عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-02-2006
ZORO2006 ZORO2006 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 94
ZORO2006 is on a distinguished road
البحث عن الحب... فقط

http://boswtol.com/mastaba/bahebak_81_05.html
البحث عن الحب... فقط

ما أتعس قلبي وما أشقاه!!! ألم يجد سواه ليحبه؟ ألم يكن يكفي أن أشقى في الحياة فيكون الشقاء أيضا في حبي..؟!

فأنا ولدت في أسرة أقل وصف لها أنها مفككة فرغم أن أبي وأمي يعيشان في نفس المنزل وتحت سقف واحد لكن المشكلات والمشاجرات بينهما لم تكن تنتهي... ولم أعرف في حياتي الاستقرار بينهما....

وهكذا كانت حياتي خالية من الحب وكنت آمل أن أجده في يوم من الأيام وألاّ أكرر تجربة والديّ وأن أتزوج في يوم ممن يهواه قلبي...!!

وتصورت أنني وجدت ما أبحث عنه عندما رأيته، لكنني لم أعرف أن إعجابي به وانجذابي إليه سيقلب حياتي ويحوّلها إلى جحيم..!!

رأيته في رحلة نظمتها إدارة الجامعة... لفت انتباهي بحديثه الخلاب الذي كان يجبر الجميع على الصمت عندما يتحدث فينصتون إليه منبهرين بشخصيته وأسلوبه وحديثه العذب.

وسريعا ما تعارفنا، وعلمت أنه في عامه الجامعي الأخير، أما أنا فقد كنت في العام الجامعي الأول.

هو "حسام" وأنا "ندى"... كنت سعيدة بتبادل الحديث معه وإليه ورغم تبادلنا لأرقام الهواتف إلا أني لم أكن أتصور أني سوف أراه مرة أخرى فقد كنت أظن أن هذه الرحلة ستكون الفرصة الأولى وأيضا الأخيرة للقائنا.

لكن هذا لم يحدث إذ أنني رأيته بعد ما يقرب من أسبوع من انتهاء الرحلة في كليتي رغم أن كليته خارج الحرم الجامعي في حين أن كليتي بالداخل واندهشت لرؤيته وذهبت لأسلم عليه فقابلني بشوق وقالت عيناه الكثير وعرفت أنه قد أتى خلال هذا الأسبوع أكثر من مرة ليراني ولكنه لم يفلح.

إذن أتى لكي يراني ويبحث عني ووجدت نفسي أهتف في سعادة لقد جاء أخيرا من يهتم بي ويبحث عني و..و.. يحبني... نعم هتفت بالكلمة في أعماقي بكل قوة... يحبني..

وازداد ارتباطنا يوما بعد يوم وشعرت أن الدنيا أخيرا قد تبسمت لي لكني كنت في كل تلك السعادة أشعر بقلق خفي وشعور مبهم بأن القدر يخبئ لي شيئا وأن سعادتي بحبي لن تكتمل... لكني لم أكن أستسلم لهذا الشعور وكنت أقول لنفسي دائما إنني أخشى السعادة وإني غير معتادة عليها، وكان هذا ينجح أحيانا في أن يجعلني لا أفكر في شيء إلا حبي وسعادتي بهذا الحب لكن مازال هذا الهاجس الخفي يطاردني... ويفسد عليّ سعادتي.

ومضى شهر كنا نلتقي فيه بشكل شبه يومي تعلقت به وتعلق بي ولم أعد أتصور حياتي دونه ولم أعد أتخيل أن يمر يوم دون أن نلتقي وكنت أنتظر في لهفة ذلك اليوم الذي سيصارحني فيه بأنه سوف يأتي ليخطبني وأن نكون معا للأبد.

وجاء اليوم الذي لن أنساه أبدا مهما حييت... فقد قررت أن أطلب منه أن أصارح والديّ بما بيننا وأن يأتي ليراهم ويتعرف عليهم وأخذ الشعور بالقلق الخفي يتزايد في أعماقي دون مبرر، لكنه طمأني وقال:
أنا أيضا أتمنى ألا نفترق أبدا، وأن الزواج لابد أن يجمع بيننا.

