رسالة مفتوحة من المرشد العام للإخوان المسلمين
إلى الرئيس الأمريكى جورج بوش
السيد جورج بوش الابن
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
السلام على من اتبع الهدى وبعد ؛؛
سبق أن أرسلت لسيادتكم خطابا يوم انتخابكم مسئولا عن أمريكا وأوضحت لك فيه أن الإسلام دين سلام وحرية وكرامة وقلت أن اليهود شوهوا صورة الإسلام فى الغرب وأمريكا بأنه دين عنف وإرهاب وطلبت منكم أن تتصرف بحقيقة الإسلام عسى أن يشرح الله لك صدرك .
وأعود بأن أرسل لك هذا الخطاب فى الظروف القائمة عسى أن تتفهم حقيقة الإسلام ومن يعادونه وخاصة الصهيونيون .
فإن موقف الإخوان المسلمين الثابت والمؤسس على مبادئ وقيم ديننا الحنيف هو إدانة العدوان على الأبرياء أيا كان مصدره : فردا أو جماعة أو دولة أو تحالفا ? .. ومن هذا المنطلق أدنا نحن الإخوان المسلمين أحداث الثلاثاء 11 من شهر سبتمبر الماضى ? .. وناديناكم أن تتحلوا بصوت العقل والحكمة تجاه هذه الأحداث ? ونحن أمام العدوان الغاشم على الشعب الأفغانى ? .. وبالقوة نفسها ندين العدوان الأمريكى على الشعب الأفغانى الشقيق ? .. ونطالبكم بالكف فورا عن هذا العدوان ? .. واتخاذ خطوات وإجراءات دولية وفقا للشرعية الدولية التى تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة للكشف عن المتهمين فى أحداث واشنطن ونيويورك ? .. وتقديمهم إلى محاكمة عادلة بدلا من الحرب والتخريب وقتل الأبرياء ? وتدمير بلد بأكمله .
إن الحرب الأمريكية على أفغانستان لن تؤدى إلا إلى مزيد من غضب الشعوب الإسلامية ? وتأجيج مزيد من العداوات ضد السياسات والمصالح الأمريكية المنحازة والمتحيزة .
والأولى بكم بدلا من إثارة الشعوب وإشعال الحروب وإذكاء صراع الحضارات أن تعيدوا النظر الجاد والمسئول فى سياساتكم المنحازة حيال شعوبنا فى العراق وفلسطين ? حتى يعم عالمنا المضطرب العدل والحق والسلام ? وحتى تتعايش الشعوب على أساس من تلاقح وتحاور الحضارات ووفقا للمصالح المشتركة لخير البشرية جمعاء .
إننا نطالبكم برفع الحصار الظالم على شعبنا فى العراق، كما نطالبكم بالتوقف عن الانحياز الكامل للعدو الصهيونى الغاضب، وإعلان فك التحالف الإستراتيجى مع هذا الكيان العدوانى والوجود الإرهابى، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى أرضه وموارده ومقدساته ودولته الحرة المستقلة، والكف على مد هذا العدو بالمال والسلاح والمواقف المنحازة انحيازا كاملا له.
وإننا إذ نؤكد لكم على حقيقة أن ديننا الحنيف ينبذ العنف ويرفض العدوان على الأبرياء وينادى بالتعايش السلمى بين الشعوب ? لتشدد فى الوقت نفسه على ضرورة وقف العدوان على الشعب الأفغانى المسلم ? حتى ننقذ العالم من صراع شامل مدمر لا يبقى ولا يذر
والله سبحانه يقول الحق ويهدى إلى سواء السبيل
مصطفى مشهور
المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة 23 من رجب 1422هـ /10 من أكتوبر 2001