9 الفصْل الثامِنْ أسَالِيبْ اللهِ غَيْر أسَاليْبنَا
هل أجاب الله دعاء عيسى عليه السلام ؟ كان قد تضرع إلى الأب المحب في السماء طلباً للنجدة مع البكاء بالدموع . " وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " . ( لوقا 22 : 44 ) .
ماذا يمكن أن نتوقعه بالنسبة لهذه الصلاة النابعة من القلب والتوسل ؟ يُذكرنا أحد إخوته الأربعة أن " الصلاة بصدق وحماس لرجل صالح تحيي الكثير " ( جيمس 5 : 16 ) .
مثل هذه الصلوات النابعة من القلب ، ومثل هذه الصيحات المخضبة بالدماء ، ومثل هذه اللوعة ، ومثل ذلك الأسى ، تكاد تنادي الله فوق عرشه أن تحل عنايته .
ويستجيب الله لدعاء يسوع :
يؤكد القديس بولس ، أن الدعاء لم يقع على آذان صماء : " الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له ( ) من أجل تقواه " . ( العبرانيين 5 : 7 ) .
ماذا يعني قوله : " وسمع له " ! يعني أن الله قد قبل دعاءه . إن الله جلت قدرته هو السميع دوماً . لقد سمع ( أي أنه استجاب ) لدعوات يسوع كما سمع ( واستجاب ) لدعوات أبيه إبراهيم عليه السلام .
.. كان سيدنا إبراهيم عليه السلام – وقد تقدمت به السن – قد دعا أن يرزقه الله بغلام ، فوهب الله له سيدنا إسماعيل عليه السلام ، فولد له . أصبحت كلمات سيدنا إبراهيم لحماً ودماً ( أي تحقق له الدعاء ) وتعني كلمة " إسماعيل " حرفياً في اللغة العبرية أن الله قد سمع . وزكريا أيضاً – عليه السلام – دعا الله في سن متقدمة أن يهبه غلاماً ، وسمع الله دعاءه ( استجاب له ) وولد له يوحنا المعمدان ( سيدنا يحيى عليه السلام ) . والآن ها هو ذا يسوع يجأر بالدعاء طلباً للنجاة " وقد سمع الله " ( أي استجاب لدعائه ) وجاء بإنجيل لوقا ما يلي : " وظهر له ملاك من السماء يقويه " ( لوقا 22 : 43 ) .
نعم . يقويه إيماناً وأملاً في أنه سينقذه . وهذا بالفعل هو ما يسأل عيسى الله أن يتمه له . متى وكيف يستقر وحده بين يدي الله . إن أساليب وكيفيات قدرة الله غير أساليبنا نحن البشر . ولنحص بركات الله ( خلال محنة عيسى عليه السلام ) لنجده :
(أ) التوكيد المطمئن من السماء .
(ب) يجده بيلاطس غير مذنب .
(ج) رؤيا زوجة بيلاطس وفيها تُنبأ بأن عيسى يجب ألا يمسه أذى .
(د) لم تقطع ساقاه .
(هـ) اليهود يتعجلون إنزاله عن الصليب .
ماذا أبقى للعظام :
الملحوظة الرابعة فيما ورد أعلاه التي تشير إلى أنهم " لم يقطعوا ساقيه " إنما كانت تحقيقاً لنبوءة ، وردت بالمزمور الرابع والثلاثين تقول : " يحفظ جميع عظامه . واحد منها لا ينكس " ( المزامير 34 : 20 ) .
ولو حفظت عظام الضحية من الأذى ، فإنها تكون نافعة له فحسب لو ظل حياً ! وبالنسبة لشخص مات فعلاً ، فإن سلامة عظامه لا تفيده بشيء . وسواء كانت قد قطعت أو هشمت ، فهي لن تفيد الجسم الذي مات صاحبه . لن تفيد روحه . ولكن بالنسبة لأشخاص أحياء على الصليب فإن تقطيع الرجلين يعني كل الفرق بين الموت والحياة . ولم يكن الرومان الوثنيون معنيين بكفالة تحقيق أي نبوءة . فهم كما يقول القديس يوحنا :
" وأما يسـوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قـد مات " ( يوحنا 19 : 33 ) .
" رأوا " كلمة بسيطة جداً . ولكن لنا أن نسأل : ماذا رأوا ؟ هل لنا أن نتخيل أن ما حدث كان تحقيقاً لقول المسيح : " ومبصرون تبصرون ولا تنظرون " ( متى 13 : 14 ) وعندما يقول يوحنا الجنود " رأوه " فإنه يقصد أنهم " قدروه " لأنه لم يكن لديهم جهاز " استيذوسكوب " حديث للتحقق من الوفاة ولا كان أحدهم قد لمس جسده أو قاس ضغط دمه أو نبضه لكي يخلص إلى النتيجة أنه كان " قد مات فعلاً " . إنني أرى في كلمة " رأوه " علامة أخرى من علامات مشيئة الله في إنقاذه .
