
30-06-2006
|
|
حصار الكنائس إلى متى ؟؟
بقلم:روماني ميشيل
قوات الأمن تحاصر كنيسة السيدة العذراء بخورشيد بالإسكندرية وتمنع دخول المصلين بالقوة في 8/6/2006 وتقوم بتفتيش الكنيسة بحثا عن مفرقعات ومخدرات في أيقونات الكنيسة وغير ذلك من الحجج الواهية التي
لا تتفق مع العقل أو المنطق 0
وأب كاهن عند دخوله الكنيسة ومعه عمال لتركيب قواعد وسباكه لحمامات الكنيسة تمنعه أمن الدولة بالقوة بحجة أنه ليس لديه تصريح بذلك , وكاهن آخر منع من تركيب تكييفات مركزيه بالكنيسة بأحد الكنائس بالزقازيق وذلك بحجة عدم حصوله على إذن من الجهات المختصة ، ورجال الحي والأمن اقتحموا كنيسة منذ حوالي أكثر من عام بحي الزيتون وذلك لقيامهم بإجراء ترميمات بسيطة وعمل دهانات جديدة وكادت أن تحدث كارثة لولا تدخل بعض العقلاء وقاموا بتهدئة الأمور ، وأيضا واقعة إذلال رهبان دير المحرق من هيئة الآثار وعدم السماح لهم ببناء سور كان قد تهدم لفترة طويلة وبعد أن باحت حناجرهم وملوا تعبا من الجري وراء القرارات الإدارية في روتين إداري متعمد حصلوا مؤخرا على قرار بإعادة بناءه ، ناهيك عزيزي القارىء عن واقعة التعدي التي لن ننساها أبدا على
دير من أعظم أديرة العالم بالبحر الأحمر وهو دير الانبا أنطونيوس ومحاولة دخول قوات الأمن المركزي بالقوة وهدم أسوار الدير حتى أن الرهبان بدأوا يتركون قلايتهم وجثوا على الأرض في مشهد أليم وقرروا بصوت واحد أقتلونا قبل أن تهدوا سور الدير فنحن فداء لدير الأنبا أنطونيوس وأيضا كادت أن تحدث كارثة لولا اتصال أب الآباء وراعى الرعاة قداسة الأنبا شنودة أطال الرب حياته بالسيد رئيس الجمهورية فانسحبت على الفور قوات الغزو المركزية في مشهد لن ينساه العالم أجمع ، وأيضا يخرج علينا أحد الكتاب الإسلاميين ذوى القلم المتعصب جدا ويطالب الكنيسة بتقديم إقرارات ذمه مالية في واقعه غريبة لا تستند إلى أي قانون رغم أن هذا الكاتب كان في يوم من الأيام من رجال القضاء00
وأيضا ظهور ظاهره خطيرة وهى ظاهرة مدعى الاختلال العقلي لغزو الكنيسة وقتل من بها وسرقة ونهب ما فيها وسرقة محلات الأقباط المجاورة لها بحجة الدفاع عن الإسلام ورسوله وفى أخر الأمر تكيف الواقعة على أنها تعدى من مختل عقليا حتى يفلت من عقوبة الحبس ويودع في إحدى المصحات العقلية 00
عزيزي القارىء لا تتعجب من هذه المقدمة الطويلة فهناك الكثير والكثير من حصار الكنائس ، فهل يعقل أن يقوم الأمن بهذه الطريقة الغير حضارية في دخول كنيسة العذراء بخورشيد بالإسكندرية في يوم 8/6/2006 وذلك كما جاء في موقع الأقباط المتحدون ، ومحاصرتها والقبض على ثلاثة رجال فيها منهم حارس الكنيسة بحجة البحث عن مفرقعات خوفا على الجامع المقابل وعدم حصول الكنيسة على ترخيص بالبناء وقامت بمنع المصلين الذين كانوا يستعدون للاحتفال بقدوم كاهن جديد للكنيسة ، فدخلوا ومزقوا لافتات الترحيب بالكاهن الجديد وتطاولت أيديهم وعبثت بأيقونات القديسين التي لها مكانه مقدسه غالية في قلوبنا بحجة وجود مخدرات بها - فهل هذا معقول ويحدث في عصر الديموقراطية والحرية واحترام حرية العقيدة مع العلم أن هذه الكنيسة تقام بها الشعائر والاحتفالات الدينية