الي عواركة هذا كاتب مسلم لكنة شريف وصادق اقراء يا جاهل بالامور
هذة المقالة موجهه الي السيد عواركة ليعرف حذور المشكلة ولا يتهم الناس جزافا
والكاتب مسلم عاش في مصر وعايش مشاكل البلاد لكنة ذو قلم شريف
--------------------------------
هل نحتاج لأن نكون متخلفين عقلياً لنصدق بيان الداخلية؟
عبدالرحيم علي
طوال أكثر من ثلث قرن وبالتحديد منذ أن أسند الرئيس الراحل أنور السادات ملف الفتنة الطائفية لأجهزة أمن الدولة المصرية - بعد أحداث كنيسة الخانكة في نوفمبر من عام 1972 - محملا إياهم ما لا يستطيعون تحمله بفعل طبيعة وظيفتهم، سقط علي أرض مصر عشرات القتلي من الأقباط في حوادث اعتداء بشعة تعرضوا لها داخل دور عبادتهم وفي الطرقات المؤدية إلي منازلهم وفي أحضان زراعاتهم، بل إن البعض أجبر علي التهجير من دياره إبان تأجج الأعمال الإرهابية في المنيا بين عامي 1995 و1997 والمفارقة الواضحة أن أحدا من المسئولين عن هذه الاعتداءات الآثمة لم يقدم إلي المحاكم المصرية ليأخذ عقابه العادل والرادع، بينما اعتداء واحد تعرض له السيد الرئيس حسني مبارك علي أرض غير مصرية - في أديس أبابا - نال خمسة من مخططيه حكما بالإعدام، هذه المفارقة ذكرتني بمفارقة أخري لا تقل أهمية عنها، عندما أعلن أحد مراسلي الفضائيات العربية مساء الأحد الماضي أن كل شيء هادئ في المدينة الساحلية الجميلة الإسكندرية وأن صلحا وقع بالفعل وبشكل عفوي بين المسلمين والمسيحيين هناك.
المفارقة هذه المرة أن صلح أحداث قرية العديسات التابعة لمدينة الأقصر، والمعروفة بأحداث درب النصاري، لم يكن قد مضي عليه أسبوع واحد، وقد جاء الصلح قبل تقديم المتهمين بحرق كنيسة العديسات وقتل أحد الأقباط وجرح العشرات تمهيدا لاستخدامه في الحصول علي حكم بالبراءة، إجراء دأبت أجهزة الأمن علي استخدامه في مجمل الأحداث الطائفية التي جرت في مصر المحروسة طوال ما يقرب من ثلث قرن، حتي بات من الحقائق المعروفة أن دم القبطي في مصر ليس له دية، أقول هذا الكلام وأنا أتألم لغياب دولة القانون وسيادة مجموعة من الأعراف التي أدت وسوف تؤدي إلي مزيد من الفوضي يوما بعد يوم.
تقرير حول الوقائع
إن هذا التقرير يشرح بالوقائع كيف تعاملت حكومتنا الرشيدة مع الاعتداءات علي الأقباط طوال هذه السنوات الطويلة، إنه صرخة لكل ذوي الضمائر في مصرنا المحروسة - نعم مصر وليس سواها فالقضية تخصنا وحدنا - أن يهبوا لإنهاء هذه المظالم ووضع حد لفوضي التعامل الحكومي مع ظاهرة من أخطر الظواهر في المجتمع.
الخانكة وتسليم الملف لأمن الدولة
بدأت مأساة الأقباط الحقيقية - من وجهة نظري - مع بداية حكم الرئيس الراحل أنور السادات، الذي بدأه بالتصالح الشهير مع جماعة الإخوان المسلمين، والقطيعة الكبري مع رجال ورموز الحقبة الناصرية، تمهيدا لانقلابه الكبير علي كل موروثات حقبة سلفه الرئيس جمال عبدالناصر.
وكانت حادثة كنيسة الخانكة بداية تحويل ملف الأقباط والفتنة الطائفية برمته إلي جهاز مباحث أمن الدولة، فبعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق برئاسة جمال العطيفي، وبعد أن وضعت اللجنة تقريرا أشارت فيه لأسباب الاضطراب في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين ووضعت برنامجا ناجعا لعلاج تلك المشكلات - التي مازالت بالمناسبة قائمة إلي يومنا هذا - وبعد أن أثني مجلس الشعب علي ذلك التقرير.. تم إيداعه أدراج المجلس وتم تسليم الملف برمته لأمن الدولة
|