عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
داخل هذا الإطار العريض نستطيع أن نعالج بعض التفاصيل منها..

1. قضية الزي: ليس الزي جزءً من العقيدة. ولكنه يعود بالدرجة الأولى إلى العادات والتقاليد وضرورات المناخ وطبيعة العمل وصناعة الأنسجة والملابس. فلا يُتصور أن نلبس في المناطق الباردة ما نلبسه في المناطق الحارة أو أن نقتصر على ما كان عليه الحال قبل ظهور التطورات الضخمة في صناعة الأنسجة وتفصيلها الخ... وليس هناك ما يمنع من أن نلبس ونحن في دار الهجرة ما يلبسون، خاصة وأن من الكياسة أن لا نثير الشكوك والريب حولنا، أو أن نوجد جوا يغلب أن يكون عدائيا بحكم الزى الغريب.

وبالنسبة للمرأة المسلمة فالمفروض أن تلتزم بآداب الحشمة الإسلامية وهذا لا يعنى ضرورة التمسك بالحجاب المألوف وإذا أرادت أن تستر شعرها فيمكن أن ترتدي قبعة تحقق المطلوب. ويجب أن نتذكر أنه قد كان من أسباب الحجاب "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" وهذه الحكمة نفسها تُملي صرف النظر عن الحجاب التقليدي حتى لا يؤذين، المهم أن لا يكون هناك تبذل أو تبرج "الجاهلية الأولى".

2. الأكل والشرب: يحرم الإسلام كما هو معروف – لحم الخنزير كما يحرم شرب الخمر وليس هناك صعوبة في اجتنابهما تماما وسيمكن للطالب المغترب أن يلم بالأطعمة التي يدخلها لحم أو شحم الخنزير فيتجنبها. وليس هناك أقل حرج في هذا. فمن الآداب المرعية دائما ترك الحرية لكل واحد في أن يأكل ما يشاء ويختار دون أي أفتئات عليه فهذا شأنه الخاص، كما لن يشق عليه أن يمتنع عن الخمر فهناك كثيرون يمتنعون أو يقلون من الخمر ويتمتعون بالتقدير والاحترام. فالطعام والشراب ليس فيهما إعنات كبير لا للمغترب ولا للمجتمع الأوروبي الأمريكي نفسه.

3. الحياة الاجتماعية والعلاقة بالمرأة: إن دخول المرأة في المجتمع الأوروبي بالصورة التي نعرفها قد يوجد حرجا شديدا للطالب المغترب في حالات عديدة، فقد يدعى إلى حفلات راقصة تعقدها اتحادات الطلبة وغيرها في مختلف المناسبات ويصعب على الطالب المغترب مقاطعتها لأن ذلك يمكن أن يمس وضعه فى الجامعة أو يعطى انطباعا معينا عنه. والأمر في الحقيقة يتطلب قدراً من الكياسة فيمكن الاعتذار عن أشد هذه الحفلات ابتذالاً، ويمكن حضور البعض الآخر والاعتذار عن مراقصة زميلاته بمختلف الحجج والأعذار، فإذا لم يكن بد فليعتبرها من اللمم "وقد أعتبر بعض المفسرين أن من اللمم القبلة والضمة" وليكفر عنها بعد ذلك بما يستطيع من حسنات من صدق وإخلاص وخدمة لإخوانه. وله أسوة بالرجل الذي قال للرسول إنه مارس مع إحدى النساء ما هو دون الزنا فسكت عنه الرسول حتى قامت الصلاة وصلاها الرجل معه فلما أعاد الرجل مساءلته، قال له: ألم تصلّ معنا؟ إن الحسنات تذهبن السيئات.

