة وأن المهمة الأساسية هى إحياء الحياة الديمقراطية وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، ورئيس منتخب، عليهم إدارة البلاد، وتحمل المسؤولية كاملة، وهم المعنيون بمعالجة أوجه القصور فى جميع المجالات ودفع المظالم عن الناس والنهوض بالدولة بشكل عام.. بناء على ما سبق وهى أمور لا تقبل الطعن فيها تكون هذه الفوضى وهذا الإصرار العنيد على التمرد والذى لا يمكن أن يكون من فعل ثوار الحرية والديمقراطية..

لابد أن صناعه ومدبريه أصحاب قوة لا يستهان بها معادية للشعب المصرى ولا تريد له الأمان أو الاستقرار وإنما تهدف إلى جعله على سطح صفيح ساخن دائماً وأبداً حتى يتفسخ على هذا السطح ويتم شواؤه حتى يسهل التهامه.. والآن تعلن الفوضى عن نفسها وتفرض زعامتها فى مناخ معبأ ومشحون بروح الضغينة والتشفى والدسائس والمكائد والتحريض السافر.. بأى حق وبأى عدالة يندفع عمال أحد المصانع نحو رئيسهم المباشر ويقتلونه فى مكتبه.. والله إنها شريعة الغاب حتى لو كان هذا الرئيس ظالماً وفاسداً.. ثم إن هذا الفعل غريب على سلوك المصريين، فالتنكيل والسحل لم يرد فى تاريخنا وليس من ثقافة الغضب الموروثة لدى المصريين..

إنها ثقافة وافدة ومدسوسة من شأنها تحطيم العدالة وزرع الفوضى التى سوف تذهب بنا إلى أن يغتال المذنب قاضيه الذى حكم عليه بالإدانة، والضابط الذى أمسك بمجرم، والمفكر الذى يخالف الموجة السائدة و.. و.. وصولاً إلى المتسولين فى الشوارع الذين أصبحوا كتائب منظمة فى أشد حالات العدوانية حتى تحول الأمر إلى حالات سطو لا طلب صدقة بالإكراه، وحتى ميدان التحرير مكان الثورة تحول إلى تجمع عشوائى للمتسولين وباعة البطاطا والترمس وأيضاً الأعلام التى لم تعد رمزاً فى أيدى هؤلاء الباعة وإنما أصبحت بضاعة ـ بأى حق يثور رجال الشرطة الذين فصلوا من وظائفهم مطالبين بالعودة؟ من حق كل الناس أن يعرفوا أولاً لماذا فصلوا؟ قد يكون فيهم الظالم والمظلوم المذنب والبرىء وليس من حق المذنب أن يعود ليمارس فساده.. وهذه حالة تستلزم الشرعية والتحقيق، حتى يتم إنصاف المظلوم حقاً وليس التمرد.. وأعجب كل العجب هل لمن يريد العودة إلى عمله الذى فصل منه أن يحرق منشآته..؟!

إنها الفوضى التى يراد نشرها بالباطل على أنها ثورة أو توابع ثورة.. وما يجرى على الساحة المصرية الآن أمر مؤسف ومثير للقلق والحزن فكل من لا يعجبه مسؤول فى أى موقع ينطلق نحوه متهماً إياه بالفساد أو أنه من العهد البائد، لم يبق إلا الزوجة الكارهة لزوجها أن تفعل هذا الفعل المفضوح حتى تكتمل فصول هذه المأساة الهزلية.. لماذا لا نتعامل مع الحدث بقدر حجمه الحقيقى ونقدر قيمته الفعلية..؟ ولا أزال عند وجهة نظرى وسوف أظل على قناعتى الشخصية بأن ثورة الشباب النقية هناك من استغلها لتحقيق أهدافه الهدامة.. فأنا أستبعد تماماً أن الشرطة هى التى فتحت أبواب السجون المتفرقة فى مناطق متباعدة وأرى أن هذا الاقتحام مخطط له ومجهز من قبل عناصر محترفة ومدربة رغم أن الإعلام يروج بكثافة لإدانة الشرطة بهذا الفعل الجسيم والذى وإن صح فعقوبة الإعدام على كل من شارك فيه تكون عقوبة هينة، سواء كان الفاعل جهاز الشرطة أو أى جهاز تخريبى يهدف إلى تدمير مصر..

