منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة

منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة (http://www.copts.net/forum/index.php)
-   المنتدى العام (http://www.copts.net/forum/forumdisplay.php?f=3)
-   -   التحرش الدينى ..... (http://www.copts.net/forum/showthread.php?t=3438)

Zagal 09-09-2004 11:19 PM

التحرش الدينى .....
 
[SIZE=4][COLOR=DarkSlateGray]أحمد محمد صالح
[email]saleh221@yahoo.com[/email]
الحوار المتمدن - العدد: 951 - 2004 / 9 / 9


جلست بجواره فى القطار القادم من الصعيد ، وكان شيخا معمما انيقا فى اواخر الخمسينات من عمره ، سعة العيش واضحة على ملابسه الرسمية ، عرفت من التفاف تلامذته حوله ، اننى جلست بجوار استاذا فى المؤسسة الدينية ، عائدا من مناقشة رسالة علمية فى جامعات الصعيد . كنت مرهقا ، ورغبت فى النوم ، أيقظنى صوتا للآذان هادئا صادرا من احد جيوب الشيخ ، وكانت المفاجأة تليفونا محمولا من احدث الطرز فى يد الشيخ ، وعرفت من المحادثة المسموعة ان هناك من يستفتى الشيخ فى شىء من أموره ، حاولت النوم ، لكن ابدا لم يتوقف تليفون الشيخ عن الرنين اقصد عن الآذان طوال الساعات الست مسافة السفر ، كانت الفتاوى فى كل شىء وبصوتا مسموعا تماما فى عربة القطار ، عن السفور والحجاب ؟! عن حب المرأة لغير زوجها ؟ّ عن العفاريت والجن وزواج الأنسان من الجن ، عن عذاب القبر و الثعبان الأقرع ، والثعبان ابو شعر عن غسيل الموتى ، والنهاية السوداء لكل من لا يسمع كلام المؤسسة الدينية [COLOR=Red].و لم يسأل احد كيف نغير الفساد والقهر والتخلف الذى يعانى منه المسلمون فى المنطقة ، كيف نزيد أنتاجنا ؟ كيف نشارك العالم فى معارفه واختراعاته التكنولوجية ؟! [/COLOR] ، بل جاء بعض الركاب يقبلون يد الشيخ مع هالة من التقديس ، أزعم انها نتيجة عهود طويلة من التجهيل ونشر الفكر الغيبي والتحالف بين الدين والسلطة ، [COLOR=Red]وتزاحمت الاسئلة فى عقلى هل مجرد ان يحمل رنين التليفون المحمول صوت الاذان ، يصبح المحمول اسلاميا ؟! (OPN:} هل تستطيع دولة اسلامية او عربية صنع تليفونا محمولا واحدا بدون مساعدة من الكفار اقصد الغرب ؟ بل هل تستطيع دولة اسلامية او عربية ان تصنع ساعة او حتى دراجة بدون مساعدة أجنبية ! هل يستطيع العرب استخراج بترولهم بنفسهم ؟[/COLOR] وهنا تذكرت زميلى فى الجامعة وهو استاذا كبيرا فى الاجتماع ، حاملا للدكتوراه من اكبر جامعات الغرب ، يتباهى دائما بوجود شيخا من اقاربة مقيم فى منزله بصفة مستمرة ، ولا يتخذ قرارا فى حياته الا بعد ان يستفتى الشيخ ، هذا الزميل كان يحضر مجلس الكلية ويخبرنا ان الشيخ ينصحنا ان نفعل كذا وكذا ، والا العواقب وخيمة ! وشاءت الظروف ان أزوره فى منزله ، ولفت نظرى فى حجرة الاستقبال ، وجود شيشة وأدواتها من معسل وفحم وخلافة ، وزميلى اعرفه لا يدخن ، وسألته ، وعرفت انها من ادوات الشيخ حتى يعدل مزاجه ، ويفتى الفتوى الصحيحة ! لقد بلغ الهوس الديني بالمصريين إلى درجة صبغ كل شيء في المجتمع بالصبغة