
09-06-2006
|
|
الأب متي المسكين ثروة الله للكنيسة
يقع دير القديس أنبا مقار عند الكيلو 92 طريق مصر اسكندرية الصحراوي وتبلغ مساحة الدير 2700 فدان مزروع منها 1500 فدان ويضم الدير 120 راهبا من علماء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويرأس الدير رسميا الأب متي المسكين (84عاما)
والأب متي المسكين هو أكثر رهبان الكنيسة القبطية جدلا في الشارع القبطي بسبب حرصه علي خلق منهج خاص برهبان دير الانبا مقار وحرصه علي تطبيق النظام في الدير وفضلا عن غلق أبواب الدير أمام المسيحيين أنفسهم بمن فيهم أساقفة وآباء الكنيسة حيث أصبح نظام الدير بناء علي تعليمات الأب متي المسكين لا يسمح بالزيارة سواء في فترات الصيام أو خلاف ذلك
ورغم أن الأب (متي المسكين) أصبح من رموز الفكر المسيحي علي مستوي العالم إلا أن كتاباته تحظي ببعض الهجوم من قيادات الكنيسة القبطية الارثوذكسية وهناك اكثر من محاضرة القيت في معهد الرعاية بالكاتدرائية للكشف عن بعض التفسيرات الخاطئة التي لا ترتاح لها الكنيسة القبطية، ورغم هذا النقد العلني لكتابات الأب (متي المسكين) إلا أن الكثيرين لايزالون يعتبرون (الأب متي) "ثروة الله للكنيسة
وعلاقة الأب (متي المسكين) بالبابا شنودة علاقة متأرجحة عادة ما يصاحبها فترات هدوء ثم فترات عاصفة تتحول فيها الرياح الي أعاصير وكانت آخر زيارة لقداسة البابا شنودة الثالث الي دير الانبا مقار في صيف 1996 حيث ذهب البابا لقضاء (أربعاء البصخة) مع رهبان الدير وهناك استقبله الرهبان بالترحاب كذلك زار البابا الأب متي المسكين عندما كان يقضي فترة علاج في مركز الحياة منذ خمس سنوات، ومن جانبه أوفد الأب متي المسكين بعض رهبان الدير لتقديم واجب العزاء في وفاة عادل روفائيل ابن شقيق البابا شنودة.
في أعقاب قرار السادات بالتحفظ علي البابا شنودة في دير الانبا بيشوي وهو ما حاول بعض الخبثاء تفسيره بأن الأب متي المسكين لعب دورا في هذا التحفظ إلا أن الحقيقة أن الأب متي المسكين حاول أن يخفف من غضب السادات ضد البابا وكذلك رفض فكرة السادات بتنصيبه بابا للكنيسة بالمخالفة لتقاليد العقيدة كذلك رفض أن يكون عضوا في اللجنة التي شكلها السادات لإدارة شئون الكنيسة.
وينتقد الأب متي الذين يدعون الإيمان بالاشتراكية وهم في الحقيقة تخلفوا وأخفقوا في اللحاق بتطورها، مشيرا إلي أن هؤلاء قد صاروا عالة علي المجتمع مهما كانوا ذوي اسماء ووظائف، ويحذر الأب متي من خطورة إعطاء حرية مطلقة لفئات جشعة في المجتمع الرأسمالي وأخري فئات عاجزة محتاجة للقمة العيش، لأن الحرية المطلقة ستصبح سلاحاً في يد القادر الرأسمالي؟!
يطالب الأب متي المسكين بضرورة إزالة الفوارق الطبقية وإعادة توزيع الثروات توزيعا عادلا، ويحذر من الرأسمالية المطلقة التي جعلت الأغنياء يشترون الحرية من الفقراء.
ويشيد بالنظام الاشتراكي.. الذي يقيد حرية بضعة آلاف من الرأسماليين ليحرر ملايين من الغلابة والفقراء مشيرا إلي أن النظام الاشتراكي اذا كان يضغط علي أقلية مستقلة وجشعة فانما يضع ذلك لمصلحة أغلبية مقهورة ومظلومة ومعدمة!
