عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-02-2006
nnnn nnnn غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 6
nnnn is on a distinguished road
المصرية لمناهضة التعذيب لتقصي حقائق ما جرى في قرية العديسات

خرجنا من الكنيسة وتابعنا السير في القرية المحروقة. بيت مهدوم منه دور والآخر مهدوم منه دورين وثالث مهدوم تماما. البيوت المجاورة طالتها النيران.. أبواب مسكورة.. النخيل محروق والأرض لونها أسود من أثر الحريق. وعلى الطريق كان كل من يقابلنا يحكي لنا ما أصابه في ذلك اليوم.

• سيدة: كنت في البيت ساعة الحريقة.. اترعبت.. خبيت عيالي فوق السطوح.

• سيدة: أنا خبيت عيالي في عشة الفراخ.

• رجل: فيه واحد شاف العامل ومعاه فراش. كانوا موجودين قبل الهتاف.. كانوا بيفصلوا محول الكهرباء.. كمان التليفونات اتقطعت.

• شمروخ (حسن علي حسن) ضرب ناس كتير، ضرب واحدة ست، مرات حفظي، بسيخ حديد

• على العديسي ما علقش على الحادث، ما جاش، رغم انه جالنا أيام الانتخابات عشان ننتخبه، الموقف السلبي ده، دليل إدانة عليه.

• ابن عمي شاف عربيته تحت الشباك بتتكسر، كان بس واقف بيبص عليها.. الراجل اللي بيكسرها قال له: نام مكانك لأدبحك.

• بيت ميلاد سيفين اتدمر في الأحداث وحاولنا نحط الأساس ونعيد البناء، منعونا من البناء، وجه مسئولين من الزراعة والشرطة وشالوا عداد الميه والكهربا. الراجل ده حاليا عايش عند جيرانه ومراته في حتة وأولاده في حتة. الخفرا هم اللي عملوا الفتنة، كانوا حراس على الكنيسة وهم اللي بيودوا الأخبار.


مع أسر الشهداء

"جرجس أسعد مات من الخوف"

منزل ريفي فقير علي ضلع الزاوية القائمة للكنيسة.. قابلنا أمه متشحة بالسواد لا تنطق بكلمة.. الذهول يحيط بها وتتشرب منه ملامحها ونظراتها..
حكت جدته: بيتنا زى ما انتوا شايفيين جنب الكنيسة علي طول.. الولد شاف النار تحيط بالكنيسة وبالبيت ما نمش ليلتها.. كل ما ينام يقوم من النوم مخلوع ويصرخ النار الحريقة.. تانى يوم كان علي ده الحال لحد ما طب ساكت من الخلعة اللي جته..
تقول أخته: أخويا مات من الخلعة (الفزع). كان معانا، وكان بيرمح وسطينا.. الحرايق استمرت أربع ساعات وفيه منها قعد لحد الصبح، شفناها تاني يوم.. كانت لسه مولعة.. البهايم أكلتها النار.. أخويا حاول ينام ماعرفش. بيقولوا مات من الصدمة العصبية.. أمه لسه مش مصدقة انه مات.. ده عيل لسه في سنه رابعة ابتدائي عمل إيه ده؟..ذنبه إيه؟..هو ربنا يرضي بكده؟..
لحق بنا ابوه. مازالت علي جبهته علامة الإصابة التي لحقت به..سألناه: سلامتك أنت انضربت في راسك؟ قال: أيوه راسي انفتحت وما عرفتش أروح المستشفي غير تالت يوم لما الدكتور شافنى ولقى وشي كله وارم وعنيه مقفولة من الورم قال لازم تروح المستشفي..رحت خيطولى الجرح بدون بنج وقالوا خلاص امشي..أمشى ازاي؟ مفيش علاج؟ مفيش تقرير طبي؟..قالوا لأ خلاص خيطنالك الجرح.. روح وهو حيتحسن بعد كام يوم!!
قدمنا له التعازي فقال: ابني فداء الكنيسة نموت وما تتهدش دي بيت الله وجرجس مع الشهداء..
الرد مع إقتباس