
09-09-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
|
|
تابع الموضوع :
ثالثاً: رفض اليهود المسيح قبل ألفي سنة وطالبوا بصراخ وهياج شديد الوالي الروماني بيلاطس بصلبه، وكانوا يصرخون بهياج شديد: ««اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!.. دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا» (راجع بشارتي لوقا 23: 21 ومتى 27: 25). ولا يخفى علينا تأديب الله لهم منذ ذلك الوقت، فقد نزعهم من الأرض المقدسة وجعل بيت عبادتهم (أي هيكل سليمان) خراباً، ثم شتتهم في أنحاء الأرض كلها، وأصبحت كل الشعوب تحتقرهم وتضطهدهم وتطاردهم وتقتلهم. وسُميت هذه الظاهرة بمعاداة السامية Anti-Semitism منذ القرن الميلادي الأول. وليس بعيداً عن ذهننا ما فعله بهم الألمان في الحرب العالمية الثانية، فقد قتلوا منهم ستة ملايين يهودياً في أفران الغاز في معسكرات التعذيب الرهيبة Concentration Camps وسٌميت محرقة اليهود Holocaust كما شُرِّد وعُذب الملايين منهم في أوروبا في ذلك الوقت. ولذلك مهما حاولوا سواء بالقوة أو بالاحتيال أن يبنوا هيكل سليمان في نفس مكان المسجد الأقصى، فلن يستطيعوا لأن الله لن يسمح لهم بذلك بعد.
رابعاً: قال المسيح عندما رفضه اليهود «هُوَذَا بَيْتُكُمْ (أي هيكل سليمان) يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً» (متى 23: 39). وجاء في متى 24: 1، 2 «ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ (استغرق بناؤه 46 سنة). فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هَذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ هَهُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!». وتحققت هذه النبوة بحذافيرها عام 70م عندما حاصر القائد الروماني تيطس مدينة القدس وقتل مليون يهودياً، ثم هدَّم الهيكل فلم يبقَ فيه حجر على حجر وأحرقه بالكامل ولم يبقَ له أي أثر. ويقال إن الهيكل كان في نفس مكان المسجد الأقصى الحالي. وهذا هو سبب إصرار اليهود على إعادة بناء الهيكل الثالث في نفس هذا المكان بالذات، وحسب تنبؤات المسيح لن يستطيعوا. وكل هذه الحفريات تحت المسجد الأقصى ليس لها معنى سوى محاولة هدمه حتى يستطيعوا بناء الهيكل الثالث من جديد.
خامساً: لن يستطيع اليهود بناء الهيكل مرة أخرى، لأن الله لن يقبل دم ذبائح حيوانية كفارية حسب الشريعة الطقسية القديمة بعد أن قدم المسيح (الذبح العظيم الحقيقي) دمه الطاهر كذبيحة فدائية وكفارية كاملة ونهائية على الصليب، نيابة عن خطايا البشرية كلها. والشعب المختار الآن هو الذي يقبل بالشكر والحمد ويؤمن بهذه الذبيحة السماوية. والغريب في الأمر أن اليهود يعرفون جيداً من التوراة والكتب النبوية الأخرى أن هذه الذبائح الحيوانية مهما كثرت فهي لا تكفي لتكفر عن خطية آدم الذي عصى ربه وعن خطايا نسله الخطّاء، إنما هي كانت مجرد رموز لحقيقة لا بد كانت ستحدث، فالله العادل لا يقبل موت حيوان بريء لينوب عن الموت الروحي الأبدي للإنسان الخاطئ في جهنم النار في اليوم الأخير، فالذي أخطأ هو الإنسان، والذي ينوب عنه في الموت يجب أن يكون إنساناً طاهراً بريئاً من كل ذنب، فمَن غير السيد المسيح كلمة الله، والذي بمعجزة إلهية تجسد في صورة إنسان طاهر قدوس يقدر أن يكفر عن خطايا كل الناس؟ يؤكد القرآن ما جاء في الإنجيل، فيقول في سورة آل عمران 45 إن المسيح وجيه في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين. ولأنه وُلد من أم بغير أب بشري دعاه الإنجيل «ابن الله الوحيد». وهذا لا يعني أنه ابن بالمعنى الحرفي، بل هو كلمة الله أي عقل وحكمة الله السرمدية والأزلية، والذي بمعجزة إلهية لمحبة الإنسان وخلاصه تجسد في صورة إنسان.
سادساً: كل هذه الضيقات التي حلت باليهود منذ القرن الأول كانت عقاباً وتأديباً من الله لهم لأنهم رفضوا المسيح. وعودتهم إلى أرض فلسطين منذ 1948م ليست صدفةً، بل هي تدبير إلهي خاص في هذه الأيام الأخيرة. فالله يريد أن يعطيهم الفرصة الأخيرة، فلهم الأولوية حسب مواعيد الله لآبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب الذي غيَّر الله اسمه إلى «إسرائيل» (وتعني الأمير المجاهد، الذي جاهد مع الله والناس وغلب) بأنه سيباركهم ويبارك نسلهم، ويبارك مباركيهم، ويلعن لاعنيهم، كما جاء في التوراة (التكوين 12، 26، 27، 28 وسفر العدد 23، 24). ولن يتخلى الله عنهم إلا لسبب واحد، وهو عندما لا يحفظون وصاياه على هذه الأرض حتى اليوم الأخير. وبركة الله لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى لعنة، فلذلك لا تزال الفرصة متاحة لهم ليرجعوا ويتوبوا ويؤمنوا بالمسيح ملكهم الحقيقي ومخلصهم الوحيد من الهلاك الأبدي في جهنم النار في اليوم الأخير. وبالطبع لم يسمح لهم بالاستيطان بالقوة والإرهاب في أرض فلسطين. فكل الأعمال الإرهابية التي يعملونها الآن ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمغلوب على أمره، ومحاولة إبادتهم بضربهم بالصواريخ والدبابات وطائرات F16 والأباتشي، وذخيرة اليورانيوم المنضب، والغازات السامة وهدم بيوتهم ومصانعهم وجرف مزروعاتهم، وحصارهم اقتصادياً وتجويعهم. وتمردهم على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية تدل على استمرار قساوة قلوبهم منذ فجر تاريخهم.
http://www.thegrace.com/books/Temple.htm
|