ورغم ايمان الأب متي المسكين بالفكر الاشتراكي إيماناً يصل إلي درجة الايمان بمبادئ الإنجيل إلا أن معظم أصدقائه من خارج الوسط الكنسي من الأثرياء ورجال الأعمال ما يفسره تلاميذ الأب متي المسكين أن أباهم الروحي يستغل علاقته بالأثرياء ليحصل منهم علي الدعم المادي اللازم لمساعدة الفقراء والمحتاجين ليؤمن لهم مستقبلهم ومؤخرا فتح الأب متي المسكين حسابا في أحد البنوك وطالب الأغنياء بأن يتوجهوا بدعم هذا الحساب الذي يصرف من عائده علي الفقراء والمحتاجين كذلك توجه بطلب الي صديقه الدكتور عبدالرحيم شحاته محافظ القاهرة للحصول علي قطعة أرض تخصص لبناء مساكن لمحدودي الدخل من المسلمين والاقباط.
ولا شك ان هذا التوجه في رسالة الأب المسكين جاء في السنوات الاخيرة بعد أن انصرف طوال عمره في التأليف فقط، واذا كان غضب الشارع المسيحي ضد الأب متي المسكين بسبب غلق أبواب الدير أمام الأقباط طوال العام دون سلطة من قيادة الكنيسة علي فتح أبواب الدير للزيارة أمام الجميع بدون استثناء فان غلق أبواب الدير قابله فتح حساب في البنك لمساعدة الفقراء والمحتاجين والذين ليس لهم أحد يسأله عنهم!
وقريبا سيري مشروع مساكن محدودي الدخل النور وسيصبح من حق (الغلابة) إيجاد سكن مناسب لكل انسان مهما كان دينه أو عقيدته أو لونه.
ومؤخرا أعلن عن زيارة رئيس أساقفة (كانتبري) في انجلترا لمصر والذهاب لمقابلة الأب متي المسكين في مقره بديد الأنبا أبن مقار) وهي الزيارة التي يعتبرها رهبان الدير زيارة تاريخية يجري الاستعداد لها منذ أشهر طويلة ومن المتوقع ان تحظي الزيارة باهتمام اعلامي عالمي وأن يتم تسليط الأضواء علي الدير باعتباره أهم مزار عالمي في الشرق الأوسط وكذلك توقيع بروتوكول للتعاون بين دير القديس أنبا مقار في وادي النطرون والكنيسة الأسقفية في إنجلترا.
يضم دير القديس أنبا مقار مطبعة حديثة وثلاث كنائس هي كنيسة القديس أنبا مقار والتي تضم جسد ورفات القديس يوحنا المعمدان أو النبي يحيي وكذلك تضم رفات الثلاثة مقارات الأول الانبا مقار الصدي المدعو "بالكبير" وانبا مقار الاسكندراني وأنبا مقار الاسقف وهناك أيضا كنيسة التسعة والأربعين شهيدا والكنيسة الثالثة وهي كنيسة الشهيد (أبا سخريون) وكذلك تضم مكتبة الدير العديد من المخطوطات النادرة.
ويعتبر دير القديس أنبا مقار من أهم المزارات السياحية في معالم السياحة الدينية في مصر حيث يحرص آلاف السياح الاجانب من كافة جنسيات العالم علي زيارة الدير الذي أصبح جزءا من الخريطة السياحية لمصر حيث تحرص معظم الأفواج السياحية علي زيارة دير القديس (الأنبا مقار) ومطلوب من الدكتور وزير السياحة ان يقوم بزيارة للدير ليتأكد من أهمية الدير في تحقيق عامل الجذب السياحي بحيث يتم وضعه علي الأجندة السياحية وان يسهم في تذليل العقبات التي تقف أمام رغبة السياح في زيارة معالم الدير باعتباره من أهم الآثار القبطية في مصر منذ القرن الثامن الميلادي بشرط ألا تكون زيارة الأفواج السياحية علي حساب تقاليد الدير وأن يعتبر رهبان الدير أنفسهم مسئولين عن ابراز معالم الدير أمام العالم الخارجي.
http://www.al-araby.com/articles/887...-887-spc02.htm
|