|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
المحبة والعدالة
فمن الغير معقول ان نستخدم المحبة مع القاتل دون ان ننفذ العدالة فمحبتنا هنا ستكون تشجيعا للقاتل ليقتل . فالعدالة التى تتسم بالمحبة هى المطلوبة مع المجرم وليست المحبة المطلقة التى تجعله يزداد اجراما وهنا دعونا نتطرق للكتاب المقدس لنوضح الفكرة ، ان محور الكتاب المقدس هو تنفيذ عدالة ومحبة الله ، فالبشرية عندما اخطأت استخدم الله عدالته سريعا لتعرف البشرية ان الله ضد الخطية وان الخطية ضد الله ، ولكن عندما جاء الله لينفذ العدالة استخدم محبته ، قام بالفداء العظيم بعدما عانى الانسان من الام الخطية هنا قدم الله المحبة للبشرية ، قدم المحبة العظيمة واسقط العقوبة المهلكة الخطيرة ولكنه ابقى على العقوبات التى تذكر الانسان بألام الخطية ، قدم المحبة ولكنه لم يتنازل عن عدالة الصليب التى كانت لابد ان تتمم . فعدالة الصليب قد ولدت محبة ، اما اذا فعل الله العكس عندما اخطأ الانسان الاول وبدأ بالمحبة وترك العدالة فحينئذ سيكون الله قد قدم المحبة الوالدة للخطية والمشجعة لها وحاشا ان يصدر هذا عن الله المحب العادل . ورغم ان الكتاب المقدس بجميع اسفاره يشرح لنا المحبة والعدالة واهميتهم سويا ، إلا اننا قد تركنا العدالة واصبحنا نتغنى بالمحبة المطلقة التى لا تحكمها العدالة ، بل الكثير منا ابغض العدالة و اعتقد انها ضد المحبة المسيحية . وشعبنا القبطى المصرى خير مثال على ذلك ، فنراه يتغنى ببعض الايات التى يراها تنزع حقه فى المطالبة بالعدالة ويؤكد بطريقة غير مقصودة ان العدالة هى صفة من صفات الله وحده . " الرب يدافع عنكم وانتم صامتون " احدى الايات التى يستخدمها البعض ليؤكدوا ان العدالة فى يد الله فقط مع ان الله نفسه قد اعطى هذه القيمة للإنسان ليحيى ويرتقى الانسان من خلالها ، بترديد هذه الاية وبحثنا المستمر عن العدالة الالهية دون استخدام حقنا المشروع فى المطالبة بالعدالة القانونية العالمية وحقنا فى الدفاع عن النفس كأننا نريد ان نرجع لعصور الانبياء وعصور بدء الخليقة فيحكم الله على المجرم كما قام بالحكم على قايين عندما قتل هابيل .. فهل هذا جائز ؟ا اننا بهذا الاعتقاد نأخذ نفس فكر ومبدأ الشعب اليهودى الذى اعتقد ان المسيح جاء ليملك ويحكم على الارض ليرد لهم قوتهم وكرامتهم ودولتهم المستعمرة ولكننا نجد الرب يسوع قد خذلهم بسبب جهلهم واعلنها صريحة " مملكتى ليست من هذا العالم " وفى حين اننا نرفض المطالبة بحقوقنا الارضية الا اننا نتمسك بالايات التى تدعونا للخضوع للرئاسات والسلاطين وقوانين الدولة ، دون ان ندرك ان قوانين الدولة والقوانين العالمية التى يلزمنا الكتاب المقدس بإطاعتها تعطينا الحق فى الدفاع عن انفسنا وان نلجأ الى العدالة الشرعية للمطالبة بحقوقنا . وهنا المشكلة ... المشكلة ليست فى كتابنا المقدس ولكن المشكلة فينا ، المشكلة فى اقتطاعنا بعض الايات وتمسكنا بالأية الواحدة لتبرير ضعفنا وتخاذلنا ، المشكلة فى محاولتنا تغيير اسماء بعض الصفات التى تلحقنا فى مواقفنا المختلفة فنرى الضعف والذل والمهانة قد اصبحوا بقدرة قادر محبة وبذل ووداعة .انها مشكلة فى غاية الخطورة يجب علينا ان نواجه بها انفسنا لنسير على الطريق الصحيح. اخير يجب ان اشير ان هذا الموضوع نابع من وجهة نظر وافكار شخصية فهذا الموضوع ليس من المُسلمات ولكنها حقائق اؤمن بها اردت ان اطرحها على اعضاء المنتدى لنسعى سويا للتفكير والمواجهة وإكتشاف الحقيقة .. |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|