|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
آية الله «برهامى»
بقلم علاء الغطريفى - المصرى اليوم خرج علينا ياسر البرهامى، أحد قادة الدعوة السلفية، مثل غيره من المنتمين لهذا التيار الجديد لتبرير مسعاهم لدخول عالم السياسة التى كانوا يحرمونها قبل شهور، فأورد صلح الحديبية كمثال على خوضه الانتخابات البرلمانية، رغم دعوتهم بالحاكمية وعدم جواز سلوك مسالك الحرام والكفر وفق وجهة نظرهم، للوصول إلى أى غاية، ومن ثم فإن آليات الديمقراطية التى كانت كفراً قبلاً صارت وفق تخريج شيخهم البرهامى وسيلة لغاية التمكين التى يرونها باتت قريبة. فهو مثل النبى كما يتحدث، اضطر إلى التنازل لقريش فى بنود الصلح بدءاً من «باسمك اللهم» بدلاً من «بسم الله الرحمن الرحيم» إلى كتابة اسمه واسم أبيه بدلاً من رسول الله، والفارق هنا أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يتنزل عليه القرآن من رب العزة، وعارضه الصحابة بعقولهم البشرية التى ترفض الإجحاف وتنتصر لدين الله، لكنهم أطاعوا الإنسان الوحيد المعصوم، لأنه رسول رب العالمين. ما يسوغه البرهامى للدفاع عن تيار سلفى اختار السياسة هو تعبير جديد عن تهافت السلفيين وتأويلهم الأحاديث لتوافق هواهم، وماداموا يكرهون التجديد ويتهمون فصائل إسلامية أخرى بأنها مثل الرافضة والخوارج ويكفرون شيوخهم لمجرد أنهم ليسوا أهل دعوة، بل أهل دنيا وسياسة، فما بالكم اليوم أيها السلفيون: هل أنتم طالبو دنيا أم دين؟، وما حكمكم على ما سلف من فتاواكم ودعاواكم؟. فمن كانوا ينتقدون الجنوح إلى السلم، كما ورد على ألسنة الكثيرين مثل القرضاوى، صاروا اليوم يستخدمون نفس مثاله «صلح الحديبية»، لتبرير ما يعتبرونه تنازلاً لكى لا ينفرد العلمانيون والليبراليون بالبرلمان والحياة السياسية، مع أن هناك من يمثلون التيار الإسلامى مثل الوسط والإخوان حتى ولو لم يكتمل دينهم، كما يظنون، فبالقطع النصح والإرشاد للحاكم وولاة الأمر أمر محمود ما لم يظهروا الكفر!!. ورغم ذلك تجاوزوا أدبياتهم، ولووا عنق الكلمات بعد أن زالت دولة أمن الدولة وصار «تمامهم» فى مكاتب «آيات الله السلفية»، بعد أن كانت مساجدهم تنفض وتجتمع بإشارة من ضابط أمن دولة، وأنشطتهم تمول تحت بصر وسمع الدولة، والبنك المركزى يشهد على حركة أموالهم برضا نظام مبارك. يحاول البرهامى إيراد دليل شرعى، ليسلك مسالك السياسة، استخدم فيه الاجتزاء ليناسب هواه بتحليل ما كان يحرمه، ويصبغه بصبغة الشرعية، مثلما تفعل المرجعيات الدينية الشيعية فى إيران، فالتبرير وشرعنة السلوك السياسى، حتى لو كان قمة الانتهازية مباح مادام يصب فى المصلحة، فمثلاً قتل النظام السورى شعبه مبرر، لأنهم ليسوا سوى خارجين على السلطة، والبحرينيون الشيعة دعاة تغيير لا تحركهم الطائفية. البرهامى يرتدى ثياب آيات الله مبكراً، فالتنظير السياسى السلفى بدأ، وغداً سترونه فى البرلمان، البرهامى يتحرك فى البهو الفرعونى - معذرة البهو الوهابى - فى عقول نوابه، الذين لن يملكوا سلطان أفكارهم، فهى مملوكة مسبقاً للبرهامى ورفاقه، فهم حسب مريديهم لا يأتيهم الباطل، إنهم مثل الأنبياء، لا تملك معهم سوى الاستماع والصمت، فلا نقاش أو جدال، فالحوار من الشيطان، والعقل آفة الكفر، والحديث أحادى، والآخرون المختلفون معهم إما كفرة أو فى طريقهم. البرهامى يسقط النصوص فى غير مواضعها لبيان حكمة السلفية فى ورود السياسة، ويسوق تفسيراً فقهياً ليمنح نوابه صك الشرعية، مثلما كان يفعل الكهنة مع الفرعون، إنها بروفة لدولة دينية، والفصول مقبلة، والحوزة الدينية السكنديرة ستحكم وتتحكم. يا سيد برهامى الزم صومعتك، وهذب لحيتك، فهى تكفيك، وابتعد عن التسويق الفقهى للسياسة، وإذا كنت مسلماً حقاً، فلك أن تعلم أننا مسلمون مثلك، ولا ينبغى لك أن تحتكر الدين، لمجرد أنك قصرت ثوبك، أو تحدثت بالنص، أو أغفلت عقلك. alaa.ghatrevy@gmail.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|