عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 31-08-2006
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road
السينما في مسيرة وابداع نجيب محفوظ


قال المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس ان نجيب نحفوظ الذي توفي يوم الاربعاء أرسى قواعد المدرسة الواقعية في السينما المصرية. وأضاف أن "أهميته (محفوظ) في السينما لا تقل عن أهمية وجوده في أدبنا المعاصر بل ان وجوده في السينما يفوق وجوده في الادب." وأشار الى أن محفوظ أول أديب يكتب للسينما اذ شارك في كتابة 25 فيلما وأنتج من ابداعه 40 فيلما. واختار النقاد 18 فيلما لنجيب محفوظ ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما عام 1996.
وتنوعت هذه الاعمال بين أفلام كتبها مباشرة للسينما وأخرى شارك مع اخرين في اعدادها وثالثة مأخوذة عن احدى رواياته أو قصصه القصيرة. وكان المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف (1915 - 1996) قد نصح نجيب محفوظ بكتابة السيناريو في منتصف الاربعينات وقدما معا عددا من كلاسيكيات السينما المصرية ومن بينها (مغامرات عنتر وعبلة) و(المنتقم) و(ريا وسكينة) و(الوحش) و(الفتوة).
وعلى فترات متباعدة كان محفوظ يشارك في كتابة سيناريو أو حوار أحد الافلام ومنها (جميلة) و(الناصر صلاح الدين) و(الاختيار) للمخرج المصري يوسف شاهين.
وعلى مدى 15 عاما مع كتابة السيناريو لم يفكر محفوظ في كتابة أي معالجة سينمائية لاي من رواياته أو قصصه قائلا انه كتب رؤيته الفنية في العمل الادبي وربما كان غيره أكثر منه قدرة على تحويلها الى السينما. وحين بدأ مخرجون ينتبهون الى رواياته قرر ألا يكتب السيناريو ابتداء من عام 1960.
وكانت رواية "بداية ونهاية" التي أخرجها أبو سيف أول تعامل للسينما مع روايات نجيب محفوظ وبعدها توالت الافلام ومنها بينها (القاهرة 30) لابو سيف أيضا و(اللص وال****) و(ميرامار) لكمال الشيخ و(الكرنك) و(أهل القمة) لعلي بدرخان و(المذنبون) لسعيد مرزوق و(الحب فوق هضبة الهرم) لعاطف الطيب و(السمان والخريف) لحسام الدين مصطفى و(ثرثرة فوق النيل) لحسين كمال و(بين القصرين) لحسن الامام.
واختيرت الافلام السابقة ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري وأضيف اليها فيلم (بين السماء والارض) الذي أخرجه أبو سيف عام 1959 عن قصة قصيرة لمحفوظ.
وأشار النحاس في كتابه "نجيب محفوظ في السينما المصرية" الذي صدر بالقاهرة عام 1997 الى أن "نجاح أول رواية "بداية ونهاية" أغرى السينمائيين بالاقبال على تكرار التجربة ووصلت هذه المحاولات ذروتها خلال الستينات حيث تم عرض عشرة أفلام تحمل عناوين رواياته."
وتابع "أفلامه تمثل في قمتها أرفع مستويات السينما العربية." ويكاد محفوظ يكون الكاتب العربي الوحيد الذي حظيت بعض رواياته باعادة انتاجها أكثر من مرة ففي عام 1964 أخرج حسام الدين مصطفى فيلم (الطريق) عن رواية تحمل العنوان نفسه ثم قدمت لها السينما عام 1986 معالجة أخرى في فيلم (وصمة عار) لاشرف فهمي الذي قدم أيضا معالجة جديدة لرواية (اللص وال****) في فيلم (ليل وخونة) عام 1990.
وفي الثمانينيات انتبه المخرجون الى الطاقة الابداعية في (ملحمة الحرافيش) التي قدمت في ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و/التوت والنبوت/ لنيازي مصطفى و/الجوع/ لعلي بدرخان و/أصدقاء الشيطان/ لاحمد ياسين و/الحرافيش/ و/شهد الملكة/ لحسام الدين مصطفى.
وتحولت ملحمة الحرافيش الى مسلسل تلفزيوني كتب له السيناريو والحوار محسن زايد الذي سبق أن قدم معالجة تلفزيوية لثلاثية محفوظ. وكان مسلسل (حديث الصباح والمساء) اخر تعامل زايد مع ابداع محفوظ.
واهتم النقاد بسينما نجيب محفوظ أكثر من اهتمامهم بأي مخرج أو ممثل مصري.
ففي ديسمبر كانون الاول عام 2002 بمناسبة عيد ميلاد محفوظ أصدرت مكتبة الاسكندرية كتابي "نجيب محفوظ في السينما المكسيكية" لحسن عطية و"السينما في عالم نجيب محفوظ" لمصطفى بيومي.
وذكر بيومي أن الدراسات السينمائية السابقة عن محفوظ كانت مشغولة بالمقارنة بين النصين الادبي والسينمائي.
وقال انه ركز في دراسته على ما تحتله السينما في الحياة اليومية لابطال قصص محفوظ ورواياته.
وأثبت بيومي حضور السينما في الواقع المصري كوسيلة تثقيف أو تسلية أو مكان للقاء العشاق فضلا عن حضور العناصر السينمائية عند محفوظ كالممثل والمخرج والمصور والنقاد.
وأشار الى أن الجندي البسيط في قصة (ثلاثة أيام في اليمن) لمحفوظ يخوض حربا حقيقية لانه لم يعرف الحرب الا في الافلام "وفضلا عن الدور الذي تلعبه السينما في تجسيد ملامح بعض شخوص نجيب محفوظ فانها تلعب دورا مماثلا في بناء الحدث الروائي والقصصي."
وفي (أصداء السيرة الذاتية) يقول محفوظ على لسان الشيخ عبد ربه "ليست الدنيا في جوهرها الا فيلما يستحيل تقييمه الا بعد أن ينتهي أو يقف على حافة الهاوية."
وأنتجت السينما المكسيكية فيلمين عن روايتين لمحفوظ هما (بداية ونهاية) الذي أخرجه أرتورو ريبيستين عام 1993 و(زقاق المدق) الذي أخرجه خورخي فونس عام 1994 وقامت ببطولة الفيلم الاخير سلمى حايك.
وقال عطية بعد دراسته عن الفيلمين ان "انتقال الشخصيات المصرية من بيئتها التي نبتت فيها واعادة زرعها في بيئة أخرى لم يفقدها مقومات بنائها بل تظل القيمة انسانية عامة ويظل البعد الخالد الذي يطرحه محفوظ في رواياته بعدا يتجاوز كل مكان وزمان."
ولاحظ عطية أن السينما العربية خارج مصر لم تفكر في استلهام رواية أو قصة لمحفوظ.
الرد مع إقتباس