عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-01-2007
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
((((((( تــــــــــــــابــــــــــــع )))))))

وفي مسجد المهدي بمدينة التعاون كان إيهاب سعيد أحمد رئيس مجلس إدارة المسجد يقوم بأعمال جرد مفاجئة، واكتشف سرقة سبعة آلاف جنيه من صندوق المسجد، فتقدم علي الفور ببلاغ إلي قسم شرطة الزيتون يتهم فيه أمين الصندوق بالسرقة وتحرر بذلك محضر رقم ١٤٩٨٩ لسنة ٢٠٠٦ جنح قسم الزيتون، واعترف المتهم بالسرقة أمام وكيل النيابة وتم حبسه علي ذمة التحقيقات.

لم تكن الكنائس والأديرة أسعد حظاً من المساجد، ففي دير أخميم بسوهاج طرد «س.ح» أحد رهبان الدير لارتكابه العديد من الجرائم والتي جعلته لا يصلح أن يكون رجل دين، قرر «س.ح» الانتقام لاسيما أنه يعرف كل كبيرة وصغيرة في الدير فسرق «عظام القديسين» لما لها من قيمة أثرية ومكانة خاصة. مرت الشهور ولم يكتشف أحد اختفاءها، إلي أن تم القبض علي سيدة تحمل بطاقة رقم قومي مزورة، واعترفت بأن «س.ح» هو من زورها ودلت الشرطة علي مكانه،

وعثرت الشرطة علي العظام بعد مداهمة مسكنه واعتبرتها من الآثار، تم تشكيل لجنة من الآثار بناء علي طلب نيابة مصر القديمة لإثبات ما إذا كانت العظام تعد أثراً أم لا؟ ولم تتمكن اللجنة من معرفة قيمة العظام، ولكن بالصدفة استطاع طبيبان قبطيان كانا في النيابة اكتشاف لغز العظام وبمجرد شم رائحتها أكدا أنها عظام القديسين وأنها نادرة جداً ولها قدسية خاصة، تم الاتصال بمسؤول قبطي كبير لإبلاغه بالأمر، وعلي الفور حضر عدد كبير من الرهبان إلي النيابة وأكدوا جميعاً المعلومة ذاتها.

اعترف «س.ح» بالسرقة علي سبيل الانتقام من المسؤولين عن الدير بأخميم بسبب قرار طرده، أعيدت العظام إلي الدير، ومازالت التحقيقات في القضية مستمرة ورقمها ٣٠٥٢٩ جنايات مصر القديمة لسنة ٢٠٠٦، وباشر التحقيقات تامر عطية مدير نيابة مصر القديمة.

لغز آخر كشفته الصدفة، ولكن هذه المرة في كنيسة العذراء بالخانكة علي طريق ترعة الإسماعيلية، حيث تلقي قسم شرطة الخانكة بلاغاً من القس يسطسي فانوس بطرس راعي الكنيسة يؤكد فيه سرقة خزينة من مكتبه وبها مبلغ ٦٠ ألف جنيه،

توجه رئيس المباحث لمعاينة المكتب ولاحظ أن باب الغرفة مكسور، استمر الفحص لمدة ست ساعات ظل خلالها شخص يراقب رئيس المباحث ويسير خلفه وتظهر علي وجهه ملامح التوتر والارتباك، استوقفه رئيس المباحث واستجوبه، فكانت المفاجأة أنه السائق الخاص بالقس ويدعي «غ.ن.ع» انهار واعترف بأنه السارق نظراً لمروره بضائقة مالية واحتياجه الشديد للمال لإتمام زواجه.

وكان «غ.ن.ع» في طريقه إلي القس في مكتبه ووجده يضع النقود في الخزينة بعد قيامه بعدها، أوصل القس إلي منزله وعاد إلي الكنيسة، أوقف السيارة أمام المكتب الذي توجد به الخزينة، ودخل المكتب واقتلعها من مكانها وحملها إلي شنطة السيارة وخرج من الكنيسة مرة أخري بحجة الذهاب إلي الميكانيكي لإصلاح السيارة، تم القبض عليه وأمرت النيابة بحبسه علي ذمة التحقيقات، وتحرر بالواقعة محضر رقم ٢٦٧٢٨ لسنة ٢٠٠٦ جنح الخانكة.

