عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 09-02-2006
ayman20106 ayman20106 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 48
ayman20106 is on a distinguished road
12 الفصْل الحادي عشر لِماذَا عَلامَتَا التَنْصِيصْ ؟؟ .. " .. "

ارتياب اليهود وقلقهم :
ليس لنا بحال أن نفترض أن يسوع تم دفنه على عمق ستة أقدام . كان قبر يسوع ضخماً كحجرة جيدة التهوية وليس قبراً . ويعطى " جيم بيشوب " ( وهو عالم من كبار علماء المسيحية ) في كتابه " يوم مات المسيح " مواصفات قبر المسيح كما يلي : الاتساع خمسة أقدام . الارتفاع سبعة أقدام . العمق خمسة عشر قدماً . مع نتوء أو نتوءات بالداخل . ومأوى بهذه المواصفات يسعد أي واحد من سكان الأحياء الشعبية للإقامة فيه كمسكن له . وارتاب اليهود . كان كل شيء يدعو للارتياب .
(أ) كان طريق الاقتراب من المقبرة سهلاً متاحاً .
(ب) زميلاه على الصليب لا يزالان أحياء .
(ج) لم تقطع ساقاه بينما قطعت ساقا كل من رفيقيه على الصليب .
(د) التصريح السهل السريع الذي منحه بيلاطس للحصول على جثمان يسوع .
ولهذه الأسباب ، ولأسباب أخرى كانت لليهود شكوكهم . شعروا أنهم كانوا قد خُدعوا . ( وتساءلوا ) : هل ما يزال يسوع " على قيد الحياة " ! وهرعوا إلى بيلاطس .

أخطاء اليهود :
يقول القديس متى : " وفي الغد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال .. فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا .. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى " ( متى 27 : 2 – 64 ) .
وهكذا يتحدث اليهود عن " الأولى " و " الأخيرة " غير مدركين أنهم في تعجلهم العصبي كانوا قد وقعوا في غلطة أو سقطة أخرى .
كانوا قد ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم التالي فحسب . كانوا يريدون غلق الحظيرة على الحصان بعد أن نجحوا في إدخاله إليها . وكان بيلاطس قد طفح به الكيل منهم ولذا قال لهم : " عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون " ( متى 27 : 65 ) ولم يكن بيلاطس ليندفع مع هواهم . كان لديه أكثر من سبب لكي يكرههم .

هَوَس :
لا يهم ما فعله أو ما لم يفعله اليهود بعد رد بيلاطس الجاف عليهم . لقد كانوا قد فقدوا بالفعل يوماً كاملاً ! لكن المسيحيين المتعلقين بأوهى الأسباب يحرفون تعبير " حرس المعبد " إلى " الجنود " ويجعلون هؤلاء الجنود " جنوداً للرومان " . ثم يملأون الصفحات مبالغين في كفاءة آلة الحرب الرومانية ، ليخلصوا إلى إنها لا يمكن أبداً أن تضبط غافية غافلة أو تاركة لمكان الحراسة ! والنتائج محتومة لمن يساق إلى هذا المنزلق . هل يعني ما كتبوه ( عن عظمة وقوة آلة الحرب الرومانية ) أن الجندي الروماني معصوم من الخطأ ؟ وبينما يستغرق القارئ المسالم في مطالعة التفاصيل المتشعبة ، يكون مستعداً مهيأ أن يبلع الطعم والسنارة . وهو خداع طوروه ليصبح فناً من الفنون ! .
ما هو الخطأ الأول الذي وقع فيه اليهود في محاولاتهم التخلص من يسوع ؟ كان الخطأ الأول أنهم سمحوا بإنزال يسوع عن الصليب دون كسر ساقيه تحت زعم أنه كان قد مات . وكان الخطأ الأخير لهم أنهم مكَّنوا لأتباع يسوع غير المعروفين علناً أن يقدموا المساعدة لرجلهم الجريح بعدم غلق المقبرة غلقاً محكماً . وأيضاً وفي نفس الوقت بتأجيلهم الذهاب إلى بيلاطس إلى اليوم " التالي " الذي كان وقتاً متأخراً لدرجة أن … ! يعمل الله قدرته بطريقة لا يعرفها البشر . إن أساليبه في إعمال قدرته غير أساليبنا وهو سبحانه وتعالى يقول وهو أعز القائلين في القرآن الكريم :
( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [ آل عمران : 54 ] .

