بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
و أنا مع الزميل المراسل .. أدعوا الله سبحانه و تعالى أن يحفظ بلدنا مصر من كل شر ..
و لكن هناك العديد من المغالطات وجب الكشف عنها في كلام الزميل المراسل ..
1 - يقول المراسل أن مكتبة الشيخ أبو إسلام تعتمد دائمًا مبدأ الهجوم و السب على الكنيسة و البابا شنوده .. و هذا غير صحيح .. و يشهد على ذلك كل من يذهب إلى جناح مكتبة التنوير ليشاهد الكتب التي فيه .. فما فيها ما هو إلا نقد بناء يقوم على وعي تام و احترام تام لمشاعر الآخرين .. و العنواين التي يراها المراسل " مستفزه " إنما هي تناقش قضايا هامة في كلا العقيدتين .. تمامًا كما نقرأ نحن المسلمين كتاب " هل حقًا صلب المسيح .. أم شبه لهم ؟ " للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير .. فهل يعد هذا عنوانًا إستفزازيًا ؟
2 - يقول الزميل المراسل أن الشباب المسلم يوجه أسئلة كلها استفزاز للطرف الآخر عن الإنجيل .. و هذا غير صحيح .. إذ أني رأيت هذه المحاورات بعيني و كنت هناك اليوم و في أيام سابقة .. بل و اشتركت في بعض تلك المحاورات !! .. و لم يكن هناك ثمة استفزاز في أي سؤال موجه للإخوة المسيحيين هناك .. إلا لو اعتبر زميلنا المراسل الأسئلة الخاصة بالعقيدة و الإيمان بغرض تبادل المعرفة هي نوع من الاستفزاز !! .. كما أنه لم يحدث أي توتر مع أحد من العارضين باستثناء بعض ممن أحرجتهم الأسئلة بشكل كبير حتى أنهم بدأوا في الصياح بغضب يائس ! .. و هؤلاء رأيت الإخوة يتعاملون معهم بكل ود و احترام و يتركونهم على الفور و لا يقوموا بمحاورتهم مرة أخرى .. باستثناء هؤلاء .. فقد كانت هناك صداقات رائعة لمستها في معاملة هؤلاء الطلبة و الدارسين للعارضين من الإخوة المسيحيين .. و أنا شخصيًا أخذت بعض أرقام التليفونات لبعض الإخوة المسيحيين لنتقابل بعد المعرض .. و كل هذا في جو يسوده الود و الاحترام ..
3 - لقد اندهشت كما اندهش المراسل من كون الأخوة المسلمين من تلاميذ الشيخ أبو إسلام يقومون بصد المسلمين الذين يحاولون الصعود إلى دور النشر المسيحية .. و لكن عندما سألت و عرفت السبب .. بطل العجب ! ..
فالقصة و ما فيها أن بعض هؤلاء الشباب و الشابات عندما يصعدون إلى الطابق العلوي حيث المكتبات المسيحية فهم في الحقيقة لا يعرفون كون ذلك الدور لا يوجد فيه إلا المكتبات المسيحية .. و لذلك عندما يصعدون في الطابق العلوي يفاجئون بمن يستوقفهم من المسيحيين و يعرض عليهم كتاب مقدس و شريط كاسيت يسوع بجنيه واحد .. و ليس المشكلة في هذا كله ! .. و إنما المشكلة في أن بائعي تلك الاسطوانات و الكتب و الشرائط يعرضون بضاعتهم بشكل مستمر ( رغم امتناع الزائر ) .. و بسماجه منقطعة النظير .. و يحاولون الكلام مع أي فتاة محجبة في أمور الدين .. و قد رأيت هذا بعيني .. حتى أن إحدى الفتيات تشاجرت مع هؤلاء .. و كاد يحدث ما لا يحمد عقباه وقتها بعد أن جاء شقيق الفتاه و هو شاب متدين .. لولا أن تدخل شباب الشيخ أبو إسلام لفض الموقف ..
لذلك فهم يقومون بتحذير من يصعد أن هنا مكتبات مسيحية .. فمن أراد أن يصعد فليصعد .. هو حر .. و لم أر منهم أحدًا يمنع زائري الطابق العلوي من المسلمين من الصعود بالقوة ليتم تهويل الموقف بهذا الشكل ..