وكما نقول فى العامية المصرية «صاحب العقل يميز» السجين الذى وصل إلى غزة بعد ست ساعات من فراره.. هل كان ينتظره بساط الريح..؟ ولهذا أقول سيأتى الوقت الذى نعرف فيه حقيقة ما جرى..؟ الشىء نفسه بالنسبة لحرق أقسام الشرطة وتدمير المحاكم والمصالح الحكومية.. ومع انتشار حالة الفوضى والنهب والسلب ظلت مؤسسات تجارية بعينها على حالها لم تمس.. والسارق والناهب لا يختار.. ولكن واقع الحال يدل على وجود خطة وخرائط تحدد الأهداف.. نخلص إلى أن كل ما يجرى على الساحة الآن ينتقص من سيادة الدولة، التى لو ضعفت فإن مصر لن تكون مصر التى نأملها ونتمناها.. وإعمال القانون لا يجب أن يكون مقصوراً على رموز الفساد فى الحقبة المنتهية، وإنما لابد أن يشمل الذين يعيثون فساداً فى أرض مصر الآن مهما رفعوا من شعارات لأن أضرار الفوضى ستكون أخطر وأشد من أضرار النظام الذى سقط.

وقد سبق لى أن قلت صراحة «فى مصر نفر من الناس لديه قدرة فائقة على تحويل كل شىء إلى سلعة وبضاعة» فقد تحول التحرير إلى سوق عشوائية وظهرت إعلانات مساحيق الغسيل وقد ارتدت ثياب الثورة، وانتشر باعة الإعلام المتجول على القنوات الفضائية بعد أن تحول كل منافق للنظام منتهى الصلاحية إلى متملق للمجلس العسكرى، وظهرت المطالب الصغيرة والشكلية وأصبح اسم ميدان التحرير قضية خلافية هل يكون التحرير أم الشهداء أم الثورة أم الأبطال.. إلخ.. ويجب أن يرحل الفريق شفيق لأن تعيينه جاء من قبل مبارك ولو تأملنا هذا الأمر بموضوعية سنجد أن المجلس العسكرى الحالى مشكل بمعرفة مبارك وكذلك شيخ الأزهر ورؤساء الجامعات وغير ذلك كثير، حتى شباب الثورة منهم من تعلم فى مدرسة تحمل اسم مبارك أو حرمه، لأننا لو تمسكنا بهذا الأمر فإن غالبية الشعب المصرى سيكون من العهد البائد.. المبالغة والإسراف فى مطالب شكلية قد يحول هذه الثورة إلى مسخ ممل، ويدفع بها إلى التحلل والضيق منها، خاصة أن زعماء فصائل الثوار وقد رأيت بعضهم على شاشات التليفزيون وهم يملون شروطهم ومطالبهم فى ثقة مفرطة فإما الموافقة عليها أو الرفض منهم، وفى هذا الفعل ديكتاتورية ناشئة لا نقبل بها.. وكم من ثائر تحول إلى ديكتاتور..؟

كما أن الشباب الثائر لا يجهد نفسه بمعرفة المحاولات القائمة لسرقة الثورة سواء من أتباع النظام منتهى الصلاحية، أو من التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان، التى أعلنت عزمها على إنشاء حزب سياسى مع أنها تعلم أمرين علم اليقين أن المرشد الأول ومؤسس الجماعة كان ضد جميع الأحزاب السياسية وشديد العداء لها، وتأسيس الحزب الإخوانى يعد خروجاً على تعاليم الإمام التى هى دستور الجماعة.. والأمر الثانى أن الدستور المصرى يحظر قيام الأحزاب على أساس دينى.. وجماعة الإخوان جماعة دينية بالاسم والفعل والتكوين والمناهج والأهداف.. وهذه أمور ثابتة وليست محل نقاش.. ولكن الآلة الإعلامية التى ترقص على جثة النظام منتهى الصلاحية ترفع راية الإخوان على أنهم غير راغبين فى سلطة أو حتى المشاركة فى الحكم حسب تصريحات زعماء الجماعة وعرابيها.. وتاريخ الجماعة يخبرنا بأنهم يظهرون غير ما يبطنون..

إلا أن زلات اللسان أو بعض التصريحات تكشف النوايا الحقيقية.. قال الأستاذ «سعد الكتاتنى» نريد ثلث أعضاء البرلمان ونريدها جمهورية برلمانية.. سيدى الزعيم الإخوانى الثلث هنا يعنى الأغلبية البرلمانية.. لأنك فى هذه الحالة تحتاج إلى ٢٠٪ فقط من أعضاء البرلمان من غير أعضاء الجماعة وهؤلاء يمكن جمعهم وضمهم بالتحالفات والاتفاقات وتبادل المصالح، وتتحكم الجماعة فى أقدار العباد والبلاد.. وعليه فإن الجماعة لا تكف عن المراوغة حتى فى أحلك الظروف، ولماذا لا تراوغ الجماعة وتفعل كل ما تريد وهى تحظى بالدلال حتى من خصومها الأشداء، والكل يتعامل معها الآن كأنها بيضة تتدحرج على سطح من الرخام الأملس ويخشى عليها من الكسر.

