أستاذ الجيل
وكان من الطبيعي أن يتكئ وكيل مؤسسي الحزب الجديد ـ بدرجة أو أخرى ـ على تراث عمه الراحل أحمد لطفي السيد، الشهير بلقب (أستاذ الجيل)، وقد شارك في تأسيس حزب الأمة سنة 1907، وتولى منصب سكرتيره العام، ورأس تحرير صحيفته المعروفة باسم "الجريدة"، وظل سبع سنوات يبشر بفكرة "مصر للمصريين"، وهاجم الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وعبر عنها لطفي السيد حينذاك بقوله: "نريد الوطن المصري والاحتفاظ به، والغيرة عليه كغيرة التركي على وطنه، والإنكليزي على قوميته، لا أن نجعل أنفسنا وبلادنا على المشاع، وسط ما يسمى بالجامعة الإسلامية".
وشغل أحمد لطفي السيد عدة مناصب جامعية وسياسية رفيعة، إذ كان مديراً للجامعة المصرية، وفي عهده اتسعت الجامعة فضمت كليات الهندسة والتجارة والزراعة والآداب والحقوق والطب البيطري وغيرها، كما قبلت الجامعة سنة 1929 أول مجموعة من الفتيات المصريات للالتحاق بها، وكنّ حينئذ ثلاث طالبات في كلية الآداب وواحدة في كلية الحقوق.
كما اشتهر لطفي السيد بحرصه البالغ على استقلال الجامعة، فحين أُقصي طه حسين عن عمله سنة1932 قدم استقالته احتجاجا، ولم يعد إلى الجامعة إلا بعد تعديل قانونها بما لا يدع لوزارة المعارف الحق في نقل أستاذ من الجامعة إلا بعد موافقة مجلسها، ولم يدخل الجامعة إلا وهو يتأبط ذراع طه، ويتوجه به إلى أكبر مدرجاتها ليلقي محاضرة حضرها كل طلبة الجامعة، ثم عاد لطفي السيد لتقديم استقالته مجدداً عام 1937 احتجاجا على اقتحام الأمن للحرم الجامعي، إثر مظاهرات طالبية، ولم يعد للجامعة مرة أخرى.
|