عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 31-08-2006
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road
(2)

وروى الكاتب المصري يوسف القعيد الذي حضر اللقاء أن الغزالي علق على اتاحة الرواية في مصر قائلا ان "السموم أيضا تنشر خلسة والناس تقبل عليها" وشدد على أنه ضد الرواية ولكنه أدان محاولة الاغتيال التي "لا يقرها شرع ولا دين".
وردا على التمهيد للمحاولة ببعض الكتب التحريضية ومنها كتاب الشيخ كشك قال الغزالي انه "رجل جاهل" في اشارة الى كشك. وتعرض محفوظ لمشكلة أخرى ليس بسبب "أولاد حارتنا" مباشرة ولا بسبب قصة قصيرة كتبها في الستينيات وتحمل عنوان (الجبلاوي) وانما بسبب دعابة. فبعد محاولة اغتياله سألته ممرضة عن حالته الصحية فداعبها قائلا "يظهر (يبدو أن) الجبلاوي راض علي". فالتقط محام من مدينة المنصورة (الى الشمال من القاهرة بنحو 150 كيلومترا) هذه الدعابة بعد نشرها في صحيفة الاخبار الحكومية في السابع من ديسمبر كانون الاول عام 1994 ورفع يوم 12 من الشهر نفسه دعوى قضائية ضد محفوظ متهما اياه "بالافتئات على حقوق الله عز وجل وتسميته بالجبلاوي." وطلب المحامي تعويضا مؤقتا قدره 501 جنيه لما أصابه من ضرر نتيجة الحوار المنسوب الى محفوظ الا أن محكمة جنايات المنصورة أصدرت حكمها النهائي يوم 26 ديسمبر كانون الاول عام 1995 برفض الدعوى.
ثم تجدد الجدل حول "أولاد حارتنا" نهاية عام 2005 حيث أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشر الرواية في سلسلة (رويات الهلال) الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التي قالت دار الهلال انها قيد الطبع حتى لو لم يوافق محفوظ بحجة أن الابداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه. وحالت قضية حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها دار الرشوق دون ذلك. وأعلنت دار الشروق مطلع عام 2006 أنها ستنشر الرواية بمقدمة للكاتب الاسلامي أحمد كمال أبو المجد. ونشرت مقدمة أبو المجد التي أطلق عليها "شهادة" في بعض الصحف لكن الرواية لم نفسها لم تصدر الى الان.

نجيب محفوظ.. بدأ كاتبا للمقالات عام 1929 ثم اتجه لتأسيس فن الرواية

قال الناقد المصري فاروق عبد القادر ان أفضل قرار لنجيب محفوظ منذ البداية أنه حسم قضيته لصالح الابداع فتفرغ لتأسيس فن الرواية وكف عن كتابة المقالات.

بدأ محفوظ حياته كاتبا لمقالات ذات طابع فلسفي حيث تخرج في قسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة القاهرة وعمل موظفا بها في الثلاثينات قبل ان ينتقل للعمل بوزارة الاوقاف الى أن بلغ الستين عام 1971. وسجل كتاب "نجيب محفوظ من الجمالية الى نوبل" الذي كتبه الناقد المصري الراحل غالي شكري وصدر عقب حصول محفوظ على جائزة نوبل في الاداب 1988 قول محفوظ "كتبت بصفة متواصلة فيما بين عامي 1928 و1936 مقالات في الفلسفة والادب في (المجلة الجديدة) و(المعرفة) و(الجهاد اليومي) و(كوكب الشرق) ثم اهتديت الى وسيلتي التعبيرية المفضلة وهي القصة والرواية ولو كنت صحفيا لواصلت كتابة المقال الى جانب القصة والرواية ولكنني كنت موظفا فلم يكن شيء يرجعني الى المقال الا ضرورة ملحة يضيق عنها التعبير القصصي."
وأضاف أنه لم يجد ضرورة تدعوه الى أن يستبدل بكتابة القصة أو الرواية مقالا "هذه الضرورة لم توجد بعد فأنا لا أعد نفسي من أصحاب الرأي ولكن من زمرة المنفعلين بالاراء ولذلك فمجالي هو الفن لا الفكر." وأول مقال معروف لمحفوظ مؤرخ بأول سبتمبر أيلول 1929 وعنوانه (الاساليب) وفيه يقارن بين نوعين من الاساليب يختلفان وفقا لمرجعية الكتاب الذين ينقسمون في رأيه الى فريق "مغرم بالعرب وما كتب العرب وأساليب العرب وحضارة العرب ويرى الخير كله في استعارة أساليبهم" في حين يرى الفريق الاخر أن تلك الاساليب العربية لا تناسب روح العصر. ويخلص محفوظ في نهاية المقال الى أن "كل كاتب صاحب فكرة. وهذا هو المعنى الذي ستدور عليه كتابته والاسلوب هو وسيلته في تبليغ هذه الفكرة واذاعتها اذا تخير أسلوبا ما خدم الكاتب في تبليغ رسالته وهذا هو أبلغ الاساليب في نظري." ولعل أشهر المقالات الاولى لمحفوظ وهو طالب بالجامعة ما نشرته له (المجلة الجديدة) التي كان يصدرها الكاتب المصري سلامة موسى (1887 - 1958) وحمل المقال عنوان (احتضار معتقدات وتولد معتقدات).
ومن المقالات الشهيرة لمحفوظ ما كتبه في مجلة (الرسالة) بتاريخ 23 ابريل نيسان عام 1945 تحت عنوان (التصوير الفني في القران) وهو دراسة عن كتاب بنفس العنوان لسيد قطب (1906 - 1966).

وبدأ محفوظ المقال بالتوجه الى المؤلف مباشرة "قرأت كتابك (التصوير الفني في القران) بعناية وشغف فوجدت فيه فائدتين كبيرتين.. أولاهما للقاريء خصوصا القاريء الذي لم يسعفه الحظ بالتفقه في علوم القران والغوص الى أسرار بلاغته بل حتى هذا القارئ الممتاز لاشك واجد في كتابك نورا جديدا ولذة طريفة. ذلك أن كتابا خالدا كالقران لا يعطي كل أسراره الجمالية لجيل من الاجيال مهما كان حظه من الذوق وقدره في البيان فللجيل الحاضر عمله في هذا الشأن كما سيكون للاجيال القادمة عملها."
وتابع "والمهم أنك وفقت لان تكون لسان جيلنا الحاضر في أداء هذا الواجب الجليل الجميل معا مستعينا بهذه المقاييس الفنية التي يألفها المعاصرون ويحبونها." وظل محفوظ يحتفظ للناقدين المصريين أنور المعداوي وقطب بمكانة خاصة اذ كانا أول من تنبأ له بأن يصبح روائيا ذا شأن وتحمسا له كما لم يتحمسا لاي روائي اخر من جيله أو الاجيال السابقة. وأعدم قطب عام 1966 بعد أن وجهت اليه تهمة بالتامر على نظام حكم الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر في قضية شهيرة شملت بعض رموز جماعة الاخوان المسلمين عام 1965.

آخر تعديل بواسطة AleXawy ، 31-08-2006 الساعة 02:19 AM
الرد مع إقتباس