عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-05-2006
servant4 servant4 غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 167
servant4 is on a distinguished road

وفيما يبدو كان «فضل الله» يتمتع بعقلية سياسية، من الطراز الأول. فبدأ يرتدى رداء التدين، وأكثر من تردده على الجامع وأخذ يتقرب من الطلبة المتدينين بالجامع، وكان على رأسهم «إبراهيم الهضيبى» حفيد «حسن الهضيبى» المرشد الثانى للإخوان المسلمين الذى خلف «حسن البنا»، وكان إبراهيم الهضيبى يعتبر نفسه رئيس طلبة الإخوان المسلمين بالجامعة، فيقول باسم: تحدثت معه فى مسألة إقحام الدين فى الانتخابات، فكان يجيينى بصفته كمسئول عن نشاط الإخوان بالجامعة بصورة رسمية». استطاع فضل الله التقرب من الهضيبى، واتفق مع طلبة الإخوان على أنه إذا دعموه فى الانتخابات، سوف يلغى الحفلات وما شابهها من أنشطة، وساعدوه فى حملته الانتخابية، وأصبحوا يقولون للطلبة «فوَّتوا» أى «VOTE FAR» لفضل الله أبو الوفا لتأخذوا ثوابا. بالفعل فاز هذا الطالب المجهول لدى معظم طلبة الجامعة فى الانتخابات إلا أنه لم تمر بضعة أشهر حتى اكتشف الإخوان خديعته، وأن مسألة التدين ما هى إلا لعبة سياسية لكسب أصواتهم، حيث أقام فضل «Ramadan Tent» أى خيمة رمضانية، وتعاقد مع «إليسا» لتحيى السهرة، فكانت الطامة الكبرى، قامت الدنيا ولم تقعد حتى أن «إبراهيم الهضيبى» صرح فى مجلة «CARWAN»، أو «القافلة»، المجلة الرسمية للجامعة أنه نادم وآسف لكل من قال له «فوِّت» لفضل الله أبو الوفا، وكان هذا إعلانا صريحا منه أنه كان وراء فوز فضل الله.. وأنه دعمه لأسباب دينية لأغراض معينة لم تتحقق.

وفى العام التالى لم يكن للإخوان دور ملحوظ فى الانتخابات لأسباب غير معروفة، ففاز «وائل»، الطالب الليبرالى، أمام «عباس الجمال» المتشدد، الذى كان يرفض فكرة أن يرشح قبطى نفسه فى الانتخابات، إلا أنه ما أن أعلن «وائل» أنه ينوى التعاقد مع «إليسا» فى حفل الجامعة السنوى، أقام الإخوان المتربصون له، حملة احتجاجية عليه، ثاروا واحتجوا وحشدوا الطلبة ضده، إلا أنه أصر على موقفه وانتهى الأمر إلى التعاقد مع «ميريام فارس»، وكانت هذه هى آخر حفلة فى الجامعة تحييها مغنية، فلم يحاول بعد ذلك أى مسئول عن نشاط بالجامعة التعاقد أو حتى طرح فكرة التعاقد مع مطربة، ليتفادى الثورة العارمة التى سوف يواجهها إذا لبى وساوس الشيطان وأحضر امرأة لتغنى بحفل الجامعة. أما فتحى مروان، رئيس الاتحاد التالى، الذى كان شخصية معروفة ومحبوبة من الجميع، ورشحه المسلمون والمسيحيون، لم يجرؤ على استضافة أى مغنية أو فنانة فى الجامعة درءا لأية مشاكل، ولم يتعد على القواعد العرفية التى فرضها الإخوان على الطلبة. ظلت الأمور هادئة إلى أن جاءت انتخابات العام التالى 2005-2006، والتى تأزم فيها الوضع وظهر فيها تأثير التيار الدينى الإخوانى والسلفى بصورة كبيرة. كانت المنافسة شرسة بين المرشحين «وليد السلاب» و«معتز دنانة»، وأخذت شكلا دينيا عنيفا، استطاع «السلاب» الطالب المؤمن الملتحى، كسب ود وتأييد طلبة الإخوان الذين عضدوه ودعموه ضد «دنانة»، الطالب الليبرالى ضعيف الإيمان. وتحولت المساجد والمصليات بالجامعة إلى مكان للدعاية الانتخابية «للسلاب»، كما أرسلت رسائل على تليفونات الطلبة، تقول «فوَّتوا للسلاب» أخوكم فى الإسلام.. وكأن «معتز محمد دنانة» ليس مسلما، كما أرسلت رسائل عبر البريد الإلكترونى، مجهولة المصدر، تحمل نفس الرسالة واستطاع الإخوان تصوير الانتخابات على أنها حرب بين قوى الخير، الممثلة فى وليد السلاب، الشاب الملتزم الملتحى، وقوى الشر ممثلة فى «معتز دنانة» الفريق الكافر، فأصبح من التناقض أن تكون ملتزما، تصلى وتصوم وتعطى صوتك أو «تفوِّت» لدنانة.