يدهشنى أيضاً.. بل ويزعجنى تلك الأصوات الصاخبة التى تنادى بإلغاء قانون الطوارئ والمفروض أن أصحاب هذه الأصوات من الصفوة الواعية التى تدرك حقائق الأمور وعليهم أن يفرقوا بين قانون الطوارئ وحالة الطوارئ.. قانون الطوارئ موجود فى كل بلاد الدنيا وله مسميات مختلفة وفرضه يحدث فى حالات الحروب والكوارث حتى لا تنهار الدولة، وفرضه هو الذى يجعل حالة الطوارئ قائمة.. ولكن لأنها هوجة مطالب عشوائية فإن أحداً لم يجهد نفسه ويفكر ولو قليلاً.. حتى حالة الطوارئ القائمة الآن لا يمكن إلغاؤها فى هذا الوقت الحزين الذى يجب أن نبكى فيه على أحوالنا المنهارة..

وتنطلق أصوات أخرى تطالب بحل الأجهزة الأمنية وكأن مصر بلد الملائكة أو بلا أعداء فإذا علمنا أن سويسرا مثلاً لديها جيش رمزى لكن لديها أجهزة أمنية تعمل على أمنها واستقرارها، وحتى إسرائيل التى تشكل خطراً علينا لديها من الأجهزة الأمنية أشكال وألوان، وهكذا الحال فى كل بلاد الدنيا.. لا توجد دولة بلا حماية للأمن الداخلى من جميع المخاطر، فمن الذى يسعى لأن تكون الدولة رخوة ومنفلتة وبلا ضابط أو رابط.. إن أخطر ما يهدد الأوطان هو إهدار القانون وهدم كيان الدولة وهذا ما يسعى إليه كل الأشرار الذين يريدون لمصر السوء وأكثر من ذلك الموت بالفوضى.. من يطالب بإلغاء الأجهزة الأمنية غداً سيطالب بإلغاء الجيش لأننا نعيش السلام.. وهدم السجون لتوفير تكلفتها.. وغلق المحاكم.. و.. و.. لابد أن يعرف كل مصرى أن قيمته الحقيقية لن تكون إلا من خلال دولة لها كيان قوى تعمل تحت نظام ديمقراطى يؤمن بالحرية والعدل والمساواة.. فمن الذى يسعى إلى هدم كيان الدولة...؟! من الذى يريدها فوضى..؟ وعاجلاً أو آجلاً سيأتى الوقت الذى نعرف فيه حقيقة ما جرى..

■ السطور الأخيرة..

قطع الغيار التى تم تركيبها فى حكومة الفريق أحمد شفيق زادت من مساحات الإحباط والقلق لدى الناس.. وفى أيام الشدة تحتاج البلاد إلى الأقوياء الأوفياء القادرين على إدارة الأمور بمعرفة وصبر وجسارة لا هؤلاء الفرحين المبتهجين الذين رأيناهم على شاشات القنوات الفضائية بعد حلف اليمين وكأنهم حصدوا جائزة اليانصيب.. إن مسؤولية الوزراء حتى لو كان عمر الوزارة أسبوعاً واحداً هى مسؤولية قتالية تحتاج القائد المحنك لا مجرد شخص يشغل المنصب.. فى الثقافة مثلا رجل أعمال ومجال عمله الإعلانات وإقامة المسابقات وهذا مجال نقدره.. ولكن الثقافة شىء آخر وفى هذه المرحلة تحديداً وأول من يعلم ذلك هو الوزير نفسه.. وإذا أردنا مناقشة أحوال كل قطع الغيار هذه نجد أنها «مع كل الاحترام الكامل» لا تصلح إلا لما كانت عليه قبل الجلوس على مقعد الوزير وعلى رأسهم الفقيه القانونى الشيخ الذى أحترمه كثيراً الدكتور يحيى الجمل، الذى لم يكن فى حاجة إلى منصب من الأصل.. ومع إضافة القطع الجديدة إلى القطع القديمة فإن هذه الوزارة لن تتحرك إلى الأمام مطلقاً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.


http://www.almasry-alyoum.com/articl...3&IssueID=2058
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
عمرو خالد : "اسكت يا صاحب الورع الكاذب............مدموج yaweeka المنتدى العام 179 19-12-2009 04:34 PM
ألغام وقنابل يفجرها مسلسل خالد بن الوليد makakola المنتدى العام 2 25-10-2006 08:13 PM
عمرو خالد الأقرع رسول الله المنتدى العام 14 27-02-2006 10:22 AM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 02:14 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط