
25-09-2006
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
جمال البنا يقول أن التحول عن الاسلام لا يعتبر ردة
قراءة: سامح سامي
الشيخ المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا له أفكار تصادمية وجريئة، ولأنه مفكر فهو يبحث عن نقاط الاتفاق بين الشعوب وليس نقاط الخلاف التي تولد الصراعات والنزاعات، فهو منذ زمن يحاول أن يؤصل طريق الحوار بين الأديان على أساس أن الحوار سبيل للتفاهم والتقارب، لذلك أصدر كتاب حديث سيوزع بداية من الشهر المقبل أكتوبر 2006 بعنوان:" اليهودية والمسيحية في الإسلام ...حوار بين الأديان"، عن الدار التي يتولى إدارتها وهي مؤسسة فوزية وجمال البنّا للثقافة والأعلام الإسلامي.
ومحتوى الكتاب عبارة عن أسئلة أرسلها الأستاذ الدكتور بهي الدين الإبراشي المحامي الشهير إلى الشيخ جمال البنّا للرد عليها لتكون موضوعا لندوة يمكن لمؤسسة البنّا أن تنظمها، وبالفعل قام البنّا بالمهمة ورد على الأسئلة باللغة العربية ثم ترجمت إلى الانجليزية.
ويقول جمال البنّا في مقدمة الكتاب:" ومع ترحيبنا بفكرة الحوار؛ إلا أننا نطمح إلى ما يجاوز هذه الأداة، ذلك لأن الحوار ما بين أصحاب الأديان المختلفة إنما هو خطوة للتعرف على الأديان من فم أصحابها وممثليها مما يبعد ما قد يتضمنه سوء الفهم أو تدعيه كتابات مغرضة أو حتى لا تكون الصورة كاملة.... في الوقت نفسه فهناك خطر الانزلاق إلى معالجة قضايا مسألة العقيدة، فهذا أمر يجب الابتعاد عنه تماما لأن كل دين له عقيدته الخاصة والأسس المعنية التي بنيت عليها ولها قداسة خاصة وحساسية تجعلها لا تدخل في إطار المناقشة أو المعالجات الجدلية، وأي مناقشة لمسائل العقيدة لا يمكن أن تأخذ طبيعة الحياد وقد تؤدي إلى تعميق الاختلافات وإثارة الحساسيات".
ويحتوي الكتاب على ستة عناصر الأول العلاقة بالمسيحيين والثاني يطرح سؤالا ما هي مكونات أو مضمون الأديان؟، أما الثالث ففى مجال الإسلام والرابع من هو المسلم؟، والخامس بعنوان العلاقة باليهودية، وأخيرا السادس: هل يمكن التعايش مع الأديان الثلاثة؟.
وسوف يقتصر العرض هذه المرة على العنصرين الأول والثاني.
العلاقة بالمسيحيين
س: لماذا لا يسمح للمسلمين بالدخول مع المسيحيين في المناقشات الحامية المتعلقة بعقيدتهم؟
ج: إن المناقشة في العقائد عقيمة، لأنها ليست مسائل رياضية أو مادية يصلح فيها المنطق الحسابي 1+1=2 ولكنها ذات طبيعة مزاجية، ميراثية وسيكولوجية. ومن هنا نهى القرآن عن المجادلة مع أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
س: لماذا ترك القرآن قضية عقيدة المسيحيين مفتوحة في نهاية سورة المائدة؟
ج: يحتمل أن يكون ذلك عائدا إلى وجود من يؤمنون بأن المسيح رسول وليس إله بين المسيحيين. وتقصى تاريخ المسيحية وتطورها يظهر أن هذه الطائفة كانت كبيرة حتى جاء مجمع نيقية وأكد الثالوث وحارب كل من يخالفه.
س: ما الفرق بين الكفر والشرك؟
ج: الكفر عدم الإيمان، أما الشرك فإنه الوثنية وتعدد الآلهة وتجسيمها في تماثيل. وهنا أختلف مع الشيخ البنّا فقط في تحديد معنى الكفر، فهناك الكثير من الكتب توضح أن الكفر تعنى الإخفاء مثل الزارع الذي يخفي بذرته داخل الأرض ولا تعني الكفر. وأن الآية التي جاء فيها:"وأولئك هم الكافرون"، كان ُيقصد بها يهود المدينة الذين "أخفوا"-وليس الذين كفروا- عن الرسول أن عقوبة الزنا هي الرجم وليس الجلد في التوراة اليهودية(العهد القديم).
ما هي مكونات الأديان
س: هل يمكن القول بأن رسالة الدين تضمن تقدما؟
ج: لا جدال في أن الأديان الإبراهيمية الثلاثة قد خدمت قضية الإنسان عندما عرفته على الله تعالى وعندما قدمت دستورا يتمثل في الوصايا العشر وما قدمته آيتا 151-152 من سورة الأنعام فقد دعم ذلك الضمير الذي هو في أصل كل تقدم سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي.
س: لماذا لا يمكن لمسيحي أو يهودي أن يصبح مسلما ولا يجوز لمسلم أن يكون مسيحيا أو يهوديا وهل يعود هذا إلى التمييز ما بين عدم الانفتاح والاستبعاد؟
ج: هذا سؤال خاطئ؛لأن المسلم من حقه أن يرتد عن الإسلام إذ لا يمكن أن يوجد في هذا المجال-مجال الإيمان- قسر أو إكراه أو ضغط ونص القرآن صريح :"لا إكراه في الدين"، وقد ذكر القرآن الردة بالاسم خمس مرات في سور مختلفة، ولم يقرر عليها عقوبة كما ارتد بعض المسلمين عن الإسلام في عهد الرسول ومنهم واحد من كتبة القرآن فلم يتتبعهم الرسول بعقوبة، فحرية العقيدة إيمانا وكفرا مقررة في القرآن بنصوص قاطعة مكررة لأكثر من خمسين مرة، بل أكثر من هذا القرآن يقرر أن الايمان والكفر قضية شخصية لا يجوز للنظام العام أو لأي مؤسسة أو أفراد أن يتدخلوا فيها لأن الله تعالى غني عن العالمين ولن يفيده إيمان المؤمنين كما لا يضره كفر الكافرين وإنما يريد الله من الأديان منفعة للناس.
وأفهم أن يكون هذه الكلام جديدا على معظم الناس، بما فيهم المسلمين أنفسهم لأن الإسلام تعرض لما تعرض له الأديان من مؤثرات كان منها وضع أحاديث ملفقة، إما كيدا في الإسلام أو رغبة في تعميق الإيمان، كما كان منها تحول الخلافة إلى ملك عضوض من سنة 40 هجرية وقيام نظام الحكم على أساس وراثي ووصول الدولة الإسلامية إلى مرحلة الإمبراطورية كل هذه العوامل جعلت الفقهاء يضعون حدا للردة معتمدين على حديث ينسب إلى الرسول وقد رفض الإمام مسلم ولكن البخاري تقبله وهو يقول:" من بدل دينه فاقتلوه" وآثار الوضع واضحة في صيغة الحديث ومنافاته لعشرات الآيات القرآنية التي تقرر حرية الاعتقاد. ولكن الفقهاء عندما تقبلوا هذا الحديث فلم يكن ذلك حماية للإسلام، ولكن حماية النظام القائم بدليل أن الفقهاء وضعوا صيغة:" من جحد معلوما من الدين بالضرورة يعد مرتدا"، وبهذا أمكن إلصاق تهمة الردة بكل من يخالف النظام.
http://www.copts-united.com/wr/go1.p...from=&ucat=35&
|