4. العلاقات الجنسية: هذه هي أشد القضايا حرجا وإرهاقا للطالب المغترب وقد يرى فيها تحديا يكون عليه أن ينتصر بإيمانه عليه فيسمو بغرائزه ويوجهها نحو مختلف المجالات السليمة. ولكن هذا إن صدق بالنسبة لواحد فإنه يصعب بالنسبة للآخرين لأن الغريزة غلابة والطالب المغترب والعامل المهاجر قد يقضى في دار غربته بضع سنوات في ريعان الشباب ووسط المغريات ولن يكون مفر من إقامة علاقات جنسية. وقد وضع الإسلام الحل لهذه القضية ولكن المسلمين لا يريدون الإفادة من الرخصة التي قررها ومن الحل الذي وضعه الرسول وفرضوا على أنفسهم العنت الذي رفضه الرسول "لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم". وهذا الحل هو ما يطلق عليه الفقهاء "نكاح المتعة" وكلمة المتعة في حد ذاتها توضح لنا كيف تجرد المسلمون الأول من "العقد" التي استبعدت ألفاظ المتعة والاستمتاع والتمتع كما لو كانت خروجا على سمت الإسلام وما ينبغي له من حفاظ، والله تعالى أعلم من المؤمنين بأنفسهم وهو يعلم من الناس ما يخفون وهو أقرب إليهم من حبل الوريد. وقد رخص الرسول بهذا النوع من الزواج المحدد المدة وجعل أحكامه كأحكام الزواج باستثناء المدة وقيل إن الرسول نهى عنه بعد ذلك ولكن المسلمين ظلوا يمارسونه طوال خلافة أبى بكر وجزءا من خلافة عمر حتى نهى عنه عمر وحرّمه. وتحريم عمر يفهم منه بوضوح أنه هو الذي حرمه وليس الرسول ولو كان نهي عمر مبنيا على نهى الرسول لما احتاج إلى أن ينهى هو ولأحال الأمر على نهى الرسول فهو أولى. ويكاد يكون من المحقق أن عمر رضى الله عنه خشي إساءة استخدام الناس لهذه الرخصة فبادر بسد بابها وكان مصيبا في اجتهاده هذا. ولكن التحليل والتحريم مردهما إلى الله تعالى وليس إلى أحد من البشر وتحريم عمر لها لا يعنى استمرار تحريمها إذا جدت الأسباب التي من أجلها رخص الشارع فيها. وهو ما نعتقد أنه ينطبق على الحالة التي نحن بصددها، حالة المغتربين.

واستخدام هذه الرخصة سيحل عددا من المشكلات فسييسر وضع الغريزة محلها وبطريقة مشروعة بعيدة عن الزنا الكريه. وقد يستطيع أن يهدي الزوجة إلى الإسلام وهو "خير من الدنيا وما فيها" ومسألة الأولاد الشائكة التي كانت أصعب ما فى القضية يمكن استبعادها لسهولة وسائل تنظيم النسل "وهو بدوره مشروع ما لم يتخلق جنين" ولن يترتب عليه ما يترتب على الزواج العادي الدائم من مشكلات عويصة "خاصة في أوروبا وأمريكا" عند الطلاق في حالة فشله. ولن يثير هذا الأسلوب ضيقا لدى الطرف الآخر لأنه هو نفسه لا يريد التورط في زواج دائم قبل الزواج الدائم. وقد وضع ليون بلوم الزعيم الاشتراكي الفرنسي كتابا كبيراً يدعو فيه إلى هذه الفكرة ويسميها زواج التجربة ولها أنصار عديدون فى الولايات المتحدة مثل القاضي لندسى وغيره.

وبهذه الطريقة يمكن للمسلم المغترب أن يحل أزمته الجنسية طوال مده دراسته حتى يؤوب إلى بلده أما بالنسبة للمهاجر هجرة دائمة فإن زواج المتعة سيقدم له الطريقة الوحيدة المشروعة للتوصل إلى الزوجة الصالحة التي يمكن أن يحيا معها إلى الأبد...
[/SIZE][/B]
الرد مع إقتباس