في دراسة شملت 15 ألف شخص:
17 % من المصريين مرضى نفسيون!
في دراسة موسعة هي الأكبر من نوعها في مصر وتم عرضها في مؤتمر إقليمي عقد أخيراً في العاصمة التونسية شملت 15 ألف شخص قالت إن القلق أحد أمراض العصر يعانيه نحو 5% من المصريين والاكتئاب يعانيه7% أما إجمالي قائمة الأمراض النفسية فتشكل نسبتها بين المصريين 17% وأكدت مناقشات المؤتمر الذي يرأسه الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الأمراض النفسية بقصر العيني بحضور أكثر من 500 طبيب من مصر والدول العربية أن مرض القلق لم يحظ بنفس الاهتمام الذي ناله الاكتئاب من حيث التشخيص والعلاج حيث يعتبره البعض ضمن مشاكل الحياة العادية وليس مرضاً لكن الدراسات الحديثة اعتبرته مسببا للإعاقة أكثر من مرض الاكتئاب فهو يصيب واحداً بين كل أربعة ونسبة الإصابة ترتفع بين السيدات مقارنة بالرجال. عرض هذه الدراسة الدكتور محمد غانم أستاذ الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة عين شمس موضحاً أنها شملت أكثر من 15 ألف شخص من مختلف أنحاء مصر تتراوح أعمارهم بين 18 – 64 عاماً من الجنسين واشترك فيها 60 طبيباً لدراسة نسبة انتشار القلق والاضطرابات النفسية وثبت أن نسبة المرض النفسي في مصر تبلغ 17% من مجموع السكان بعد استبعاد أمراض الأطفال وكبار السن والإدمان وأن مرض القلق يصيب 4.9% كما أن نسبة الإصابة بالاكتئاب تصل إلى 6.4% لذا أوصت الدراسة بالتوسع في تقديم الخدمة النفسية في كل مكان مع ضرورة العمل على زيادة الوعي النفسي بين الناس، وتحدث الدكتور طارق أسعد أستاذ الطب النفسي والأعصاب جامعة عين شمس عن الجديد في مفهوم مرض القلق والآليات المسئولة عن حدوثه وعلاجه موضحاً أن المرض لم يأخذ حقه في البحث العلمي ولكن عندما بدأ العلماء بدراسة المخ ووظائفه اكتشفوا أن القلق مرض بالفعل له آليات وأسباب بيولوجية تجعل من شخص ما عرضة أكثر من غيره للإصابة به والجديد اكتشاف أماكن معينة في المخ مسئولة عن القلق وتلك الأماكن عندما تنمو وتتطور تمد الإنسان بالذكاء والقدرة على التفكير والتخطيط وقد تحدث بعض الاضطرابات الكيميائية وينتج عنها تعرض الإنسان لمرض القلق، ومعظم الأدوية التقليدية التي استخدمت لعلاجه كالمهدئات تسبب اعتياداً وتؤثر على الوظائف المعرفية، لذلك أصبح هناك اهتمام باستخدام أدوية علاج الاكتئاب التي ثبت فاعليتها الكبيرة في علاج القلق وهناك علاج جديد ناقشه هذا التجمع العلمي ثبت أنه مفيد في علاج حالات القلق العام والاضطراب والهلع والخجل والإرهاب الاجتماعي لأنه يرفع مادة السريتونين بشكل سريع وهي من أهم الموصلات الكيميائية المتضمنة في وظائف الحفاظ على العاطفة والناحية المزاجية، وقد أوضح الدكتور كوين أستاذ الطب النفسي بجامعة جاثيزبرج ببلجيكا أن التطور السريع في علاج مرض القلق أدى إلى زيادة نسبة التحسن بصورة ملحوظة مع تقليل الأعراض الجانبية القوية الموجودة مع الأجيال القديمة من الأدوية دون الخوف من حدوث إدمان أو تعود على الدواء وتلك أحد أهم المميزات التي يشعر بها المريض وهذا يجعل مريض القلق يستطيع أن يتناول علاجه بصورة طبيعية مع استمرار حياته بشكل سليم دون أن يؤثر الدواء على مجرى حياته.
|