مسئولية "الإخوان المسلمين"
وعلى الرغم من عدم تحديد مجلس الكنائس هوية المتهمين، والاكتفاء بوصفهم بأنهم "أصوليون"، فقد أتهم الأنبا مرقص المتحدث الرسمي باسم الكنيسة المصرية، في تصريحات نشرتها /الدستور/، "الجماعات الدينية" بالقيام بهذا التصرف، الذي وصفه بأنه "غير مسؤول"، وقد يتسبب في إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وربط بين تصريح الرئيس مبارك الأخير الذي اتهم فيه الإخوان بأنهم خطر على مصر، وبين ما حدث من اختراق لهذه المواقع قائلا: "أنا لا استبعد أن تكون لهذه الجماعة، يقصد "المدافعين عن الإسلام"، على علاقة بالإخوان المسلمين"، حسب اتهامه.
وأشار مرقص لقيام الكنيسة الأرثوذكسية بتقديم بلاغ رسمي لإدارة مباحث الإنترنت، لتتولى التحقيق في الموضوع حتى تتمكن من ضبط الجاني، حسب تعبيره، وأبدى تخوفه من استطاعة هذه الجماعة في المستقبل القريب اختراق المواقع المهمة، ومنها موقع قداسة البابا شنودة، أو رئاسة الجمهورية، أو مواقع البنوك، "خاصة أنهم يمتلكون تكنولوجيا عالية"، على حد قوله.
بيد أن د. جمال حشمت، القيادي في جماعة الإخوان استغرب هذا الاتهام ، مشيرا إلى أن مواقع الإخوان الإلكترونية هي الأكثر عرضه للاختراق، فيما نقلت صحيفة "الدستور" عن جمال عبد العزيز، خبير الإنترنت والناشط الحقوقي قوله إنه لا يعتقد أن الإخوان لديهم القدرة الفنية على عمل ذلك.
وقد أبدى اللواء مصطفي راضي، مساعد وزير الداخلية ومدير إدارة مباحث الإنترنت استياءه من هذه التصرفات، وأكد أن الإدارة ستبدأ في إجراء التحقيقات بمجرد انتهاء الكنيسة من عمل حصر لجميع المواقع التي تم اختراقها وتقديم قائمة بأسمائها.
استهدفوا المواقع المحلية لا التبشيرية
وتلفت حملة "الهاكرز" على المواقع الكنسية الأنظار، وتطرح أسئلة عديدة، كما يرى محللون، بسبب تركيزها على مواقع محلية، تابعة لكنائس مصرية صغيرة، تابعة للكنيسة الأرثوذكسية الأم، وتعالج بشكل أساسي قضايا دينية مسيحية، وعدم اختراقها المواقع التبشيرية، أو الإخبارية المسيحية الخارجية أو مواقع أقباط المهجر، التي تشكو صحف مصرية من هجومها على الدين الإسلامي.
وطالت حملة "الهاكرز" موقع مثل كنيسة العذراء بمسطرد، وموقع كنيسة مار مرقس بشبرا الخيمة، وموقع السلام من أجل السلام وإيبراشية طما، وموقع مطرانية ملوي ومطرانية نقادة وموقع إبيراشية أسوان وموقع دار فتاة السيدة العذراء وموقع قناة "COPTS Sat"، وموقع مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومطرانية مغاغة، وموقع كنيسة مار جرجس بألماظة، وموقع دير الشهداء بسوهاج، وموقع بيت الشمامسة بالجيزة، وموقع دير الشهيد تادريس المشرقي، وموقع كنيسة العذراء بالخلفاوي وموقع جريدة الطريق، بالإضافة إلى موقع الإعلامي القبطي "عاطف كامل".
وقد أكدت عدة مواقع قبطية مصرية وخارج مصر، أن الهجوم الذي قام به مجموعة من المخترقين، والذي استطاعوا فيه التسلل إلى "سيرفر شبر الخيمة" الذي يقوم باستضافة كثير من المواقع الكنسية ومواقع الكنائس والمطرانيات، أدى إلى التحكم بهذه المواقع وحذف محتوياتها وإحلاله بمحتوى غير مسيحي، شمل تقريبا معظم المواقع المستضافة على السيرفر، ومعظمها لا يفتح أو يفتح بمحتوى غير مسيحي في الفترة الحالية.
إلا أن مسؤولين كنسيين قالوا لاحقا إن مواقع الكنائس التي تعرضت للهجوم تمكنت من إزالة جميع المواد الإسلامية، التي وضعها من وصفهم بـ "الجناة" على مواقعهم، وعاد بعضها للعمل، في حين لا يزال البعض الأخر معطلا ويجري إعادة ضبطه إلكترونيا.
|