الدينية، كالبنوك الإسلامية، والزي الإسلامي، والفضائيات الإسلامية والأفراح الإسلامية (sml18) ، وقبل كل ذلك الدعوة الجاهلة لأسلمة العلوم ، حتى العمارة التى أسكنها اسمها برج الرضوان لشركة مقاولات تسمى أم المؤمنين ، [COLOR=Red]ونعانى نحن الملاك الكثير من أطماع هذة الشركة ، التى ضحكت علينا فى كل شىء باسم الاسلام ، معظم الشقق وضعت ملصقات بالأدعية على بابها الخارجى ، حتى المصعد تجد فى داخله دعاء السفر ، وممنوع على اى انثى فى العمارة تركب المصعد بدون محرم حتى لو كانت طفلة ! تحت العمارة زاوية يقال انها مسجدا ، له رائحة المجارى لأنه أقيم فى فراغات العمارة بجوار غرف تفتيش المجارى[/COLOR] )aAA:) ، وميكروفونه يسبب الصمم من الزعيق بالآذان ، ويسكن معنا اقباط ، و هم مجبرين ان يسمعوا خطبة كل جمعة ، وزعيق كل آذن ، وبجوارنا كنيسة تعمل فى صمت .[COLOR=Red] وفى شارعنا ، بين كل زاوية وزاوية مسجدا تتصارع ميكروفاتها فى التبارى بالصوت العالى المتشنج للدعوة للصلاة . وكل الناس ثبتت مؤشر الراديو على اذاعة القران الكريم طول النهار ، وكأن البلد تحولت إلى مقابر ومأتم ، الكل يذيع القرآن رحمة على الأموات وبركة على الاحياء ، واصبحت النصوص الدينية المذاعة ليل ونهار هى الخلفية الموسيقيه لكل المفاسد التى تمارس مختبئة وراء الرياء الدينى [/COLOR] ، وانشغلنا عن الإبداع والإبتكار والعلم والمشاركة فى حضارة اليوم بهواجس الحلال والحرام والجنة والنار ، وتقديس النصوص والمرجعيات الجامدة ، والشكليات الدينية [COLOR=Red]، واصبحنا مثل بقية المسلمون من أشد أمم العالم تخلفا (do:) ورجعية وضعفا وفقرا وجهلا ومرضا . وتكالب الناس على العمرة والحج مهما كان الثمن ، وأطلقت اللحى ، وقصرت جلاييب الرجال ونقصت معارفهم ، وغطت روؤس النساء والبنات ، واصبحن محجبات من فوق والإسترتش من تحت ، واشتعلت المباخر تنشر البركة والتخلف على مصر كلها ! و صارت مناهجنا التعليمية تشجع التزمت والمغالاة والتمسك بقشور الدين ، ولم نعد نستطيع التفرقة بين الاعتدال والغلو الدينى سميفونية واحدة من النعيق المتناغم ، تركب التاكسى تسمع القرآن وتجد المصحف ، ولا تجد عدادا للتاكسى ، تدخل اى مصلحة حكومية ، تجد خلف مديرها لوحة قرآنية كبيرة وفاتح درج مكتبة لتسهيل الأمور ، وسائل الاعلام من صحف واذاعة وفضائبات تفيض بالبرامج الدينية والفتاوى اياها ، البلد كلها فى حالة دروشة وهوس دينى لدرجه العته ![/COLOR] و صرنا نتكلم لغة التعصب و الارهاب ، و ننافس بعضنا البعض فى التفاخر بالاستموات فى الدين ، و فى الاستعراض بنفاق اللة تعالى ، وضرب الاكتئاب أعماقنا و فقدنا القدرة و الرغبة فى الاستمتاع بالحياة ، أصبحنا نكره أنفسنا . و[COLOR=Red] منذ أسابيع صدر قرار من وزارة العدل المصرية بإعطاء المؤسسة الدينية حق مصادرة الكتب والمطبوعات التى تخالف الشرائع والمبادئ والقيم الإسلامية ، ولا ادرى ما هو المقصود بالقيم الاسلامية [/COLOR] (sml4) ، هل هى قيم الخير والحب والجمال والمساواة والحرية والحق ؟ كل الاديان والفلسفات الاخلاقية تدعو لتلك القيم ، هل المقصود بالقيم الاسلامية ذلك الموروث الثقافى الذى ينشره الشيوخ ويتكسبون منه ! ذلك الارث الذى يعمل لصالح قيم السلف والتزمت وحجب وعزل المرأة ، والمبالغة فى النزعة الذكورية ،وتفضيل الماضى ،ونبذ العلم والتفكير العلمى ،وتضخيم النزعة العائلية والقبلية ،وتنمية الروح القدرية ، لا ادرى عن اى قيم يتحدثون ، واظنهم يقصدون تلك القيم التى تعطى قداسه زائفة للرجال الدين ، يضحكون بها على بسطاء وعامة الناس ،[COLOR=Red] لدرجة اصبحنا نعانى حالة من التحرش الدينى [/COLOR] ، فى كل لحظة ، و نعيش حالة بلبلة نتجاهل فيها دعاوى الإصلاح الدينى، لمراجعة نقدية لكل المورث الثقافى الذى صاحب الدين ، وأعتمادنا على منطق التسكين والتهوين ، والتأجيل ، الذى لن يحقق شيئاً ، بل من شأنه أن يولد الكثير من الآثار السلبية ، وابرزها إنتشار حالة الفوضى والإضطراب والعنف والإرهاب خاصة فى ظل حالة من فقدان المصداقية للفعل من المؤسسات الدينية . وإذا كانت الثقافة فى اى مجتمع تعد عاملاً مهمًا في تحديد مدى قابلية المجتمع للإصلاح والتطوير، [COLOR=Red]فأن الثقافة العربية فى معظم جوانبها وبالأخص فى خطابها الدينى تمثل عاملاً معوقًا لجهود الإصلاح، وتشكل البيئة الملائمة لتفريخ العنف والإرهاب، )bom:) ولا ادرى ما هو صحيح الدين ؟! ومن الذى يقرر ان فهمه وتفسيره هو صحيح الدين ؟! فكل فرقة تعتبر مذهبها هو صحيح الدين ؟! و كل طرف يتصور انه يملك الحقيقة المطلقة ، ويتصور أن الله خصه وحده بالدين الحق ، ومن الذى يحدد هذا الصحيح .. أهو زعيم القاعدة بن لادن ، أم مفتي المؤسسة الدينية ، أو مرجعيات الشيعة ؟[/COLOR] لم يبقى امامنا الا تحرير الدين من التوظيف المغرض، ومن الرياء والطقوس الاستعراضية، وتنقية تراكمات المورث الثقافى ، وفصل الإلهى عن البشرى ؟! وحفز الاجتهاد وحماية حق الاختلاف في العقائد والمذاهب ، و استبطان جوهر الدين على هيئة قيم روحية وأخلاقية تتجسد في السلوك اليومى ، [COLOR=Red]فى مجتمع لا يتحرش دينيا بأفراده ويجبرهم على الإيمان او عدم الايمان او يحاسبهم على ما فى صدرهم ! مجتمع تسود فيه مبادىء حقوق الإنسان ، وسيادة القانون على الجميع ، بصرف النظر عن دينهم وعرقهم ومذهبهم ، فالإيمان قضية شخصية لا تدخل فيها ولا إكراه عليها [/COLOR] . [/COLOR] [/SIZE] . (brv1:

[url]http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=23159[/url]

knowjesus_knowlove 09-09-2004 11:58 PM

كل يوم تتفتح المزيد من أعين المسلمين على حقيقة عقيدة الشيطان...

john_602003 10-09-2004 02:52 AM

It is a big disaster

COPTIC KNIGHT 10-09-2004 10:59 AM

مقالة أكثر من رائعة .. أتمني أن يفتح المسيح عيني الكاتب ليري النور ..
أعجبني تعبيره عن الكنيسة أنها تعمل في صمت و هذا هو الفرق بين الأسلام حامل الميكروفون و السيف في الدعوة و عمل الروح القدس في الكنيسة ... 10():


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 05:27 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط