عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 10-02-2006
ayman20106 ayman20106 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 48
ayman20106 is on a distinguished road
20 الفصْل التاسِع عشر صَلْبٌ أم لَعِبٌ بالصَّلبْ

عجز اللغة :
كل كلمة إنما هي صورة مجمدة ( ثُبتت ) للصورة التي تمثلها . لو أخذنا كلمة وتأملناها سنكون قادرين دون ريب أن نرى ( الشيء الذي تمثله ) أو أن نجعله مرئياً في أذهاننا . جرب : " سفينة " ، سترى سفينة في ذهنك . " حقيبة يد " ، سترى حقيبة يد في ذهنك . " سيجارة " ، ستجد سيجارة في ذهنك . لكننا نتكلم بسرعة كبيرة جداً لدرجة أننا نتمثل في أذهاننا الكلمات كأفكار وتصورات ذهنية . والكلمات هي الأدوات التي من خلالها ( بواسطتها ) نوصل رسائلنا . وكلما زادت مفردات لغتنا ، كلما كانت وسائل اتصالنا ( بالآخرين ) أوضح وأسهل . لكن الكلمات الخاطئة ( المضللة التي تستخدم خطأ بقصد أو بغير قصد ) يمكن أن تفسد الأفكار .

ذخائر اللغة :
اللغة العربية غنية جداً في التعبير عن الأفكار الروحية والتصورات ، لكن اللغة الإنجليزية أغنى في مجال العلم والتقنية . لكن اللغة الإنجليزية تخذلني . يبدو أنه ليس فيها أفعال للأحداث التي لم تتم أو للأحداث التي بدأت المحاولة في القيام بها . وكمثال لذلك :
(1) رجل اقتيد إلى المشنقة ووضع الحبل حول عنقه ، وتم شد الحبل ليموت ولكن تدخل القدر ولم يمت . وبعد عشرين عاماً مات نفس الرجل غرقاً . نريد كلمة إنجليزية واحدة تقول لنا ما إذا كان الرجل قد شنق أم لا ؟ نريد فعلاً واحداً أي كلمة واحدة .
(2) وكذلك الحال بالنسبة لرجل وضع على كرسي كهربي ليموت صعقاً بالكهرباء . يوضع على الكرسي ، ويتم توصيل الدائرة الكهربية ، ومع ذلك لا يموت الرجل . وقبل غلق الدائرة مرة أخرى يصدر عنه عفو ، ويموت نفس الرجل بعد ذلك في حادث سيارة . هل كهرب الرجل أو لا في كلمة واحدة ؟
(3) يسجل المؤرخ اليهودي يوسيفوس في كتابه " مأثورات قديمة " فيما يتعلق بحوادث الصلب التي حضرها بنفسه أن الرجال المحكوم عليهم بالموت صلباً تم إنزالهم عن الصليب . وظل واحد منهم على قيد الحياة ! ماذا حدث لهذا الرجل على الصليب ؟ وهل صلب ؟ مطلوب كلمة واحدة .

فيض من ألاعيب الصليب :
من الجائز أن يقال إن ( الحالات الثلاث التي أوردناها ) إنما هي حالات افتراضية . لكننا أمام تاريخ يصاغ . أنظر إلى ص 36 لتطلع على ما أعدنا طباعته عن " ويك أند وورلد " بتاريخ 3 أغسطس 1969 لتشهد السيد : بيتر فان ديربرج ، وهو عامل بحانة للخمور ، " مصلوباً " يتلقى " الركلات " لمجرد الاستمتاع بالإثارة أو كما قال بنفسه لمجرد أن يثبت أن الإنسان يستطيع أن تكون له السيطرة على جسده . صعد على الصليب . ومضى يمارس كل ما في عملية الصلب . ولكي يتحمل كل ما حدث في جلجوثا ( المكان الذي صلب فيه يسوع ) تم إدخال ثلاثة مسامير طول كل منها 18 بوصة في إليتيه وهذا " البارمان " لا يزال حياً . هل صلب ؟ نريد " فعلا " لا يوجد مثل هذا الفعل في اللغة الإنجليزية .
وعندما صاح اليهود مرددين صياحهم أمام بيلاطس " أصلبه ! أصلبه ! " ( لوقا 32 : 21 ويوحنا 19 : 6 ) فإنهم كانوا يقصدون : " اقتله على الصليب . اقتله صلباً . ولم يقصدوا خذه في نزهة إلى الصليب . ثم إنه لو كان استعراض الصلب ذاك كاستعراض صلب السيد : فان دير برج ، فإنه الرجل لم يمت من جراء الصلب . فماذا تقول عن ذلك الذي حدث ؟ وأي فعل ذلك الذي ستستخدمه إن لم يكن موجوداً في لغتك ؟

صور من عجز اللغة ؟
إنجليزي بجنوب أفريقيا وشريك له مـن أمريكا يعترفان أنه " لو كانت كلمة يصلب تعني : يقتل على الصليب ، فإننا لا نجد كلمة تصور مجرد الصعود على الصليب دون موت عليه . " عار عليهم . إنهم يحاولون السخرية مني والعيب في لغتهم وفي عجزهم أن يجدوا الكلمة المناسبة .
ومع كل إيمانهم " بحلول الروح القدس " فيهم ، فإن العالم المسيحي قد أخفق في أن يصك كلمة تكون لفظاً لفعل ليصف " مجرد التثبيت على الصليب " . ولسوف انتشلهم من محنتهم إن شاء الله ! قبل أن ينتهي هذا الفصل من الكتاب ، ولو كانت " يصلب " تعني فقط " يقتل " فهل يمكن لهم أن يقولوا لنا ماذا تعنيه أيضاً الكلمة ؟ إن قاموس اكسفورد يعطي للكلمة معنى هو : " يقتل بالتثبيت على الصليب " . والمبشرون مؤلفو كتاب " الإسلام يحاور أو يعمد إلى المناظرات " لا يستطيعون أن يجدوا حلاً للمشكلة . ولذلك سأقدم لهم الحل .

شيوع لعبة الصلب :
هنالك دائماً شيء جديد قادم من الشرق . والآن من الشرق الأقصى ، ها هم أولاء الفليبينيون وقد طوروا بدعة جديدة هي أن " يصلبوا " . يريدون أن يحذوا حذو يسوع – ( أنظر ص 85 ) لتجد صورة فوتوغرافية لما نشرته صحيفة " سبع داي نيوز " الصادرة في دار السلام بتاريخ 3 مايو 1981 ، إذ نشرت عما يسمى مضاعفات الصلب في الفلبين . وذكرت الصحيفة أن " سبع حالات صلب على الأقل " تم النشر عنها في الصحف المحلية . ومن الممكن أن تكون عمليات صلب أخرى قد تمت في الأقاليم ولم ينشر عنها شيء . من بين هذه العمليات عمليات أجرتها سيدة تدعى " لوشيانا ريز " التي وصفت بأنها أول إمرأة يعرف أنها مارست " طقوس الصلب " ! وكإضافة جديدة لعناصر عملية الصلب هي دق مسامير في يدي المتقدمين للصلب بالصليب الخشبي .

أصلب مميت أم مسرحية عن الصلب ؟
لم يمت أي شخص بالصلب . وأغمى على أحدهم . ونزل أحد المصلوبين ليدخن سيجارة بعد ربط يديه بضمادات شاش . وتمت عملية الصلب لأحدهم خمس مرات وكان قد نذر أن يصلب عشر مرات . تبدو المسألة كما لو كانت قصة خرافية . ولكن كان هنالك أكثر من 25,000 مشاهد لأربع عمليات صلب في مدينة واحدة . وبعضها تمت إذاعته مباشرة بالتليفزيون على الهواء .
( وعلى الصفحة الخامسة والثمانين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشرته مجلة " سن داي نيوز " الصادرة بدار السلام بعنوان : محاكاة يسوع ) .
( المترجم )

* * *


وللعالم المسيحي سمعة سيئة في استغلال يسوع لجمع المال . وكان كل فيلم من الأفلام عنه كصندوق لجمع المال يحطم الأرقام القياسية . لهم مسرحياتهم القومية والعاطفية ، فلم لا يكون لهم مسرح الصليب .
ولقد حل ريج جراتون مراسل صحيفة " السن داي نيوز " المشكلة ( أنظر ص 85 مرة ثانية ) بجعل كلمات " الصلب " بين شولات مقلوبة ( تلك التي تستخدم كعلامتي التنصيص الموضحتين لبدء ونهاية كلام شخص ما ) . ولقد استخدم في مقالته هذه الكلمة خمس مرات ، وفـي كل مرة تظهر هذه الكلمة كان يضعها داخل علامتي التنصيص . وبمعنى آخر فإنه يقول : " الصلب المزعوم " . أما وقد لصقت هذه الكلمة كلمة " صلب " كفعل ، و " الصلب " كمفعول مطلق ، أما وقد لصقت هذه الكلمة في ألسنة المبشرين أو ليس من الأفضل أن نستبدلها بتعبير " الصلب المزعوم ؟ " .

الصلب أم الصلب المزعوم ؟
نستطيع الآن أن نقول دون أي حرج ذهني أن بيتر فان دير برج تحمل عملية الصلب بكل تفاصيلها ولم يمت . بمعنى أنه ثبت على الصليب ( لتمثيل الصلب ، لا ليموت صلباً ) .
وأكثر من ذلك نستطيع القول بأن المسيحيين في الفلبين لا يمارسون " الموت صلباً " ولكن يمارسون " لعبة الصلب " بكل إخلاص ( يمكن تصوره للعبة ) . وممارساتهم تلك ليس فيها خدع سينمائية ، كما يفعلون في الأفلام . إنها الشيء الحقيقي ، لكنه فقط بدون وفاة . ومن ثم فإن أي عرض من العروض على الصليب حيث يحاول الضحية أن يقلد تجربة يسوع المزعومة لكنه لا يموت فعلاً تلك " الميتة الفظيعة الملعونة " على الصليب ، يجعل لنا الحق كل الحق في أن نطلق عليها الاسم الصحيح .
( ثم يقترح المؤلف كلمات جديدة مثل " يلعب لعبة الصليب " بدلاً من " يموت على الصليب " . " وموضوع على الصليب " بدلاً من " ميت على الصليب " و " لعبة الصلب " بدلاً من " الموت صلباً " ) .
وهذا الاستخدام الصحيح للكلمات سوف يحطم " صليب " المسيحية الذي يجد نفسه في " مفترق الطريق " لا يعرف أي طريق يسلك . ولو استخدمنا الكلمات المشار إليها جيدا فإننا سنجدها قريبا في معاجم الإنجليزية .
وبانتهاء هذه السطور نكون قد نشرنا مائة ألف نسخة أعدت للنشر مجانا كطبعة أولى . إقرأها عزيزي القارئ ، وتبادلها مع أصدقائك أو مع خصومك لتمجيد الحق .
آمين ( ) .
( وعلى بقية الصفحة يورد المؤلف رسما تخطيطيا لعملية صلب المسيح اقتبسه عن أحد الناشرين ) .
الرد مع إقتباس