عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 03-07-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
السؤال الخامس: ماذا عن "المخططات واسعة المدي للفصل بين أقباط مصر ومسلميها"‏؟
فلنعد إلى نص رسالة نابليون إلى المعلم الجوهري التي عرضنا أجزاء منها أعلاه:
[تسلمت، أيها السيد، الخطاب الذي وجهَته الأمةُ القبطية إلىّ. سوف يسعدني أن أحميها. بعد اليوم لن تكون محتقرة؛ وعندما تسمح الظروف، وهو ما أتوقع ألا يكون بعيدا، (...الخ الفقرة السابق ذكرها).
لكن، إذا كنتُ أُحسن الصنيع، وإذا كان عليّ أن أعيد للأمة القبطية الكرامة والحقوق التي لا يمكن فصلها عن الإنسان، والتي كانت قد فقدتها، فإنه لديّ الحق بدون شك في أن أطالب أبناءها بالكثير من الحماسة والإخلاص في خدمة الجمهورية (الفرنسية).
لكن لا يمكنني أن أخفي عليكم أنني، في الواقع، أشكو من قلة الحماسة التي أظهرها الكثيرون (من الأقباط). بينما يأتي إلي كل يوم كبار الشيوخ ليكشفوا لي كنوز المماليك، كيف إذن أن أولئك الذين كانوا الوكلاء الرئيسيين القائمين على (تلك الكنوز) لا يفعلون شيئا لمساعدتي على اكتشافها؟
أنوه ببطريرككم، الذي أعرف فضائله وحسن نواياه. أنوه بحماستكم ومساعدتكم وأتمنى أيضا أن اُمتَدَح من الأمة القبطية كلها (..)].
لا نعلم إن كان عرض نابليون "بحماية" الأقباط من عندياته، أو جاء بناء على طلب في الرسالة الموجهة إليه، غالبا يشير إلى حماية أمنية أثناء الفوضى الحادثة، خاصة وأنهم عزل من السلاح بحكم الذمية. لكن المهم إدراك: أولا، أن الأقباط، كما هو ثابت على مدى التاريخ، لم يحدث أن طلبوا أو قبلوا حماية دولة أجنبية؛ وثانيا أن نابليون، كما أوضحنا أعلاه، لم يفعل شيئا على سبيل تغيير أوضاع الأقباط نحو الأفضل؛ وثالثا، وهو الأهم، فإن مطالب الأقباط الحقيقية، التي من الواضح أن نابليون قد كررها في رسالته، كانت لا تزيد عن ألا يكونوا محتقرين وأن "تعود لهم الكرامة والحقوق التي لا يمكن فصلها عن الإنسان".
لماذا يجد البعض في هذه الأمور البسيطة "مخططا واسع المدى للفصل بين الأقباط والمسلمين"؟ وهل العلاقة الوحيدة الممكنة بينهما تدور حول "الحذاء": أحد الطرفين يرتديه، والآخر تكون رقبته تحته؟ ولماذا ـ بهذه المناسبة ـ مازال الأقباط بعد قرنين من الزمان يطالبون بحقوق بديهية؟ بل إنه عند أخذ الخلفية السياسية والحقوقإنسانية العالمية في الاعتبار، فكيف إن أوضاعهم اليوم لا تختلف كثيرا عما كانت عليه أيام المماليك؟

***

قد يقول قائل ما الداعي لإضاعة الوقت والجهد في الرد على عبارة مسمومة في تحقيق صحفي، توجد مثيلاتها كل يوم؛ وما هو الجديد الذي أتينا به في هذا المقال، أكثر من إثبات القاعدة الذهبية الأولى بشأن الإعلام المصري وهي أنه "إعلام كاذب إلى أن يثبت العكس"، والقاعدة الثانية وهي أنه "إعلام مغرض إلى أن يثبت العكس" (بغض النظر عن استثناءات باهرة؛ ولكنها لا تنفي، بل تثبت، القاعدة)؟
الجديد، الذي ليس بجديد في الواقع، هو أنها دليلٌ آخر على استشراء الطالبانية في مصر لدرجة اختراق مفاصل الذهن والنفس والروح وحتى النخاع.


guindya@yahoo.com
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس