عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 13-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
تحذيرات من خطورة عزلة الأقباط داخل الجامعات

د. محمد سكران
فى جريدة الأهالى الغراء، قام الصحفى المتميز سامى فهمى، بتحقيق صحفى عن بعض الأحداث التى وقعت فى انتخابات الاتحادات الطلابية، وبعض المظاهر التى تهدد الوحدة الوطنية، بجامعة الفيوم، مدعما تحقيقه بما وسعه من وسائل الإثبات، من أبرز ما جاء فى التحقيق عمليات تزوير قام بها الطلاب الذين يطلقون على أنفسهم صفة التيار الإسلامى فى تشكيلهم لما يطلقون عليه الاتحاد الطلابى الحر، وما ارتبط بهذا من عنف وتشابك بينهم وبين أطراف أخرى لا علاقة لها بهم، ولا بتشكيل اتحادهم، ولا يهمهم فى قليل أو كثير تشكيل الاتحادات من عدمه، كما أشار التحقيق إلى بعض المظاهر الطلابية التى يمكن أن تثير الفتن، ويتهدد الوحدة الوطنية، - لو صحت حقيقة ما ذكر فى التحقيق - وتتمثل - كما ذكر - فى التباعد بين الطلاب المسلمين والأقباط، وانزواء بعض الطلاب الأقباط بعيدا عن زملائهم من المسلمين، لأسباب يرونها، أو يشعرون بها، تحت مشاعر الاستبعاد أو الاضطهاد.
ونظرا لخطورة ما جاء فى التحقيق المشار إليه فإن مسألة قيام الطلاب الذين يطلقون على أنفسهم التيار الإسلامى بتشكيل ما يطلقون عليه الاتحاد الحر بات ظاهرة واضحة فى الانتخابات الطلابية الأخيرة، فى معظم الجامعات والكليات، بل سمعنا عن تشكيلات أخرى غير طلابية تسير فى هذا الاتجاه، مما يشكل خطورة واضحة على نظام الدولة وتماسكها، ويعمل على تفككها وتحللها، مما يعطى الفرصة للانقضاض على مؤسساتها، وبذلك تتحقق نظرية الفوضى الهدامة، وليس الفوضى الخلاقة.
أما مسألة تزوير من يطلقون على أنفسهم التيار الإسلامى لتشكيل اتحادهم الحر، فإن صحت الواقعة فإنها تعد مؤشرا خطيرا، وخروجا على أخلاقيات الإسلام التى نحرص عليها جميعا، وإن كان البعض يرى لماذا نعيب على الطلاب، ونأخذ عليهم هذا السلوك المعيب أخلاقيا وإسلاميا واجتماعيا، وقد حدث مثله فى الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب؟ على أى حال سواء صح هذا أو ذاك فهو أمر ينذر بالخطر ويفرض علينا اليقظة والحذر حفاظا على مخزوننا البشرى، وعلى أخلاقيات إسلامنا، وعلى مسيرة تحولنا السياسى والديمقراطى المنشود.
ونأتى للقضية التى لا تقل أهمية بانزواء الطلاب الأقباط وابتعادهم عن التفاعل مع زملائهم من الطلاب المسلمين، مع التسليم بأنه قد تكون هناك مبالغة فى هذه القضية، وتضمينها، وأن ما يحدث من الانزواء والابتعاد من جانب الطلاب الأقباط قد يكون نتاج مشاعر خاصة بهم، وليس لها وجود فى الواقع، إلا أن هذا الابتعاد والانزواء، تحت هذه المشاعر سواء أكانت ذاتية أم موضوعية، فإنه يشكل ظاهرة بالفعل قائمة، ليس فقط فى جامعة الفيوم، أو فى كلية التربية بها، بل ربما هذه الجامعة وبحكم المعايشة لمدة تزيد على ربع قرن ولعشرات الأسباب الإدارية والتنظيمية والاجتماعية والبيئية - أقل حدة وبكثير مما عليه الوضع فى العديد من المؤسسات التعليمية والجامعية الأخرى، بل وفى غيرها من المؤسسات فى مختلف المواقع والوزارات والبيئات، والتى تغذيها بعض الممارسات من جانب بعض الزملاء المسلمين، منها غير المقصود، ولكن يتم تفسيره من زملائهم الأقباط تفسيرا يصب فى اتجاه الشعور بالاضطهاد، ومنه المتعمد المقصود من قبل المتأسلمين، ودعاة الجمود والتطرف، والمفتين الجدد الذين باتت تمتليء بهم - ليس فقط الفضائيات - وإنما أيضا عشرات المؤسسات والتجمعات، والذين يرون أنهم أعرف بأمور الدين، وأقدر على الفتوى من صاحب الفضيلة المفتى الرسمى للديار المصرية، بل وهناك من المفتين الجدد من لم يبلغوا بعد الحلم؟ ولما لا؟ وقد حكم أحد الأحداث بخروج أديبنا العالمى نجيب محفوظ، ومبدعنا فرج فودة، على الملة وحاولوا اغتيال أديبنا العالمى، وتحقق لهم اغتيال مبدعنا فودة، وفى المدارس وكلنا يعرف ما يحدث فيها من ممارسات بعض المتطرفين، من التطاول على العلم رمز الوطن، وبث الفكر المتطرف بين العقول الغضة، والوقفة الحازمة التى وقفها وزير التربية والتعليم السابق دكتور حسين كامل بهاء الدين، وكانت وبحق وقفة شجاعة مشهودة كما لا يمكن فصل ما حدث ويحدث من مظاهر انزواء الأقباط وشعورهم بالاضطهاد، أو بتعبير أدق وقوعهم تحت هذا الشعور مما حدث فى مجلس الشعب من الدفاع عن الحجاب والمحجبات، والذى يحمل ضمنا المساس بمشاعر غير المحجبات، ومن بينهن القبطيات.
عشرات السلوكيات والمشاعر الذاتية والموضوعية، تتزايد يوما بعد يوم، وتكشف عن نفسها فى الاحتقانات والأحداث الطائفية التى تحدث هنا وهناك، تغذيها الأغراض السياسية الرخيصة، ما حدث فى الانتخابات الأخيرة من صعود التيار الإسلامى، وما يطرحه فى مجلس الشعب من أفكار ورؤى، يفسرها بعض الأقباط - تحت شعورهم بالاضطهاد - تفسيرا يزيد من تباعدهم وانعزالهم، وهو أمر خطير لابد من تداركه، وتحديد أسبابه الحقيقية، ووضع جميع الإجراءات والأساليب للحد منها، وفتح كل الملفات، فى كل المؤسسات والتعامل بشفافية فى معالجتها، والترجمة الحقيقية لمفهوم المواطنة، وتكريس ثقافتها، خاصة بين الأجيال الصاعدة، حفاظا على أعز ما نملك وهو ليس غيرها الوحدة الوطنية ذات الخصوصية المصرية.
http://www.al-ahaly.com/articles/06-...1306-inv03.htm

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 08-01-2008 الساعة 07:06 PM
الرد مع إقتباس