مفاجأة أخري فجرها «ع.ع» الذي تم ضبطه وهو يسرق صندوق النذور الخاص بكاتدرائية العباسية، وأحيل إلي نيابة الوايلي، واعترف أمام رئيس النيابة بأنها لم تكن المرة الأولي التي يسرق فيها صندوق النذور، بل كان أيضاً يسرق المصلين وأنه فعل ذلك لحاجته للمال ومروره بظروف صعبة، تحرر بالواقعة محضر رقم ٥٢٨٥ جنح الوايلي لسنة ٢٠٠٥.

الحظ العثر كان بطلا لواقعة نصب جرت أحداثها بكاتدرائية العباسية أيضاً، عندما أوهم «س.ف» شخصين بأنه يستطيع شراء بضائع وشاي وسكر بأسعار مخفضة لهما من داخل الكاتدرائية، وبالفعل أخذ منهما خمسمائة جنيه ودخل الكاتدرائية، إلا أنه فوجئ بأن الباب الخلفي مغلق، فحاول الهرب بالقفز من علي السور، ولكنه سقط وكسرت قدمه اليسري، ألقي الضابط المكلف بحماية الكاتدرائية القبض عليه، وتحرر محضر بالواقعة رقم ١٢٩٠٤ جنح قسم الوايلي لعام ٢٠٠٦.

ولكن ما الدافع وراء ارتكاب هذه الجرائم وبهذا الشكل؟

ولماذا يختار البعض دور العبادة لارتكاب هذه المحرمات فيها؟ يجيب الدكتور عبدالرؤوف الضبع رئيس قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة سوهاج: هناك تفسيرات عديدة لوقوع مثل هذه الجرائم في دور العبادة، فربما يكون الأمر ناتجاً عن تفاعلات أزمة اقتصادية تؤدي إلي خلل في القيم الثقافية التي تحكم سلوك الأفراد، كما أن المجرم هو المجرم، والجريمة هي الجريمة ليس لها زمان أو مكان محددان،

والمجرم هنا وجد في المسجد أو الكنيسة مكاناً آمناً للاحتماء به، وارتكاب الفعل المحرم في المكان المحرم يدل علي أنه فقد الإيمان والحياء، ويعاني من اهتزاز في منظومة القيم التي تحكم سلوكياته، الأمر الذي يجعل الفوارق النسبية بين المباح وغير المباح ضئيلة، خاصة مع غياب سلطة الضبط الاجتماعي، ووصلت مسألة الاهتزاز هذه إلي مفاهيم أساسية مثل الحلال والحرام والعيب وبدأت تتلاشي.

وأضاف: البطالة أيضاً عامل مهم جداً وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بينها وبين الجريمة والتطرف، يضاف إلي ذلك أن مشروع الزواج أصبح متعسراً في الوقت الذي يري فيه الشباب المجتمعات الغربية متحررة، وسط زيادة درجة الإباحية الثقافية الناتجة عن العولمة، كل هذه العوامل تؤدي إلي خلل القيم المتعلقة بالعملية الجنسية وتدفع لارتكاب مثل هذه الجرائم، إضافة إلي الزيادة السكانية وحالة الغليان السياسي التي نعيشها.

وعن سبل مواجهة هذه الظاهرة يقول الضبع: لابد من تسهيل أبواب شرعية لمساعدة الشباب علي تكوين أسرة، وتعليم الأبناء منذ صغرهم علي الخطأ والصواب لكي تكون شخصيتهم مستقلة وضرورة المكاشفة والمصارحة في الإعلان عن هذه الجرائم وكلها أمور من شأنها تقليل معدلات الجريمة والحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
__________________
KOTOMOTO
الرد مع إقتباس