4 - يقول الزميل المراسل إن استثارة العارضين قد يؤدي إلى فتنه ! .. و أنا أسأل .. لماذا يُثار الأقباط ؟؟ .. إن من يُثار في أي حوار هو الشخص ضعيف الحجة و المنطق .. و لهؤلاء نقول .. لا تهيجوا و تغضبوا ! .. و إنما اذهبوا و تعلموا و تحسسوا كيف تثبتون قناعاتكم الدينية على أساسٍ صلب .. و لتعرفوا الدين الحق .. و يمكنك ببساطة أن تقول " لا أعرف " سأرد عليك فيما بعد .. كما فعل غير واحد ممن تكلمت معه في المعرض .. هؤلاء طوبى لهم و بشرى إن بحثوا فعلًا ..
أما من يغضبون فهم ( بالإضافة إلى عور تفكيرهم ) .. فهم لا يريدون المعرفة .. تمامًا كما حدث عندما راقبت أحد الإخوة من بعيدٍ يريد محاورة قس .. و غضب القس و أصر أن يذهب الأخ من هنا .. رغم أنه تقدم إليهم بكل ودٍ و محبةٍ راجيًا بعض الإجابات عن بعض الأمور التي استشكل عليه استيعابها في الكتاب المقدس .. و رغم غضب القس فقد تصرف الأخ بحكمة و تقرب إليه بابتسامة و اعتذر إن كان قد أغضبه .. حتى لم يجد القس في النهاية إلا أن يبتسم في خجل و في حرج من صنيعه مع الأخ الذي جاءه سائلًا ليس إلا ..
ثم أليس " من لم يبشر فهو هالك " ؟؟؟ .. و أليس هذا هو " خبز الحياة " ؟ ؟؟ .. أليس المناقشة في تلك الأمور هو نفسه قول المسيح عليه الصلاة و السلما المنسوب إليه في كتبكم " فتشوا الكتب " ؟؟
فلماذا لا تساعدونا في تفتيش الكتب .. ؟ أم ترون الإخوة قد فتشوا الكتب بدقة حتى عرفوا ما لم يعرفه القساوسة هناك ؟؟؟
5 - بالنسبة لحادثة الأخت المسلمة المحجبة .. فلم أرها .. و لكن أظن أن كل شخص له الحرية الكاملة في التصرف .. و هذه الفتاة المسلمة لها تلك الأهلية على ما أعتقد .. و لو أنها رأت في المكتبة المسيحية ما يدعوها للتوقف و الاهتمام و المطالعة .. ما صرفها عن ذلك لا تلاميذ أبو اسلام و لا أبو اسلام نفسه !! .. لأنهم لا يفعلوا شيئًا سوى النصح .. و لا يقدر أحدًا منهم بطبيعة الحال على " جر " الفتاة خارج العرض .. و لكن الظاهر أن الأخت لم تجد شيئًا ذا بال سوى أنها توقفت لدافع الفضول فقط .. و يبدوا أنها الوحيدة التي توقفت لهذا حتى أن المراسل اهتم بها هكذا !!!! ..
6 - يدعي الزميل المراسل أن المسيحيون ليس لهم الحق في مهاجمة القرآن !!! .. بالله عليك زميلي المراسل هل قمت أصلًا بحضور حوار واحد فقط من تلك الحوارات ؟ .. يبدوا أنك لم تفعل لأنه ببساطة .. غير واحد من الأخوة المسيحيين قد قاموا بتوجيه أسئلة في صميم الإيمان الإسلامي .. حتى أن إحدى العارضات و هي شقيقة صاحب إحدى المكتبات المسيحية .. لن أذكر أسمه لأني لم أستأذنه لذلك .. قامت بالذهاب إلى جناح التنوير و قامت بمناظرة أحد الإخوة لفترة طويلة حول معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم و مصداقية القرآن الكريم و غيره .. و كان الفتى باسمًا بشوشًا هادئ اللهجة و أجاب عن كل تساؤلاتها حتى أنها وعدت بتكرار الزيارة بعض أن استأذنت للانصراف لوجود بعض المشاغل لديها .. و هذه قصة واحدة أقصها مما رأيته .. أنا الذي لم أزر المعرض إلا أربعة أيامٍ فقط ! .. فكيف بباقي الأيام و ما يحكيه الإخوة عن مناظرات تمت بينهم و بين الإخوة المسيحيين حول مواضيع إسلامية عديده ؟
7 - في النهاية أدعوا الله سبحانه و تعالى أن يهدينا سبل الرشاد و أن يحفظ مصرنا العزيزة من كل سوء .. و اعتذاري الشخصي لمن وجد أي استفزاز في تصرف أحد من المسلمين في تلك سراي 6 أو غيرها .. إلا أني أؤكد أنه لم يحدث شيئًا من هذا .. إلا لو كان المسيحيون يخجلون من التحاور في عقيدتهم ..
و الحمد لله رب العالمين ..
آخر تعديل بواسطة أحمد ديدات ، 02-02-2006 الساعة 07:36 PM
|