من بقايا فظائع عام 755 هـ:
السلوك لمعرفة دول الملوك-المقريزي ص 716
وكثرت الأخبار من الوجه القبلي والوجه البحري بدخول ال***** في الإسلام، ومواظبتهم المساجد، وحفظهم للقرآن، حتى أن منهم من ثبتت عدالته وجلس مع الشهود. فإنه لم يبق في جميع أعمال مصر كلها قبليها وبحريها كنيسة حتى هدمت، وبنى مواضع كثير منها مساجد. فلما عظم البلاء على ال*****، وقلت أرزاقهم، رأوا أن يدخلوا في الإسلام. ففشا الإسلام في عامة ***** أرض مصر، حتى أنه أسلم من مدينة قليوب خاصة في يوم واحد أربعمائة وخمسون نفراً، وممن أسلم في هذه الحادثة الشمس القسى، والخيصم. وحمل كثير من الناس فعلهم هذا على أنه من جملة مكرهم، لكثرة ما شنع العامة في أمرهم، فكانت هذه الواقعة أيضاً من حوادث مصر العظيمة.
ومن حينئذ اختلطت الأنساب بأرض مصر، فنكح هؤلاء الذين أظهروا الإسلام بالأرياف المسلمات، واستولدوهن، ثم قدم أولادهم إلى القاهرة، وصار منهم قضاة وشهود وعلماء، ومن عرف سيرتهم في أنفسهم، وفيما ولوه من أمور المسلمين، تفطن لما لا يمكن التصريح به.
|