كان محدثي علي الجانب الآخر شخصية يبدو أنها علي علاقة بالبنك بشكل أو بآخر، بعث إلي بعدة حوالات بنكية قادمة من بنك 'أوف' بالولايات المتحدة تحوي مبالغ كبير باسم نجاح، ومعه 22 آخرون والمفاجأة أن ال 22 الآخرين هم أيضا مجرد فلاحين، خذ مثلا عينة من آخر مبالغ وصلت ودخلت أولا إلي البنك المصري الدولي فرع جامعة الدول العربية، ثم جري تحويلها في 4/3/2003 إلي بنك التمويل المصري السعودي بأسماء عدد من الفلاحين.
1 السيد/ نجاح نصر عبدالحليم عافية مبلغ 56 مليون دولار.
2 السيد/ صلاح نصر عبدالحليم عافية مبلغ 44 مليون دولار.
3 السيد/ سلامة محمد سلامة مبلغ 30 مليون دولار.
4 السيد/ أحمد الصادق شديد مبلغ 30 مليون دولار.
5 السيد/ إبراهيم رجب مبلغ 15 مليون دولار.
6 السيد/ سيد عبدالقادر 4 ملايين دولار و700 ألف دولار.
7 السيد/ شمة الدين صالح 3 ملايين دولار و800 ألف، هذه المبالغ وصلت دفعة واحدةو وقبل ذلك كانت التحويلات تتدفق منذ أول تحويل جاء في 5/10/2000، وقيل إن المبلغ وصل في هذا الوقت إلي 280 مليون دولار. وظلت الأموال تتدفق إلي البنك باسم الفلاح البسيط نجاح نصر عبدالحليم عافية ومعه 22 فلاحا آخرون جميعهم من قرية شنشور حتي وصلت كما يتردد إلي 4 مليارات ومائتي مليون دولار، أي حوالي 29 مليارا وأربعمائة مليون جنيه مصري، أي 29 ألف مليون وأربعمائة مليون جنيه.
لم أصدق ما يتردد، سألت نفس السؤال الذي يسأله كل شخص منكم، هل هذا معقول؟ كيف ومن أين؟ إنها قصة أغرب من الخيال.
تعالوا نسمع ما جري، حيث جمعني لقاء في المكتب مع وفد من أقارب الفلاحين، وكان في صحبتهم محامي الفلاحين الذين قدم سبعة منهم توكيلات رسمية إليه ليتابع القضية، والمحامي هو الأستاذ السيد عطية.
البحث في المجهول
منذ أكثر من ثلاث سنوات وتحديدا في 5/10/2000 فوجئ الفلاح نجاح نصر عبدالحليم عافية بإخطار من بنك التمويل المصري السعودي فرع جاردن سيتي يخطره بضرورة التقدم إلي البنك لصرف مبلغ الحوالة وقدرها 56 مليون دولار، لم يصدق نجاح هذا الكلام الفارغ، قال لابد أن أحدا أراد أن يهزأ به. من أين كل هذه الأموال؟ وكيف يحملها؟.. وهل يعقل أن يسلمها البنك إليه؟.. ارتعد، راح يسأل البعض عن معني هذا الاخطار، انه اسمه وعنوانه، اسمه رباعي وليس ثلاثيا، إذن هو المقصود.
أشار عليه أولاد الحلال بأن يذهب إلي ابن بلدتهم أحمد فتحي الشريف إنه يعمل موظفا بشركة صرافة وأكيد لديه خبرة بالبنوك وأحوالها، قرأ أحمد فتحي الشريف الإخطار، لم يصدق الأمر هو الآخر، اندهش وتحولت الدهشة إلي تساؤلات: معقول يا عم نجاح 56 مليون دولار حتة واحدة، من أين وليه؟ هوه أنت مين بالظبط .. أكيد في شيء غلط.
أعاد أحمد فتحي الشريف قراءة الإخطار أكثر من مرة، تأكد من صحته، فطلب من نجاح توكيلا حتي يسأل له عن المبلغ ويصرفه من البنك ويسلمه إليه.
لم يكن نجاح مهتما كثيرا، كان يشعر أنه يعيش حلما لا يمكن أن يتحقق، لم تكن الأمور تفرق كثيرا بالنسبة له، تعامل مع الأمر كهزل لا يصدق.
في اليوم التالي ذهب مبكرا إلي الشهر العقاري وقام بعمل توكيل لأحمد فتحي الشريف لعل وعسي.
ذهب أحمد فتحي الشريف علي الفور إلي بنك التمويل المصري السعودي وكان برفقته نجاح نصر عبدالحليم عافية، قدم أحمد فتحي الإخطار، سأله الموظف وأين هو نجاح، فأشار أحمد فتحي إلي مواطن بسيط فقير يقف إلي جانبه .. هرع الموظف إلي مدير البنك أخطره بالأمر، أدرك مدير البنك أن في الأمر شيئا ما غير طبيعي، وأنه لا يستطيع أن يتحمل المسئولية، ولذلك راح يبلغ مباحث الأموال العامة.
وعلي الفور تحركت جهات الأمن وأخطرت مباحث أمن الدولة التي ألقت القبض علي نجاح نصر عبدالحليم وأحمد فتحي الشريف وقامت بتفتيش منزليهما وتحرر لهما محضر حمل رقم 76/7 أشمون وقد جري استجواب نجاح نصر عبدالحليم لمدة 18 يوما في مباحث أمن الدولة بلاظوغلي لمعرفة هوية الرجل والجهة التي ارسلت إليه هذه المبالغ.
وبدأت التحريات واسعة في القرية وخارجها .. تم استجواب الأقارب والأصدقاء، ارسلوه لمصلحة الأمن العام في جاردن سيتي، ثم إلي مديرية أمن المنوفية، ثم إلي مركز اشمون، وكل التحقيقات اثبتت عدم وجود أية شبهات حول نجاح.
عندما سئل نجاح في التحقيقات عن مصدر هذه الأموال كان يردد دائما أنا معرفش حاجة، وعندما جري الضغط عليه للاعتراف حكي قصة أغرب من الخيال لا يصدقها أحد لكنه أصر عليها.
قال نجاح لقد جاء إلينا في عام 2000 أحد المشايخ ويدعي الشيخ وليد ابراهيم الدندراوي من محافظة قنا وسألني هل هذه أرضك، فقلت له نعم، فقال لي أريد أن استخرج من أرضك شيئا في حجم البلحة .. قلت له اتفضل، فأخذني ومعي بعض أقربائي وبدأ يرش الملح ويقرأ بعض التعاويذ وكان معه شخص سعوي يدعي ماجد نصران الخرزان ثم استخرج هذا الشيء والذي هو في حجم البلحة، لم نكن نعرف ما هو، ولا قيمته .. وعرفنا انه شيء يسمي الزئبق الأحمر، لم نعط الأمر اهتماما ولكن الشيخ قال لنا سيكون لكم نصيبكم والذي يقدر بثلث الأموال وستصل إليكم الأموال في أقرب فرصة ممكنة.
|