منذ أكثر من أربعة أعوام وكان رجال الأمن يحرسونها في المناسبات والأعياد فكيف ينقلبون عليها ويقتحمونها بحجة أنه لا يوجد لها تصريح بالبناء ككنيسة فبعد هذه المدة يتحججون بهذه الحجج الواهية مع علمهم علم اليقين أنها تقدم منفعة عامه وتقام فيها شعائر وصلوات للمسيحيين الذين هم أصل الشعب المصري ، وهنا أتسائل سؤال بريء هل جميع الجوامع الموجودة في مصر كلها حصلت على تصاريح وتراخيص بالبناء هل الجوامع الموجودة أسفل العقارات والتي يوجد بها مكبرات صوت غير طبيعية ومزعجه ومقلقه للراحة حصلت على تراخيص بذلك ؟
المفروض أن أسفل العقارات يصرح له من الحي على أنه جراج للسيارات لخدمة العقار وليس جامع موجود بأسفل البيوت بهذا الكم الهائل من مكبرات الصوت التي تقلق الجميع مسلمين وأقباط فلماذا لا يتم محاصرة هذه النوعية من الجوامع ومنع المصلين بالدخول فيه أسوة بما يحدث في كنائسنا 0
والغريب أنه يوم الجمعة مثلا نجد أخوتنا المسلمين وبصورة جماعية وبطريقة غير حضارية يفترشون الشوارع والأزقة ويعطلون بالتالي حركة المرور ولا أحد يسألهم في هذه المخالفة الصارخة ، مع العلم أن الجوامع تكون بالداخل خاوية ولكنها عادة اعتادوا عليها ، والقانون يجرم من يعطل وسائل المواصلات والبريد00 الخ بعقوبات صارمة 0
لا شك إن كنائسنا محاصرة في عصرنا هذا ليس فقط بقوات الأمن بل بقرارات إدارية متعصبة وأفعال إختلالية نفسيه غاضبه ينتج عنها تعدى على المصلين بالكنيسة مثلا وهذا أيضا حصار نفسي ، فهل يغضب أخوتنا المسلمين في أن نبنى كنيسة نصلى بها ونتعبد فيها لربنا بطريقتنا الخاصة بدلا من مشاركتهم ومزاحمتهم على أرصفة الشوارع والأزقة ؟
هل لكي يقوم أب كاهن بتركيب أجهزة تكييف وإجراء ترميمات ودهانات بالكنيسة لا بد وأن يحصل على تصريح بذلك هل يعقل أن يقوم أحد الأشخاص العاقلين جدا والذي تم تصويره من قبل المسئولين على أنه مختل عقليا بدخول ثلاث كنائس بالإسكندرية مرة واحده وقتل وإصابة كل من يقابله ويخرج علينا السادة المسئولين بتصريحات استفزازية بأنه مختل عقليا ، في حين أن هذا المختل ( العاقل جدا ) اعترف في التحقيقات بأنه يكره المسيحيين ويدافع عن رسوله الذي يحبه ويقول أمام وكيل النائب العام أنا فداء رسول الله ، فهل هذا مختل عقليا ؟ ، فهذا عزيزي القارىء هو نوع من أنواع الحصار للكنيسة وهو حصار أرهابى ونفسي وذلك لأنه اتيحت الفرصة لكل من تسول له نفسه في أن يتعدى على الكنائس ويحتمي بعدها في ادعاء الاختلال العقلي 0
لقد أصبحت كنائسنا وشبابنا وبناتنا محاصرون فكريا وأمنيا وماديا فإلى متى هذا الحصار00 متى تنتهي نظرة الآخرين المتعصبة للأقباط الذين هم أصل البلد وأساسها وهم يريدون أن يعيشوا مع أخوتهم المسلمين في سلام دون حصار لأنهم ليسوا فقط جزء من هذه البلد بل هم أصلها ، ولن تنعم بلادنا بالسلام والرخاء بدون أن يعم الحب والتفاهم بين الجميع وأن يعامل الجميع بطريقة متساوية وواعية وحضارية حتى نستطيع أن نعبر بسفينة الوطن إلى بلا الأمان 0
بقلـــــــــــــم
روماني ميشيل
منير المحامى
مستشار الإتحاد المصري
حقوق الإنسان
http://www.copts-united.com/sca/sca1..._from=&ucat=7&
|