1
فتاوى القرضاوى للإستمتاع الجنسى
كلام الجنس حلال للشيوخ حرام على الدكاترة!
الأربعاء 17 سبتمبر 2003 14:53
دكتور خالد منتصر
[ليس لدى أدنى إعتراض على أن يتكلم الشيوخ فى الجنس،ولكن إعتراضى الأساسى ألايسمح لغيرهم بالكلام عنه حتى ولو كان حديثاً علمياً !، فالمدهش أن الشيوخ فى الجرائد والمجلات والفضائيات أصبحوا هم الوكلاء الوحيدون لقطع غيار الكلام فى الجنس،والمدهش والغريب أيضاً أنه يتم إستثناؤهم من كافة القيود الرقابية والقانونية التى تفرض على غيرهم حتى من الأطباء المتخصصين فى هذا المجال، وصار هؤلاء الشيوخ يصولون ويجولون فى كافة المواضيع الجنسية بكافة تفاصيلها وكل دقائقها بدون أدنى إعتراض لامن المسئولين ولامن الجمهور أيضاً،هذا الجمهور الذى يسارع بغرس أنيابه فى لحم من يثير هذه المواضيع من الأطباء والمفكرين والصحفيين وينهشهم بشراسة،فى نفس الوقت الذى يتسامح مع غيرهم من الشيوخ حين يخوض فى الحديث الجنسى بل ويبارك هؤلاء الشيوخ ويشد على أياديهم ويطلب منهم المزيد ويصرخ فى وجه المعترضين أنه لاحياء فى الدين !،ولكن الحياء والخجل والكسوف والإختشاء كله يلازم العلم الذى عندما يتعرض لمثل هذه المسائل يكون قليل الأدب والحيا والخشا...إلى آخر هذه الصفات التى تطلق على كل من يحاول أن يقدم رؤية علمية لمثل هذه القضايا،وأصبح الجنس حلالاً بلالاً حين يرتدى العمة ويلبس الجبة والقفطان والكاكولة ويمسك بالمسبحة ويدخل حلقات الدروشة،وهو حرام حرام بالصوت الحيانى عندما يرتدى البالطو الأبيض ويدخل المعمل ويجلس فى مدرجات الدرس،هو فائدة فى منتهى الحلال حين يخوض فيه الشيخ القرضاوى فى قناة الجزيرة والشيخة سعاد صالح على قناة المحور،ولكنه إباحية فى منتهى الحرام وقلة الأدب والسفالة عندما يناقشه متخصصون فى برنامج تليفزيونى مثل ماحدث فى برنامج قناة دريم مثلاً الذى قامت عليه الدنيا ولم تقعد عندما ذكرت فيه عبارة العادة السرية على لسان طبيب نفسى وطبيب أمراض تناسلية وهدد بإلغاء القناة نفسها وكأن المتحدثين من طائفة ضاربى البانجو وليسوا ناس متخصصين!.
[ مثل هذه الأسئلة وغيرها باغتتنى عندما قرأت جريدة عقيدتى عدد 26 أغسطس الماضى الذى بشر القراء عبر الإعلانات أنه سينشر فتوى للقرضاوى حول آداب الإستمتاع بين الزوجين،ولأننى فضولى بطبعى،وأتمتع بقدر لابأس به من الغلاسة والرزالة فى طلب العلم والبحث عنه حتى ولو كان على لسان القرضاوى،وقبل هذا وذاك لأننى متخصص فى مجال الأمراض الجنسية،كل هذا جعلنى أسارع بشراء عقيدتى برغم مقاطعتى لمهرجان السياحة والتسوق السمير رجبى،وبرغم عدم الإستلطاف المزمن بينى وبين كل القبيلة الصحفية التى تنتهى بالتاء والياء مثل عقيدتى وحريتى ومرارتى ومصيبتى...الخ،إلا أننى برغم ذلك إشتريتها وأعتقد أن شرائى لها نوع من التعذيب المازوكى للنفس الذى يستدعى العلاج، المهم أننى قرأت الفتوى وأدعو القراء الأفاضل ممن هم فوق خمسين سنة أن يقرأوها معى نظراً لأنها فتاوى للكبار أو العواجيز فقط فهى تحتاج إلى كم كبير من المهدئات وزيت الكافور لتحمل درجة سخونتها، يقول الشيخ يوسف القرضاوى لافض فوه فى صفحة رقم خمسة من عقيدتى فى فتواه المثيرة التى أنقلها لكم هنا بالكامل وبأخطائها المطبعية:
"لقد حدث فى عصر الصحابة أن واحداً من الصحابة فى ملاعبته ومداعبته لزوجته إمتص ثديها ورضع منها أى جاءه شئ من الحليب،ثم راح إستفتى سيدنا أبا موسى الأشعرى فقال له :حرمت عليك،ثم ذهب إلى عبد الله بن مسعود فقال له :لاشئ عليك فلارضاعة إلا فى الحولين،فالحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الرضاع فى الحولين،والله تعالى يقول ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)،يعنى الرضاعة المحرمة لها سن معينة هى السن التى يتكون فيها الإنسان ينبت اللحم وينشذ العظم فى السنتين الأولين،بعد ذلك لاعبرة بالرضاعة،فقال أبو موسى الأشعرى لاتسألونى وهذا الحبر فيكم،فللرجل أن يرضع من زوجته فهذا من وسائل الإستمتاع المشروعة ولاحرج فيها ".
