أنا ياسيّدي القاسم لا اسبّ ولا اعرف ان اسبّ، فلم اتعلم الاّ الحبّ ولن اعلّم الاّ الحب!
الشتيمة ليست من شيمي ولا هي طريقي الى الشهرة.
أنا لا اشتم الاسلام، بل افضحه!
هذه التركيبة العقائديّة ظلمت المرأة في بلادي وجرّدتها من حقوقها واساءت الى انسانيّتها.
"تفسد صلاة الرجل المسلم عندما يمر امامه *** او حمار او امرأة"
انا لا اشتم الاسلام بل أدفع عني شتائمه!
عندما ارفض ان اصنّف مع ال*** والحمار لا اشتم احدا بل أرفض ان يشتمني احد!
امريكا قد تشتري عملاء نفط ولكنها لا تستطيع ان تشتري عملاء فكر، فمن يملك فكرا لا يستطيع ان يبيع نفسه، لا لسبب إلاّ لأنه لن يجد ثمنا لقيمة فكره!
لو كانت امريكا معنيّة بشراء من يشتم الاسلام لما وجدتَ رجلا واحدا في باكستان، ناهيك عن فقراء اندونيسيا والعرب، الاّ وصار شتّاما!
ان رجلا يبحث في براميل القمامة عن لقمة اطفاله، كما هي الحال في معظم البلدان الاسلاميّة، لن يتردد لحظة واحدة عن شتم الاسلام لو وجد سوقا لشتائمه في امريكا، على حدّ زعمك!
ولأعلنت تلك السوق افلاسها منذ اللحظة الاولى التي فتحت بها ابوابها للبضائع الاسلامية!
الاسواق الامريكيّة ترّحب بالعقول المضاءة والمضيئة وتحتضنها، ثمّ ترمي في براميلها عقولكم وشتائمكم.
****************
اعقلوا ياسيّدي القاسم!
الفكر الذي ينقد أخلاقيّاتكم ويفضح عقيدتكم ليس شتيمة.
عندما كتبت وفاء سلطان عن الرجل السعودي الذي مزق فرج خادمته بأسنانه ويديه ورجليه (كوحش فقد صوابه) وحرق سجائره على جسدها ثم دس في جيبها بضعة دراهم ودفشها في طائرة عائدة الى بلادها، عندما كتبت وفاء سلطان عن ذلك هي لم تشتم أحدا بل فضحت بذاءة الآية التي تقول: "وما ملكت ايمانكم"!
المرأة ليست ملكا إلاّ لنفسها، ونفطكم لا يستطيع ان يشتري امرأة بل يستطيع ان يبيع عهرا.
الأسواق الامريكيّة لا تشتري من هذا الرجل سوى نفطه، وتترك له أخلاقياته وعقيدته وعهره!
اعقلوا يا سيّدي القاسم!
تعلموا فنّ واخلاقيّة النقد!
عندما تكتب مقالة من هذا النوع كن اكثر وضوحا، فمصداقية الكلمة تأتي اولا من وضوحها.
اذكر لقرائك بالاسم من هم الذين شتموا الاسلام فاحتضنتهم أمريكا والصهيونية العالمية وجعلت منهم نجوما بين ليلة وضحاها!
اذكرهم بالاسم واذكر شتائمهم كي تفضحهم ان كنت صادقا مع نفسك اولا ومع قارئك ثانيا.
لا تلف وتدور على مبدأ: اسمعي يا جارة افهمي يا كنّة!
هذا اسلوب زقاقي كانت تتعامل به جارتنا ام اصطيف وهي ترطل شتائمها لضرّتها ام محمد دون ان تذكرها بالاسم خوفا من سوط ابي محمد.
اخرجوا من أزقّتكم وتعلموا فنّ واخلاقيّة وعلوم الكتابة!
القاسم رجل اعلام، ورجل الاعلام هو المثل الذي يقتدي به عادة مشاهدو هذا الاعلام، فكن على مستوى هذا الموقع احتراما ورحمة بالأجيال الشابة التي نساهم في بناء عقولها.
تلك الأجيال التي انبرى شاب منها، على الاغلب بعد قراءة مقالتك، وكتب في موقع مرآة سورية مقالة بعنوان"القحـ.........ة وفاء سلطان.
لقد ذكر حرفيّا ما اراد معلمه ومثله الأعلى السيّد القاسم ان يخفيه بين سطور مقالته.
******************
في ثقافتكم كلّ صاحب فكر عميل وكلّ من خالف شريعتكم خائن.
بعد ظهوري الأول على قناة الجزيرة وفي برنامج "الاتجاه المعاكس" سأل الناس أخي، نعم اخي ابن امي وابي: ما الذي دفع اختك لموقفها هذا من الاسلام؟!!
فردّ بلا ادني تفكير: الجزيرة دفعت لاختي مليون دولار كي تقول ما قالته!
وانتشرت الاشاعة كي تخترق الكرة الارضيّة من قطبها الى قطبها الآخر وتصل اليّ.
عندما سمعت قول أخي ضحكت بدلا من ان أبكي!
******************
على ذمّة أخي دفعت لي الجزيرة مليون دولار في المرّة الاولى، ولا احد الاّ الدكتور القاسم يعرف كم دفعوا لي في المرّة الثانية! المرّة الثانية التي شكّلت أخطر نقطة انعطاف في حياتي الكتابية!
