ويقول «باسم رءوف»: هناك ملف مكون من سبعين صفحة أعد حول هذه القضية، وهو موجود فى مكتب التنمية الطلابية، لم يسمح لنا بالاطلاع عليه لأنه سرى.. شكل «وليد السلاب» الاتحاد، ولم يضم أية طالبة إلى لجنة رئاسة الاتحاد، وبالطبع لم يدع أية مطربة إلى الجامعة، حتى أنه فى «التوك شو»، الذى يقيمه الطلبة كل ثلاثاء، ويدعون إليه أحد المشاهير سواء فى السياسة أو الفن، ويتحدثون معه فى موضوع معين، تمت دعوة أسرة فيلم «ويجا»، فحضرت أسرة الفيلم ومن بينهم دوللى شاهين،كما يحكى لنا أحد الطلبة، التى قامت وغنت مجاملة منها للطلبة، مما أثار ضجة وأزمة طلابية فاضطر «وليد السلاب» إلى نشر اعتذار فى جريدة «DIMENUSIOUS» أو «اتجاهات» وهى الجريدة الناطقة باسم اتحاد الطلبة، حرصا منه على عدم إغضاب من دعموه. وتقول «مريم رفيق»، طالبة بكلية الإعلام، وعضو فريق الدراما بالجامعة: «مستوى الأنشطة ينحدر بقوة، أصبح هؤلاء المتشددون يمسكون مقاليد معظم الأنشطة، فطوال العام لم نر فنانة ونادرا ما تقام مناسبة فنية، كله سياسة وكرة قدم». ويقول طالب آخر: رغم أن الجامعة تحظر ممارسة النشاط الدينى بصورة رسمية، إلا أن الاتحاد قام بدعوة «عمرو خالد»، الذى تحدث عن التنمية، لكن من منطلق دينى. نصل إلى انتخابات هذا العام، 2006-2007 التى جاءت وهى تحمل تراكمات الأعوام الماضية وخاصة العام الأخير، ولم يكن الإقبال عليها كبيرا، فلماذا يقبل الطلبة عليها وفى النهاية من يريده الإخوان هو الذى يفوز.. انسحب المرشح المسيحى، فلم يشارك معظم المسيحيين فى الانتخابات.. وقال «سيف» المرشح الذى فاز فى الانتخابات- فى المناظرة التى تقام بين المرشحين أمام الناخبين قبل الانتخابات ببضعة أيام: «باسم أنت الشخص الصحيح، لكنك جئت فى الوقت الخاطئ».
ويشرح لنا سيف ما كان يقصده من هذه العبارة قائلا: «كنت أعنى أن باسم هو مرشح قوى وبه المقومات التى تجعله رئيس اتحاد ناجحا، إلا أن الجو العام بالجامعة لم يسمح له بالفوز، وهو فهم كلامى».
أما كريم حازم المرشح الثالث فقال لباسم فى موقف نبيل ومتسامح منه: إذا رشحت نفسك، سوف أنسحب وأدعمك.. إلا أن باسم أعلن انسحابه قائلا: أردت أن أخوض الانتخابات فقط لأقف هنا أمامكم وأعلن فساد الانتخابات فى جامعتنا.
ويؤكد «سيف» رئيس الاتحاد الجديد: لم يكن هناك أى نوع من الدعاية الدينية فى هذه المرة، إلا أنه عاد وقال : «استطعت أن أكسب طلبة الإخوان فى صفى لقد عضدونى»، وحول أبرز أهدافه التى يريد تحقيقها يقول: «أسعى إلى إعداد أنفسنا كطلبة لنكون قادة هذا المجتمع..
- سألنا سيف طالب كلية العلوم السياسية، عن رأيه فى الانتخابات البرلمانية السابقة وحول رأيه فى إقامة دولة دينية.
- فقال: أرى أن «الإخوان المسلمين» لم يأخذوا حقهم فى هذه الانتخابات.. ولا أرى مشكلة فى تطبيق الحدود!!
