عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 08-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
* * * *
الأوضاع تشبه نهاية عصر السادات أيام الديكتاتور الأخيرة
2- سى. بى. إس: الرجل الكبيرغير قادر على مواصلة العمل.

فى أعقاب اثنين من العمليات الإرهابية التى وقعت فى سيناء هذا الأسبوع، وكانت أولاها موجهة ضد قطاع السياحة فى دهب، ثم بعد ذلك ضد القوات المتعددة الجنسية قام بعض المراقبين بتشبيه الموقف الذى يعيشه الرئيس مبارك حاليا بالموقف الذى مر به سلفه أنور السادات فى عام 1981. إنها مقارنة مفيدة لأن مبارك مثل السادات فى ذلك الوقت يبدو فى حالة لا يحسد عليها حاليا. قبل اغتيال السادات فى أكتوبر 1981 قام بالقبض على عشرات من النقاد والمفكرين والصحفيين مثل محمد حسنين هيكل ولم يكن أى أحد من هؤلاء يفكر بأى صورة فى اغتياله بعكس الراديكاليين الإسلاميين الذين كانوا يريدون ذلك فعلا. وهكذا ولأن السادات سعى وراء القبض على شخصيات لم تكن تمثل مصدر تهديد حقيقى له كانت النتيجة أنه أهمل مصدر التهديد الخطير لنظام حكمه، وكانت عمليات القبض هذه علامة على مدى الضعف الذى كان عليه السادات وليست دليلا على قوته.

وبالمثل فى كل مرة تقبض فيها أجهزة مبارك الأمنية على مواطن من البدو فإن النظام يرسل لنا رسالة بأنه أصبح ضعيفا، لأن هذا المواطن وأمثاله ليسوا المجرمين الحقيقيين. عندما قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على أكثر من 2000 من البدو فى أعقاب الهجوم الإرهابى الأول الذى وقع فى طابا فى سيناء فى أكتوبر 2004، فإن ذلك كان بمثابة إعلان من هذه الأجهزة بأنها تعانى من حالة تخبط، وأنه إذا كان النظام يريد الحفاظ على وجوده، فإن ابن مبارك جمال أو مدير المخابرات عمر سليمان أو الاثنين معا هما اللذان يجب أن يتوليا القيادة، وأن الرجل العجوز لم يعد قادرا على مواصلة العمل أكثر من هذا.
وفيما يبدو فإن البدو يلعبون دورا فى المساعدة فى تنفيذ العمليات، ولكن من غير المحتمل بتاتا أنهم يقفون بالتخطيط وراء تفجيرات سيناء.

وبافتراض أن البدو يساعدون على وقوع العمليات الإرهابية فربما يكون السبب وراء فعلهم ذلك أنهم يتلقون أموالا هائلة وراء تقديم هذه المساعدة، وأنهم يشعرون بالغضب لأن النظام أهملهم وتجاهلهم، وبالطبع زاد هذا الغضب بعد أن انقضت عليهم الأجهزة الأمنية فى حملة اعتقالات بالجملة وعقاب جماعى. ولذلك فإن السؤال الآن من الذى يقف فعلا وراء الهجمات الإرهابية الثلاث الكبرى على منتجعات سيناء منذ أكتوبر 2004؟ إن الهدف فى كل حالة هدف له مغزى كبير. الهجوم الأول كان على شرم الشيخ وهو أكثر مكان مفضل ل مبارك وهو أيضا المنتجع الذى يختاره عادة ويفضله على القاهرة لاستضافة أهم زواره الأجانب، وهذا يعنى أن الهدف لا يتعلق بالسياح الإسرائيليين فقط، ولكنه يتعلق ب مبارك نفسه.

ربما تكون الأموال الممولة لهذه العمليات قادمة من القاعدة أو بالتحديد أكثر من قاعدة الجهاد، وهو الوصف الذى يطلقه بعض المحللين المصريين على منظمة بن لادن الظواهرى للتأكيد على جذورها وأصولها المصرية. لقد حققت منظمة الجهاد الإسلامى بقيادة الظواهرى أكبر إنجاز ونجاح لها عندما كانت تنسق مع الجماعة الإسلامية لاغتيال السادات. وهكذا ومن بين كل الأسباب الممكنة وراء التفجيرات الأخيرة الاسم الجديد لمنظمة بن لادن وحرمان حماس من الأموال، وكل هذا يعنى أن الحرب قد بدأت فعلا وبكل جدية ضد نظام مبارك. والحقيقة أن هذه الحرب كانت قد بدأت فى عام 1952 عندما قام ناصر باستبعاد الإخوان المسلمين من المشاركة فى السلطة. ويمكن القول إن هذه الحرب التى استمرت على مدار عقود لم تكن حربا أيديولوجيا بقدر ما كانت حربا على المشاركة فى السلطة ومن يحكم مصر.

لماذا يريد المتطرفون الإسلاميون الضرب الآن بعد أن نجح مبارك فى قمعهم فى 1997؟ ربما لأن العدو وهو الولايات المتحدة أصبح من الصعب جدا مهاجمته على أرضه، ولذلك اختار العدو القريب وهو مصر. أو ربما لأن نظام مبارك يعانى من حالة شيخوخة كانت أبرز ملامحها أنه فوجئ بفوز الإخوان المسلمون ب 88 مقعدا فى الانتخابات البرلمانية التى جرت فى شهرى نوفمبر وديسمبر. ويبدو أن مبارك قد وصل إلى مرحلة أصبحت تخشى فيها الحاشية الملتفة حوله من أن تلقى على مسامعه بأخبار سيئة، وأن أيدى نظامه المنهك مشغولة فقط بتدمير أجندة الديمقراطية التى تريد أمريكا نشرها فى المنطقة. وقد يقول قائل إن مبارك قد شاخ وأصبح انهاكا شديدا عليه أن يقاتل على جبهتين.

ولا شك أن الإسلاميين المتطرفين سوف يعاودون الهجوم على مصر، ومن هنا قد يلجأ النظام لعمل تحالف مع جماعة الإخوان التى تدعى أنها معتدلة. وقد تشهد مصر أشياء أخرى تنتهى بصعود جمال مبارك وهذا بلا شك الأولوية الكبرى التى يسعى إليها النظام الآن، والذى من أجلها يحارب الأجندة الأمريكية فى نشر الديمقراطية. وإذا تولى جمال السلطة فإن مهمته سوف تكون مواصلة الحرب ضد المتطرفين والتعامل مع الإخوان حسب مصالحه ومثلما يفعل والده مرة بضربهم ومرة يعتمد على تأييدهم، ولكن فى كلتا الحالتين يبقى على نفس الوضع الذى استقروا عليه. ولكن من غير الواضح كيف سيتمكن شاب غض لا يحمل أى مؤهلات عسكرية من أن يتحول إلى رجل قوى بدرجة كبيرة للقيام بهذه المهام. بالتأكيد لن يحصل على دعم من الولايات المتحدة، خصوصا بعد أن قام والده باللعب بورقة الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية، وأصبحت واشنطن تحاول الآن معالجة الغبار المتساقط عن التحول الإقلمى المتمثل فى تصاعد دور الإسلاميين.

هذا المقال كتبه لى سميث وهو أستاذ زائر فى معهد هدسون ومقيم حاليا فى بيروت.

* * * *
الرد مع إقتباس