وصباح يوم الأحد :
كان ذلك صباح يوم الأحد ، أول أيام الأسبوع حسب التقويم اليهودي الذي يعتبر يوم السبت هو اليوم السابع في الأسبوع ، عندما زارت مريم المجدلية بمفردها مقبرة يسوع ( مرقس 16 : 9 ) ويوحنا 20 : 1 ) .
والسؤال هو " لماذا ذهبت هنالك ؟ " هل ذهبت هنالك كي تمسح عليه بالزيت ، كما يخبرنا القديس مرقس ( 16 : 1 ) .
والسؤال الثاني هو : هل جرى العرف بين اليهود أن يمسحوا جسد المتوفى بالزيت في اليوم الثالث لوفاته ؟ الإجابة هي : " لا ! " إذن لماذا أرادت المرأة اليهودية ( مريم المجدلية ) أن تدلك جسد المسيح بعد 3 أيام من إعلان وفاته ؟ ونحن نعلم أنه خلال 3 ساعات يغدو الجسم متصلباً صلابة الأجساد الميتة . وفي غضون ثلاثة أيام يتحلل الجسم من الداخل . تنشطر وتتحلل خلايا الجسم . ولو حكَّ أي شخص مثل هذا الجسد يتفتت أجزاء صغيرة . فهل يكون لتدليك الجسم إذن معنى ؟ الإجابة هي : لا ! .
لكن هنالك معنى ، ( ومعنى كبير ومفهوم ) لو كانت مريم المجدلية تبحث عن شخص حي . وأنت أيها القارئ الكريم تدرك أنها كانت بالقرب من الشخصين الوحيدين اللذين قاما بالطقوس الأخيرة لجثمان يسوع وهما يوسف الآريماتي ونيكوديموس . ولو كانت قد شاهدت أي دليل على وجود دبيب للحياة في أي عضو من أعضاء جسد يسوع لما كان معقولاً أن تصيح إنه حي ! إنها تعود بعد ليلتين ويوم عندما كان سبت اليهود قد انقضى لكي تعنى بيسوع .

الكفن خال من الجسد – بعد إزاحة الحجر :
وعند وصولها إلى المقبرة استبدت بها الدهشة إذ وجدت أن شخصاً ما كان قد سبقها بالفعل وأزاح الحجر ( الذي يسد مدخل المقبرة ) وبالدخول إليها تجد أن الملاءة التي يلف بها جسد الميت مطوية ملفوفة مكومة بالداخل . ( بدل أن تكون ملفوفة حول الجسد الميت ) هل ثمة مجال لأمثلة أكثر ؟ نعم يثور ثمة سؤال يقول : لماذا أزيح الحجر ( من باب المقبرة ؟ ) الجواب على ذلك أنه بالنسبة لشخص يعود إلى الحياة ( بقدرة الله ) شخص كان قد قهر الموت ( بإرادة الله ) ليس من الضروري أن يتزحزح الحجر كي يخرج ( من المقبرة ) كما لم يكن ضرورياً للملاءة الملفوف بها جسده أن تلف لكي يخرج منها . الجواب على ذلك أنه بالنسبة للروح لا تشكل جدران الحجارة سجناً ، ولا تحد قضبان الحديد قفصاً .
إن تزحزح الحجر وانفلات الملاءة الملفوف فيها الجسد من ضرورات ( تحرير ) جسم مادي . كانت المقبرة الخالية تشكل قمة الإثارة التي لم تكن ( مريم المجدلية ) تتوقعها . ولذا فإن المرأة التي أصابتها الهستيريا ( لدرجة أن القديس مرقس يقول إن يسوع كان عليه أن يخرج منها سبعة شياطين – 16 : 9 ) تنهار وتبكي . وكان يسوع يرقبها من مكان مجاور – ليس من السماء ، ولكن من الأرض .
كانت المقبرة من ممتلكات يوسف الآريماتي الخاصة وكان واحداً من أثرياء اليهود ذوي النفوذ . وحول هذه المقبرة كانت ثمة مزرعة للخضراوات . وكان لمثل هذا الرجل اليهودي الموسر أن يجعل من مثل هذه المزرعة أو الحديثة أشبه ما يكون بالمنتجع الترويحي لنفسه ولأسرته لقضاء فترات من الراحة ! .

مفارقة مضحكة :
كان يسوع هناك ! وكان يرقب مريم المجدلية إنه يعرف من تكون ، ويعرف لماذا هي موجودة بالمكان . يقترب خلفها ويجدها تبكي أو تصرخ . ولذلك فإنه يسألها :
" … يا امرأة لماذا تبكين . من تطلبين " ( يوحنا 20 : 15 ) وقبل أن تجيب ( مريم المجدلية ) دعني أتدخل فأثير سؤالاً :
" لماذا يسأل يسوع أسئلة لا لزوم لها ؟ ألا يعـرف الأسباب الظاهرة ؟ بالطبع – يعرف ! إذن لماذا يسأل ؟ " .
الجواب على ذلك أنها كانت أسئلة لها ما يبررها . نعم ، إنه يعرف أنها كانت تبحث عنه ، لكن خاب أملها ( إلى حد الصدمة ) بعدم عثورها عليه . ومن ثم كان نحيبها . لكنه أيضاً يعرف أنها لن تتعرف عليه بسبب تنكره التام المتقن . ولذا فهو – على نحو معقول – يستدرجها ( إلى حالة السواء والاعتدال بالكلام إليها ) . وعند وصف هذه الجزئية يقول القديس يوحنا : " وهي إذ اعتقدت أنه البستاني قالت له " : والآن ، لماذا تعتقد مريم أنه البستاني ؟ هل العائدون من بين الموتى يلزم بالضرورة أن يشبهوا عمال البساتين ؟ كلا !! إذن لماذا تعتقد أنه البستاني ؟ الجواب : لأنه خائف من اليهود ! ولماذا يخاف من اليهود ؟ لأنه لم يمت ولم يهزم الموت ! لو كان قد مات أو لو كان قد هزم الموت لما كان ثمة داع للخوف . ولم لا ؟ لأن الجسم لا يموت مرتين ! من القائل بهذا ؟ الكتاب المقدس يقول به . أين ؟ في الرسالة إلى العبرانيين 9 : 27 يقول : " .. وكما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " .
الرد مع إقتباس