تابع : المضلل العام
كما أن هذا التقسيم لا يتضمن أى اعتراف من الجماعة المحظورة بأن هناك من يمكن أن يخالفهم الرأى.. والأصناف الثلاثة الأخرى من الناس فى رأى الإخوان ليس فيها أى قبول بأن يكون هناك من هو خارج عليهم.. بل إن الغريب هو أن الصنف الرابع فى رأى كاتب الرسالة هو «من أساء فى الإخوان ظنه ولا يراهم إلا بالمنظار الأسود القاتم». دعك من أولئك الذين يرفضون الإخوان إجمالا، ألا ترى يا أخا الإسلام أن هناك من يمكن أن يختلف معك دون أن يكون مسيئ الظن.. أين كلامك أنت وإخوانك عن الديمقراطية.. ثم يا أخى من قال أن النظر إليكم بمنظار أبيض هو الحق الذى ندعو الله أن يرزقنا اتباعه. ألا يقودنا ذلك إلى الحقيقة الأساسية التى بناء عليها نرفض الإخوان، بخلاف أسباب أخرى، وهى أنكم ترون أنكم وحدكم «المسلمون» وما عداكم ليس كذلك.. وها أنت تقع بلسانك أو بالقلم الذى كتب لك وتقول أنكم «الحق».. أى غرور دينى هذا.. وأى عنصرية.. ومن الذى أعطاكم الحق؟. ثم من قال، كما يأتى فى الصنف الثالث من الناس، حسب هذا التقسيم، إنكم لا تسعون لتحقيق مغنم.. دعك من الحكم الذى تسعى إليه.. أليس غنيمة.. أليس بينكم مليارديرات ربحوا وتربحوا من الدين.. وحققوا ثروات طائلة من خلال ذلك.. وإذا نفيت ذلك فإننى أدعوك أيها المضحى أن تعلن هذا علنا لكى أذكر لك قائمة طويلة بأصحاب القصور الفخيمة الذين أثروا فحشا وتيسرت لهم السبل من خلال الإيداعات والتبرعات وغيرها.. ثم تدعون أنكم تبذلون الغالى والرخيص من أجل الدعوة.
وإذا كان هذا هو تقسيمكم للناس الآن، كيف إذن سوف تقسمون الناس حين تحكمون - لاقدر الله - أين يجد المعارض نفسه يا رذيلة المضلل.. ولا أقول يا فضيلة المرشد.. هل وقتها سوف تكتفون بالدعاء له.. ثم ماذا تفعل فى أحزاب قائمة.. هل هذه هى التعددية التى يقرها الدستور.. أم تراك سوف تنكر أن هذا هو كلامك.. وبخط من كتبه لك فى الجماعة.. أم هل ستقول أننا من أصحاب المنظار الأسود الذين لا نرى الحق.. أم تقول كما جرت العادة أننا سيئو الظن.. نفسر كلامك بما ليس فيه. إنه نص ما قلت دون تحريف.. وقد أراد الله أن يكشفك أنت ومن معك.. رغم كل محاولات التجميل.
* طلب الحكم
إن فى كل ما فى تلك الرسالة ما يستوجب التعليق والرد.. لأن فيه كلاما كاشفا ودليلا ساطعا على الخديعة التى يروجها هؤلاء المحظورون.. ولكنى أتوقف أمام جملة يقول فيها صاحب الرذيلة.. المضلل العام: «نكررها واضحة جلية.. الإخوان ليسوا طلاب حكم أو دنيا، والحكم عندهم ليس بغاية، ولكنه وسيلة وأمانة وعبء وحمل ثقيل». هنا إحدى أهم نقاط التناقض الخطير فى بنية ادعاءات الإخوان، ولاشك أن هذا القول هو ما يسبب مشكلات عميقة لدى الشباب الذى ضل السبيل وانضم للإخوان.. إذ إنه فى البداية يتم إقناعه بأن ما يفعلونه هو من أجل الدين ولا شىء آخر.. ثم يفاجأ بأن كل ما تقوم به قياداته هو سعى للحكم.. إن لم يكن لهاثا من أجله. طلاب سلطة ولا شىء آخر، فقط هم يريدونها دون محاسبة، ودون مسئولية، لأنهم وقتها سوف يقولون إنهم يفعلون كل شىء باسم الله.. طلاب سلطة ولا شىء آخر.. وساعون نحو الدنيا.. والحكم غايتهم.. وإلا لماذا يخوضون الانتخابات.. ومن قبل قتلوا.. وفجروا.. حين ظنوا أن الحكم اقترب.. ثم ما لبث هرب.. من قتل النقراشى.. ومن حاول اغتيال عبدالناصر.. ومن أباح قتل السادات.
وإذا كان الحكم «عبء ثقيل».. من دعاكم إلى أن تحملوه.. اتركوه لمن يقدر عليه.. أى وسيلة تلك التى تتحدثون عنها.. وأنت تكفرون الناس من أجلها.. وتتهمون الناس فى دينهم.. وفى ضمائرهم.. وتنشرون الشائعات.. وتصدرون الفتاوى.. أهو غاية من أجل تقسيم الناس إلى أربعة أصناف.. ألست أنت يا صاحب الرذيلة الذى تقول فى هذه الرسالة: «الفرق بيننا وبين الآخرين - بعد اتفاقنا فى الإيمان بالمبدأ - أن عندهم «إيمان مخدر نائم» فى نفوسهم، على حين أنه إيمان ملتهب قوى يقظ فى نفوس الإخوان.. من أعطاك الحق أن تصنف إيمان الناس هكذا.. حتى بين أولئك الذين تقول أنك تتفق معهم. ثم من قال أن الإخوان لم يحكموا.. ليش شرطا أن ينالوا الدولة حتى ندرك الحقيقة.. انظر ماذا فعلوا حين نالوا «الوسيلة» فى النقابات.. أليس هذا بروفة حكم؟ ألم يحدث إقصاء لكل من خالفهم الرأى؟ ألم يتم إنفاق الأموال العامة على الأتباع فقط دون غيرهم؟ ألم يتم استبعاد الأقباط؟ ألم تنهر أحوال كل مهنة فى كل نقابة منذ حدث ذلك.. انظر ما هو حال مهنة المحاماة.. ومهنة الطب.. ومهنة الصحافة.. وغيرها.. هل تتبرأون من كل السوءات التى حدثت وأنتم تحكمون تلك النقابات.. أم تراكم تريدون أن نسلم لكم البلد كى تجربوا فينا.. وتقولون بعد خراب مالطة أن نواياكم كانت سليمة من أجل الدين.
إن فى تلك الرسالة الكثير مما يكشف حقيقة النوايا.. ويميط اللثام عن الزيف والخداع.. فقط إذا قرأناه بعين نقدية.. وليس كما يدعى صاحب الرذيلة بمنظار أسود.. إنها عين الحقيقة الكاشفة التى لا يمكن خداعها. غير أنى لم أجد فى كل هذا السرطان الذى أسموه «رسالة المرشد العام».. ما يلى:
|