حتى تاريخ تلك اللحظة كان جاري الامريكي الذي يسكن البيت المجاور لبيتي منذ اكثر من عشر سنوات يناديني فافا، وفي صباح اليوم التالي فاق الشعب الامريكي ليقرأ على صفحات جرائده:
Stand up…Wafa Sultan is passing!
The Muslim Voltaire has come! He is Wafa Sultan.
ومئات العناوين الاخرى التي أكرمت سبعة عشر عاما من عمري الكتابي!
شكرا للسيّد القاسم الذي علّم، من حيث يدري او لا يدري، جاري الامريكي كيف يلفظ اسمي على حقيقته!
منذ تلك اللحظة وحتّى تاريخ اليوم وهاتفي لا يتوقف عن الرنين...
بريدي الالكتروني لم يعد قادرا ان يستوعب مزيدا من الرسائل.
ساعي البريد يبتسم لي كلّ يوم وهو يلقي الرسائل في علبتي:
Queen of America! How’re you doing today?
البرلمان السويدي يريد ان اشاركه في وضع خطة عمل حيال علاقات السويد مع الدول الاسلامية....
البرلمان الهولندي يريد ان يتشرف بزيارتي...
منظات السلام في سويسرا تنتظر تكريمي في ديسمبر القادم...
جامعات ايطاليا ترحب بي كمحاضرة على منابرها...
مئات الدعوات من كلّ انحاء العالم....
شكرا للدكتور القاسم الذي علّم العالم، وليس فقط جاري الأمريكي، كيف يلفظ اسمي على حقيقته!
********************
ولكن لماذا يخفي السيّد القاسم مسؤوليته بين سطور مقالته تلك؟!!
لماذا يدّعي بأن امريكا والصهيونيّة العالمية قد احتضنتني لأنني شتمت الاسلام؟!!
لماذ احتضنني برنامجه في المرّة الاولى وقبل ان تحتضنني امريكا والصهيونيّة العالميّة؟!!
واذ كنت قد شتمت الاسلام في المرّة الاولى لماذا دعاني الى المرّة الثانية؟!!
هذا اذ تجاهلنا المرّة التي دعاني بها لأدلي برأيي حيال انتخاب الشعب الفلسطيني لحماس فاعتذرت بلطف لأنني لا اريد ان اقحم نفسي في السياسة!
"أمريكا والصهيونيّة العالمية" تعرّفا عليّ من خلال الجزيرة، ليس من خلال المرّة الاولى وحسب، بل من خلال المرّة الثانية ايضا!
كان السؤال الاول الذي طرحته عليّ كلّ الصحف ـ نيويورك تايميز.. لوس انجلوس تايمز.. الصاندي تايمز.. اللوموند الفرنسية...الخ ـ ما الذي اوصلك الى الجزيرة؟
وكان جوابي دائما: لا اعرف..اسألوا الجزيرة؟
على صفحتها الاولى كتبت النيويورك تايمز: شكرا للجزيرة التي عرّفتنا على وفاء سلطان!
كم دفعوا لي؟!!
استطيع ان اؤكّد للقرّاء الأعزاء بان المبلغ الذي دفعوه لي لم يتجاوز قرشا واحدا مجموع المبلغين اللذين دفعتهما لي الجزيرة في المرّة الاولى والثانية!!!
فلماذا لا يرتقي السيّد القاسم الى مستوى مسؤوليته، كرجل اعلام من الطراز الأول، لماذا لا يرتقي الى مستوى تلك المسؤولية ويعلن للقراء:
ـ من الذي اختار وفاء سلطان لتكون ضيفة برنامجه مرتين؟
ـ طالما شتمت الاسلام في المرّة الاولى لماذا استضافها في المرّة الثانية؟
ـ كم دفعت الجزيرة لوفاء سلطان في المرّة الاولى وكم دفعت لها في المرّة الثانية؟
******************
قرأت مرّة لكاتب يهودي، نسيت اسمه، قصة كتابه الاول يقول فيها بما معناه: رغم كلّ الضغوط والقمع الذي يمارس على الانسان يستطيع هذا الانسان ان يحتفظ، ولو لنفسه، بنقاء ضميره.. ويتابع:
كنت في غرفة سجني عندما نادوا عليّ كي يقودوني الى الفرن الغازي. في طريقي الى المحرقة، والذي لن تستغرق مدته بضع دقائق، وضعت فكرة هذا الكتاب ووعدت نفسي لو تدخل القدر ومنع حرقي سأنشره في اول فرصة، وتدخل القدر وفعلت!
والكتاب كله يدور حول فكرة: لا احد يستطيع ان يشتري ضمير الانسان والانسان يستطيع ان يبقى حرا، على الاقل في فكره، في اقسى لحظات عمره.
أثناء ظهوري الثاني في برنامج "الاتجاه المعاكس"، ولا استطيع ان أتصوّر بأن تلك اللحظة اقل ضغطا من الضغوط التي عاني منها الكاتب اليهودي وهو في طريقة من غرفة السجن الى المحرقة، فأنا كنت اواجه خلالها ارهابا عمره اربعة عشر قرنا من الزمن، خلال تلك اللحظة كنت اسمع السّيد القاسم، وكلما لفظ الدكتور الخولي اسم محمد، كنت اسمعه يتمتم: صلّى الله عليه وسلم!
في تلك اللحظة بالذات، ورغم ضغوطها، وضعت فكرة لكتاب بعنوان "الارهاب الفكري"!
الى أيّ مدى يؤمن السيّد الدكتور فيصل القاسم بأن الله صلّى على محمد؟!!
يا إلهي! ما اقسى ان يصبح الرغيف حاجزا للعقل!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|