جرت الانتخابات على مدار خمسة أيام، كان «دنانة» فائزا فى الأيام الثلاثة الأولى، وفى اليوم الرابع، بدأت الرسائل تنهمر على التليفونات المحمولة والبريد الإلكترونى وأخذت الخطب تلتهب فى المساجد، فارتفع رصيد السلاب من الأصوات حتى استطاع أن يفوز فى الساعات الأخيرة من اليوم الخامس بفارق 31 صوتا من مجموع 3500 صوت. ويكشف «معتز دنانة» عن خبايا الانتخابات ومحاولات الإخوان استقطابه وتجنيده لصالحهم فيقول مرة فى رمضان بدأت فى إطلاق لحيتى، كنوع من السنة، نصحنى أحد أصدقائى بألا أفعل، ولم أستجب له، حتى فوجئت بأحد طلبة الإخوان يفتح معى حوارا قائلا : نرى أنك بدأت تتقرب إلى الله، فلماذا لا تأتى لتتناول الإفطار معنا ؟».

ويقول دنانة : «كنت منشغلا فى ذلك الوقت ولم ألب الدعوة، لكنى اكتشفت بعد ذلك مخططهم.. تعال افطر معانا، ثم تعال العب معانا ماتش كرة، ثم تعال نرشحك فى الانتخابات»!! ؟ «وعندما علموا» أنى أنوى خوض الانتخابات، وهم يعرفون شعبيتى، أعادوا المحاولة مرة أخرى وجاء أحدهم، وكان يتحدث معى بسلطة غريبة وقال بثقة، «لو عايز تكسب فى الانتخابات، هناك مشايخ خارج الجامعة، يجب أن تقابلهم..» يعلق دنانة «لم أبال أو أهتم، إلى أن جاء «يوم الكرة».. توقف وليد عند هذا المصطلح «يوم الكرة» وشرح قائلا «يوم الكرة» هو يوم يسبق الانتخابات ببضعة أسابيع، يقوم الإخوان فيه بدعوة أحد المرشحين فى الانتخابات ليلعب معهم ماتش كرة، وتكون هذه علامة منهم على رضائهم عنه وعزمهم على مساندته، وبالتالى يجب أن يكن لهم ولاء طوال فترة رئاسته للاتحاد.

ويكمل دنانة: لقد قاموا بدعوة «وليد» فى هذا اليوم وأنا لم أهتم، فهذه ليست طريقتى.. حتى فوجئت بالحملة الدينية الشرسة التى وجهت ضدى، حتى أن شائعة قوية انتشرت تقول أننى مسيحى، وأخرى تقول أن أمى مسيحية، فاضطررت إلى تعليق يافطة فى المساجد مكتوب عليها «معتز محمد دنانة».. ويصف دنانة الساعات الأخيرة من الانتخابات، فيقول «فوجئت فى الساعات الأخيرة بصفوف من الملتحين والمنقبات تندفع من المسجد صوب صناديق الانتخاب.. انتهى التصويت وأغلقت الصناديق وأعلن فوز السلاب بفارق 31 صوتا. وحول رد فعل الجامعة تجاه هذه الأفعال التى اخترقت قوانينها كجامعة علمانية. يقول دنانة: تم تشكيل لجنة تحقيق، مكونة من محامى الجامعة وأشرف الفقى، نائب رئيس الجامعة وأنا ووليد وتم التحقيق فى الأمر، لكننا لم نسمع عن النتائج ولم تتخذ إدارة الجامعة أية إجراءات فعلية.
الرد مع إقتباس