قصة حنا أشرف
انا من صغري اعشق حياة الرهبنه و كنت اواظب عي زيارة الاديره و كنت ابحث عن الرهبنه الحقيقيه اي البعيده عن الرياء او حب الوصول الي الرئاسة الكنسيه او حتي مجرد المظهر للراهب اللي بيلبس اسود و قلنسوه و صليب
ممكن تكون دي برضه دوافع عند الشباب الصغير في سن المراهقه انه عاوز يبقي قديس و يصل بفكره حتي الي ان يصل الي رتبه السواح
و كنت اقرأ كتب كثيرة عن الرهبنة منها حياة الشركة الباخومية و الآباء السواح و بستان الرهبان و سمو الرهبنه و اقوال ماراسحاق و السلم الي الله ليوحنا السلمي و الفلوكاريا و الكثير من سير و قصص الاباء الرهبان و السواح
و اصارحكم القول اني كنت اتمني ان اصبح راهبا و كنت ادرس و اراقب حياة الرهبان اثناء زيارتي للدير و كنت ابحث عن الرهبنه القديمه المتقشفه
و هذا الفكر في جميع الاحوال حتي لو لم تصبح راهب هو مفيد لك لانه بيقدس افكارك و بيجعل حياتك تقترب اكثر للمسيح و خاصه في مرحلة الشباب
و بعد تخرجي عملت في شركه اجنبيه من اكبر الشركات في مصر و كنت متفوق فيها و لكن كان فكر الرهبنه مسيطر علي و بالفعل قدمت استقالتي من الشركه و التي لم تقبل و اعطوني اجازه لمده شهر و ذهبت لاحد اديرة وادي النطرون التي كنت اتردد عليها و جلست مع رئيس الدير و معي شنطه هدومي فقال لي قول هام جدا :
1- لو عندك شك واحد في الميه ان ده مش طريقك ارجع
2- خير لك انه بعد عشر سنوات ان تندم انك لم تصير راهبا من انه بعد عشر سنوات ان تندم من انك لم تصير متزوجاً
و عندما قال لي هذا الكلام بكيت بكاء شديد لا اعرف السبب و لكني قلت : ومن يضمن فكره بعد عشرة سنوات .. ربما تغيرت افكاري (و هذا طبعا لم يكن صحيح لاني عليّ ان اثق في ان المسيح لن يتركني)
المهم ان اسرتي حضرت الي الدير و اخذتني و اصيب والدي بعدة امراض نتيجه التفكير في انني تركته خاصة انني الوحيد
و لكن الذي رجعني الي العالم ليس بكاء ابي و امي و لكن لاني فكرت في الكلام اللي قاله لي سيدنا رئيس الدير و هو اني ممكن افكر في الجواز بعد عشرة سنوات من الرهبنه
و بالفعل رجعت من الدير و رجعت الي العمل و سافرت لبعثة الي دولة روسيا
و كانت افكاري عن الرهبنه و حبي للدير و القداسة مسيطره علي فكري و لا اخفي عليكم انه كان معي زملاء في البعثه غير مسيحيين و انقادوا للمغريات الموجوده في المجتمع الغربي من الوقوع في الرزيله و غيره و لكن الشئ الوحيد الذي حفظني هو انني كنت اذكّر نفسي بانه كيف اقع في الرزيله و انا كنت عاوز اروح الدير و كنت اتذكر قول الانبا ارسانيوس تذكر فيما خرجت له يا ارساني و كنت اغلق علي نفسي حجرتي و اطلب من الله ان يحفظني من هذه الشرور المحيطه بي
و بالفعل اشكر الله فقد حفظني في غربتي و رجعنا من البعثه و كانت اخبارنا سبقتنا الي مصر ان كل الشباب اللي كان في البعثه كانوا بيسهروا و يخرجوا و يمارسلوا الرزيله في روسيا و ان هذا الانسان المسيحي و المفترض من و جهة نظرهم انه اول انسان يمارس الرزيله لم يفعل شئ و تمسك بتعاليم دينه
و انا الان متزوج و حتي الان ساعات باندم علي عدم رهبنتي و لكن هذا الندم يكون ايجابي اذ دائما ما يقربني من الله اكثر واكثر
فكل انسان له طريقه و الله هو الذي يدعوك الي الطريق الصحيح
سلم حياتك للمسيح و قول له امسك يدي و قدني كما تشاء لساعة اختطافي الي السماء
http://www.st-mary-zweila.com/forum/...=&threadid=480