وتنفست الصعداء خاصة بعد أن أخذ يحكي لي عن حياته وأنه وحيد والديه وأنهم لن يرفضوا له أي طلب خاصة إذا كان الارتباط بمن يحبها قلبه.

فقال لي:
- كأنك كنت معنا اليوم فوالدتي قبل أن تذهب للكنيسة حدثتني في أهمية أن أرتبط و..

فشعرت بصدمة وقطعت حديثه صائحة:
-كنيسة... أوالدتك مسيحية؟!

وكانت الصدمة من نصيبه هو فقال:
- بالطبع مسيحية وأنا أيضا... أأنت..؟!

ولم يقوَ على استكمال السؤال ولم أقوَ على الإجابة وشعرت بدوار شديد والأرض تميد بي، وساد الصمت بيننا إلى أن قطعه هو وقال بكل مرارة الدنيا:
- كيف لم ننتبه إلى هذا...؟! كيف لم نلتفت إلى أننا مختلفو الديانة؟ كيف لم أدرك أنك مسلمة؟ وكيف لم تدركي أنني قبطي... كيف.. كيف..؟!

- فأفقت قليلا من صدمتي وقلت لأننا لم نكن نتحدث إلا عن حبنا... ولم يكن لنا اهتمام إلا به.
- فصاح في انهيار: إذن ما الحل الآن..؟!... أنا لا أستطيع الابتعاد عنك.
- ولا أنا أيضا فأنا لم أشعر أن لحياتي معنى إلا معك.

وكان هذا هو أول اختبار لحبنا، فقد كان أمامنا حل من اثنين إما أن يتحول أحدنا لدين الآخر وإما الفراق...!!

وهنا شعرت بخدر عجيب يسري في كل جسدي ورحت أتساءل لأية درجة يحبني "حسام"..؟! وهل يمكن أن يصل حبه لدرجة التضحية بدينه..؟! وصدمني السؤال وسألته لنفسي هل أحب "حسام" لدرجة أن أضحي بديني..؟!

وتكرر السؤال في أعماقي ورحت أتساءل هل يحب الآخر لدرجة التنازل عن دينه ولدرجة مواجهة غضب أسرته ومجتمعه عليه ولدرجة التخلي عن عادات وتقاليد وشعائر وحياة كاملة اعتاد عليها وفرضها عليه الدين الذي يعتنقه...؟!

ورحت أتخيل نفسي مسيحية.. ورحت أتساءل هل من الممكن أن أتحول للمسيحية...؟! لكني لم أستطع تصور ذلك رغم عدم التزامي بما عليّ من فروض... وأدركت في تلك اللحظة فقط كم أحب ديني وكم هو غال جدا لدي وكم أنني لم أدرك حبي لهذا الدين وأنه جزء من تكويني وحياتي إلا الآن وأدركت أيضا كم كنت مقصرة في حق ربي وأيضا في حق نفسي لكني من ناحية أخرى كان من الصعب عليّ أن أتنازل عن الحب الذي ظللت أبحث عنه طوال عمري.

ونظرت إلى "حسام" فوجدته أيضا ينظر إلى السماء وهو مذهول وأدركت أن هناك صراعا مماثلا يدور في أعماقه وأنه أيضا يصعب عليه أن يتخلى عن دينه وحياته السابقة بسهولة أو حتى بصعوبة.

ونظرنا إلى بعضنا البعض وعيوننا تعكس ما يدور من صراع في أعماقنا، وأدركت من نظرات عينيه أن حبنا تم الحكم عليه بالإعدام وأن العديد والعديد من العقبات والمشكلات تقف في طريقنا وأدركت أيضا سر الهاجس الخفي الذي كان دائما يطاردني ويفسد عليّ سعادتي بحبي.

وانهرت بعد أن انهار حلمي الجميل وتساءلت ومازلت أتساءل ما غلطتي وما خطئي؟ هل أخطأت عندما بحثت عن الحب وهل سيأتي اليوم الذي أبرأ فيه من تلك الصدمة؟ وهل سيأتي اليوم الذي أجد فيه الحب الذي طالما بحثت ولم أزل أبحث عنه... هل؟!
الرد مع إقتباس