إلى هنا إنتهى الجزء الأول من الفتوى التى أباح فيها الشيخ القرضاوى مص الثدى بدون حرج حتى ولو خرج منه بعض الحليب والذى لاأدرى لماذا رضعه الصحابى صاحب السؤال؟ وأعتقد أن هذا الجزء من الفتوى هو من قبيل الألغاز والحيل الفقهية التى كان الفقهاء يتبارون بها لإفحام بعضهم البعض مثل تمارين الهندسة الصعبة التى كنا نعقد زملاءنا بها فى الإعدادية،فمسألة تقبيل الثدى واردة ولكن الرضاعة فمسألة مشكوك فيها ولاتحتاج إلى مفتى ولكنها تحتاج إلى طبيب أطفال معه محلول جفاف!.
[ أما الجزء الثانى من الفتوى فهو أكثر سخونة وإثارة وقد بدع فيها شيخنا القرضاوى أيما إبداع،قال القرضاوى :
" أجاز الفقهاء تقبيل الزوجة فرج زوجها ولو قبل الزوج فرج زوجته هذا لاحرج فيه،أما إذا كان القصد منه الإنزال فهذا الذى يمكن أن يكون فيه شئ من الكراهة،ولاأستطيع أن أقول الحرمة لأنه لايوجد دليل على التحريم القاطع،فهذا ليس موضع قذر مثل الدبر،ولم يجئ فيه نص معين إنما هذا شئ يستقذره الإنسان،إذا كان الإنسان يستمتع عن طريق الفم فهو تصرف غير سوى،إنما لانستطيع أن نحرمه خصوصاً إذا كان برضا المرأة وتلذذ المرأة....والله أعلم ".
بالطبع هذا هو الجزء البورنو الفاقع من الفتوى الذى لو تحدث أحد الأطباء المتخصصين بنفس طريقته وإيقاعه وصراحته فى حجرة درس مغلقة لطلبة الدكتوراه لتم القبض عليه بتهمة إرتكاب فعل فاضح فى حجرة الدرس الخاص،ولكن لأن الفتوى الإستربتيز إرتدت ثوب الدين فقد مرت بسلام من كافة حقول الألغام،ولم يتهم أحد شيخنا الفاضل بتهمة الفعل الفاضح لأنه شيخ وهذا يكفى حتى نسمح له بفتاوى الإستربتيز بدون أدنى شعور بالحرج.
[ ولن تكتمل موعظة عقيدتى القرضاوية إلا بالغمز واللمز فى الديانة المسيحية ووضع الأسافين حتى ولو من خلال الكلام فى الجنس،ففى الجزء الخاص بالجماع أثناء الحيض يؤكد القرضاوى على أن ال***** يجامعون ولايبالون بالحيض،وهذا حديث مبتذل يتماشى مع الترهات والتفاهات التى يروجها التيار المتزمت حول مفاهيم عقيمة مثل العظم المسيحى الأزرق والرائحة المميزة الغريبة للمسيحيين وطعامهم غير المقبول وسحنتهم ذات اللون الأصفر...إلى آخر هذه الأفكار العنصرية التى تريد أن تلبس إخواننا فى الوطن رداء القذارة حتى يبرر هؤلاء كراهيتهم ويزرعوا أفكارهم المتخلفة فى عقول الشباب المسلم،وعلى من يقول مثل هذا الكلام أن يرجع إلى سفر اللاويين الفصل 20 العدد 18 والذى لم يعدله أو ينفيه كلام الإنجيل،يقول السفر " إذا إجتمع رجل مع إمرأة طامث وكشف عورتها وعرى ينبوعها،وكشفت كل عين ينبوع دمها يقطعان كلاهما من شعبهما "،أى أن العقاب شديد وفى منتهى القسوة على من يأتى مثل هذا الفعل فمن أين أتى الشيخ الجليل بمثل هذا الكلام الغريب،فجميع الديانات ومنها الدين المسيحى تتوجس من الجنس ولها نظرات إيجابية وسلبية حوله فى نقاط كثيرة ومتعددة وقد ناقشنا هذا الموضوع من قبل فى موضوعات سابقة، ولكن هذه النقطة بالذات والتى تدور حول الجماع أثناء الحيض لم أقرأ أن المسيحيين إنفردوا بها كما أفتى القرضاوى.
__________________
معجزة محمد الواحدة والوحيدة هى أنه أقنع من البشرالمغفلين مايزيد على مليار ونصف يصلون عليه آناء الليل واطراف النهار
ومن المؤكد أنه لن يعترض على كلامي هذا إلا غلماانه نازفى المؤخرات وحورياته كبيرات المقعدات
" كن رجلا ولا تتبع خطواتي "
حمؤة بن أمونة
|