ويقول كريم حازم: لولا تعضيد الإخوان لسيف لما فاز فى الانتخابات.. وأضاف ملحوظة مهمة وهى أن: «عدم إقبال المسيحيين على الانتخابات هذا العام، بسبب إحباطهم من انسحاب باسم، هو الذى هدأ من حدة الانتخابات وقلل من صراعها». بحثنا وحللنا وتوصلنا إلى أن الإسلاميين بصفة عامة فى الجامعة الأمريكية، ينقسمون إلى فريقين: فريق السلفيين، وهم الذين يطلقون لحاهم ويرتدون السراويل القصيرة، ومعظم الطالبات بهذا الفريق منقبات، يتحايلن على قانون الجامعة بحظر النقاب عن طريق تغطية وجوههن بورقة أو كراسة، وبأيديهن أحيانا، طوال اليوم الجامعى!!
ويقول معز: هذا الفريق منعزل ليس له نشاط معلن ولاينشط إلا فى الانتخابات. أما الفريق الثانى فهو فريق «الإخوان المسلمين»، ومعظم الطلبة المنتمين إليه أعضاء فى نشاط بالجامعة يسمى بـ help club وهو نشاط خيرى فرغم أن هذا النشاط يتبع الجامعة بصفة رسمية، ورغم أن أنشطة الجامعة الرسمية من أهم شروطها أن تكون علمانية إلا أن طلبة الإخوان سيطروا على هذا النشاط.. فمن النادر أن تجد طالبا مسيحيا مشتركا به.. والاختلاط بين الجنسين من المحاذير فى هذا النشاط، ورغم إقرار وليد السلاب، الذى كان أحد القيادات البارزين فى هذا النشاط، على مدار ثلاث سنوات، بوجود ممارسات دينية داخل هذا النشاط، مثل إقامة تجمعات قرآنية، أو تنظيم تجمعات دينية فى أماكن خارج الجامعة، إلا أن الرئيسى الحال للنشاط، أحمد فتح الباب، نفى تماما ممارستهم لأى نشاط دينى. وحول ميزانية هذا النشاط يقول «فتح الباب»: ميزانينا تتراوح ما بين170 ألفا و180 ألف جنيه، معظمها تبرعات وجزء منها يكون منحة من الجامعة.
- وعن سبب عدم انضمام غير المسلمين للنشاط، يقول: هذا النشاط خيرى وعادة ما يكون المسلمون هم الأكثر إقبالا على هذه الأعمال. جدير بالذكر أن إبراهيم الهضيبى كان من أبرز رؤساء هذا النشاط. وبحثنا عن مدى ارتباط تنظيم الإخوان بالجامعة بتنظيم الجماعة المحظورة، بوجه عام خاصة بعد أن كشف لنا «دنانة» عن مطالبته بمقابلة بعض المشايخ خارج الجامعة كما سبق أن ذكرنا، ويكشف «السلاب» الأمر دون أن يدرى، وهو يحاول الدفاع عن نفسه إذ يقول: الأمن حقق فى مسألة الرسائل التى نشرت الشائعات عن «معتز» وتتبعوها وانتهت التحقيقات إلى أن مصدر الرسائل هو شخص لاينتمى إلى الجامعة!
ويؤكد «باسم رءوف» أنهم منظمون جدا، عارفين بيعملوا إيه. أما د.سعد الدين إبراهيم فيقول: غالبا ما يفوز المرشح الذى يسانده طلبة الإخوان هذا صحيح، وهذا لأنهم منظمون جدا ويعرفون كيف يوجهون الآخرين، وهذا ما تفتقد إليه التيارات الأخرى فيستطيعون التأثير رغم أنهم أقلية. ويستبعد د. سعد الدين إبراهيم احتمال ارتباطهم بمكتب الإرشاد أو غيره.. قائلا: «لا مش ضرورى فهم مجرد طلبة يحاولون تقليد نموذج الإخوان ويحاكون التيار الدينى». سألنا خريجى الجامعة عن حال الجامعة منذ سنوات فعرفنا منهم أن الجامعة الأمريكية كانت بالفعل تماثل الصورة المرسومة عنها فى أذهان الناس، فكان يقام بها حفلات هالوين وخيمات رمضانية وحفلات غنائية، وحفلات كريسماس كما كان يتم دعوة كثير من الشخصيات الفنية فى «التوك شو» إلا أن الأمور بدأت تتدهور تدريجيا.
|