( ثم يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما تم نشره بجريدة " ويك إند وورلد " ، وقد علق على الرسم بقوله هذا الرجل لا يصلب ، لكنه يمثل دور المصلوب . وتحت الصورة يوجد تعليق يقول إن السيد بيتر فان دير برج ينزل إلى الأرض ( معنى ذلك أنه لم يفارق الحياة ) بعد أن علق على صليب لمدة عشرين دقيقة . والسيد فان دير برج يعمل في حانة للخمر ( بارمان ) فـي مدينة نيوكاسل بنيتال سمح بأن يُسَمّر إلى الصليب في الأسبوع الماضي ، ليبرهن على أن الإنسان يمكن أن يسيطر على جسمه .
10 الفصْل التاسع عَودَة مِنَ الموْتِ إلى الحَياةِ يَومياً
بكل أوجه التقدم في مجال الطب منذ المسيح عليه السلام ، ومع كل الوسائل العلمية الحديثة المتاحة لنا ، فإن مئات الناس تحرر لهم شهادات وفاة يومياً في كل أنحاء العالم . وبينما أنا مشغول بكتابة هذه السطور أجد انتباهي يشد نحو حادثة القتل القريبة العهد التي تعـرض لها السيد : بارناباس ، الذي حمل إلى مستودع الجثث بعـد أن " أعلنت وفاته إكلينيكيا " . ولم يكن هذا الإعلان من قبل الجنود الرومان في العصر القديم ، ولكن هذا الإعلان قد تم من قبل رجال مؤهلين طبياً على أعلى مستوى . وتناولت الصحف هذا الحدث باعتباره أنه صدمة عام 84 ( ) وثمة أمر مدهش آخر تحت عنوان " صدق أو لا تصدق " تجده على ص 81 من هذا الكتاب عن صحفي يتتبع الناس الذين عادوا من بين الموتى مع تقديم نبذة عن تاريخ حياتهم لتحقيق أعلى نسبة توزيع . وهاك قائمة كمجـرد بداية لتقول رأيك :
بعث بعد موت أم مجرد انتعاش ؟ .
(1) بنت صغيرة " ماتت " تحكي كيف عادت إلى الحياة بعد 4 أيام . ( ديلي نيوز 15 / 11 / 55 ) .
(2) مات رجل لمدة ساعتين : لا يزال يعيش . معجزة تحير الأطباء . ( ساندي تربيون 27 / 3 / 60 ) .
(3) مات لمدة 4 دقائق – توقف قلب الرجل لكنه يستمر في الحياة – ( سنداي اكسبرس 23 / 7 / 61 ) .
(4) لا يعرف أنه مات لمدة 60 ثانية . ( كيب آرجوس 16 / 3 / 61 ) .
(5) دكتور هتج عاد من بين الموتى . ( كيب آرجوس 4 / 5 / 61 ) .
(6) وتحرك الكفن – أفلت الشاب من الدفن حياً . ( سنداي تربيون 13 / 5 / 62 ) .
(7) عودة من عالم الموتى – بعد الاعتقاد بوفاته بيومين ( بوست 25 / 7 / 65 ) .
(8) الجثة تغمز بعينها لمتعهد الدفن – وكتب الطبيب شهادة الوفاة – ( ديلي نيوز 25 / 3 / 75 ) .
(9) ميت إكلينيكيا – لا يزال " تودلر " حياً بعد معركة لمدة ساعة لإنقاذه . ( ناتال مر كوري 25 / 12 / 82 ) .
(10) هل كان ميتاً أم كان حياً ؟ المعضلة التي تواجه زرع الأعضاء . ( سنداي تربيون 17 / 7 / 83 ) .
(11) يهز فيتحرك – بعد الإعلان عن وفاته إكلينيكيا " بسبب كثرة الشرب في عيد الكريسماس ( ديلي نيور 3 / 1 / 84 ) هذه القائمة المحزنة لا تكتمل إلا إذا قام ناد أو جمعية يكون الشرط الوحيد للعضوية هو الموت والعودة من بين الموتى . ونقول لو أن كل شيء حدث " كما تقول الكتب المقدسة لدى المسيحيين " فإن يسوع يمكن أن يكون رئيس هذا النادي أو تلك الجمعية ! .
وفي بقية الصفحة الثامنة والثلاثين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لناد للعائدين من بين الموتى يضم أحد اجتماعاتهم بفندق سافوي بلندن سبعة أشخاص .. إلخ .. ) .
( المترجم )
|